على نحو مفاجئ وقبل أربعة أشهر تقريباً، غادر مساعد أول رئيس الجمهورية رئيس الاتحادي الأصل، المكلف السيد الحسن الميرغني البلاد مغاضباً إلى قاهرة المعز، بعد أن نقل مكتبه من القصر الجمهوري إلى جنينة جده السيد علي الميرغني بشارع النيل قبل أن يستدعي طاقم مكتبه إلى مكان إقامته الحالي، ليباشر مهامه الحزبية من هناك.. نجل الميرغني قال في تصريحات سابقة إنه (مستاء) ثم شكا من التهميش، وعدم تسلمه ملفات حقيقية منذ آدائه القسم وممارسة مهامه الرئاسية كمساعد أول للرئيس.. مكث الحسن شهوراً في أم الدنيا، واستدعى عدداً كبيراً من قيادات حزبه إلى هناك في وقت لم تنقطع حسب مقربين منه، الاتصالات بينه وبين الحكومة بالخرطوم، للتفاوض حول إمكانية عودته.
همس اتحادي
جدل كثيف يدور هذه الأيام تهمس به مجالس الاتحاديين في المدينة بقرب عودة الحسن الميرغني إلى البلاد، لكن القيادي بحزبه والعائد للتو من القاهرة قال في حوار سابق مع (آخر لحظة) إن السيد الحسن لا زال يخضع للعلاج، ولن يعود إلا بعد الفراغ منه، تلك الإشارة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن نجل الميرغني لن يعود إلى البلاد إلا بعد أن يحسم خلافاته مع الحكومة في المسائل المتعلقة بتهميشه، فالرجل غادر البلاد وهو يعض الأنامل من الغيظ بسبب جلوسه على الكرسي الوثير دون أن توكل له ملفات حقيقية.
مهام جديدة
لكن الحكومة لم تتعامل مع مغادرته كما تعاملت مع مغادرة شقيقه جعفر الميرغني من قبل وبدأت في اتصالات مكثفة مع الرجل، وكشف مصدر مطلع لـ(آخر لحظة) عن عرض حكومي بمهام جديدة أوكلت للحسن الميرغني من بينها الإشراف على ملف الصداقة الشعبية وقاعة الصداقة بالخرطوم ورئيس مناوب للأمن العذائي وعضو بمجلس الاستثمار وعضو بصندوق تشغيل الخريجين، وقال المصدر أن المهام الجديدة للحسن كشف عنها القيادي البارز بالاتحادي الديمقراطي الأصل ونائبه بالبرلمان أسامة عطا المنان خلال تلاوته لتقرير مفصل في الملتقى التشاوري للجهاز التشريعي للحزب بالمركز العام السبت الماضي عقب زيارة قام بها وفد برلماني لنواب الحزب إلى القاهرة للقاء الحسن الميرغني، وقال أسامة للنواب إن رئيس الحزب المكلف أطلعهم خلال الزيارة على المهام الجديدة التي أوكلت له، بيد أن المهام الجديدة أثار موجة غضب واسعة وسط بعض النواب واعتبروها (عطية مزين) ولا تليق بمقام الحسن الميرغني ولا الحزب الاتحادي الديمقراطي وحجمه وجماهيره.
مقاطعة الجلسات
وكان وفد الحزب الذي ضم برلمانيين وتنفيذيين وقيادات من الداخل والخارج أبرزهم رئيس كتلة البرلمان إبراهيم محجوب وأسامة عطا المنان ومحمد عبدالله مازدا وأسامة حسونة ومالك درار، قد دفع بمقترح خلال اجتماعه بالسيد الحسن يقضي بمقاطعة كتلة الحزب الاتحادي الأصل لجلسات البرلمان احتجاجاً على التهميش الذي ظل يشكو منه الحسن الميرغني وإمهال الحكومة أسبوعاً لتوفيق أوضاع التنفيذيين الاتحاديين وتقدير الشراكة بين الحزبين بجانب تنفيذ مطالب الحسن التي دفع بها، وسخر قيادي اتحادي على خلاف مع الحسن فضّل عدم ذكر اسمه، من المهام الجديدة لنجل الميرغني وقال إن هذه المهام يمكن أن توكل لأي موظف في الخدمة المدنية في الدولة أو أي عضو عادي في بالمؤتمر الوطني، وعلق قائلاً لكن من يهن يسهل الهوان عليه، لكن تسريبات من القاهرة كشفت عن عدم رضا الحسن الميرغني عن هذه المهام ورهن عودته إلى البلاد إلى حين اكتمال مراحل علاجه.
وحسب التسريبات فإن نجل الميرغني يتجه فور عودته إلى إجراء تعديلات كبيرة تشمل وزراء حزبه في الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، ورجحت التسريبات إعفاء وزير رئاسة مجلس الوزراء أحمد سعد عمر ووزير الإرشاد والأوقاف عمار ميرغني واكتمال إجراءات إعفاء معتمد الرئاسة بالولاية الشمالية محمد حسن دبلوك.
آخر لحظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق