يبدو أن برنامج (أغاني وأغاني) الذي يشغل الناس كثيراً قبل إنتاجه وأثناء بثه خلال شهر رمضان الكريم سوف يكون هذا الموسم على موعد مع تغييرات كبيره تطال كثيراً من الأصوات التي اعتاد الناس سماعها في البرنامج الجماهيري الكبير الذي استمر لأكثر من أحد عشر عاماً كأطول البرامج الترفيهية السودانية استمراراً.
ويبدو أن هاجس التغيير يسيطر كثيراً على إدارة (النيل الأزرق) لهذا فإنها دائماً ما تسعى إلى محاولات لتجريب المجرب أحياناً.. والتنقيب عن أصوات مؤثرة في الساحة الفنية سوف، وأصبح البرنامج يماثل تشكيلة (المنتخب القومي لكرة القدم) الذي يغير جلده كل وقت، ويكرم الذين تألقوا خلال الموسم باختيارهم، ويعاقب بالتالي من انحسرت عنهم الأضواء بإبعادهم.
هنالك أصوات جديدة بعضها يعرفه الناس والبعض الآخر ربما سمعوا عنه لأول مرة، نبقى مع ملاحظات لبعض الذين اختارهم البرنامج لهذا الموسم.
غياب الحرس القديم وعودة “فرفور”:
سوف يكون لافتاً خلال النسخة القادمة غياب أبرز العناصر الغنائية التي كانت تحفظ إيقاع البرنامج من الفشل في حال لم يكن أحد المضافين إلى البرنامج بنفس مستوى الموجودين، ويشهد هذا الموسم غياب الفنان “طه سليمان” و”عاصم البنا” و”عصام محمد نور”، فـ”طه” مشغول بتجربته الدرامية الجديدة التي سوف تذاع في ذات القناة، واعتذر عن المشاركة “عاصم البنا” و”عصام محمد نور” أيضاً، وكان الثلاثة بنجوميتهم وخبرتهم الكبيرة وبحضورهم الفني القوي لديهم إمكانات حفظ توازن البرنامج من الانزلاق، وحتى الحلقات التي كان الأداء فيها فاتراً وضعيفاً، فإن الثلاثة كانت لديهم قدرة تغيير مزاج الحلقة إيجاباً، ومن ثم كان وجودهم صمام أمان لما يتمتعون به من قدرات أدائية وثبات وقبول عريض لدى المتلقي، ولكن في ذات الوقت الذي سوف يكون فيه البرنامج خالياً من أصحاب الأداء العالي، فإن عودة “جمال فرفور” إلى البرنامج تمثل دفعة قوية وايجابية من الممكن أن تسهم ولو قليلاً في سد النقص الكبير الذي سوف يخلفه غياب الثلاثي، كما سيحتفظ البرنامج بالثنائي “مكارم بشير” و”هدى عربي” والأخيرة استطاعت تثبيت أقدامها منذ ظهورها الأول في البرنامج، واختصر لها البرنامج سنوات طويلة وأصبحت بعده مباشرة نجمة منتديات بإمكاناتها العالية في أداء أغنيات الرواد ببصمتها الخاصة، أما “مكارم بشير” فيبدو أن إدارة البرنامج لا تريد ممارسة عادتها القديمة في مجاملة بعض الأصوات مجدداً، لأن “مكارم بشير” التي لا تملك ملامح صوتية واضحة ولا تملك شكلاً أدائياً يختلف عن نظيراتها من المطربات، تبدو عبارة عن نسخ مشوهة لمطربات أخريات في نفس سنها وتجربتها، كما أنها تعمد في كثير من الأوقات إلى طمس ملامح الأغنية بتعمدها (الصراخ) الذي يفتقر إلى التطريب، وكان من الأفضل للفضائية أن تتخلى عن عادتها في مجاملة الأصوات المزعجة مثل “مكارم” وتعمل على عودة أخريات أكثر قدرة منها على منح الإضافة المطلوبة.
القادمون الجدد
ستشهد النسخة المقبلة من البرنامج دخول أكثر من 6 أصوات جديدة في البرنامج أبرزها “منتصر هلالية” و”طلال الساتة” و”هاني عابدين” و”رندا مصباح” و”رانيا محجوب” و”آمنة حيدر” والشاب “أحمد بركات الزين”.
ويمثل حضور كل هذه الأصوات وبهذه الكثافة في برنامج بهذه النجومية بمثابة قفزة غير مأمونة في ظلام أكثر المواسم مشاهدة وهو شهر رمضان الكريم، ويمثل وجودهم كـ(كتلة) واحدة بمثابة تحدٍ ذاتي لهم لإثبات أنهم قادرون على المحافظة على إيقاعه من الفشل.
“هاني عابدين” بعد مغادرته لمجموعة (عقد الجلاد) اعتقد كثير من المراقبين أن ذلك سوف يجعله أسيراً للعنة فرقة (عقد الجلاد) التي تصيب كلاً من يخرج عنها مغاضباً أو برضاه، وهذا ما حدث لأصوات كثيرة مثل “منال بدر الدين” و”حمزة سليمان” و”أباذر عبد الغفار” الذين انتهت رحلتهم مع الغناء إلى ما يشبه الفشل، ولكن “هاني عابدين” واصل مع (كورال كلية الموسيقى الدراما) بصوته القوي القادر على أداء الصولات الصعبة، وأطلق عليه معجبو الكورال لقب (العراب)، وسيمثل إضافة حقيقية للبرنامج، وذات الأمر ينطبق على “رانيا هارون” ولكن بدرجة أقل، فتأثير “رانيا” في مجموعة كبيرة مثل (عقد الجلاد) كان أكثر من تأثيرها في مجموعة أقل في الكورال، وهو أمر غير مفهوم، ولكن من الممكن أن تضيع “رانيا” وسط زخم الأصوات النسائية التي سوف يمتلئ بها أستوديو البرنامج، أما زميلتهم الأخرى في الكورال “آمنة حيدر”، فهي ومن خلال بعض البرامج عبر بعض الفضائيات تملك شكلاً وصوتاً مختلفاً أظنه بات مطلوباً الآن مع تكاثر الأصوات النسائية وتشابه بصماتها، ومن الممكن أن تشكل مع أعضاء المجموعة (هاني ورانيا) داخل البرنامج تناغماً وانسجاماً يقدم إضافة جيدة، وبعد غيبة طويلة سوف تعود إلى الواجهة مرة أخرى “رندا مصباح” صاحبة الصوت المختلف والتي كانت شعلة كبيرة من النشاط قبل اختفائها، ولكن سوف يكون البرنامج لها بمثابة سانحة جيدة للعودة المؤثرة في حال اغتنمتها، أما “منتصر الهلالية” فهو صاحب صوت قوي، وهو ملحن موسيقي على درجة عالية من الاحترافية ولديه جمهور كبير في الجامعات، ويقف معه “طلال الساتة” الذي استطاع خلال سنوات قليلة أن يصعد بسرعة إلى سلم النجومية بصوته الذي يتميز بالحزن وهو شكل غنائي يحبه السودانيون كثيراً، والاثنان الآخران برأيي الأكثر خبرة وقدرة على سد جزء من الفراغ الذي سوف يخلفه غياب “عصام” و”عاصم” و”طه”.
المجهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق