الثلاثاء، 23 يونيو 2015

سخرية زوجة وزير الداخلية من أوباما تكشف عن انفلات العنصرية في إسرائيل

جودي شالوم - موزيس
تل أبيب: «الشرق الأوسط»
أثارت الصحافية جودي شالوم - موزيس، أزمة دبلوماسية أخرى بين ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبين البيت الأبيض، وذلك بسبب نكتة عنصرية تسخر فيها من لون بشرة الرئيس الأميركي، باراك أوباما. وتعود الأزمة لكون موزيس زوجة وزير الداخلية الإسرائيلي سيلفان شالوم، عضو الليكود الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء.
وجاء في التغريدة التي نشرتها موزيس على «تويتر»، أول من أمس، ما يلي: «سأروي لكم نكتة سمعتها مؤخرًا: هل تعرفون أي نوع من القهوة هي قهوة أوباما؟ (سوداء وضعيفة)». وأثارت التغريدة تأييد كثير من العنصريين من خصوم أوباما، لكنها أثارت في الوقت نفسه موجة من الرفض الغاضب. وحسب مصادر سياسية، تلقى الوزير شالوم ورئيسه نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية، ألوف الرسائل التي تستنكر التغريدة وتصفها بالعنصرية. وقد طلب عدد من رؤساء المنظمات اليهودية، نشر اعتذار رسمي من الحكومة الإسرائيلية. فأقدمت جودي موزيس، على إلغاء التغريدة والاعتذار عنها. وقالت إنها «نكتة غبية». وكتبت: «سمعت نكتة غير ناجحة وغبية قمت باقتباسها، وكان الأمر محض غباء. لم أتعمد هذا، إنه لأمر غير محترم وغير لائق، لكنه حدث». ثم بعثت برسالة اعتذار بالروح نفسها إلى البيت الأبيض.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتورط فيها شالوم - موزيس بسبب «ستاتوس» في «تويتر» له علاقة بأوباما. فقد ذكرت صحيفة «هآرتس»، إن موزيس كانت قد علقت على فتح حساب للرئيس أوباما في «تويتر»، في مايو (أيار) الماضي. وأطلقت تغريدة تبارك فيها انضمام أوباما لـ«تويتر»، لكنها تطالبه بالعمل من قلبه وليس من رأسه. لكنها أنكرت، فيما بعد، أنها قامت بكتابته. وموزيس، التي تعتبر ابنة لأغنى العائلات الإسرائيلية (والدها يملك صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي هي دار نشر أيضًا)، معروفة بتعليقات استفزازية عنصرية، مع أن زوجها ولد في تونس، ويعتبر من اليهود الشرقيين المظلومين في إسرائيل. وفي الانتخابات الأخيرة، اعتبرت موزيس، أيمن عودة، رئيس «القائمة المشتركة»، «أخطر من حماس»، لأنه «يدلي بخطاب سياسي يقنع أمثالي بأن هناك عربًا يريدون السلام فعلاً».
وجاءت تغريدتها هذه المرة في الوقت الذي يدير فيه اليهود الإثيوبيون معركة ضد «العنصرية البيضاء ضد السود»، فقد أقاموا أمس مظاهرة أخرى لهم ضد هذا التمييز العنصري. إضافة إلى التمييز الذي يتعرض له المواطنون العرب (فلسطينيو 48) على خلفية عنصرية، وكذلك اليهود الشرقيون. ومع أن موزيس شالوم اعتذرت، إلا أن الأجواء في إسرائيل مشحونة ضد الرئيس أوباما، بسبب مواقف اليمين الحاكم. والسياسيون اليمينيون لا يتورعون عن التطاول على رئيس الدولة العظمى في العالم، الذي تم في عهده تقديم أكبر دعم أمني ومالي لإسرائيل.
وفي الأسبوع الماضي، ظهر مقالان في الصحافة الأميركية، كتبهما عضو الكنيست مايكل أورن، وهو مؤرخ، وشغل منصب سفير إسرائيل في واشنطن، وجه فيهما هجومًا شخصيًا على الرئيس أوباما، الأول في يومية «وول ستريت جورنال»، واتهم فيه أوباما بالتخلي عن إسرائيل عنوة وبخبث.
والثاني في مجلة «فورين بوليسي»، يظهر فيه أوباما أسيرًا للإسلام، حيث كتب: «يمكنني أن أتخيل كيف يمكن لولد ربته أم مسيحية أن يعتبر نفسه جسرًا طبيعيًا بينها وبين زوجيها المسلمين. ويمكنني التكهن أيضًا بأن حقيقة ترك الولد من قبل الرجلين المسلمين كان يمكنها أن تقوده، بعد سنوات كثيرة، إلى طلب تقبله من قبل أبناء ديانتهما». وأورن هو اليوم عضو كنيست في كتلة «كلنا». والكلمات التي كتبها عن أوباما شديدة الفظاظة، إلى حد جعلت رئيس حزبه موشيه كحلون، يعتذر عنها في رسالة بعث بها إلى السفير الأميركي. وقد توقع الأميركيون اعتذارًا من نتنياهو، بل طلبوا اعتذارًا كهذا، لكن نتنياهو رفض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق