الصفحات

الخميس، 10 ديسمبر 2015

بقترح على الحكومة ونواب البرلمان ان يخرجوا في مظاهرة يجعلون شعارها (قرفنا من الشعب)



دم خليل
طبعاً خليل بطل قصتنا اليوم ليس هو الشاعر النوبي خريج الهندسة الميكانيكية وصاحب
عزة في هواك عزة نحن الجبال
وللبخوض صفاك عزة نحن النبال
عزة ما بنوم الليل محــــال
وبحسب النجوم فوق الرحال
خلقة الزاد كمل وأنا حالي حال
متين أعود أشوف ظبياتنا الكحال
عزة ما سليت وطن الجمــال
ولا أبتغيت بديل غير الكمــال

كما انه ايضا ليس بدكتور خليل ابراهيم مؤسس ورئيس حركة العدل والمساواة ، وصاحب عملية الذراع الطويل التي دخل بها ام درمان في يوم السبت العاشر من مايو 2008 .

خليل بطل قصتنا اليوم ، هو العباطة بعينها ، ثقيل الدم وكان فصيلته (o ) بقري ، يتحاشى شباب الحي الالتقاء به ، لا يعرف متى يتحدث او يصمت ، ولا يعرف متى اوقات الزيارة ، توصد في وجه كل ابواب الحي .
مصدر شؤم ، ملازمته لك تصيبك بالغثيان ، ولن يتركك حتى( يهنق )حمار الوادي ، بالاختصار يفرض نفسه على الاخرين ، يتحمله الناس مكرهين فهم ينظرون الى بقية اهل خليل .
وفي ذات الحي الذي يسكن فيه خليل ، يسكن احد الهنود الذين استقروا من فديم الزمان بتلك المدينة .
اصيب هذا الهندي بمرض جعله طريح الفراش بمستشفى المدينة .
الدكتور المشرف على حالة الهندي قال ان المريض اصيب (بأنيميا ) حادة وهو بحاجة ملحة الى نقل دم عاجل ، تداعا كل شباب الحي للتبرع لهذا الهندي ، فهو جزء منهم برغم اختلاف جنسيته .
اكتظت المستشفى بالمتبرعين ، وبدات عملية مطابقة فصائل الدم ولكن للأسف كل محاولات التطابق باءت بالفشل ، ففصيلة الهندي نادرة ، كل الذين حضروا فصائلهم لم تتطابق مع فصيلة ذلك الهندي .


الدكتور يناشدهم بضرورة ايجاد فصيلة تطابق فصيلة المريض ، احتار الحضور في ايجاد تلك الفصيلة ، احد الحضور قال يا دكتور كل الذين حضروا لم تطابق فصيلتهم ولم يبق الا (خليل) هذا مشيرا بيده الا خليل الذي يجلس في برود لا يلقي بالاً لانزعاج الاخرين .
غضب خليل وبدا عليه الانزعاج حينما امره الدكتور بالحضور لمطابقة فصيلته ، فخليل جاء الى المستشفى من باب الشمار لا اكثر ، فهو لم يضع في الحسبان ان يكون من ضمن المطلوبين لمطابقة فصيلة دمهم .

احد الشباب الذي يقف بجوار بطيب المختبر ، يخرج ويبشر الحضور بتطابق فصيلة خليل مع فصيلة الهندي ؟، فرح الجميع الا خليل ، الذي بدا يندب حظه الذي اتي به الى هنا .
ومن هنا بدأت قصة خليل مع ذلك الهندي ،فكل يوم والثاني يذهب خليل الى ذلك الهندي تارة في مكان عمله وتارة في بيته ، ويبدا بالسلام عليه ثم السؤال عن صحته (كيف الصحة) ، ان شاء الله ما حسيت بشي تأني ، دمي ما غير معاك .

ويقوم الهندي بإعطاء خليل قروش مرة ، وفي مرات يمنحه وجبة دسمه ، وصار خليل على ذات المنوال وذات الاسئلة ، كيف صحتك (دمي ان شاء الله ما غير معاك ) ، كره الهندي نفسه واليوم الذي جعل فصيلته تتطابق مع فصيلة خليل ، ليصيح في ذلك اليوم يا خليل قوم امشي معاي ، فيرد خليل نمشي وين ؟
الهندي تمشي معاي المستشفى عشان اديك زجاجة دمك وارتاح منك ومن قرفك ده .

وها انا اصيح كما صاح ذلك الهندي في حكومتنا التي اصبحت تمتن على شعبها ، بان علمته اكل (الهوت دوق ) وشراب البيبسي ، والرفاهية التي اصبح فطامه منها صعباً . يا حكومة نزلونا في محطتنا قبل الانقاذ وعلينا يسهل وعليكم يمهل .

بل وصل الامر لنواب البرلمان الذين من المفترض ان يكون الشعب هو من انتخبهم ليكونوا صوته ، ان يقولوا ان الشعب هو سبب الفقر الذي يعيش فيه الوطن وانهم السبب في عدم قدرة الدولة على توفير بنزين سياراتهم .
ليصل الامر الى وزير ماليتنا الذي يصرح بان الشعب هو سبب الازمة .
بقترح على الحكومة ونواب البرلمان ان يخرجوا في مظاهرة احتجاجية يجعلون شعارها (قرفنا من الشعب ) .
شترة
اذا لم تستح فقل ما تشاء

لؤي الصادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق