والشباب يتهيأون لتظاهرات جديدة، قدم المحلل السياسى لـ (حريات) عدداً من المقترحات لتفعيل وانجاح التظاهرات .
واقترح على الشباب:
– أجهزة الأمن التى تستهلك أكثر من (70%) من موارد البلاد تخصصت فى تخريب الحياة السياسية والمدنية وجندت عدداً كبيراً من الوشاة والمندسين فى صفوف المعارضة ، ولذا من غير المحتمل الشروع فى تنظيم تظاهرة ولا يصل خبرها للاجهزة الامنية ، و بالتالى يجب الا نسعى لاخفاء التظاهرات بدعوى (التأمين)، فجهاز الأمن سيعلم وستكون الجماهير هى المغيبة، ويتحقق التأمين الحقيقى للتظاهرات بالوجود الكثيف للجماهير والتى لايمكن حشدها الا باعلان التظاهرات.
والتأمين المطلوب والممكن ليس اخفاء مكان وزمان التظاهرة وانما تأمين التفاصيل التنظيمية لانجاحها .
– وبحسب مستوى التنظيم والقدرة على الحشد حالياً فليس من المناسب الدعوة لمظاهرة مركزية واحدة ، والأفضل أن تتظاهر كل مجموعة شبابية قرب مناطق سكنها أو من جامعاتها ، وكلما تعددت التظاهرات فى مئات المدن والأحياء والجامعات كلما أرهقت وأضعفت قدرات الأجهزة الأمنية فى مواجهتها . وحين تتسع التظاهرات يمكن تطويرها لاحقاً بالدعوة لمظاهرة مركزية واحدة مثل الدعوة للزحف نحو القصر الجمهورى مثلاً كمركز للسلطة .
– رغم أهمية القوى السياسية المنظمة الا ان العمل القاعدى والمستند على مبادرة الجماهير العفوية هو الحاسم فى نجاح أى انتفاضة ، ولذا لا تراهنوا على حزب أو تنظيم أو قائد وانما على قدراتكم الذاتية ومبادراتكم وتضامنكم، وقد إندلعت جميع الثورات العظيمة بمبادرات أناس مستقلين لحقت بها بعد ذلك القوى الحزبية والمنظمة.
– والأهم تجويد التحضير للتظاهرات بعدم الحشد فى مكان واحد او الاعتماد على تنظيم واحد أو قيادة واحدة . وعادة ما يعلن جهاز الأمن عن تظاهرات زائفة عبر قيادات زائفة من عناصره وإفشال هذه التظاهرات لاحباط الجماهير، اضافة الى انه يستخدم عناصره المدسوسة فى التنظيمات الشبابية لتتولى جميع تكليفات التحضيرات والاتصالات ، ومن ثم عدم تنفيذ هذه التكليفات بحيث تفشل التظاهرات المعلنة وتحبط الشباب. ولمواجهة ذلك يجب ان نعلن عن التظاهرات بعمل اعلامى واسع عبر المنابر المتاحة ومواقع التواصل الاجتماعى وتوزيع مهام التحضيرات على اعداد كبيرة نسبياً من الشباب وعدم حصرها على قلة. والتركيز فى التعبئة على مناطق الحشود الشبابية كالجامعات والأحياء الشعبية ومحطات المواصلات.
– التجمهر فى البداية فى الشوارع الضيقة وقرب مناطق السكن، ثم الاتجاه بعد ذلك الى الشوارع الريئسية والالتحام بالتظاهرات الأخرى، وعدم النزول الى الميادين الكبرى إلا بعد تنامى الحشود.
– المظاهرات الليلية تقلل من إحتمالات القبض على المتظاهرين ومعرفة هوياتهم وترهق الأجهزة الأمنية ، اضافة الى انها تعوق حملات اعتقال النشطاء التى عادة ما تتم ليلاً من المنازل .
– قصر التظاهرات على يوم واحد فى الاسبوع ، كيوم الجمعة مثلاً ، يريح الاجهزة الأمنية ويعطيها فرصا افضل للتخريب والاعتقالات ، ولذا الاوفق ان تتواصل التظاهرات يومياً .
– ومن أهم وسائل الأجهزة الأمنية فى مواجهة التظاهرات قنابل الغاز ويمكن مقاومتها بالآتى:
* يمكن التخلص من القنبلة باعادة رميها على قوات الشرطة، أو تغطيتها بجردل مياه أو قطعة قماش مبللة أو أوراق جرائد مبللة.
* يمكن إستخدام منديل أو قطعة قماش مبللة بالماء أو الخل أو الصودا(بيبسى كولا أو كوكا كولا) لحماية الأنف والفم.
* غسل الوجه مسبقاً بصابون زيت الزيتون.
* وعند الإصابة، عدم لمس الوجه أو فرك العين، بل غسل الوجه بكوكا كولا أو حليب أو خل وإستنشاق بصلة، وفرك مكان التلوث بالخل أو صابون زيت الزيتون. ويمكن لفريق – خصوصاً فى الجامعات – أن يقوم بتحضير عدد من المواد لإسعاف المتعرضين للغازات ، مثل بودرة معالجة الجفاف عند الأطفال وتذويبها فى لتر ماء ووضعها فى زجاجات رشاشة لاستخدامها لتطهير الفم بالمضمضة والبصق ، والعين بالرش من جهة الأنف فى إتجاه الخد.
* إشعال الاطارات والنيران وسط الشارع لسحب الدخان الى أعلى.
– لف أكياس بلاستيك على حذائك واربطها جيداً بالسولتيب للحماية من صعقة العصى الكهربائية. ويمكن إلقاء المياه على حاملى العصى مما يجعل الكهرباء تصيبهم أيضاً.
– يمكن تعطيل سيارات ومواتر الأجهزة الأمنية بوضع قطع خشبية صغيرة تدق عليها مسامير وتوضع فى الشوارع.
– ويمكن ايقاف العربات المدرعة بادخال قماشة مبللة داخل فتحة ماسورة الدخان مما يوقف الموتور فى ثوانى.
– كما يمكن إستدراج العربات المدرعة الى داخل الأحياء مع تحضير كمائن(هُبرّك) – حفر كبيرة- فى الشوارع وتغطيتها بحيث لا تظهر حتى تسقط داخلها اطارات العربات، ويفيد هذا التاكتيك خصوصاً فى المظاهرات الليلية.
– للتخلص من صدمة القنابل الصوتية عليك بفتح فمك عندما تسقط القنابل بالقرب منك.
– الأفضل ان يحمل قادة التظاهرات فى الأحياء والجامعات مكبرات صوت صغيرة بحيث يتبع المتظاهرون القيادة فى اتجاه السير وفى الهتاف.
– يجب تجنب الشعارات المنفرة والمستفزة مثل (الشعب جعان لكنه جبان ) والتركيز فى المقابل على الشعارات التى تشجع المواطنين للالتحاق بالتظاهرات .
– صارت التظاهرات الحاشدة أهم الأسلحة فى مواجهة الديكتاتورية، وأقوى من أى سلاح آخر فى عالم اليوم، لكن ليتحقق ذلك لابد من (الاعلام) بالتظاهرات، فجهزوا أشخاصاً محددين للتصوير، والأفضل أن يبتعدوا بصورة معقولة عن التظاهرة ، وابعثوا بالصور مباشرة الى التويتر ووكالات الأنباء والفضائيات والمواقع ، وصوروا المتظاهرين من الخلف وركزوا على وجوه عناصر الأمن والشرطة الذين يمارسون العنف ضد المتظاهرين. واعلموا ان سقوط شهداء أو جرحى يمكن اذا تم تصويره وارساله بصورة عاجلة ان يشكل كارثة ماحقة للديكتاتورية.
وارسلوا اسم أى شخص يتم القبض عليه من التظاهرة بصورة عاجلة الى المواقع ووكالات الانباء .
– يمكن لكل مجموعة تثق فى بعضها ان تحافظ على اتصالها مع بعضها البعض باستخدام الهواتف الذكية ( عبر التويتر أو مجموعات قوقل المغلقة).
– من الأفضل دائماً ان يصطف الشجعان وأصحاب الاجسام القوية فى الصفوف الأولى ويكون باقى المتظاهرين خلفهم، لأن خلخلة الصفوف تكتسب طابع العدوى مما يؤدى الى الفرار والهزيمة. واذا ضربت التظاهرة يتم التراجع الى الشوارع الضيقة واعادة التجمع من جديد والتوجه الى الشارع الرئيسى.
– اذا حوصرت ولم تجد طريقاً للإفلات اقرع اى باب تصادفه واطلب من أهل الدار حمايتك واذا رفضوا اخرج بدون استفزاز واطرق باباً آخر.
– اذا سقط أحد المتظاهرين فلابد من حمايته وحمله بعيداً عن مكان التظاهر. والأفضل – اذا لم تكن حالته خطرة- عرضه على طبيب فى عيادة أو مستوصف خاص لأن الأجهزة الأمنية تسيطر على المستشفيات الحكومية.
– يجب عدم اصطحاب الأطفال لأن الأجهزة الأمنية لاتفرق بين الكبير والصغير وعادة ماتستخدم العنف المفرط.
– لابد من الاهتمام بالمعتقلين واسرهم ، والافضل ان توكل هذه المهمة لاشخاص محددين ، ينشرون اسماء المعتقلين للتضامن ، ويجمعون التبرعات ويوصلوها لأسر المعتقلين.
وختم المحلل السياسى قائلاً: ان هذه النصائح العامة مستخلصة من التجارب المختلفة للنشطاء وان شباب السودان قادرون بابداعهم على مواءمتها وتطويرها بحسب الواقع الملموس، وأضاف انه اذا إستطاع الشباب بتحضير جيد ومحكم اجبار الأجهزة الأمنية على الفرار فى واحدة من التظاهرات فان ذلك سيتدحرج مثل كرة الثلج وينتقل الى الأحياء والمدن المختلفة.
وأضاف ان انفجار التظاهرات الواسعة فى العاصمة حتمى ومسألة وقت ليس إلا، وكلما نظم الشباب أنفسهم بشكل أفضل وعزلوا وفضحوا عناصر الأمن المندسة فى صفوفهم كلما نجحوا فى تصعيد التظاهرات وتعميقعها بحيث تنتهى الى الهجوم الواسع والشامل على النظام.
حريات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق