الثلاثاء، 23 يونيو 2015

إسباني وآيرلندي يتنافسان على تدريب الاتحاد

جدة: إبراهيم القرشي
تجاهلت إدارة نادي الاتحاد الدخول في مفاوضات لتجديد عقود عدد من اللاعبين الاحترافية الراغبة في استمرارهم مع الفريق إلى جانب اللاعبين العائدين من الإعارة، بعد أن اكتفت بالتواصل معهم في وقت سابق وإبداء رغبتها في استمرارهم قبل أن يتم تجاهلهم في ما بعد، وتقدمهم هتان باهبري ومحمد العمري وسلمان الصبياني ومعن الخضري، الأمر الذي فضل معه عدد من اللاعبين التريث لحين العودة من الإجازة وحسم الأمور العالقة في الوقت الذي أشارت فيه المصادر إلى تلقي اللاعبين عدة عروض من أندية خطبت ود اللاعبين إما لتجديد إعارتهم وإما انتقالهم إلى أندية منافسة.
ADVERTISING
في المقابل، تدرس إدارة الاتحاد تمديد عقد الظهير الأيمن للفريق راشد الرهيب موسما رياضيا واحدا، في ظل المستويات الجيدة التي قدمها تزامنًا مع نهاية الموسم الرياضي وخبرة اللاعب التي تسعى للاستفادة منها خلال المرحلة المقبلة.
من جهة أخرى، تحيط إدارة النادي مفاوضاتها المتعلقة بالمدربين بطوق من السرية خشية الإفصاح عن أي معلومة تتعلق بها تجنبًا للدخول مع أندية منافسة في مزايدة على الاسم التدريبي الذي تنوي التعاقد معه، في الوقت الذي تشير المصادر فيه إلى دخول مدرب إسباني وآخر آيرلندي شهيرين في سباق المفاضلة التي يجريها الاتحاديون لاختيار مدرب للفريق للمرحلة المقبلة.
وفي الوقت الذي تشير فيه المصادر إلى إرجاع الإدارة حسم ملف اللاعبين الأجانب للفريق لحين التعاقد مع المدرب، أبانت المصادر عن دراسة الإدارة الاتحادية تدعيم صفوف فريقها بالمهاجم الكولومبي تيوفيلو جوتيريز بعد أن شرعت في خطب ود اللاعب ودراسة إمكانية التعاقد معه في ظل القيمة المالية للاعب الذي كان قد رفض عرضًا لأحد الأندية القطرية مفضلاً البقاء مع ناديه ريفربليت الذي يرتبط معه بعقد ينتهي في يونيو (حزيران) 2016.
ويشارك صاحب الـ30 عامًا حاليًا برفقة منتخب بلاده في بطولة كوبا أميركا 2015 المقامة في تشيلي، ورغم قلة مشاركاته مع فريقه في البطولات فإن اللاعب يعرف أنه يمتاز بضربات الرأس ويعد أحد اللاعبين المميزين لدى المدرب الأرجنتيني بيكرمان. وسبق وتوج جوتيريز بجائزة أفضل لاعب في أميركا الجنوبية عام 2014، ولعب دورًا هامًا في بلوغ منتخب كولومبيا لدور الثمانية بمونديال البرازيل 2014، كما ساهم مع زملائه في فوز فريقه ريفر بليت بلقب كوبا سود أميركانا في العام نفسه.
وحضر جوتيريز برفقة ريفر بليت منذ انضمامه في موسم 2013 - 2014 في 27 مباراة حتى الآن بالدوري الأرجنتيني بمعدل 3728 دقيقة، وسجل 22 هدفًا، ويعتبر واحدا من أميز اللاعبين بالبطولة الأرجنتينية، كما سجل ستة أهداف في بطولات أندية أميركا الجنوبية مع الريفر.
من جهة ثانية، شرع صناع القرار في النادي في وضع اللمسات الأخيرة على الطاقم الرسمي للفريق للموسم الرياضي المقبل، والذي سيتم توريده عن طريق شركة متخصصة في الملابس الرياضية وقع معها النادي مؤخرًا، وذلك خلفًا للشركة الإيطالية التي تولت تزويد الفريق بالملابس الرياضية الموسم المنصرم.
الشرق الأوسط

سلسلة بشرية تضامنا مع ضحايا تشارلستون في أميركا

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»
تجمع آلاف المواطنين أمس (الاحد) فوق احد اطول الجسور الاميركية ليشكلوا سلسلة بشرية تعبيرا عن تضامنهم مع ضحايا "مجزرة" الكنيسة في تشارلستون الاسبوع الماضي.
ADVERTISING
ومن تشارلستون الى ماونت بليزينت، وقف هؤلاء في خط طويل فوق نهر كوبر ليشكلوا ما اطلق عليه المنظمون "جسرا من اجل السلام وسلسلة الوحدة" على حوالى 2.5 ميل (اربعة كيلومترات).
وقبل بدء الفعالية، قال جاي جونسون رئيس حراك "حياة السود مهمة" (بلاك لايفز ماتر) للجماهير، وغالبيتهم من البيض، "ليست حياة السود وحدها المهمة بعد الآن، بل حياة الجميع". وتابع "نحن موحدون من اجل الانسان".
وخلال ايام قليلة نظمت نساء بالتعاون مع رئيس شرطة ماونت بليزينت الفعالية وجرى الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي.
واعتبرت احدى المنظمات دورسي فيربارن ان "الحضور الكبير يعبر فعليا عن كل شيء". وعزفت الموسيقى وتليت الصلوات، فيما كانت السيارات التي تمر على الجسر، تطلق أبواقها للتعبير عن تضامنها.
ووجه الاتهام الجمعة لديلان روف، الشاب البالغ من العمر 21 عاما من كارولاينا الجنوبية، بارتكاب تسع جرائم قتل بدم بارد في كنيسة عمانوئيل الافريقية الاسقفية الميثودية الاربعاء. وقال روف للشرطة لدى استجوابه انه يريد "اعلان حرب عنصرية".
وروف الذي فر بعدما ارتكب المجزرة الاربعاء قبض عليه الخميس في ضواحي كارولاينا الشمالية ووضع في الحبس الانفرادي.
واعادت الكنيسة التاريخية للاميركيين الافارقة، فتح ابوابها بعد ثلاثة ايام من المجزرة التي ساهمت في تأجيج التوتر العنصري في الولايات المتحدة وفي تجدد الدعوات الى اصلاح قانون حيازة الاسلحة.
وبعد صعودهم على جسر ارثور رافنيل وامساكهم بأيدي بعض، وقف المشاركون تسع دقائق صمت، دقيقة لكل من ضحايا جريمة كنيسة عمانوئيل الافريقية الاسقفية الميثودية.
والجسر، الذي اطلق عليه اسم ارثور رافنيل السياسي من كارولاينا الجنوبية الذي وصف "المؤسسة الوطنية للارتقاء بالسود" بـ"المريضة عقليا" هو ثالث اطول جسر في القارة الاميركية.
وبدت الأجواء اكثر فرحا من تلك التي سيطرت أمس على اول صلاة استمرت لساعتين في الكنيسة التاريخية. وارتفعت اصوات الاغاني على الجسر، وتعانق المشاركون والتقطوا الصور وكتبوا رسائل تعزية بالطبشور على الرصيف. كذلك، رفعوا ايديهم تحية لسفن صغيرة كانت تمر في النهر رافعين الاعلام الاميركية. وقال احدهم "هكذا هي اعمال الشغب في تشارلستون"؛ في اشارة الى أجواء الفرح فوق الجسر.
وتناقض هذا الحضور القوي في السلسلة البشرية مع تظاهرة في حديقة قريبة من الكنيسة بعنوان "الدفن الاخير لتفوق البيض" لم يشارك فيها سوى 40 شخصا.

انتشار التمييز في السودان المضطرب

يثير استمرار محاكمة اثنين من القساوسة في الخرطوم التساؤل بشأن تعامل السودان مع الأقليات، وهي قضية لها جذور تاريخية عميقة ولا تزال تحظى بأهمية كبيرة.
اتهم الأبوان "يات ميشيل" و"بيتر ين" بتهم عديدة من بينها تقويض النظام الدستوري وشن حرب ضد الدولة والتجسس.
ويمكن توقيع عقوبة الإعدام على التهمة الأولى والثانية.
وتعتبر منظمة العفو الدولية أن هذين الرجلين هما "سجينا رأي قبض عليهما واعتقلا واتهما فقط بسبب تعبيرهما السلمي عن قناعتهما الدينية".
وأثارت هذه القضية اهتمام منظمات مسيحية معنية بالدفاع عن حقوق المسيحيين في الولايات المتحدة والتي تقول إن الرجلين "يتعرضان للاضطهاد بسبب عقيدتهما المسيحية".
وينسجم كل هذا بقوة مع الرواية القائمة منذ فترة طويلة والتي تخضع للمبالغة أحيانا بممارسة الدولة السودانية الاضطهاد ضد الأقليات الدينية والعرقية.
وتقول منظمة العفو إن ميشيل قبض عليه في ديسمبر/كانون الأول عام 2014 بعد أن ألقى عظة في إحدى الكنائس شمالي الخرطوم أثار خلالها المخاوف بشأن معاملة المسيحيين في السودان.
واعتقل القس الآخر "ين" في الشهر التالي وذلك على ما يبدو بعد أن أرسل خطابا لمكتب الشؤون الدينية يستفسر فيه عن سبب القبض على زميله.
وفي ظل استمرار المحاكمة، فإنه من المستحيل القول بشكل مؤكد إذا كان الرجلان مدانين بأي تهم، لكنهما معرضان لذلك بشكل واضح، إذ أنهما ينحدران من أقليات دينية وعرقية كونهما مسيحيين ومن جنوب السودان.
تمييز عرقي

null
الرئيس البشير يؤيد بشدة السياسات الإسلامية
صوت مواطنو جنوب السودان بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال عام 2011 بعد عقدين من الحرب الأهلية التي يعتقد أنها أودت بحياة أكثر من مليوني شخص.
وسعى قادة السودان على امتداد أجيال متلاحقة إلى توحيد دولتهم الكبيرة شديدة التنوع من خلال اتباع سياسات للتعريب والأسلمة.
وأدى هذا في الغالب إلى نفور الفئات غير العربية وغير المسلمة، واندلعت حروب أهلية في العديد من مناطق السودان بسبب عدم المساواة في التنمية والاضطهاد السياسي.
لم ينه استقلال جنوب السودان، الذي يضم أغلبية من السكان غير العرب وغير المسلمين، مشاكل البلد، فاستمرت الحروب في دارفور وجنوب كردوفان والنيل الأزرق.
وبالرغم مما تقوله منظمات مسيحية وغيرها من جماعات النشطاء، فإن الدين ليس العامل الأهم وراء هذه الصراعات.
جميع سكان دارفور والنيل الأزرق تقريبا من المسلمين سواء أكانوا يؤيدون المتمردين أو الحكومة أو يبغضان كليهما.
ترتبط القضية هنا بشكل وثيق بالتمييز العرقي، إذ تمنح معاملة مفضلة لأولئك الذين ينظر إليهم على أنهم "عرب" في مقابل من يعتقد أنهم "أفارقة".
في جنود كردفان هناك عدد أكبر من المسيحيين وهناك حالات لتفجير كنائس في جبال النوبا حيث يتمركز المتمردون.
لكن هناك اختلاط كبير بين سكان جبال النوبة، إذ أنه من الشائع أن يجد المرء مسيحيين ومسلمين وأتباع ديانات أخرى في نفس العائلة، وسيكون من الخطأ وصف ما يحدث بأنه صراع ديني.
يجب أيضا أن يتحمل المتمردون جزءا من المسؤولية عن الحروب العديدة التي اندلعت، رغم أن تاريخ السودان يشهد بأن الناس المهمشين لم يجر الاستماع لشكاواهم إلا بعد رفع السلاح.
معاملة سيئة للغاية
لكن من الصعب التشكيك في أن تعامل السودان مع أقلياته كان ولا يزال سيئا للغاية.
ونقل عن الأب توت كوني راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية في جنوب السودان قوله إن القبض على كلا القسين "ليس شيئا جديدا على كنيستنا".
وأضاف: "جميع القساوسة تقريبا سجنوا في ظل حكومة السودان، وهذه هي عادتهم لهدم الكنيسة. إننا لسنا مندهشون، هذه هي الطريقة التي يتعاملون بها مع الكنيسة."
يسمح لمسيحيي السودان ممارسة شعائرهم الدينية، ويمكن أن تجد كنائس للعديد من الطوائف في الخرطوم وأماكن أخرى من البلد.

null
إقليم درافور غربي السودان لا يزال يعاني اضطرابا كبيرا
لكن هناك كنائس تعرضت للتدمير في الخرطوم، ويعتقد العديد من المسيحيين في السودان أن الحياة أصبحت أصعب عليهم.
واحدة من الحالات التي تابعها العالم هي الحكم بإعدام مريم إبراهيم بعد أن قال شقيقها إنها ارتدت عن الإسلام قبل إلغاء الحكم في نهاية المطاف وفرارها من البلاد.
وفي كلمة شهيرة له في أواخر عام 2010، قال الرئيس السوداني عمر البشير إنه بعد انفصال جنوب السودان فإنه "لن يكون هناك مجال للحديث عن تنوع عرقي وثقافي".
واعتبر ذلك تهديدا مباشرا لأولئك الذين لم يتبنوا السياسات الإسلامية للنظام، وجميع أولئك الذين لم ينحدروا من الجماعات العرقية المهيمنة من الخرطوم والمناطق القريبة منها.
وأكد الرئيس البشير أيضا أنه بعد انفصال الجنوب فإن "الإسلام سيكون الدين الرسمي والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع" وأن اللغة الرسمية للدولة ستكون اللغة العربية".
قد يبدو هذا منطقيا في دولة تشير الإحصاءات الرسمية فيها أن 97 في المئة من السكان مسلمون، لكنها أثارت قلق العديد من غير المسلمين وأيضا المسلمين الذين لا يتبنون رؤية البشير عن الدين ودوره في الحياة العامة.
بعد مرور فترة قصيرة، تحدثت مع نجوى موسى كوندا وهي موظفة تعمل في مجال التنمية وهي مسيحية.
أثار خطاب البشير قلقا شديدا لدى كوندا، وتوقعت أن منطقتها التي ولدت فيها ستصبح قريبا "مثل دارفور"، حرب جديدة في بلد يعصف به بالفعل صراع منذ عدة عقود.
وفي غضون أشهر قليلة، حدث ما كانت تتوقعه كوندا، وهو اندلاع صراع في جنوب كردفان في يونيو/حزيران عام 2011 وأعقبه بعد فترة قصيرة صراع آخر في منطقة النيل الأزرق، ولا تزال هاتان الحربان مشتعلتين.
فشلت الحكومات المتعاقبة في الخرطوم من عهد العثمانيين والاستعمار البريطاني في جعل التنوع العرقي والديني في البلد ميزة وليس عائقا.
ولا يوجد مبرر قوي يدعو للاعتقاد بأن الحكومة الحالية، التي تتولى السلطة منذ انقلاب عام 1989، راغبة أو قادرة على كسر هذا القالب.

المهاجرون غير الشرعيين: رحلة البحث عن الحياة


العربة كانت تمضي بنا بسرعة من المدينة اليونانية تسالونيكي إلى الحدود الشمالية مع مقدونيا.
وعلى طول الطريق كانوا هم أيضا هناك. يمشون على الأقدام وهم يحملون امتعتهم التي غالبا لا تزيد عن حقيبة تحمل على الظهر.
كلما اقتربنا من إحدى المجموعات لا أملك إلا أن أدير رأسي بحثا في وجوههم عن إجابة لسؤال بذهني.
بعد قليل سمعته يتردد على لسان أحد الزملاء: "أمعقول كل هؤلاء مهاجرون؟"
الأعداد ضخمة. المنظمات الإغاثية تقول إن نحو 300 مهاجر على الأقل يحاولون عبور الحدود ما بين اليونان ومقدونيا كل يوم.
المسافة التي قطعناها بالعربة يمشيها المهاجرون على الأقدام في ما لا يقل عن ثلاثة أيام، وعلينا أن نتخيل نفس هذه المسافة في قيظ الصيف أو في صقيع الشتاء.
ويبلغ عدد المهاجرين الذين حملتهم أمواج البحر المتوسط إلى أبواب أوروبا هذا العام فقط 100 ألف مهاجر، بحسب أرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
من خطر إلى خطر
ما جاء بنا إلى هذه المنطقة من العالم هو الاستقصاء عن تعرض هؤلاء المهاجرين لانتهاكات من قبل عصابات تهيمن على المناطق الحدودية لمقدونيا - جنوبا مع اليونان وشمالا مع صربيا – وما يقال عن "اعتداءات" الأمن المقدوني نفسه.
لكننا بدأنا في تتبع قصص المهاجرين عن كثب منذ ابتلع البحر نحو 800 منهم في شهر أبريل/نيسان الماضي، ليسلط غرقهم الضوء على تفاقم أزمة المهاجرين غير الشرعيين.
null
جاء مصطفى وروزا عبر البحر من تركيا
كنت أنظر لوجوههم وأنا أتساءل كم منهم على علم بالخطر الجديد الذي يشدون إليه الخطى.
عندما توقفت العربة قرب الحدود جاءت الإجابة على لسان مصطفى. وجهه وملابسه تبنئ بأيام طويلة من المشي، وكتفاه تحملان ابنته روزا ذات الثلاثة أعوام.
جاء مصطفى وروزا عبر البحر من تركيا. كان صعبا تخيل ابنته الباسمة في قارب تتلاطمه الأمواج.
روزا نزلت من على كتفيه لتستغل لحظات حديث والدها معنا في لهو طفولي. يقول مصطفى الكردي الأربعيني إنه جاء من كوباني حيث نجا من الموت بأعجوبة خلفت في رأسه شظية لن تتركه.
وأضاف أنه كان ضحية اعتداءات من قبل الأمن والعصابات عندما تمكن من الحدود، قبل أن يعيده الأمن المقدوني إلى اليونان.
لكن لا مجال لعدم المحاولة مجددا، كما يقول: "أنا أعاني من السرطان ولن أعيش طويلا في كل الأحوال. لا أريد إلا أن أوصل روزا إلى بلد آمن. أريد لها مستقبلا أفضل".
البحث عن الأمان
من بين التحضيرات لرحلتنا كان التأكيد على عدم الانغماس في ما سنسمعه من مآس، فعملنا يقتضي التوازن ما بين أن ننقل الحدث وألا نغرق في تفاصيله.
لم يكن الأمر سهلا هذه المرة. أكثر من نصف عدد المهاجرين الذين يصلون إلى هذه المنطقة من أوروبا تربطني بهم لغة وثقافة وتاريخ واحد.
من بينهم وعد جواد التي لمحتها تستظل بشجرة وحولها تجلس ثلاث فتيات في أعمار مختلفة.
الأم العراقية تضحك بالرغم من تعب السير. تمزح في حديثها عن الطعام اليوناني، ثم تتبع ذلك بحديث من القلب عن بغداد.
قالت وعد "هذه الأرض ليست مثل بلادنا. ما كنا لنترك بغداد لولا إحساسنا بعدم الأمان."
أكبر ابنائها بقي في بغداد ولم تتمكن من الاتصال به لأيام. قالت لي إنها تخاف أن يكون قد تعرض لأذى.
عرضت عليها أن نحاول الاتصال به من هاتفي الشخصي، وتمكنت بالفعل من سماع صوت ابنها.
عندما تركت وعد كانت تبكي. قالت إنها لا تدري متى يمكنها أن تسمع صوته مرة أخرى.
الطريق البحري من تركيا إلى اليونان هو أيضا ما اجتازته سارة سليمان وأسرتها القادمون من أفغانستان.
الفتاة الخجولة في السابعة عشرة وأخوها رضوان وعمره سنتان وقفا في صف طويل للحصول على معونات توزعها المنظمات الإغاثية على الحدود.
قالت لنا: "أبي كان يملك متجرا في كابول. لكن أمي قالت إنه يخاف علينا من الحياة هناك."
ودعتني بابتسامة بعد أن حصلت على مرادها، وطلبت مني: "أدع لي ولأسرتي"
الخروج من سوريا
ما سمعناه من أغلب المهاجرين الذين قابلناهم أكد أن الواقع كان أفظع مما سمعناه عن الاعتداءات التي يتعرضون لها.
فالعصابات لا تكتفي بأخذ ما تبقى لهم من مال ومتاع، بل تحتجز المهاجرين لحين دفع فدية لا تقل عن 300 يورو.
وللسوريين معاملة خاصة، فالعصابات تستولي على جواز السفر السوري لبيعه لمهاجرين آخرين.
تجارة رابحة، إذ أن الجواز يباع بما لا يقل عن ثلاثة آلاف دولار، والمشتري هو كل من يأمل في الحصول على حق لجوء في أوروبا.
قصص القادمين من سوريا تلخص مأساة هذا البلد.
عندما قابلنا معتصم رميض وجدنا هذا الشاب الهادئ يساعد غيره من المهاجرين ممن أصيبوا في الطريق.
قال إنه من سكان مخيم اليرموك، وكان في آخر أعوام دراسته بكلية الطب عندما انتزعه الأمن السوري من بين أهله وألقى به في السجن لمدة سنة كاملة.
"لم أعرف حتى ما هي تهمتي" أضاف معتصم بكلمات تقطر مرارة. "عندما أفرجوا عني قالوا لي إن حبسي كان نتيجة خطأ ما". وعندما خرج من السجن دفعه أهله دفعا للمغادرة خوفا عليه.
الأسى سمعناه من جهاد، الشاب السوري البسيط الذي أتي من الرقة أحد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
ابنه وابنته وزوجته بقوا هناك، والأب المتعب يسابق الزمن للوصول إلى أوروبا أملا في أن يتمكن بشكل ما من إخراجهم من الرقة.
حكى لنا أنه وجد ابنه في أحد الأيام يردد أناشيد الدولة الإسلامية.، قائلا: "لا أكاد اتصور أن يعيش ابني في هذا المكان. لا أريده أن يصبح مثلهم".
يقول جهاد إن العالم تخلى عن وطنه سوريا: "نحن شعب باعه العالم" .
دينا دمرداش
BBC

ما تداعيات نشر ويكيليكس آلاف "الوثائق السعودية"؟



قالت "حملة السكينة" التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية، إن البيان الذي نشره موقع "ويكيليكس" حول نيته نشر الوثائق السعودية المسربة "مليء بالإساءة إلى السعودية".
واتهمت الحملة الموقع باستهداف السعودية وانه "يحمل أجندة سياسية ، فهو ليس موقعا معرفيا أو معلوماتيا محايدا ولو كان كذلك لما اضطر إلى ملء بيانه بالاتهامات والإطلاقات المسيئة".
وبدأ ويكيليكس في 19 يونيو/حزيران بنشر وثائق قال أنها مسربة للخارجية السعودية، وتشمل أكثر من نصف مليون برقية ووثيقة أخرى تتضمن إتصالات سرية مع سفارات المملكة حول العالم، بعضها عبارة عن تقارير مصنفة "سري للغاية" من مؤسسات سعودية، من بينها وزارة الداخلية والإستخبارات العامة.
وتحوي الوثائق المسربة بحسب موقع ويكيليكس أعدادا كبيرة من رسائل البريد الألكتروني المتبادلة بين الخارجية والهيئات الخارجية، وقال الموقع بأن الوثائق سيتم نشرها تباعا خلال الأسابيع المقبلة.
ومن بين الوثائق التي نشرها الموقع المبالغ التي دفعتها السعودية لسياسيين ومؤسسات اعلامية واعلاميين عرب بغرض شراء ولائهم.
وطالب الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، الحكومة السعودية بإعادة النظر في الدعم المالي الذي تقدمه لعدد من الإعلاميين والسياسيين العرب وقال انهم يتقاضون المال من المملكة ومن سواها.
وقال خاشقجي، في تعليق عبر حسابه على موقع تويتر: "ماذا يستفاد من تسريبات الخارجية؟ إعادة النظر في سياسة الشيكات لإعلاميين وساسة عرب أثبتوا غير مرة أنهم غير مفيدين ويقبضوا منا ومن غيرنا" .
وكانت الخارجية السعودية قد علقت على نشر بعض الوثائق المنسوبة إليها بالقول إن موقعها تعرض لهجوم إلكتروني، وأن الكثير من الوثائق المنسوبة إليها تعرضت للفبركة، وحذرت من تداولها أو نشرها.
واحدثت التسريبات ضجة كبيرة وسط اهتمام واسع لعدد كبير من وسائل الاعلام العربية بسبب العدد الكبير من الاعلاميين والسياسيين الذين ورد ذكرهم في هذه الوثائق التي تم نشرها حتى الان.
BBC

السودان يعتزم إجراء أول تعداد سكاني منذ انفصال الجنوب


أصدر الرئيس السوداني عمر البشير، مساء أمس الإثنين، قرارا بإجراء أول تعداد سكاني بالبلاد منذ انفصال جنوب السودان، على أن تبدأ عملية إحصاء السكان والمساكن في أبريل 2018.
ونص قرار الرئيس البشير، على تشكيل مجلس أعلى للتعداد برئاسة النائب الأول للرئيس، ووزير مجلس الوزراء نائبا له، ومدير الجهاز المركزي للإحصاء.
وطبقا للقرار فإن مجلس السكان يختص بالإشراف العام على تنفيذ التعداد وفقا للأسس والمعايير العلمية والمبادئ الأساسية، للإحصاءات الرسمية والقواعد السلوكية والإجرائية المتفق عليها.
وحدد القرار الرئاسي، تشكيل لجان ولائية برئاسة الولاة وعضوية عدد من التنفيذيين بالولاية، على أن يكون مدير الجهاز المركزي للإحصاء بالولاية مقررا لها، بجانب لجان بالمحليات برئاسة المعتمد، ووجه القرار بأن يكون المدير العام للجهاز المركزي للإحصاء، هو المشرف الإداري والفني العام على التعداد.
كما نص القرار على تشكيل لجنة فنية عليا للتعداد السكاني والمساكن برئاسة مدير التعداد وعضوية آخرين، لمراجعة الخطة العامة للتعداد والجدول الزمني المعد وتكليف الفرق ومراجعة وإجازة التصاميم الفنية المرفوعة من اللجان.
كما حدد القرار تكوين لجنة عليا للإعلام برئاسة وكيل وزارة الإعلام وعضوية آخرين، لوضع الإستراتيجية العامة للحملة الإعلامية لمناصرة التعداد السكاني ورفعها للجنة الفنية .
ويعد هذا التعداد السادس من نوعه في البلاد، وسبق التعداد السكاني الأخير "الخامس" عملية استفتاء جنوب السودان التي انتهت إلى انفصاله في يوليو 2011.
وأظهرت نتائج الاستفتاء السكاني الخامس أن إجمالي عدد السكان يبلغ 39 مليونا و 15 ألف نسمة، يعيش منهم نسبة 79% في الشمال، بينما يعيش 21% في الجنوب، وبحسب التقديرات يبلغ سكان السودان حاليا نحو أكثر 4ر33 مليون نسمة.

البوابة

فرنسا تدين مقتل 129 طفلا في ولاية الوحدة بجنوب السودان


أدانت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الإثنين مقتل 129 طفلا في ولاية الوحدة بجنوب السودان خلال مايو الماضي، وقالت إنها على استعداد للسعي نحو استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يسمح بفرض عقوبات على الأشخاص الذين يعرقلون السلام ويشنون هجمات تستهدف المدنيين، خاصة النساء والأطفال.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد كشفت منذ أربعة أيام عن تفاصيل مروعة لأعمال عنف ارتكبت ضد أطفال وفتيات لا تتجاوز أعمارهم ثمانية أعوام، أزهقت أرواح 129 طفلا في ولاية الوحدة بجنوب السودان خلال شهر مايو. وقالت اليونيسف إن الانتهاكات ضد الفتيان والفتيات في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب قد وصلت إلى مستوى جديد من الوحشية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال - في تصريح له اليوم - إن بلاده تدين هذه الممارسات الوحشية التي لا يجب أن تمر دون عقاب، وتؤكد ضرورة تسليط الضوء على هذا الحادث، مطالبا بعثة التحقيق للاتحاد الأفريقي المعنية بانتهاكات حقوق الإنسان جنوب السودان إلى الإفصاح عن تقريرها دون تأخير، معربة عن أملها في قيام مجلس الأمن الدولي باتخاذ "كل التدابير لمتابعة الأوضاع على الأرض.
وأوضح أن مخرجات قمة الاتحاد الأفريقي في جوهانسبرج كانت واضحة، حيث تم تحميل الأطراف المتنازعة المسئولية الكاملة للأزمة.
وكان المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك قال، في بيان صحفي "قتل نحو 129 طفلا في ولاية الوحدة خلال ثلاثة أسابيع فقط في مايو الماضي.. وذكر الناجون أنه تم خصي الفتيان واغتصبت فتيات لا تتجاوز أعمارهن الثامنة جماعيًا وقتلن لاحقا... وقد تم ربط الأطفال معا لذبحهم.. فيما رمي آخرون في مبان مشتعلة بالنار.

البوابة