الثلاثاء، 9 يونيو 2015

"هفنجتون بوست": ندرة المعلومات تخفي الحجم الحقيقي للحرب في جنوب السودان

شردت موجة اقتتال عالية أخيرة في جنوب السودان أكثر من مئة ألف نزحوا من بيوتهم على مدار الشهرين الماضيين فقط.
وقال موقع (هفنجتون بوست) الأمريكي أمس الأحد، إن عدد الذين شردتهم هذه الحرب في جنوب السودان بات يتجاوز المليونين .. وأضاف أن جبهتي القتال سواء من قوات الحكومة أو المعارضة تحثان عجلاتهما الحربية للسيطرة على أكبر رقعة ممكنة من الأرض قبل دخول موسم الأمطار الذي تتعذر بقدومه الحركة على أجزاء شاسعة من البلاد لعدة أشهر.
ونوّه عن تركز ساحة القتال في ولايتي "الوحدة" و"أعالي النيل" شمالا، حيث البنية التحتية مثيرة للشفقة من طُرق السير أو وسائل الاتصال، وهو ما يفسر نُدرة خروج الأخبار أو المعلومات من تلك الساحتين.
وكانت منظمات إغاثة دولية عديدة انسحبت من المنطقتين بعد تصاعد موجات الاقتتال فيهما في الأسابيع الأخيرة، فيما حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين الأسبوع الماضي من حرمان نحو 650 ألف إنسان في جنوب السودان من المساعدات الإنسانية.
وبدأت الحرب أول ما بدأت في صورة خلاف سياسي بين قادة أحدث دولة في العالم في 2013، لكن سرعان ما اتسع هذا الخلاف وأخذ صورة صراع عرقي أُهرقت في سبيله الدماء واستُبيحت الأعراض وعمليات الاختطاف للأطفال وتم تسوية مجتمعات بكمالها بالأرض.
وأكد موقع (هفنجتون بوست) أن أيًا من قوات الحكومة أو المعارضة لم تسلم من اتهامات منظمات حقوقية دولية بانتهاك حقوق الإنسان وقتل المدنيين بناء على انتماءاتهم العرقية والقبلية.
ونقل الموقع عن أنتوني برناردو، أحد الفارين بعائلته من ولاية أعالي النيل صوب مراكز إيواء توفرها بعثة الأمم المتحدة بالعاصمة جوبا، "حتى لو لم يكن بحوزتك سلاحا، قد تشك القوات في كونك معارضا لمجرد انتمائك لقبيلة حاربتها من قبل .. المقاتلون لا يوجهون أسئلة، فقط هم يستهدفونك، وهو ما دفعنا إلى الرحيل هربا من الموت "إننا نبيد أنفسنا".
وقد تأجج الاقتتال في أعالي النيل بعد انشقاق أحد جنرالات القوات الحكومية الشهر الماضي منضمًا إلى صفوف المعارضة التي ما لبثت أن شنت سلسلة من الهجمات على مناطق رئيسية في الولاية مهددة بالاستيلاء على حقل "بالوتش" النفطي الذي يمثل أهمية اقتصادية حيوية للحكومة التي قامت بدورها بشن هجمات قوية مضادة.
ويحتمي أكثر من 130 ألفا بمراكز إيواء الأمم المتحدة في جوبا، حيث تتناقص الخدمات الأساسية، ويلجأ المقيمون بتلك المراكز إلى حفر مخابئ في الأرض للاحتماء من القنابل التي تصل إليهم مخلفة قتلى على الرغم من جهود الجنود التابعين للأمم المتحدة للحيلولة دون ذلك.
وأشار الموقع إلى نزوح نحو نصف مليون من شعب جنوب السودان إلى البلاد المجاورة، فيما لجأ مئات الآلاف إلى البراري والأحراش في ظروف مأساوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق