التحية والتجلة لشهداء الحركة الطلابية على مر تاريخها الحافل بالبطولات والمآثر، التحية لهم وهم يدفعون حياتهم رخيصة، ويضحون بدمائهم الزكية، في مواجهة آلة الأنظمة القمعية وهم العزل إلا من سلاح إيمانهم بعدالة قضيتهم دفاعا عن حياة الكرامة والعزة والحرية. والتحية للطلاب والشباب الذين حملوا على أكفهم شعلة النضال وساروا بها من بعدهم، لتغيير واقع مستقبل أمتهم البئيس، فسقط شهيد جامعة كردفان الطالب، أبوبكر الصديق هاشم، وهو يدافع عن ذات القيم التي ضحى من أجلها رفاقه السابقين، وبالأمس سار على الدرب الطالب بجامعة الأهلية، محمد الصادق، وهو يزود عن كل القيم الإنسانية النبيلة، فسقط من أجلها شهيدا في الدفاع عن ما آمن به من قيم. ولن تسقط راية النضال وشعلة المقاومة التي ضحى من أجلها كل هؤلاء الأبطال أبدا إلا بانتصار قضية شعبهم الصامد بهزيمة الديكتاتورية والإستبداد والطغيان، وتدشين فجر الحرية الذي لاح في الأفق.
إن إنتفاضة هؤلاء الطلاب الأشاوس ودفاعهم عن مؤسساتهم التعليمية، وحمايتها من البيع و(الهمبتة) وتصديهم البطولي لا تنفصل عن تراكم السخط الشعبي العارم والمتزايد ضد سياسات النظام التصعيدية في استمرار نهج الإبادة الجماعية في دار فور وجبال النوبة وجبال الإنقسنا، ولا تنفصل عن الحالة المعيشية المزرية التي أكدت فشل النظام وعجزه في ايجاد الحلول لها.
إن الإستمرار في سياسة الإغتيالات والقمع المفرط التي ظل ينتهجها هذا النظام الديكتاتوري بحق الطلاب العزل، وتصاعد موجات الإستدعاءات والإعتقالات السياسية، وسط الشباب والطلاب والناشطين السياسيين والصحافيين والإعلاميين الشرفاء تؤكد أن النظام غارق في الارتباك السياسي، وأن أزماته قد تخطت مقدراته المعدومة أصلا وجعلته يعيش في عزلة سياسية شاملة ورعب قاتل، بلغ به أقصى منحنيات مراحل ضعفه وتفككه هشاشة، فلم يعد أمامه إلا إستعمال العنف القاتل وسيلة للبقاء.
وعليه:ـ
ـ نتوجه للقطاعات الشبابية وتنظيماتهم بمختلف مشاربهم وخلفياتهم السياسية والفكرية أن يتوحدوا ويتفقوا على برنامج عمل يلتفوا حوله.
- على قادة التنظيمات السياسية الإنضمام الفوري للإنتفاضة وتقدم الصفوف وعدم التقاعس، فالنضال ليس فرض كفاية، مع أخذهم في الاعتبار معالجة سلبيات ومعوقات انتفاضة سبتمبر المجيدة.
- استنهاض الحركة الجماهيرية وتعبئتها بمختلف فئاتها وطبقاتها وانتماءاتها لكي تقوم بتكوين لجان الانتفاضة في الأحياء والمدن لتشل ايادي قوى الأمن والطغيان حتى يسقط هذا النظام الدموي وتقوم على أطلاله دولة المواطنة والحرية.
- الالتفاف حول لجان التنظيمات النقابية البديلة في سبيل التحضير للعصيان المدني والإضراب السياسي الشامل من أجل الإطاحة بنظام الشمولية والقهر والاستبداد.
- نناشد الوطنيين والشرفاء من أفراد القوات المسلحة والشرطة عدم التعرض للمظاهرات السلمية، وكذلك التصدي لمليشيات المؤتمر الوطني ومنعها من التعرض للشباب والطلاب العزل.
نترحم على أرواح الشهداء من الطلاب، ونؤكد لهم بأن دمائهم الطاهرة لن تذهب هدرا وان أرواحهم ستكون فداءً لشعبهم، وتخليصا له من نير الديكتاتورية والقمع والاستبداد.
- نتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، ونطالب النظام البوليسي باطلاق سراح الطلبة المعتقلين وكافة السجناء السياسيين.
ونؤكد لجماهير شعبنا أن ساعة سقوط النظام قد أزفت، وإن فجر الخلاص قد لاح، وأنه لا تخاذل ولا تراجع إلى الوراء، ولا مناص غير السير على درب الشهداء حتى النصر.
المجد لشهداء الحركة الطلابية
المجد لشهداء الديمقراطية والحرية
عاش كفاح الشعب السوداني
الجبهة السودانية للتغيير
28/أبريل/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق