الأربعاء، 3 يونيو 2015

البشير يعد بفتح صفحة جديدة عقب أدائه القسم لتسلم ولاية رئاسية جديدة


وعد الرئيس السوداني عمر البشير بفتح «صفحة جديدة وإصلاح العلاقة مع الغرب وتحقيق السلام»، لدى أدائه أمس القسم لفترة رئاسية جديدة تمتد لخمس سنوات، وهو يرتدي الزي الأبيض التقليدي والعمامة.

وأدى الرئيس السوداني القسم بعد شهر ونصف الشهر على فوزه في انتخابات اتسمت بمشاركة ضعيفة ومقاطعة المعارضة.
وقال البشير إن برنامجه للخمس سنوات المقبلة «يستشرف المستقبل وسنفتح صفحة جديدة»، مضيفا أنه يجدد عرض العفو الكامل عن «حملة السلاح الراغبين بصدق في العودة والمشاركة في الحوار. وأرحب بهم جميعا حول مائدة الحوار.. وبقلب مفتوح سيكمل السودان الحوار مع الغرب من أجل أن تعود العلاقات لوضعها الطبيعي، مسترشدين في ذلك بالمؤشرات الإيجابية التي بدأت في الآونة الأخيرة، وذلك تأكيدا لسياستنا المعلنة في إزالة كل العقبات كسبا لصداقة الجميع شعوبا وحكومات».
وقد أقسم البشير، الذي يتسلم السلطة منذ 25 عاما، اليمين على القرآن خلال احتفال حضره رؤساء مصر عبد الفتاح السيسي، وزيمبابوي روبرت موغابي، وكينيا أوهورو كيناتا. وتحدث في مستهل ولايته الرئاسية، التي يمتد بموجبها حكمه للبلاد والمستمر منذ ربع قرن، ودعا إلى الوحدة الوطنية، بينما يواجه أكثر من حركة تمرد، إلى جانب تراجع عوائد النفط بعد انفصال جنوب السودان عام 2011. كما يقاتل البشير مجموعات مسلحة تعارض حكمه في مناطق دارفور، وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
وكان البشير (71 عاما) الذي يتولى السلطة في البلاد منذ انقلاب 1989، والذي فاز في انتخابات أبريل (نيسان) الماضي بنسبة 94 في المائة من الأصوات، قد دعا العام الماضي إلى «حوار وطني» لحل النزاعات في البلاد وحل الأزمة الاقتصادية. لكن المتمردين وأحزاب المعارضة رفضوا دعوته للحوار، ولم تنجح جولات حوار مع المتمردين توسط فيها الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على السودان منذ عام 1997 بتهمة دعم الإرهاب، بعد إيوائه لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. وقد صدرت في حق الرئيس السوداني مذكرتا توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة في دارفور (غرب) التي تشهد أعمال عنف منذ 2003. وحسب بيان للأمم المتحدة، فقد قتل أكثر من 300 ألف شخص في هذا النزاع.
وقال الرئيس السوداني في خطابه أمام البرلمان بعد مراسم أداء اليمين التي حضرها زعماء عرب وأفارقة: «سأكون رئيسا لكل السودانيين لمن صوت لنا، ومن لم يصوت لنا، ولمن شارك أو قاطع الانتخابات لأن هذا حقه».
وبخصوص كلمة البشير أمام البرلمان، قال أحمد حسن الجاك، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الخرطوم، إن «حديث البشير اليوم عن رغبته في بدء حوار مع الغرب يتطلب بالضرورة تخليه عن رؤيته القديمة التي جلبت له عداء الغرب، لأن مواقف الدول الغربية ثابتة من القضايا محل الخلاف، والتي ترتبط بضرورة احترام نظام البشير لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، ووقف الحروب في دارفور وبقية أنحاء السودان، وإحداث تغيرات في نظام الحكم لتحقيق العدالة».
وتعتبر شخصيات من المعارضة السودانية أن استمرار حكم البشير يتسبب في تفاقم العزلة، التي تفرضها المؤسسات المالية والسياسية الدولية، فيما يحظر على الشركات الأميركية التعامل مع أكبر دولة أفريقية على الرغم من مسارعة الصين، وغيرها من المستثمرين إلى ملء الفراغ.
ودعا البشير، الذي يملك قاعدة تأييد واسعة في الجيش وما زال يتمتع بشعبية بين الكثير من قطاعات الشعب، الأحزاب المعارضة إلى الانضمام إلى «حوار وطني»، وقال إنه سيبدأ في الأيام القليلة المقبلة.

وتنتقد الحكومات الغربية البشير بسبب الإجراءات التي يتخذها ضد وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، والجماعات السياسية المعارضة. أما الولايات المتحدة فقد وصفت نتيجة الانتخابات الرئاسية في أبريل الماضي بأنها «لا تعبر بصدق عن إرادة» الشعب السوداني. كما انتقد الاتحاد الأوروبي أيضا سير العملية الانتخابية الرئاسية.

الشرق الأوسط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق