الصفحات

الخميس، 11 فبراير 2016

البعثة القطرية لأهرامات السودان تعيد فتح مقبرة أحد أقدم الأهرامات الملكية بمروي


تم اليوم إعادة فتح غرفة الدفن لهرم ملكي في مروى بهدف التوثيق والبحث الآثارى للمرة الأولى وخلال حوالي قرن من الزمان.
وقد تم تشييد البناء التحتي للمقبرة في بدايات القرن الرابع قبل الميلاد للملكة الزوجة”خينوة ” Khennuwa . وتقع هذه الغرف على عمق 6 أمتار تحت الهرم.
وقد تمت زخرفة جدران غرف الدفن بألوان ونصوص هيروغلوفية عدد منها ما زال باقيا ومحفوظا بشكل جيد.
ويعتبر إعادة فتح المقبرة هو جزء من برنامج الدراسة والصيانة والترميم للبعثة القطرية لأهرامات السودان برئاسة الشيخ حسن بن محمد بن على آل ثاني والتى تستهدف صيانة وترميم ودراسة أكثر من 100 هرم بالجبانة الملكية في مروى بواسطة فريق من الخبراء الوطنيين والأجانب.
وقال مدير الآثار الدكتور عبد الرحمن محمد عبد الرحمن في تصريح (لسونا)، انه تم التخطيط لفتح مقبرة الملكة Khennuwa للجمهور نسبة لأهميتها التاريخية وذلك بعد اتخاذ كل تدابير الصيانة والسلامة، بعد أربعة قرون من حكم أسلافهم لمصر والمعروفين بالفراعنة السود ملوك الأسرة 25 في القرن السابع قبل الميلاد .
وشيد ملوك وملكات مروى إمبراطورية جنوب الشلال الأول تمتد بامتداد حدود السودان الحالية.
وكان مركز هذه المملكة في العاصمة مروى الواقعة حوالي 200 كلم شمال الخرطوم.
وحتى انهيار مملكة مروى في القرن الرابع الميلادي كان الحكام يدفنون في جبانات ملكية وسط الجبال الواقعة إلى الشرق من العاصمة.
وتعتبر الملكة “خينوة” Khennuwa واحدة من هؤلاء الحكام وتعتبر مقبرتها الواقعة في المنطقة السهلية وسط هذه الجبانات واحدة من أقدم الأهرامات بالجبانة الملكية في مروى.
وأضاف أن هنالك تشابه واضح بين زخرفة المقبرة والنصوص الجنائزية للأسرة 25 وهذا التشابه يشير إلى استمرار تأثير التقاليد القديمة.
وتم حفر مقبرة الملكة Khennuwa فى السابق على يد عالم الآثار الأمريكي جورج رايزنر مدير بعثة متحف بوسطن للفنون الجميلة في عام 1922 م. حيث قام بتوثيق الهرم وغرف الدفن المزخرفة بعدد قليل من الصور الفوتوغرافية والرسومات اليدوية التي ظلت مصدر المعلومات الوحيد المتاح للباحثين لما يقارب قرن من الزمان. و لذلك فان إعادة حفر بقايا الهرم وإعادة فتح غرف الدفن سيتيح الفرصة للقيام بتوثيق أدق ، من خلال استخدام التقنيات الحديثة التي ستساعد في الأبحاث الأثرية الجارية حاليا والمستقبلية.
ويشار إلى أن النشاطات البحثية الحديثة في مروى هي جزء من برنامج كبير يهدف لدراسة الأهرامات الملكية بموقع مروى المسجلة في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو والمحافظة عليها والترويج لها . بدأ هذا المشروع بالبعثة القطرية لأهرامات السودان بتعاون وثيق مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف السودانية والمعهد الألماني للآثار في برلين والذي يضم في مبانيه أرشيف فريدريش هنكل الذي يعتبر أشمل أرشيف لعلم آثار السودان القديم.
وتعد حوسبة هذا الأرشيف وإتاحة ما يحتويه من معلومات للعامة من الباحثين عبر مركز أبحاث هي واحدة من أهم أهداف التعاون القائم بين هذه المؤسسات والذي تقوم بتمويله دولة قطر.

سونا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق