في مخيّم زمزم للنازحين في إقليم دارفور (غرب السودان)، لا يعلّق النازحون آمالاً كبيرة على الاستفتاء (يفترض أن يصوت سكان الإقليم على خيار من اثنين: إما بقاء الإقليم على تقسيمه الحالي إلى خمس ولايات، وإما أن يعود إقليماً واحداً). ووسط سوق صغير لبيع التبغ المحلي، يبدي مواطنون فقدوا كل شيء لامبالاة حيال الاستفتاء. يقول إسماعيل موسى الذي يبيع تبغاً أخضر اللون: "الاستفتاء لا يعنيني. أريد السلام والاستقرار". وبعد مرور نحو عام على بداية الحرب عام 2003، فقد موسى (62 عاماً) كل ما يملك بعد وصول القتال إلى قريته. يقول: "امتدت الحرب إلى قريتي كنجاره قرب تارني، وأحرقت منازلنا وسرقت أملاكنا". تعب من الفقر، هو الذي أجبر، بالإضافة إلى 2.5 مليون شخص آخرين، على الفرار من منازلهم في دارفور والانتقال للعيش في المخيمات، بحسب الأمم المتحدة. خسر موسى أرضه، وبات يعمل في تجارة التبغ. يوضح: "صرت أعمل في هذا المكان الضيق بعدما كان لي أرضي التي أزرع فيها". أما عمر عشر (62 عاماً)، فيسعى إلى تأمين حياة كريمة لأسرته من خلال عمله في سوق التبغ. يقول إن التصويت في الاستفتاء الإداري لن يعيد له أسرته التي فقدها. "جئت إلى هنا في السابع من مارس/آذار عام 2003 عندما أحرقت المليشيا قريتنا تارني. رأيت ابني وابن شقيقتي يقتلان أمام عيني. نريد السلام والاستقرار".
العربي الجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق