حسن وراق
@ لا توجد حكومة عاقلة في الدنيا تعاني جملة ازمات اقتصادية و مالية و ما يترتب عليها من تأثيرات وفي ذات الوقت تمتلك موارد غنية وإمكانيات هائلة لتطويع تلك الموارد ، تقف مكتوفة الايدي تنتظر الحلول السريعة Easy come Easy go . لم تتعظ الحكومة من تجربة انتاجنا للبترول التي كانت لعنة حقيقية خرج منها الشعب صفر اليدين وكثير من الامكانيات لم تتفجر من ريع النفط الذي كان كفيل بتصحيح الاوضاع الزراعية في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد العالمي من ازمة الغذاء وذات السيناريو يتكرر مع انتاج البلاد من الذهب الذي بلغ 300 طن في العام ، بعد ما اصابتنا لعنة النفط ننتظر لعنة الذهب .
@ سوف ينفذ أيضا هذا المخزون والاحتياطي من الذهب في ظل التعدين العشوائي والمخطط المستنزف لهذه الثروة القومية و وقتها سنفقد أي أمل في قيام نهضة قومية . المخرج الوحيد للمشاكل التي يعانيها الاقتصاد القومي و معاناة المواطن وضعف الخدمات و تراجعها يكمن في الزراعة (العصاة السحرية ) و السودان به امكانيات هائلة تضعه في مصاف البلدان الزراعية الكبري في العالم وكل مقومات الزراعة والانتاج الزراعي متوفرة الي درجة أنها تفيض عن الحوجة ، ملايين الافدنة الصالحة للزراعة وجود نيل فيض مياهه غير مستثمرالي جانب وقوعنا في حزام المطر المنتج الي جانب الخبرة والخبراء والمختصين وعدد كبير من المزارعين ، فقط تنقصنا الارادة السياسية التي تتخذ من الزراعة آخر ملاذ وليس خيار .
@ اذا استثنينا الاراضي الشاسعة الصالحة للزراعة والتي تروي عن طريق الامطار فهنالك مشروع الجزيرة الذي يعتبر ظاهرة كونية فريداً في إدارته الموحدة و نظام الري الانسيابي الذي لا يكلف استهلاك طاقة رافعة الي جانب النظم الزراعية الحديثة والعلماء و الخبراء في الزراعة و المزارعين في مشروع الجزيرة اصحاب الخبرة الطويلة المتراكمة والبنيات التحتية التي فقط تحتاج لاعادة تأهيل . لقد بات بما لا يدع مجال للشك أن الحكومة تصر علي عدم العودة بمشروع الجزيرة الي سيرته الاولي رغم الوعود الكاذبة التي يطلقها المسئولون والتي تتجه نحو عكس ما يصرحون به.
@ اللآن مشروع الجزيرة أصبح عامل اساسي للنهوض بالاقتصاد القومي أكثر من أي وقت مضي بعد أن فشلت كل البدائل و تراجع كل المرافق من تنقيب و تعدين و زراعة وصناعة و أي محاولة لتدميره باءت بالفشل . إذا كانت هذه الحكومة تمتلك هامش جدية بسيط لما فرطت في مشروع الجزيرة و رهنته الي اتحاد (المفسدين ) يعبثون به فسادا و بأموال المزارعين وبدأت تتوالي فضائحهم المالية والحكومة لا تحرك ساكنا . اتحاد صلاح المرضي يعبث بأموال المزارعين ويتبرع لأحد اعضاء مجلس الادارة ، ممثل للمالية بحفر بئر في مزرعته بالباقير بتكلفة تفوق 40 الف جنية دفعت بشيك من مال الاتحاد غير ما تقاضاه المهندس المرتشي ،في الوقت الذي رفضوا التبرع بحفر بئر يمثل حوجة ماسة للمدينة الجامعية بجامعة الجزيرة .
@ قبل أيام كشف عدد من مزارعي القسم الشمالي ضلوع اتحاد المزارعين باخذ زكاة الزروع من المزارعين في جوالات بقيمة الجوال 13 جنيه و لأن الزكاة علي الحبوب سايبة بدون جوالات تقوم ادارة الزكاة بتسليم الاتحاد اموال الجولات الفارغة لأعادتها الي المزارعين ولكن لجنة الاتحاد (غنجت )علي اموال الجوالات ولم تسلمها للمزارعين بالاضافة الي مليارات من الجنيهات تخصم من المزارعين لشراء ذمم المسئولين ورشاء أصحاب النفوس الضعيفة والبديل لهذا الاتحاد المنتهية مدته هو أن تجري انتخابات حرة ديمقراطية و أن اتحادات المنتجين تجربة لن يكتب لها النجاح لان الغرض منها ازاحة نفوذ اتحاد صلاح المرضي فقط و أي محاولة جادة للاصلاح يجب أن تبدأ بهذا الاتحاد الفاسد و إلا (نقطونا بسكاتكم ) الي حين الخلاص من الجميع ببوليصة واحدة
يا كمال النقر ..في مشروع الجزيرة .. فظيع جهل ما يجري و أفظع منه أن تدري!!
hasanwaraga@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق