الصفحات

الجمعة، 11 مارس 2016

تعاطي المخدرات يتزايد بين شباب السودان

كشفت ندوة على هامش المؤتمر الثاني لمكافحة المخدرات في السودان، عن انتشار كبير للمخدرات بين الشباب السوداني، وفق تصريحات الخبراء والمختصين.
وقال مشاركون في الندوة، إن الأعوام الأربعة الماضية شهدت تزايدا ملحوظا في أعداد المتعاطين، ولا سيما بين طلاب المدارس والجامعات، أوقف خلالها 41 ألفا منهم، بينما ضبطت الجهات المختصة ملايين الحبوب المخدرة، وأطنانا من مادة الهيرويين والحشيش.
وكانت السلطات السودانية أعلنت أخيرا عن ضبط 5 حاويات شحن محمّلة بالمخدارت، قدّرت قيمتها بـ23 مليار دولار، وعبّرت عن رغبتها بتعديل قانون المخدرات، الذي سنته أخيرا، بما يضمن الحد من هذه الظاهرة.
ويرجع خبراء ومختصون تزايد الظاهرة إلى النزاع المسلح في مناطق عدة بالبلاد، عدا ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، والتفكك الأسري.
وخلصت دراسة أجرتها مديرة مستشفى التجاني الماحي للأمراض النفسية والعصبية بأم درمان الدكتورة نور الهدى محمد، إلى أن 57 في المائة من تجار المخدرات في السودان من الشباب، وأكثر من ثلثي هذه النسبة بين 18 - 44 عاماً.
وقالت نور الهدى إن الدراسة التي أجرتها على نزلاء في سجن الهدى العام 2014، أظهرت أن 28.9 في المائة يتعاطون المخدرات "لملء فراغهم"، وأن السجن "ليس عقوبة رادعة".
وأرجع العقيد منور محي الدين أسباب زيادة تعاطي المخدرات إلى النزاعات المسلحة وضعف الرقابة على الشريط الحدودي، إلى جانب عدم توفر المراكز الصحية للعلاج. وأكد تحول  البلاد إلى دولة منتجة للمخدرات عبر حظيرة الردوم الواقعة على الحدود بين السودان وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
ويرى استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، علي بلدو، "أن تنامي الظاهرة في المجتمع السوداني يعود لجملة عوامل، بينها الاستعداد الوراثي والمشاكل الأسرية وظواهر الهجرة والنزوح والاغتراب"، لكنها تتفاقم "بوجود رفاق السوء والتعليم السالب والتجريب ومحاولة إثبات الشخصية والتأثر بالوافد الثقافي".
وأكد تزايد حالات التعاطي في أوساط الشباب السوداني، ولا سيما طلبة المدراس الثانوية والجامعات، بنسبة 1 إلى 4 في المائة، وتزداد في المناطق الحضرية عن الريفية.
وقال إن 90 في المائة من الجرائم يرتكبها مدمنون في العادة، متوقعا تفاقم ظاهرة تعاطي المخدرات، "المعركة القادمة في السودان لن تكون مع الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في مناطق مختلفة وإنما مع الإدمان".
العربي الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق