الأربعاء، 24 يونيو 2015

استمرار مأساة المهاجرين مع «قوارب الموت»

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»
قتل مهاجر وأصيب آخر بجروح خطيرة أمس (الاثنين) عندما تعرض قارب مطاطي يحمل مهاجرين غير شرعيين متوجهين إلى إيطاليا لإطلاق نار قبالة السواحل الليبية، حيث أنقذ خفر السواحل الإيطالية من جهته أكثر من 2500 مهاجر.
ADVERTISING
وقال خفر السواحل الإيطالية في بيان إن ما مجموعه 15 قاربا محملة بالمهاجرين أرسلت بالأمس نداءات استغاثة حين كانت جميعا على بعد نحو 50 ميلا من السواحل الليبية، من دون أن يأتي على ذكر ما أورده الإعلام الإيطالي عن تعرض زورق مطاطي لإطلاق نار من زورق حربي ليبي.
وبحسب وسائل الإعلام الإيطالية، فإن زورقا مطاطيا يقل مهاجرين تعرض لإطلاق نار لدى إبحاره من ليبيا، مما أدى لسقوط أحد ركابه في البحر وغرقه، بينما نقلت البحرية الإيطالية مهاجرا آخر وهو من غامبيا بمروحية إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الواقعة بين صقلية وشمال أفريقيا وتم إنقاذ بقية المهاجرين وعددهم 28 مهاجرا.
وفتحت النيابة الإيطالية في صقلية تحقيقا في جريمة قتل ضد مجهولين، بحسب المصادر نفسها.
ونقلت وسائل الإعلام الإيطالية عن حرس السواحل الليبي نفيه مزاعم بعض الناجين بضلوع أي من زوارقه في حادث إطلاق النار.
وجاء الحادث فيما وافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على إطلاق المرحلة الأولى من عملية عسكرية تستهدف مهربي المهاجرين الذين يسهلون وصولهم إلى الشواطئ الجنوبية لأوروبا من شمال أفريقيا.
ومنذ عهد الراحل معمر القذافي، لم يكن الليبيون قادرين على السيطرة على حدودهم البرية التي يعبرها مئات الأشخاص القادمين، خصوصا من جنوب الصحراء والحالمين بالهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
وتتشارك ليبيا بحدود برية بطول نحو خمسة آلاف كيلومتر مع مصر والسودان والنيجر وتشاد والجزائر وتونس.
وأكبر تدفق للمهاجرين مصدره شمال النيجر، حيث يُنقل المهاجرون عبر شبكات من المهربين الذين يأتون بهم إلى منطقتي الكفرة وسبها، اللتين تعدان أهم مناطق تجمع المهاجرين في جنوب ليبيا.
وفي ظل نظام القذافي، كانت ليبيا تستخدم الهجرة كوسيلة للضغط على أوروبا، من خلال فتحها أو إغلاقها صمام الخروج وفقا لتقدير حالة العلاقات مع الدول الأوروبية وخصوصا إيطاليا، وكان القذافي يطالب أوروبا بخمسة مليارات يورو سنويا من أجل مراقبة حدودها ومكافحة الهجرة.
وبين عامي 2008 و2011، توقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا بعد توقيع معاهدة بين روما وطرابلس، تعهدت بموجبها إيطاليا بتقديم خمسة مليارات دولار إلى ليبيا في مقابل وضع ضوابط أكثر صرامة على موضوع الهجرة.
إلا أنه منذ الإطاحة بالقذافي في 2011، أصبحت ليبيا مسرحا لمهربي البشر الذين ينقلون اللاجئين في قوارب متهالكة عبر المتوسط إلى أوروبا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق