الصفحات

الخميس، 21 أبريل 2016

إستقالة أطباء بالجزيرة.. الهروب من الواقع

تصدرت مشاكل الصحة بولاية الجزيرة قائمة الأحداث في الفترة الأخيرة ولم يمضِ وقت طويل على إضراب الأطباء بالولاية حتى أعلن (114) كادراً طبياً خلال الربع الأول من هذا العام عن تقديم استقالاتهم عن العمل بوزراة الصحة بالجزيرة بعد أن فشلوا في الوصول لحلحلة مشاكلهم مع الجهات المعنية ومعالجة تردي بيئة العمل بالمشافي، بجانب زيادة ضغوطات العمل عليهم بعد صدور قرار إيقاف العمالة المؤقتة بالمستشفيات، ويبدو أنهم وجدوا السبيل للخلاص في تقديم استقالاتهم من وزارة الصحة التي وجه لها عدد من قيادات أعضاء المجلس التشريعي بالولاية انتقادات حادة لأدائها واتهموها بعدم اهتمامها بالبيئة في المؤسسات الصحية.
توقعات
واعتبر أمين عام لجنة أطباء السودان عمر سنار ما قام به الأطباء أنه الحل الأمثل والأنسب لكثرة الضغوطات التي وقعت عليهم بعد إيقاف العمل بالتعاقدات دون توفير بديل لهم مما شكل عبئاً إضافياً على الكادر الطبي من الموظفين، ويمضي سنار قائلاً إن ضغوط العمل لم تقابلها زيادة في الأجور، حيث أصبح الطبيب الواحد يقوم بعمل اثنين (نبطشية)، إضافة إلى تدهور بيئة العمل حيث يرهق الطبيب نفسه في البحث عن أدوات الخدمة (سماعة، جهاز) ومرافقة المريض لصرف الدواء بالتأمين الصحي لعدم وجود باحث اجتماعي بالمستشفيات، وقال إن تقديم هذا العدد لاستقالاتهم سيؤثر تأثيراً سلبياً على الجودة باعتبارهم أصحاب كفاءات ويحدث نقص حاد مما يزيد الرهق على الكادر المتبقي، وتوقع سنار تزايد حالات تقديم الاستقالات وفقدان الكوادر المتميزة إذا لم تلتفت الجهات المسؤولة لتحسين الأوضاع، وأكد حرصهم في اللجنة أكثر من الوزارة لتوفير الاحتياجات والخدمات للطبيب والمريض، وشدد على ضرورة إلغاء الاستثمار في مجال الصحة.

تحسين أوضاع
وبالمقابل قال اختصاصي الجراحة بمستشفى ود مدني د.محمد دفع الله إن استقالة عدد من الكوادر الطبية يعود لدوافع البحث عن تحسين الأوضاع خارج البلاد، حيث أصبحت الهجرة مغرية للكثيرين منهم، وكشف عن استقالة خمسة من الاختصاصيين في كل فترة مما يفقد ثقة المريض في المستشفيات العامة، وأوضح أن عدد الأطباء الموجودين بمستشفى ود مدني غير كبيرمع ظروف الهجرة التي يشهدها القطاع الصحي، حيث يوجد بها (11) اختصاصي جراحة، وذكر أن إيقاف العمالة المؤقتة ليس ذا تأثير كبير يدفع الأطباء لتقديم استقالاتهم.

تدهور الخدمات الصحية
من جانبه وصف مسؤول الإعلام بلجنة أطباء السودان عبدالمعز بخيت تقديم الاستقالات بالأمر الطبيعي وقال غير الطبيعي أن يفضل هؤلاء الأطباء على وضعهم، موضحاً أن الأسباب التي دعتهم للإقدام على الخطوة أو للهجرة متوفرة، فبالإضافة إلى تردي بيئة العمل بالمستشفيات وعدم وجود سكن للأطباء واستحقاقتهم الضعيفة، أصبحت هنالك اعتداءات متكررة عليهم دون توفر الحماية، وقال إن الأزمة التي حدثت جزء من أزمة كبيرة والحل يكمن في إصلاح كامل للوضع، وإذا لم يتم هذا الإصلاح ستفقد البلاد كل كوادرها، وكشف المعز عن وجود عجز في الكوادر الطبية بقطاع بحري بنسبة 70%، وذكر مصدر طبي آخر أن السبب الرئيسي لتقديم الاستقالات يعود إلى تدهور الخدمات الصحية وأوضاع العاملين بها، إضافة إلى قلة الصرف المخصص على الصحة، حيث لا يتجاوز 2،9% من المصروفات الحكومية، بينما يخصص للأجهزة الأمنية والعسكرية 70% من الميزانية.

ناهد عباس
صحيفة آخر لحظة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق