كشفت حكومة جنوب السودان أن الرئيس السوداني عمر البشير، أبلغ مبعوثا للرئيس سلفا كير ميارديت بأنه سيدعم قائد المتمردين ريك مشار ليصل للسلطة بقوة السلاح ولن يساعد في عملية السلام، بينما أعلنت جوبا، الجمعة، انسحابها من محادثات السلام في أديس أبابا.
- برنابا مريال بنجامين
وتتبادل الخرطوم وجوبا، على الدوام، الاتهامات بدعم وإيواء كل بلد متمردي البلد الآخر.
وقال وزير خارجية جنوب السودان برنابا مريال بنجامين، لصحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة، الجمعة، إن الاتهامات التي تكررها الخرطوم ضد بلاده بدعم المتمردين السودانيين لا صحة لها ولا تساعد في تحسين علاقات البلدين المتجاورين.
وأكد أن بلاده لا تمتلك حتى الإمكانيات لدعم الحركات المسلحة التي تقاتل في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتابع "لدينا من المشاكل ما يكفينا ونسعى لحل مشاكلنا الداخلية".
وشدد بنجامين على أن حكومته لديها معلومات مؤكدة عن دعم مباشر من الحكومة السودانية للمتمردين الجنوبيين، وقال: "ليس من مصلحة البلدين أن يحدث توتر والدخول في أزمة بينهما ونحن نريد علاقات حسن جوار لمصلحة الشعبين".
وكشف أن الرئيس البشير كان قد أبلغ نائب رئيس جنوب السودان جيمس واني إيقا الذي كان قد حمل رسالة إليه من سلفا كير "بأنه سيقدم الدعم إلى رياك مشار في مواصلة الحرب حتى يتمكن من الوصول إلى السلطة بالسلاح ولن يساعد جنوب السودان في عملية السلام".
وأضاف بنجامين "هذا أثار استغرابنا جميعا بيد أن سلفا كير قال: إنه يعرف طريقة البشير العسكرية.. نحن لأول مرة نذيع على الملأ هذا الكلام". وزاد: "لم نقف أمام ذلك كثيرا وما زلنا نأمل أن تقوم الخرطوم بلعب دور إيجابي لحل الأزمة في بلادنا كما يمكننا أن نساعد في حل الأزمة السودانية".
وقال الوزير إن بيتر قاديت قائد التمرد الجديد المنشق عن المعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار موجود في الخرطوم، وذكر "كنا نعلم أن مشار كان موجودا في السودان والآن قاديت ومجموعته في الخرطوم وهذا أمر ليس غريبا وسنستفسر الحكومة السودانية عن ذلك".
ورأى أن فرص مشار أصبحت ضئيلة في قيادة عمل معارض بعد الانشقاق الكبير الذي حدث داخل حركته، لكنه عاد وقال: "نتمنى ألا تقدم الخرطوم دعمها لقاديت وأن تساهم في إنهاء الأزمة في البلاد".
وأفاد الوزير بأنه سيبلغ الخرطوم بصورة رسمية اتهامات حكومته بإيواء المتمردين ضد جوبا، وأكد "سأزور الخرطوم قريبا وسنطلب منها إبعاد المتمردين الجنوبيين من أراضيها لأننا نريد دولتين متجاورتين بأفضل ما يكون ونستفيد من ثرواتنا ومواردنا الضخمة".
وفي جوبا أعلنت حكومة جنوب السودان، الجمعة، انسحابها من محادثات السلام الهادفة الى انهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 20 شهراً، بسبب انقسام قوات المتمردين رغم التهديدات الدولية بفرض عقوبات على جوبا.
وقال المسؤول البارز في الحكومة لويس لوبونغ عقب اجتماعات مع الرئيس سلفا كير: "قررنا تعليق محادثات السلام حتى يسوي الفصيلان المتمردان خلافاتهما".
وحسب وزير الإعلام في جنوب السودان، المتحدث باسم الوفد الحكومي مايكل مكواي، فإن الخلافات بين وفدي التفاوض تتعلق في نسب تقاسم السلطة على مستوى الدولة وخلو العاصمة جوبا من الجيش الحكومي إلى جانب الترتيبات الأمنية، وقال: "لن يتم توقيع اتفاق سلام إذا لم نصل إلى حل نهائي في هذه القضايا العالقة".
من جانبه قال كبير المفاوضين من جانب المعارضة المسلحة تعبان دينق قاي للصحافيين إن وفده قدم تنازلات كبيرة في الكثير من القضايا الخلافية لكن الوفد الحكومي لم يتزحزح عن مواقفه السابقة وليس لديه جديد يقدمه على طاولة المحادثات.
وتشهد دولة جنوب السودان حربا أهلية منذ منتصف ديسمبر 2013، وفشلت جهود الوساطة التي تقودها "إيقاد" في تحقيق اختراق في المفاوضات الجارية منذ أكثر من عام في أديس أبابا.
وقدمت الوساطة مسودة اتفاق للطرفين يتفاوضان حولها قبل توقيع رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق زعيم المتمردين رياك مشار عليها أمام رؤساء الإيقاد في السابع عشر من الشهر الحالي.
إلى ذلك وصل الرئيس السوداني عمر البشير، مساء الجمعة، إلى العاصمة الإثيوبية للمشاركة في أعمال قمة "إيقاد" التي تبحث خطوات تسريع عملية السلام بجنوب السودان.
ويرافق البشير وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية إبراهيم غندور، ووزير رئاسة الجمهورية صلاح الدين ونسي.
سودان تربيون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق