الصفحات

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

قراءة فى دفتر عملية وصمة العار




بداية لابد من الأعتذار للمرأة الحديدية مدعية المحكمة الجنائية الدولية (باسونده) التى تساوى أكثر من مليون راجل والتى وقفت ضد العالم المتخاذل كله فى صلابة وشموخ ، من أجل تحقيق العدالة ورد الروح لشهداء السودان الأبرار، وهى بدون شك لم تسم تلك العملية (بوصمة العار) كما سميتها أو (الفار الذى وقع فى الشرك ثم غادر المطار) بل سمتها باسمها المعروف به وهو طلب اعتقال مجرم حرب .. ومرتكب جرائم ابادة .. وجرائم ضد الأنسانية فى السودان، يندى لها الجبين ويخجل من الأتيان بمثلها الطاغية (هتلر) وما فعله (الصرب) فى البوسنه والهرسك.
وليكن معلوما (للمطفيين) بأن تلك العملية لها ما بعدها وكما هو واضح فـأنها أصابت عصابة (المؤتمر الوطنى) فى مقتل وظهر عليهم الوجوم والهزيمة النفسية، وفى الوقت نفسه لا بد أن تترك تلك العملية اثرا ايجابيا فى جسد المعارضة الوطنية الجادة المخلصة التى تعمل من أجل (التغيير)، ولابد لها من أن تتبع وسائل ناجعة ترغم المجتمع الدولى المتخاذل من الألتزام بتحقيق العدالة فى السودان، ولابد لهم أن يضموا الصفوف وأن يتوحدوا وأن يبعدوا عنهم (الخونة) والمتخاذلين والراجفين دون مجاملة أو اى حسابات خاطئة، لكى يتم التخلص من النظام وأسقاطه ليتحقق السلام العادل فى السودان كله وتتأسس ديمقراطية حقيقية تؤدى فى النهاية الى دولة (المواطنة) التى يتساوى فيها الناس جميعا فى السودان.

من الملاحظات الهامة خلال ال 48 ساعة التى كان فيها منزوع الأرادة (عمر البشير) موقوفا وممنوعا من السفر بأمر قضائى وحاله يشبه حال المعتقل المفرج عنه (بكفالة) وكان الكفيل، هو رئيس دولة جنوب أفريقيا (الكافر) زوما، الذى ساعد (البشير) فى الهرب على عكس سوء ظن (الطيب مصطفى) فى الوقت الذى سلم فيه النظام (الأسلامى) كما يدعى بقيادة الترابى والبشير (المسـتأمن) كارلوس الفنزويلى الجنسية، الذى لا زال فى معتقلات فرنسا، الا يؤكد هذا المثل وحده، أن الكلام عن الأديان والمذاهب بتلك الطريقه السمجة التى يتحدث بها الخال (الرئاسى)، اصبحت لغة لا مكان لها فى عالم اليوم؟

من الملاحظات الهامة كذلك خلال ال 48 ساعة الماضية التىكان فيها (البشير) منزوع الأرادة، أن جماعة (المؤتمر الوطنى) وهم يرون زعيمهم (الفارس الجحجاح) ممنوع من السفر كما كان يمنع المعارضين الشرفاء من السفر، كانوا ينتظرون الفرج و(العتق) لا من خلال (رجالة) فارسهم الجحجاح ورقيصه ونفخة ريشه الكذابة، وأنما بعطف وحنية من حكومة (جنوب أفريقيا) التى لا تحكم بمشروع أسلاموى!
ومن الملاحظات التى رصدتها على مواقع (التواصل الأجتماعى) المختلفة خلال تلك ال 48 ساعة، التى كان فيها رئيس (النظام) منزوع الأرادة وموقوفا وممنوعا من مغادرة جنوب افريقيا، أن الشعب المصرى قد أتفق أغلبه لأول مرة على مسألة واحدة، أتباع (الأخوان) وخصومهم معذورين – بدون وعى - وبسبب عدم معرفة كثير من المصريين بما يدور حولهم فى العالم ولعدم أهتمام الجيل الحديث منهم بالثقافة العامة لذلك تعاملوا مع القضية على طريقتهم وكأنها مباراة بين الأهلى والزمالك، أى بين مسلمين وكفار، ما عدا قلة مستنيره كانت تدرك ابعاد القضية وتعلم بأن منزوع الأرادة (عمر البشير) قد اباد أكثر من 300 الف دترفورى فوقفت مع الشعب السودانى (الحر) من أجل اعتقال ذلك المجرم وتقديمه للعدالة، فقد وقف (الأخوان المسلمين) المصريين وحلفاءهم متضامنين مع منزوع الأرادة (عمر البشير)، بأعتباره (مسلما) فقط، رغم انه باعهم بمجرد سقوط (مرسى) ودخوله القفص، ثم باعهم مرة أخرى فى دولة الأمارات (بالتنكر) لأخوانيته التى اعترف بها من قبل.

وكلما يهم (الأخوان) المسلمين المصريين كما كان واضحا أنهم كانوا يريدون (السيسى) فى نفس الوضع مع ان (السيسى) أنقذ مصر من خطر وشرور الأخوان المسلمين، رغم عدم وفائه لشعب السودان، ومن هذا الجانب رفض انصار (السيسى) وشباب ثورة 30 يونيو اعتقال (البشير) من الزاوية التى نظروا اليها والتى تقول أن الغرب بقيادة امريكا يريد أن يرس منزوع الأرادة (عمر البشير) للمحكمة الجنائية لأنه تحالف مع السيسى وتخلى عن (الأخوان المسلمين)، يعنى المصرين نظروا للقضية فقط من زاوية مصلحتهم، كالعادة ما عدا القلة.

أما أغرب المواقف وأن لم يكن ذلك الموقف مستبعدا فهو موقف الصادق المهدى رئيس وزراء آخر حكومة منتخبة ديمقراطيا فى السودان، فبعد أن وجه خطابا قبل عدة ايام (للتوسط) للأخوان المسلمين المصريين بدون أى داع، وكأنه لا يعرف خطرهم وفكرهم الأقصائى الشمولى الذى لا يعترف بالديمقراطية، ويعتبرها داخل (حظيرتهم) رجس من عمل الشيطان، اذا به يوجه تحذيرا آخرا شديد اللهجة على طريقة (الدواعش) لدولة جنوب أفريقيا، اذا هى اقدمت على تسليم منزوع الأرادة (عمر البشير) للمحكمة الجنائية، لا أدرى كيف كان الصادق المهدى عاملا فى حملة (ارحل) وكيف يمكن أن يرحل البشير، طالما هو يقتل المتظاهريين السلميين بدم بارد كلما خرجوا وأحتجوا كما حدث فى الجريف بقتل 4 شهداء قبل يوم واحد من توقيف منزوع الأرادة (عمر البشير) لمدة 48 ساعة فى جوهانسبرج؟
للأسف تلك المواقف التى أظهرها الكثيرون الذين كانوا يدعون معارضة النظام ومن بينهم الصادق المهدى، تكشف عن هزيمة نفسية وشعور بالضعف تجاه عصابة (المؤتمر الوطنى) وسياساتهم الخرقاء، ولولا ذلك لما ذهب رئيسهم الى (جنوب أفريقيا) مسببا لها الكثير من الحرج، ولتصرف مثل (السيسى) الذى ارسل رئيس وزرائه رغم انه غير مطلوب للعدال الدوليةة ورغم انه أنقذ البشرية جمعاء من خطر (الأخوان المسلمين) الذين لا يقلون ارهابا وتطرفا عن الدواعش فى شئ، الا فى اجادتهم للكذب والخداع وادعاء المسكنة والمظلومية حينما يتسببوا بطغيانهم ومشروعهم فى الفاسد فى السقوط الى الهاوية.
الشاهد أن بعض اليأسين ، لم يصدقوا ايجاد فرصة ينفذون من خلالها لتجديد اظهار ولائهم للمؤتمر الوطنى والتصالح معه بحديث أجوف عن (وطنية) زائفة، تقدم فى صورة ، انهم معارضين لكنهم ضد أعتقال (الرمز) المتمثل فى (عمر البشير) .. ولعمرى ما رأيت رمزا يقتل شعبه ويبيده ويسئ اليه ويحرجه مع باقى دول العالم.
للأسف اؤلئك أدمنوا الخنوع والخضوع والذلة، ولم يتبق لهم الا أن يطلبوا من (عمر البشير) الذى كان منزوع الأرادة لمدة 48 ساعة فى جنوب أفريقيا، أن يسمح لهم بتقبيل حذائه ثم أن يسمح لهم مرة أخرى بشكره لأنه سمح لهم بتقبيل ذلك الحذاء!
لك الله يا شعب السودان .. ولكم الله يا شهداء دارفور ال 300 الف وياشهداء رمضان والبجا والمناصير وجبال النوبة والنيل الأزرق زأنتفاضة سبتمبر 2013 ، وشهداء الأمس بالجريف ومن قبل ذلك شهداءنا فى جنوب السودان الذى سوف يبقى أبدا فى قلوبنا ومهما حاولوا أن يفرقوا بيننا.
تاج السر حسين – royalprince33@yahoo.com  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق