الثلاثاء، 26 أبريل 2016

من يزرع القمح يحصد الندم !


@ إنتهي موسم حصاد القمح لمساحة 338 الف فدان ، اعلنتها ادارة المشروع في الجزيرة و المناقل* ، كمساحة فعلية ، كانت ادارة المشروع قد صرحت في اوقت سابق عن زراعة ،* مساحة 600 الف فدان كانت عبارة عن (دعاية)* لحصاد سياسي درجوا علي ترويجها* في كل المواسم* ، الادارة استغلتها** لتضليل* القيادة السياسية* وسرعان ما بدا التراجع بمبررات كذوبة* هي في الاصل غير معقولة ،* وصولا الي المساحة* الفعلية التي اعلنت مؤخرا* و للأسف ، فان ادارة المشروع لا تملك قاعدة بيانات* لمعرفة المساحات* والتكلفة و الانتاجية* وكل ما* يتطلب من معلومة* للإدارة و التخطيط* و معظم الارقام* التي تخرج من الادارة*** مختلقة وغير موثوقة ، لا يعول عليها* .
@ الأرقام التأشيرية المتعارف عليها كاسلوب للبرمجة الاقتصادية* لا تقوم علي* منطق* أوتخطيط او دراسة واقع ولا حتي* إعتمادا علي احصائيات (سابقة ) لقياس نسبة الزيادة او النقصان مقارنة بموسم او سنة اساس . يكفي فقط* كمية الفائض من التقاوي التي تم تحضيرها* للمساحة التأشيرية المقدرة ب 600 الف فدان* وبعد أن تقلصت المساحة* إتضح أن هنالك فائض تقاوي تقدر ب 94 الف جوال قيمتها 45 مليار جنيه مصيرها* التلف بالتخزين* الغير سليم في العراء للمواسم القادمة و في هذا الموسم تم شراء كميات من القمح للتقاوي ، من انتاج الموسم الحالي بطريقة* مخالفة للنظم المعمول بها* في اختيار العينات و دون التفكير في تحديد او معرفة المساحة المتوقعة للموسم القادم سيما وان هنالك* إجماع بالعزوف عن* زراعة القمح في الموسم القادم .
@* الزراعة في مشروع الجزيرة ،* تتم بطرق عشوائية* لا تستحق ان يكون علي راس ذلك الاسلوب او الطريقة* محافظ و مدير زراعي ، ولو أن الامر ترك* للمزارعين بدون ادارة لما حدثت مثل تلك** الفوضي والإخفاقات* التي* كانت بمثابة (تطفيش) للمزارعين من الزراعة . ادارة سمساعة* (بالغت) في تضليل الرأي العام* عبر استغلال قناة السودان الفضائية* بواسطة برنامج في الواجهة الذي يقدمه الاستاذ احمد البلال الطيب والذي كان اشد حرصا لنصرة* قريبه سمساعة اعلاميا** بدليل انه لم يواصل* جولته في موسم الحصاد وذلك الاهم لمعرفة* حقيقة ما حدث من خسائر و فاقد بلغ 45% من الانتاج* لم يتم حصاده لأنه* سقط في الارض الي جانب ارتفاع تكلفة الحصاد مقارنة بما أعلنته* إدارة سمساعة* .
@ في احتفالات الحصاد التي شرفها نائب رئيس الجمهورية الاستاذ حسبو عبدالرحمن* في قرية العقدة ،* الجميع كانوا شهود عيان* علي اكاذيب الادارة التي** جاءت علي لسان المحافظ وعن* جاهزية* الحصاد بتوفير* 597 حاصدة* ليتضح فعليا* ، أن نصف العدد المعلن لم يتم توفيره ، الامر الذي عرض المزارعين لدفع مبالغ مضاعفة* اكثر من 350 جنيه للفدان بدلا عن المبلغ المتفق عليه* 150 جنيه لحصاد* الفدان* غير الفاقد بالتأخير ، قام اصحاب الحاصدات بفرض* جوال عن كل فدان غير الابتزاز الذي* لا يمكن* تفاديه . في احتفال العقدة اعلن النائب حسبو ، ان البنك الزراعي سيستلم الانتاج من المزارع خلال 72 ساعة* ويسلم الارباح في 3 ساعات* ، حديث النائب حسبو* كان مجرد كلام والسلام والحقيقة أن ادارة المشروع و البنك الزراعي لم يلتزموا بتوجيهات النائب* حتي تسببوا في* مضايقات و خسائر للمزارعين* من* إنتظار الشاحنات لأيام للتسليم زاد من تكلفة الشحن والترحيل* و إستلام الارباح لا* يتم قبل اسبوع .
@ الحقيقة الوحيدة التي لا يختلف حولها اثنان وسط المزارعين في الجزيرة و المناقل* أنهم ،* لن يزرعوا القمح مرة أخري* لعدة أسباب* و أهمها ، ان الانتاجية* كانت عالية و بلا فائدة* تتناسب مع ما بذلوه من جهد . العائد* الحقيقي لصالح البنك الزراعي الذي حقق ارباح (مبالغة) من ريع المدخلات و التمويل و من فارق الاوزان (من 15 كيلو الي 20 كيلو في كل جوال* )* بدلا عن 100 كيلو/جوال. هنالك مصروفات اضافية يدفعها المزارع* لكل جوال يقوم بتسليمه للبنك الزراعي تتمثل في 20 جنيه عباره عن زكاة لكل جوال و 24 جنية اجرة ترحيل* و 8 جنيه فرق حصاد وعليه تصبح الجملة 52 جنيه تخصم من المزارع ليصبح الجوال* بمبلغ 348 جنيه وليس* 400 كما امر النائب حسبو ان تصرف للمزارع بدون خصومات .
@* ما يستوجب ذكره هنا ، إن* تكلفة* المدخلات لهذا الموسم* تفوق 60% من الانتاج* بالإضافة الي** عناصر أخري غير مرئية* من ضمنها الجهد البدني و النفسي* و المصروفات الخاصة* المتعلقة بالإنتاج . كل المؤشرات تفيد بأن المزارع سيتجه لزراعة بقوليات* كالعدسي الذي بلغ سعر جواله 1700 جنيه أي ما يعادل 4 جوالات قمح و بتكلفة اقل و جهد بسيط لتتوافق** رؤيتهم مع* توصل اليه** الخبير الاقتصادي سعيد ابوكمبال الذي لا يري ضرورة لزراعة القمح (المرهق) للمزارع و للحكومة* و الاستعاضة عنه بمحاصيل نقدية كالقطن طويل التيلة والنباتات العطرية و غيرها* ذات قيمة تصديرية تدر عملات حرة توجه لاستيراد القمح عديم الجدوي الاقتصادية التي* تحتم زراعته .
@يا أيلا .. الجزيرة مشروع زراعي* .. ليست (زلط) و الباقي غلط* !

حسن وراق
hasanwaraga@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق