الصفحات

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

لا تكذب.. ولا تتجمل" الكاميرا اجتهدت في التوثيق للبيئة في محلية شرق النيل ومعاناة الناس مع تردي الخدمات.. أو بالأحرى: غيابها


الخرطوم - اليوم التالي
رأينا أن نتحدث عبر الصورة، لأنها لا تكذب ولا تتجمل، ولأنها الأفضل لعكس معاناة محلية شرق النيل وأهلها مع نقص الخدمات، أو بالأحرى انعدامها. تماماً من مدخل المحلية، أي بعد عبور كوبري المنشية ستلاحظ غياب السلطات، ومن ثم غياب الخدمات.. الأوساخ في كل زاوية، ومن الواضح أن عربات النظافة غائبة لأيام، قل لشهور، حتى إن النفايات ـ خاصة أكياس النايلون ـ طمرت مجاري الخريف، والتي بدورها ستؤدي إلى مشكلة معلومة ومتكررة في كل عام. الأوساخ المنسية نجمت عنها حالة بيئية متردية، وفضلا عن المنظر غير الحضاري الذي ينم عن تخلف المحلية، فقد تسببت الأوساخ في روائح كريهة وأمراض لها صلة بالتردي البيئي.
 ومن بين ما وثقته الكاميرا، المياه المتجمعة هنا وهناك، وتسببت في منظر كالح وينتج عنها بعوض مزعج، وهو أمر يمثل في حد ذاته قمة المفارقة، لأن كثيرا من مناطق وأحياء شرق النيل تعاني من شح في المياه وانقطاعها لأيام، وانعدام المياه اعتبره من تحدثنا إليهم معاناتهم الأساسية.
 وبذكر القبح تبين أن المحلية ستحصل على المركز الأول دون منازع، لأن معظم الشوارع تتكدس فيها سيارات قديمة ومتعطلة، وأكوام من الحديد الخردة لا يأبه لها أحد من المسؤولين، وكذلك ستجد أسواق الماشية أمام الأحياء والمناطق السكنية وفي بعض المرات لا يفصل بين المساكن وأسواق الماشية حاجز.
 ومن بين المفارقات كذلك التي رصدتها كاميرا (اليوم التالي) تلك اللافتات الإعلانية، والتي تعد في أي مكان جزءا من حسن المنظر بيد أنها في شرق النيل على العكس تماما، فتلك اللافتات جزء من القبح والتردي البيئي، وستجدها مكانا لتجمع الأوساخ والنفايات، ويستغلها تجار المواشي في تجميع ماشيتهم عندها متجاهلين روثها ومخلفاتها، أما المسؤولون عن الأمر فلا يضيرهم ذلك المنظر.
 في شرق النيل ستشاهد تكدس النفايات في شوارع رئيسة مهمة، وفي أحياء كبيرة  ستلاحظ غياب عربات النظافة، غير أن المدهش ما ستراه في الأسواق، وهي تكاد تكون عشوائية رغم أنها قائمة بمباركة السلطات، ولا تجد فيها أثرا لصحة أو إصحاح بيئة إلا ما ندر، وهنالك أسواق نهضت بالقرب من أبراج الكهرباء، شيدها أصحابها من المواد المحلية.
 الكاميرا اجتهدت في التوثيق للبيئة في محلية شرق النيل وأن تظهر معاناة الناس مع تردي الخدمات.. عفواً مرة أخرى؛ غيابها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق