إلي الذين يسرقون مال الشعب ليلاً،ثم يخطبون في منابر الجوامع نهاراً،وإلي الذين لا يؤدون وظائفهم إلا مقابل الرشاوي،والتي تسمي في لغتهم تسهيلات،وإلي الذين (عينوهم)في مناصبهم لأنهم مؤتمر وطني،وإلي الذين يبعثرون الميزانية على الأمن والدفاع للبقاء في كراسي الحكم،وإلي الذين يعتقدون أن الضرب في المليان يمكن أن يعطل انتفاضة الشعب،وإلي من قالوا أن الانتفاضة تحولت لانتكاسة،نقول إن غداً لناظره قريب.
وإلي الذين باعوا من قبل مشروع الجزيرة،وفكفكوا السكة حديد صامولة صامولة،وباعوا النقل النهري لأسيادهم في الخليج،واتفقوا بليل على بيع ما تبقي من جامعة الخرطوم لأنهم باعوا أراضيها وأصولها في وقت سابق،نقول إن ليل الظلم قصير.
وإلي القتلة المأجورين الذين قتلوا البجا في شرق السودان،وأهالي كجبار،وأطلقوا الرصاص على الطلاب فقتلوا العشرات،وشنوا الحرب في دارفور بالراجمات والطائرات،نقول إن الرصاص حتماً سيرتد عليهم.
وإلي من يطاردون الفقراء والمساكين بحجة تنظيم الأسواق والنظام العام،فيصادرون معدات رزقهم وكفتيرات الشاي،والدرداقات،ثم يفرضون عليهم الغرامة أو السجن،وإلي أولئك الذين يزيلون منازل الناس بالبلدوزر ليبيعوا الأرض للأغنياء نقول لهم،أن نفس البلدوزر سيهد قصوركم ليبني على أنقاضها المدارس والمستشفيات.
وإلي سدنة المؤتمر الوطني،الذين استباحوا المال العام،وجعلوا الخدمة المدنية مطية لهم،وظنوا أنهم باقون في الحكم إلي يوم القيامة العصر،نقول لهم أن شعب السودان سيجعلهم عبرة وعظة لكافة طغاة العالم في القريب العاجل.
وإلي الذين يوقعون الأوامر بمصادرة الصحف وتشريد الصحفيين،ومصادرة الحرية،نقول إن الحرية تنتزع ولا تعطي،وأن الزبد يذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس.
وإلي الإنتهازيين الذين يركبون سفينة المؤتمر الوطني لأنهم يقبضون الثمن،نقول إن حسابكم عسير حيث لا ينفع الإنكار.
وإلي شرفاء بلادي في كل مكان نقول أن الغضب المكتوم لا بد ان ينفجر،ليس تلقائياً وإنما بالإصرار والعزيمة والعمل على استرداد الحياة الكريمة مهما كان الثمن فالوطن أغلى من البشر،ونحو المبادئ النبيلة تهون التضحيات.
وإلي المناضلين داخل وخارج السودان نقول أن الأيادي الخائفة المرتعشة وإن حملت المدافع لا تصمت أمام هدير الملايين،حين تغلي الشوارع،عندها تنقلب الموازين لصالح الإنتفاضة،في البرهة القليلة.
إلي حفيدتي مي عادل ورفاقها الطلبة والطالبات،وهم الآن في المعتقلات،بعد ان فصلوا من الجامعة،بقرار سياسي،نقول كما قال محجوب شريف(عما قريب الهمبريب يفتح شبابيك الحبيب)،فالنظام الديكتاتوري القمعي الذي أصابه الرعب من 17 طالب ولدوا كلهم في هذا الزمن الحالك(بعد 1989)،لا شك انه في الطريق إلي مزبلة التاريخ،لأن الشعب السوداني لم ولن يرضي بالذل والهوان والحقارة،فلينتظر السدنة والتنابلة دقات(النقارة)،وأول اللهيب شرارة،والكورة ما (كدّارة).
كمال كرار
kamalkarrar580@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق