محمد عبد الله برقاوي |
ليس مهما إن كان الرئيس البشير إستطاع ان يفلت من شرك الجنائية المزعوم بأعجوبة..ولكن المهم هو السؤال هل ذهب الرجل الى تلك المغامرة وعقله في رأسه أم أن فريقه القانوني لا يدرك مخاطر الذهاب و مدى الحرج الذي سيسببه للدولة المضيفة .. ام ان صفقة قد تم إبرامها بفبركة إعلامية تشي بان المحكمة التي عاد منها الملف لمجلس ألأمن الدولي تريد من قبيل تبرئة الذات أن تقول نحن فعلنا ما علينا والباقي على جنوب أفريقيا !
وهل جنوب افريقيا بهذه السذاجة أن تدعو رجلاً يضعها في موقف لا تحسد عليه ما لم يكن وراء الأكمة ما رواءها !
فالبشير ليس أوهيرا كينياتا يذهب الى لاهاي و ياتي حاملا صك براءته وينتهي الأمر بإراحته من هلع الملاحقة في الأجواء وليس هو بحر ابوقردة الذي ذهب اليها متمرداً مطلوباً لعدالتها وعاد وزيراً ضمن فريق الرئيس المطلوب لتلك العدالة !
ولكنه رئيس ُ مطلوب منه المزيد من تقسيم السودان وتفتيت ما تبقى من دولة الجنوب الجريحة .. لذا فإنهم يضعونه في خانة ..
( جوك ولا كتلوك )
يوحون له بضمان الأمان في طريق الذهاب ويرهبونه بإمكانية عدم الإياب !
والخائف المرعوب لا يملك إلا أن يقدم المزيد من التنازلات وبيع الحلفاء من الأخوان المسلمين الذين باتوا أكثر إصراراً على ذهاب الرئيس الى لاهاي .. لانه في سبيل بقائه قبض ثمن التضحية بهم وأودع صكاً مقابلا ربما في الرياض أو واشنطن في مقابل عدم محاكمته أو حتى ملاحقته ..!
والأجهزة الإعلامية الداخلية ومتعهدو المسيرات سيستفيدون مما يعتبرونه نصراً على الجنائية وهم لا يدركون أنه سبة للسودان ان يصبح علكة في أفواه الإعلام العالمي بان لنا رئيساً تطارده عدالة من يسميهم الأعداء التي يمثل المثول امامها لتبرئة الذات لمن يعتبر نفسه برئياً أكثر كرامة من ذلة الملاحقة في كل الأجواء والملمات !
غداً ستخرج المظاهرات بزعم الإنتصار على محكمة لاهاي بغرض التغطية على أحداث الجريف وفضيحة الإنتخابات الهزيلة .. فالصيد في مياه الظروف العكرة هو ما يغذي هذا النظام ويبقيه مستاسداً على شعبنا الحبيس في معتقله المظلم بينما هو طليق في غيه وبطشه وكذبه وفشله .. ورئيسه حبيس دائم في فضيحة الذهاب و البحث عن مخارج الإياب ولكن الى متى ؟
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق