الصفحات

الأربعاء، 16 مارس 2016

(زفة تشهير) لمتهم باغتصاب طفلة في مدينة ودمدني السودانية تثير ردود أفعال واسعة

الخرطوم ـ «القدس العربي»:

أثار مشهد زفة أقامها أفراد من مباحث مدينة ودمدني وسط السودان لمتهم باغتصاب طفلة، ردود أفعال متباينة، حيث إبتهجت الغالبية بهذا المشهد، بينما اجتهد قانونيون وناشطون في إدانته بوصفه يعدُّ إنتهاكا دستوريا لمواطن.
وقال شهود عيان إن الزفة الرسمية طافت شوارع مدينة ودمدني التي تبعد (186)كليو مترا عن الخرطوم، وسط تهليل وتكبير المواطنين وتتكون من ثماني عربات (مكشوفة) مزودة بالعديد من الأسلحة منها مدفع دوشكا وبنادق كلاشنكوف، تتقدمها دراجات نارية تطلق صافرات إنذار لإفساح الطريق، وكان أفراد القوة يشيرون بعلامات تدل على النصر وإظهار القوة.
وقال محام من مدينة مدني (طلب عدم ذكر اسمه) إن الشخص الذي تم التشهير به،متهم حسب المادة 45(ب) من قانون الطفل، وذلك باختطاف واغتصاب طفلة عمرها سبع سنوات وتم القبض عليه في مدينة كسلا شرقي السودان، وهنالك روايات غير موثقة عن حالة الطفلة.
وأضاف المحامي أنّ الطريقة التي تم بها القبض على المتهم تمثل إنتهاكا صريحا لحقوقه الدستورية ،فقد تم خلق رأي عام ضده، وفقد فرصته في الحصول على محاكمة عادلة، مشيرا إلى أن قرائن الأحوال تشير إلى أن التحريات تمت وستستمر بنفس سيناريو القبض عليه وسوف يتعرض القضاة لضغوط كبيرة، ويتوقع أن لا يجد من يدافع عنه في ظل الرأي العام والضغوط التي وضع فيها، مبينا أن المحاكمة العادلة تبدأ منذ لحظة القبض على المتهم وهو ما لم يتوفر في هذه الحالة.
ونُسب أمر القبض على المتهم والتشهير به، بهذه الطريقة، لوالي ولاية الجزيرة، ولم يصدر نفي رسمي لضلوع الوالي في هذه الواقعة، لكن ناشطين قالوا لـ«القدس العربي» إن الوالي لا صلة له بهذا الأمر، وإن ما نُشر يدخل ضمن وقائع وأحداث كثيرة ـ سالبة وإيجابية ـ تُنسب إليه منذ تسلمه مقاليد الأمور في ودمدني.
وقال أحد المعلقين على هذه الواقعة في الفيسبوك: «الشغل الهمجي والرجرجة والدهماء اللافين شوارع مدني في البوكس الفيهو المتهم، ديل بيعبروا بس عن تخلفنا وبربريتنا».
ويقول أمير جمال عن هذا المشهد: «ماذا يعني أن تقوم وحدات الشرطة بتصويره وهم ملتفون حوله ويشهرون فوق رأسه المسدسات ؟ صور سيلفي بالمعنى الأصح»؟
والواضح أنه تعرض للضرب والتعذيب كما يبدو في الصور، وأجبر على البكاء، ماذا يعني هذا يا والي الجزيرة؟ وأين حكومة الولاية من هذه الفوضى؟
واستنكر كثيرون أي تعاطف مع المتهم،معتبرين كل من يقدح في عملية التشهير يحتاج لطبيب نفسي، ويقول اسماعيل فقير: «هذا النوع من الناس والذي يقوم بمثل هذا العمل المشين لا يستحق أن يطلق عليه اسم بشر، و يجب أن يعامل بأقسى من ذلك، يجب أن يعامل معاملة الكلاب لأنه من فصيلتهم وما فعلته له الشرطة فى نظري، أقل من المطلوب حتى يكون عظة لغيره من الكلاب المسعورة عديمة القيم والأخلاق».

صلاح الدين مصطفى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق