الناطق باسم آلية الحوار الوطني أكد رفضه تأجيل الحوار إلى شهر أكتوبر المقبل مشددا على ضرورة إجراء الحوار في أقرب فرصة ممكنة.
الخرطوم - أنس الحداد
وجدت مقترحات أحزاب حكومة الوحدة الوطنية في السودان الداعية إلى تأجيل انطلاقة الحوار الوطني إلى أكتوبر المقبل اليوم “الخميس” رفضا واسعاً من قبل القوى السياسية المعارضة المشاركة في الحوار، وأثارت تلك المقترحات جدلا سياسيا واسعا وسط المعارضة والناشطيين السياسيين.
وأكد الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي المعارض، الناطق باسم آلية الحوار الوطني كمال عمر عبد السلام في تصريحات أدلى بها في العاصمة الخرطوم “الخميس” رفض حزبه لتأجيل الحوار الى شهر أكتوبر المقبل، مشدداً على أنه يجب أن ينجز الحوار في أقرب فرصة زمنية ممكنة، كاشفاً عن مجموعة من الظروف تسببت في تعطيل انطلاقة الحوار في الفترة الماضية بعضها كان متعلقا بالطريقة الأمنية في التعامل مع القضايا السياسية المتمثلة في الاعتقالات لأسباب سياسية مختلفة، إضافة إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت في إبريل الماضي وتشكيل الحكومة الجديدة.
ورأى كمال أن الحوار الوطني سيفتح الباب لحريات كبيرة للقوى السياسية ، بجانب أنه سيسهم في إيقاف الحرب في إقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، معتبراً مقترح تأجيل الحوار غير مبرر ومضر بمناخه، مشيرا إلى وجود قوى سياسية معارضة اقترحت التأجيل ولكنه لم يتم التوافق على المقترح، داعيا الحكومة السودانية الى أن تتخذ موقفا واضحا فيما يتعلق بالمعتقلين السياسيين، ووقف الحرب، مشيرا إلى أن حزبه ضد تأجيل الحوار، مؤكدا أنه إذا تم تأجيله فإنه سيدخل البلاد في مزيد من الأزمات.
من جانبه، كشف رئيس حزب الحقيقة الفدرالي فضل السيد شعيب أن الاجتماع الأخير لآلية الحوار ناقش مقترحين لانطلاقة الحوار، الأول هو أن ينطلق في العاشر من أكتوبر أو الخامس عشر منه، أما المقترح الثاني هو أن ينطلق بعد خمسة عشر يوما بعد لقاء الرئيس عمر البشير برؤساء الأحزاب المعارضة في الأيام المقبلة.
لكن الأمين السياسي لحزب العدالة بشارة جمعة ارور اعتبر تأجيل انطلاق الحوار الوطني إلى أكتوبر مجرد تسريبات وقراءات تقديرية للكيانات المشاركة في عملية الحوار، مؤكدا أن موعد انطلاق الحوار لم يحدد حتى يتم تأجيله، مشيراً إلى أن موعد انطلاقته سيحدد في لقاء الرئيس البشير بآلية الحوار الوطني خلال أيام المقبلة.
وكان الأمين العام لأحزاب حكومة الوحدة الوطنية، ورئيس لجنة تهيئة المناخ في الحوار عبود جابر سعيد، أعلن يوم الأربعاء عن مقترح سيقدم للرئيس البشير لتأجيل انطلاقة الحوار الوطني إلى أكتوبر المقبل لإتاحة الفرصة أمام اللجان لمزيد من التحضير، خاصة فيما يلي الاتصال بالأحزاب والحركات المسلحة الممانعة.
عازياً أسباب التأجيل إلى إنفاذ التوصيات المتعلقة بتحريك لجان الحوار الوطني خاصة لجنة تهيئة المناخ للحوار حتى تعد برامجها ومطلوباتها، إضافة للجنة الاتصال بالقوى والحركات الممانعة التي سيتيح لها التأجيل التواصل مع الرافضين لضمان أن يكون الحوار شاملاً.
واطلق الرئيس عمر البشير دعوة للحوار الوطني في يناير من العام الماضي لمناقشة الأزمات التي تعاني منها البلاد مع القوى السياسية، حيث رفضت الحركات المسلحة وبعض الأحزاب قبول الدعوة، ورهنت المشاركة في الحوار بتنفيذ مطالب مسبقة تتمثل في الإفراج عن المعتقلين السياسيين وإتاحة الحريات بجانب إيقاف الحرب وتوفير ضمانات لمشاركتها.
إرم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق