بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الجمعة، اجتماعات مشتركة جمعت الحكومة السودانية بالحركات المسلحة وحزب "الأمة" القومي بزعامة الصادق المهدي برعاية الوساطة الأفريقية لحل أزمات السودان، وإيجاد حلول تسمح بمشاركة تلك القوى في الحوار الوطني في الخرطوم. وتأتي الاجتماعات بعد زيارة لمدة يومين لرئيس الوساطة الأفريقية ثامبو امبيكي للخرطوم، اختتمها الخميس بلقاء مع رئيس الجمهورية عمر البشير، بغرض حمله على الموافقة في اجتماعات اليوم، خصوصاً بعد الملاحظات التي أبدتها الخرطوم.وعقد امبيكي سلسلة اجتماعات مع مسؤولين وقوى معارضة، استثنى منها لأول مرة قوى تحالف المعارضة التي تضم أحزابا معظمها يسارية بينها الحزب الشيوعي. وظل هذا التحالف يؤكد تمسكه بالحلّ الشامل لأزمات البلاد، وعقد مؤتمرا تحضيريا للاتفاق على نقاط محددة لتهيئة مناخ الحوار، وفي المقدّمة وقف الحرب وإطلاق الحريات الصحافية والسياسية والعفو العام. "طرح امبيكي على أحزاب معارضة عقد لقاء "مكاشفة" داخل السودان يضم كافة الأطراف دون وضع أجندة مسبقة" وطرح امبيكي على أحزاب معارضة عقد لقاء "مكاشفة" داخل السودان يضم مختلف الأطراف دون وضع أجندة مسبقة، لبحث قضية الحوار والسلام. وهو طرح دفعت به قوى "مستقبل التغيير"، التي تضم أحزاباً كانت جزءاً من الحوار الوطني في بداياته، قبل أن تنسحب منه، بينها حركة "الإصلاح الآن" بقيادة غازي صلاح الدين.بموازاة ذلك، نشط المبعوثون الخاصون بالولايات المتحدة وألمانيا والنرويج والاتحاد الأوروبي في عقد لقاءات مع الوفود السودانية في أديس أبابا أيضاً، في محاولة لدفع عجلة الاجتماعات والخروج بنتائج إيجابية تنهي حالة الجمود في ما يتصل بحسم الأزمة السودانية سلمياً.ويتوقع أن تناقش الاجتماعات، التي بدأت ظهر اليوم، بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية ـ قطاع الشمال وحركتي العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم وتحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي، فضلاً عن حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي، أجندة تتصل بوقف الأعمال العدائية وإلحاق تلك القوى بالحوار.
وأبدى امبيكي تفاؤلاً بشأن الاجتماعات التي عدّها استراتيجية لإلحاق الممانعين بالحوار، باعتباره أمرا أساسيا لحل مشاكل السودان.
وقال القيادي بتحالف المعارضة ساطع الحاج، لـ"العربي الجديد"، إن امبيكي لم يطلب ملاقاة التحالف، وتجاوز التحالف أمر صعب. وشدد على أن "تجاوز التحالف في أي تسوية سياسية يزيد من الأزمة". وأردف "لا يمكن لامبيكي أن يتجاهل التحالف، رغم أننا لا نعطيه وزنا كبيرا". ونفى تسلم المعارضة أي مقترح من امبيكي بشأن لقاء المكاشفة مع الحكومة.
بدوره، رأى رئيس هيئة تحالف المعارضة فاروق أبوعيسى، أن امبيكي ظل يردد عدم رغبة التحالف في الحوار لأكثر من عشرة لقاءات مع الرجل، خلال زيارته للبلاد، فضلاً عن تسليمه ست مذكرات تحمل رؤيتها بشأن إجراء حوار حقيقي ومنتج. وأضاف أن "هذه المرة لم يدعونا، ولسنا نادمين على عدم المشاركة في هذه الاجتماعات".
ومع انطلاق الاجتماعات، طالب حزب "المؤتمر" السوداني المعارض الوساطة الأفريقية بالالتزام ببنود قرارات مجلسي الأمن الدولي والسلم الأفريقي في ما يتعلق بالحوار الشامل، وعقد مؤتمر تحضيري بإشراك كل القوى السودانية دون استثناء. وأكد، في بيان، أن القرارين حظيا بقبول الأطراف الوطنية الرئيسية في البلاد.
العربي الجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق