الأربعاء، 10 يونيو 2015

هاشم كرار .. تفتيح البشر.. هوس واعتراض خفي!


لو كان الرب، يريدك بيضاء، لكنت.. لكن للخالق في خلقه شؤون.

لماذا تنذهل السوداوات أو السمراوات، عن هذه الحقيقة، في خضم أكبر حملة دعائية ضارة بالصحة: حملة تبييض البشرة؟

مخاطر التبييض، كثيرة. هذا ما يقول به الاطباء، وهم يشيرون إلى حالات (تسرطنت) جلديا.. وحالات تشوّهت، وأخرى أصيبت بفشل كلوي، وسكتات دماغية، لكن كل ذلك لم (يفتح) عيون اللاتي يهرولن في جنون، إلى التفتيح!

ماهو أسيف أن دعاية تفتيح البشرة، تتم على عينك ياتاجر، عبر الشاشات الرسمية وغير الرسمية، وفي الصحف، والمجلات، وهذا ما يكشف عن غياب تام للأجهزة المعنية بالصحة العامة، وتلك المعنية بالتنوير.. وتلك التي يفترض أن تكون حارسا للهوية: ومن هوية الأمة- أي أمة- الألوان والأشكال!

كتبنا أكثر من مرة عن التفتيح ومخاطره. كتبنا وقلنا إنه يكشف عن حالة مرضية بالغة السوء: كراهية لون الذات، وهو نوع من كراهية الذات نفسها، وقلنا أن هذا النوع من الكراهية، فيه مافيه من الاعتراض الخفي على مشيئة الخالق، ذلك الذي يخلق في أحسن تقويم.

لكن، لا التحذير التفتت إليه المهووسات بالتفتيح، ولا هن استعذن برب الناس من الاعتراض الخفي، على المشيئة الربانية، ولا... انتبه صناع التفتيح والمتاجرون من الإثم المزدوج!

لا أعرف ما إذا كانت حملات انتشرت في دول إفريقية أخرى،أصبحت ضحية لفقدان اللون، ام لا، لكن مايفرح ان طالبات في السودان، اتحدن، وشمرن لمحاربة هذا الهوس الخطير بإطلاق حملة، تحت عنوان «بشرتي.. ذهب»، ورحن يحذرن من المخاطر الصحية الكثيرة، من استعمال مبيضات البشرة.

الحملة شريفة، وهى في جانب منها تأخذ شكل المحافظة على الهوية.. والمحافظة على الهوية من مسؤولية الدولة بالدرجة الاولى.

الهوية ليست معتقدات- فقط- وليست لسانا. الهوية أيضا ألوان طبيعية، وليست ألوانا مضروبة، وقابلة للتسبب في مخاطر صحية خطيرة.

ترى هل تتحرك الحكومات، لمحاربة هذا الهوس.. لمنازلة كل هذه الكراهية للذات؟

الوطن القطرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق