الدولة -أي دولة- (ضبط وربط) في الأجهزة الامنية، بتشكيلاتها المختلفة، وانضباط في الخدمة المدنية، وحين يضيع هذا الا
تاريخيا، ورثت الخدمة المدنية، من الإنجليز، الانضباط، لكن هذا الانضباط أصابته جرثومة التسييس، منذ عهد نميري، ونشطت هذه الجرثومة بشدة في عهد نظام البشير، بتمكين أهل الثقة على حساب أهل الخبرة!
لا يختلف اثنان، على ان الخدمة المدنية في السودان، قد تدهورت تدهورا مريعا، ومن بين هذين الاثنين، سعادة النائب الأول للرئيس السوداني، الفريق أول بكري حسن صالح، الذي أسرع قبل أيام واجتمع مع كبار أهل الخدمة المدنية، معلنا عن ثورة لإصلاح ما قد أفسد الدهر الغشوم!.
المهمة ليست سهلة، لكنها غير مستحيلة، خاصة وأن رجل النظام القوي- بكري- هو الذي أعلن الثورة التصحيحية، وإذا ما أدركنا ما يتصف به بكري من انضباط، وانفتاح عقلي، وقدرة استثنائية على المتابعة، إلى جانب الحسم، واتخاذ القرار في تمام وقته، يصبح التقاؤل بنجاح هذه الثورة، هو سيد الموقف!
أيضا، ما قد يسهم في إنجاح هذه المهمة، أنها تجيء في ولاية الرئيس البشير الاخيرة، وهى الولاية التي أعلن فيها البشير، أنه سيكون فيها رئيسا لكل السودانيين، وهذا ماقد فهم منه- بطريقة او أخرى- أنه يريد ان يطهر نظامه من مفاسد ما يعرف بالتمكين: تمكين جماعة، على السواد الغالب.. وتمكين أهل الثقة على أهل الخبرة والتجارب الحية والمنفعة العامة.. وهو التمكين الذي أدى في النهاية، إلى هذا الإنهيار المريع في الخدمة المدنية!
لا يختلف اثنان: التسييس هو ألد خصوم الخدمة المدنية.. ومن بين هذين الاثنين، الذي وصل إلى هذه البدهية، الفريق بكري.. والإصلاح لن يبدأ، إلا بوضع الكفاءة المناسبة في المكان المناسب، دون تحيز لجماعة أو حزب أو جهة، أو تيار أو فصيل، أو.. نوع.
الخدمة المدنية، كرتها الآن- بلغة الرياضيين- في ملعب الرجل القوي..
المدرجات تهدر.. وتصفق.. وتراهن عليه في كسب المعركة.
سيادة الفريق بكري: لا تضيّع فرصة.. ولا تخذل كل هذا التشجيع!
نضباط في الأمن والخدمة المدنية، يصبح على هذه الدولة، السلام.
الجيش السوداني تاريخ، من الانضباط والجسارة، وهو ظل إلى يوم الناس هذا، محافظا على هذا التاريخ العتيد، لكن الخدمة المدنية في السودان، أصابها ما أصاب الوادي المتصدع، من تصدعات!
الوطن القطرية
|
صحيفة إلكترونية تهتم بمعاناة الغلابة من أبناء شعبنا المقهور والمغلوب، كما تحاول جاهدة عكس الأخبار الفاضحة لفساد النظام
الصفحات
▼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق