الخرطوم: تاج السر بقادي
صهريج السكة حديد «برج» حديد عالي يعانق فضاءات الخرطوم وهناك روايتان لتاريخ إنشائه حسب إفادات قدامي موظفي السكة الحديد ومنهم معاشيون.
٭ الرواية الأولى: منذ الحكم الإنجليزي المصري، والثانية في الأربعينات من القرن الماضي 1949 ـ 1954م .. كل مباني السكة حديد الثابتة والتي أزيل معظمها تم بناؤها من مياه.. وما زال حتى الآن يمد محطة الخرطوم حتى المكاتب والورش بالماء العذب.
تحت هذا الخزان توجد شجرة مسكيت منذ السبعينات من القرن الماضي متشبسة به ومتسلقة عبر أبراجه.. وكادت أن تصل المستودع .. وهذا دليل على الطموح والرغبة في النهل من ماء المستودع، بجانب ثلاث أشجار «نيم» ملامحها قديمة قدم دخول شجرة النيم للسودان من الهند.
٭ الشاهد في الأمر أن الصهريج وبأشجاره المحيطة به يضم تحت ظلاله «بوفيه، مصلى، أزيار لمياه الشرب، موقع للحلاقة، نادي اجتماعي ومحل للورنيش» أو ماسحي الأحذية، موقف للسيارات».
٭ هذه الخصوصية جعلته ملتقى لأهل السكة حديد والمارة من موقف جاكسون لموقف شروني.
ويقول «أحمد رحمة البلولة» صاحب البوفية إن موظفي وشباب السكة السكة حديد والمعاشيين والمارة يقضون أوقاتاً في هذا الموقع ويتبادلون النقاش حول مواضيع الساعة «كرة القدم، الأخبار العامة، موضوعات الصحف» لأن الموقع له قيمة الظل والوسطية والخدمات.. فالبعض يأتي لشرب الماء والآخر للصلاة وآخرون لتناول القهوة والشاي ومسح أحذيتهم وكذلك الحلاقة، فضلاً عن كونه موقع مأمون لتخزين السيارات لوجود الناس بالموقع طوال اليوم.. وقال إنه ظل يعمل في بوفيه السكة حديد منذ عام 1982م وعندما تم تكسير البوفيه وإزالته رحل تحت الصهريج من عام 7002م.
٭ الموقع يتردد عليه المشاهير من لاعبي كرة القدم أمثال أبوحشيش، علاء الدين بابكر، خالد بخيت، سانتو والمدربين أمثال الريشة وشرف الدين أحمد موسى والديبة وكذلك من المذيعين بالإذاعة السودانية يوسف علي أحمد وطه محجوب ومن المطربين عمر عكوج وفرقة السكة حديد أيضاً يتواجدون بالموقع.. وهنالك فرقة مسرحية تقدم أعمالها للأطفال المشردين يجتمعون في بعض المرات بالموقع.
٭ يبدأ النشاط بالموقع منذ الساعة السادسة صباحاً، ويتفرق الناس بعد المغرب.. أما في رمضان فمن بعد الإفطار حتى الساعة الواحدة صباحاً.. حيث يلتقي ويجتمع شباب السكة حديد الذين رحلوا بعد إزالة البيوت إلى أحياء مختلفة، لكنهم ظلوا يلتقون ويتسامرون حتى ساعات الفجر الأولى.
٭ سكان السكة حديد هم عصبة واحدة ولهم علاقات اجتماعية قوية ولدينا رجل يعد فاكهة الموقع وهو «أحمد الطيب الفني» وهو موظف سابق وعضو فعال بالموقع.. وكذلك الشاب «محمد توفيق» رغم رحيله وسكنه بالصحافة إلا أنه من الفاعلين وذي حضور اجتماعي قوي.
٭ هذا الموقع الآن يسمى «الجزيرة صهريج» وله موقع تواصل اجتماعي بين رواد الموقع بهذا المصطلح.
يبقي «الماء» هو العنصر المشترك الذي جمع كل هذه الخدمات مع بعضها وحول الصهريج العريق إلى مركز اجتماعي متعدد الأغراض.
آخر لحظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق