محمد جمال |
فيما يختص بالرئيس عمر البشير.. مطلوب تفكير هادي.. لا للعواطف المبتهجة والأخرى الحزينة.. لقد صدر قرار بالفعل من المحكمة الجنوب أفريقية العليا بإحتجاز الرئيس البشير إلى يوم الغد الإثنين على الأقل للنظر في الطلب المقدم من المحكمة الجنائية الدولية.. هذا هو الواقع القانوني حتى هذه اللحظة.
هناك ثلاثة إحتمالات لا رابع لها في تقديري كل منها سيكون له ما بعده من أثر:
1- أن يتدخل الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما مستخدماً سلطاته التنفيذية ويسمح للبشير بمغادرة جنوب أفريقيا ضد قرار محكمة البلاد العليا وضد رغبة المحكمة الجنائية الدولية وفي هذه الحالة من المناسب أن يستقيل رئيس وأعضاء المحكمة الجنوب أفريقية العليا وستحدث أثار سياسية سالبة في حقه وحق حزبه وسيقوي من المعارضة كونها ستعتبر الرئيس عمل ضد القانون والمؤسسة القضائية السيادية العليا في البلاد وسيساندها في ذلك آلاف المنظمات المدنية والمؤسسات الدولية مما قد يعني فقدان الرئيس زوما لمنصبه وتراجع التأييد الجماهيري لحزبه الحاكم وإحراجه أمام العالم وتعرضه لنقد قد يستمر كل الوقت.
وهذا الإحتمال على ما به من مصاعب وارد وفي كل الأحوال إحتجاز رئيس دولة في دولة أخرى حدث خطير وهو الأول من نوعه في تاريخ القارة الأفريقية ولا بد أنه في كل الأحوال ستكون له أثار في غاية السوء والسلبية على مستقبل الرئيس السوداني وحزبه الحاكم وعلى المجريات السياسية في البلاد وعلى ما بها من علل.
الإحتمال الجزئي المندرج في هذا الإحتمال الأول هو أن ينتظر جاكوب زوما قرار المحكمة يوم الغد "الإثنين" او ربما عدة أيام مقبلة وأتصور أنه سيحاول هذه الليلة السعى للتنسيق مع المحكمة الجنوب أفريقية العليا كي تصدر قراراً تقول فيه بسلامة إجراءات الحصانة التي منحتها الدولة للرئيس البشير وكل المشاركين في الدورة الأفريقية الحالية في حل عن مطالب المحكمة الجنائية الدولية!. وهذا الإجراء سيخفف فقط الضغط على الرئيس زوما لكن دون أن يكف الضرر في كلياته.
2- أن يجد الرئيس زوما مخرجاً قانونياً بالإتفاق مع جهات دولية نافذة لإبقاء الرئيس السوداني كل الوقت في جنوب أفريقيا. وهو الإحتمال أو قل التكهن الثاني بعد الأول عندي كونه يسزيل الحرج عن جميع الأطراف ويحقق الغرض.
وأخيراً:
3- أن يرحل الرئيس السوداني إلى لاهاي حيث سيحاكم أمام الجنائية الدولية.. وهو الإحتمال الأضعف من وجهة نظري نسبة للأجواء السياسية في جنوب أفريقيا وموقف الإتحاد الأفريقي المناهض للمحكمة الجنائية الدولية.
والإحتمالان الأخيران ما حدثا هذه المرة أو في المستقبل في أي سيناريو جديد محتمل سيفتحان المشهد السياسي السوداني على وقائع سياسية جديدة شديدة الإختلاف والإستقطاب وجب التفكر بهما منذ الآن من جميع الناس مع إلتزام الهدوء والإبتعاد عن الرشح العاطفي من جميع الأطراف أو هو ما أتصوره.
وسؤال أخير جانبي: من زين للرئيس البشير عادية وسهولة سفره إلى جنوب أفريقيا من ورطه في هذا الموقف المحرج في كل الأحوال والذي لا يقره طالب نجيب في الصف الأول من كلية للعلوم السياسية؟!.
nson2003@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق