الأربعاء، 1 يوليو 2015

ألف لاجئ سوري شهرياً إلى السودان


 لم يكن بوسع أم محمد أن تتعرف على موقع لجنة دعم العائلات السورية فى شارع محمد نجيب بوسط الخرطوم لولا مساعدة ابن عمها الذى سبقها إلى السودان وعمل فى أحد المعامل الصناعية التى يمتلكها رجل أعمال سوري.
تكابد أم محمد مشقة العيش مع زوج مريض طريح الفراش وطفلين إحداهما فاطمة التى لم تتجاوز السبعة أشهر وتسكن فى الأطراف البعيده من مدينة الخرطوم.
لا تملك شيئاً من متاع الدنيا سوى رقم ملف فى سجل لجنة دعم العائلات السورية يمكنها من صرف مؤونة شهرية تتكون من الزيت والطحين والسكر والشاى وقليل من المواد الغذائية،
ومع ذلك تبدو أم محمد أسعد حالاً من غيرها من جملة الأربعمائة أسرة التى لجأت إلى السودان وتكابد مشقة العيش بعد أن شعرت بالسلام والأمن بعيداً عن البراميل المتفجرة التى تحصد البشر والحجر.
وبحسب إحصائيات لجنة دعم العائلات السورية فإن أكثر من 80 ألف سوري لجأوا إلى السودان منذ اندلاع الثورة بعد أن تفاقم العدد فى الأشهر الأخيرة بعد اشتداد حدة المعارك واتساع نطاق المواجهات وتضاؤل فرص السلام.
وبحسب إفادات أعضاء اللجنة فإن 450 لاجئ سوري يصل عبر مطار الخرطوم قادماً من سوريا فى كل شهر، بينما يدخل أكثر من 500 شخص شهرياً قادماً من تركيا والأردن ومصر ولبنان طمعاً فى حياة جديدة بعدما تقطعت بهم السبل هناك وأصبح السودان واحداً من الخيارات القليلة المتوفرة، خاصة أنه لا يطلب فيزا للدخول ويسمح بحرية الإقامة والعمل ومجانية التعليم فى المدارس الحكومية للمراحل قبل الجامعية.
ويكشف أحد أعضاء لجنة دعم العائلات السورية لـ"العربية.نت" عن سر التدفق الكبير للسورين موخراً على السودان فى رغبة تلك الأسر فى مغادرة الفضاء السوري الذي أصبح يحفه الموت من كل جانب، ورغبة فى السلام والأمن لكن آخرين من مَن استطلعتهم "العربية.نت" كشفوا عن هروب كبير للأسر مع أبنائها قبل أن يحين موعد التحاقهم بالجيش والزج بهم فى أتون المعارك المستعرة هناك.
لاجئة سورية فضلت حجب اسمها قالت إن الكثير من الأسر ضحت بمدخراتها من أجل توفير ثمن التذاكر للهروب من سوريا خوفاً على أبنائهم وطمعاً فى الأمن.
يقول أبو الخير لـ"العربية.نت" إن التجار السوريين الذين يعيشون فى السودان منذ أكثر من 20 عاماً أنشأوا لجنة لدرء حالات التسول التى بدأت تظهر أمام المساجد وتقديم المساعدات الطارئة.
ويضيف أبو الخير: "قبل ثلاث سنوات كانت اللجنة تقدم دعماً لعشرين عائلة فقط.. الآن ارتفع العدد إلى 400 أسرة وفى كل اسبوع يصلنا طلب من أسرة أو أسرتين ولكننا نقدم للأحوج وللأسر التى تمر بأوضاع صعبة.
يذكر أنه لا تصل مساعدات إنسانية للسوريين فى السودان سوى دعم من حين لآخر من السعودية وقطر وبعض الجمعيات السودانية يسلم للجنة دعم العائلات، كما لا تصنف الحكومة السودانية السوريين كلاجئين بل تعتبرهم ضيوفاً ولا تفرض عليهم رسوم إقامة، وتسمح لهم بالعمل وحرية التنقل والعلاج والتعليم فى المدارس الحكومية، ومع ذلك لا تستطيع أغلب تلك الأسر إلحاق أبنائهم بالمدارس. وكشفت إحصائية اللجنة عن تسرب أكثر من 70 طالباً من مرحلة الأساس من فصول الدراسة فى عام 2014.
لكن ابتسامة الرضاء التى تكلل وجه الحاج أبو سامر وهو يتسلم سلة رمضان الغذائية وثمن سيارة الأجرة من لجنة دعم العائلات تكشف عن وجه آخر يقول الحاج أبو سامر بلهجة سورية "على القليلة تركت أسرتي تنام تحت سقف آمن في أحد أحياء الخرطوم وعندما أعود سوف أجد السقف فى مكانه وأبنائي فى أمان".
العربية نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق