المعاناة أصبحت السمة الغالبة لهذه الدلالة، خاصة بعد ما اعتبره بعض الناشطين بها، تهديداً لعملهم، ألا وهو كرين سوبا للسيارات الجديدة، وليس المستعملة.
روايات كثيرة تحكي عن تحويل الدلالة من السوق المحلي إلى سوبا الأمر الذي وجد اعتراضاً كبيراً من تجار دلالة السوق المحلي وقالوا إن تحديات كبيرة تحول دون انتقالهم إلى كرين سوبا.
التحديات الراهنة
(أرزاق) حاولت استقصاء ما أطلق عليها التجار “التحديات”، ما هي؟
يقول الناجي بابكر: “تعتبر دلالة السوق المحلي للسيارات الأكبر، وطوال مسيرتها شهدت انتقالات عديدة من وسط الخرطوم إلى السجانة ثم الجريف فالعودة مرة أخرى إلى السجانة، وظلت تعاني من عدم الاستقرار إلى أن طورنا (دلالة) السوق المحلي وظننا أنها ستكون مستقرة، وهي سوق كبير وتجمع للمعاشيين من القوات المسلحة والنظاميين والمغتربين، بل صارت بورصة للسيارات، إلا أنهم لم يدعونا نمضي في سبيل تطويرها أكثر فأحالونا إلى سوبا”، وأردف: “لا مانع لدينا من تنفيذ هذا القرار، يمكننا الانتقال إلى أي مكان آخر، لكن ليس (كرين سوبا)”! واعتبر الناجي قرار ترحيلهم إلى هناك غير عادل، وكشف عن أنهم سيصعدون الأمر إلى أعلى مستوى في الدولة، حتى يبلغوا به رئاسة الجمهورية، لكنه عاد ليناشد والي الخرطوم حل هذه المعضلة بطريقة ترضي جميع الأطراف.
دلالة وليست كرين
من جهته أشار أحمد محمد إدريس عضو لجنة الدلالة إلى أن هذا السوق يجمع عديد الشرائح، إذ يضم (5) آلاف عامل من (تجار – سمسارة – مسرحين من السجون)، وأضاف: “للأسف فوجئنا بصدور قرار نقل الدلالة إلى سوبا في ذات المكان الذي تحمل لافتته اسم (كرين السيارات) دون استشارتنا أو الرجوع للجهات المسؤولة من السوق، وكلمة (كرين) يُعنى بها العربات الجديدة وليست المستعملة، كما أن مساحة الموقع لا تتسع للصالونات المعروضة بالدلالة ولا تناسب حجم الكاونترات (40) قدم وهي موزعة على ثلاثة مكاتب مؤقته لا توجد بها كهرباء علاوة على أن بيئة الموقع لا تسمح بممارسة أي عمل تجاري ناهيك عن ابتدار أنشطة (دلالة مكتملة)، تمثل نسبة 40% من اقتصاد السودان إذ (تضخ) أنشطتها يومياً ما بين (300-400) مليون جنيه”، واستطرد: “في كرين سوبا ليس لدينا (فيزا كارت) لتداول هذه الأموال”، وأردف: “نخشى أن نتعرض للسرقة لبعد المكان” ووصفه (بالمنطقة المهجورة).
يواصل أحمد: “جوبهنا بحرب شعواء وطلبوا منا أن ننظف الشوارع الرئيسة، شارع الإنقاذ مربع (26) الأزهري، بجانب إزالة العربات، ونفذنا كل التعليمات التي طلبت منا، وشكلنا لجانا تنظيمية كي نحافظ على حقوقنا من أجل توفير العيش الكريم لأسرنا، شعرنا بأننا لسنا مواطنين فقد حاربونا في لقمة عيشنا”، وأردف: “لا بأس، سنخرج من هذه الدلالة بشرط أن يوفروا لنا مساحة تسع الجميع ويوفروا لنا الأمن والأمان، وهذا غير موجود في كرين سوبا، والدليل أن التجار الذين يمارسون عملهم هناك تعرضوا لخسائر كبيرة دفعوا إيجارات لثلاث سنوات ولم يأت أحد”.
الانتظار المميت
إلى ذلك اعتبر محمود محمد الطيب، إمام مسجد الدلالة، قرار الانتقال إلى كرين سوبا كان بدون تخطيط، وقد جاءت فكرته من (7 أو 8) من التجار والسماسرة. فيما وصف التاجر حسن مختار إبراهيم القرار بالمهزلة وأضاف: “بعد أن أنفقنا في العمل بالدلالات (40) سنة إلا أننا وبعد إنشاء كرين سوبا صرنا مطرودين ومحلاتنا التجارية مهددة بالانهيار ندفع الضرائب وإيجار المحلات دون أن نجني شيئاً”، وأضاف: “لدينا (900) شخص مسجلون وكرين سوبا لا يحتوي إلا على (112) محلا، وقد سجلنا منذ (20) يوماً، وإلى الآن ما عارفين نقعد وين؟ طلبوا منا تسجيل أسمائنا وأرقام هواتفنا وحتى الآن لم يتصلوا بنا”.
إلى ذلك اعتبر مكاوي إبراهيم عبدالله المحامي ورئيس لجنة السوق الإجراءات التي اتبعت في صدد الترحيل إلى كرين سوبا غير قانونية وأضاف: “لقد تعاملوا معنا وكأننا عصابة”.
اليوم التالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق