غير منكور أن اليهود ساعون لإقامة دولة تتمدد من (الفرات) إلى (النيل)، ويعملون لأجل تلك الغاية ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية. وحدها المصادفة قادت لتشييد البرلمان السوداني عند نقطة تكوّن النيل، وعلى هيئة تبدو أقرب إلى “الكنيست” الإسرائيلي. وبعثت هذه المصادفة بتساؤلات عن سر التصميم، وما إذا كانت حلّت اللعنة بالبرلمان السوداني جراء هذه المصادفة الغريبة حد تمكن (الجان) من سُكنى شرفات وبدروم المجلس الوطني الذي مرّ عليه قادة لا يشق لهم غبار، منهم حفظة كتاب الله، ومنهم حفّاظ الوطن؟!
نقول إن الإجابة متأرجحة بين الإيجاب والسلب، حيث يؤكد عمّال في البرلمان على حدوث أشياء مرعبة تحصل بين القبة والجنبات، ذلك بوقتٍ يستنكف آخرون عن مجرد الخوض في هذه السيرة باعتبارها محض أساطير و(خزعبلات).
توقيعات
عاملون بالبرلمان: المجلس (مسكون)
خبر صحفي
الزميلة “السياسي”
النائب البرلماني، ونجل الميرغني، السيد الحسن (ولي من أولياء الله الصالحين) وهؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
عائشة أحمد صالح
قيادية بالاتحادي الأصل
دارفور زمان غير دارفور الليلة، دارفور كانت “أمان وسلام وحيران وتقابة”، ولكن دخلها الشيطان وفرق بين الأهل وزرع الفتن بين القبائل.
المشير عمر البشير
رئيس الجمهورية
“عفاريت” تحت “القبة”
بعد أن كان الحديث همساً تحول إلى حديث جهير، إذ تحدث عدد من العاملين في البرلمان عن وجود (جن) يسكن شرفات وبدروم المبنى العتيق المماثل تصميماً لمبنى الكنيست الإسرائيلي، باعتباره نموذجاً واحدًا نفذته شركة رومانية في الخرطوم وتل أبيب.
يتكون المبنى من بدروم وثلاثة طوابق حول القاعة الرئيسية التي تقوم على عمود دائري ضخم يظهر فى البدروم حوله باحة تستغل كـ(جراج) داخلي يطل عليه عدد من المكاتب والمطبعة ومتجر النقابة ويمكن الوصول إليه عن طريق السلالم الداخلية أو المصاعد الكهربائية في الجهتين الشرقية والغربية.
إن كان البدروم طابقاً تحت الأرض فإن الشرفات الثلاث المتصلة معاً بدون فواصل، دون إمكانية للانتقال من شرفة لأخرى؛ تخصص إحداها للدبلوماسيين والثانية للضيوف والثالثة للإعلاميين تطل جميعها على قاعة المجلس من الطابق الثالث وغالباً ما تكون خالية عدا شرفة الإعلاميين التي تتوسط الأخريتين وتكون عادة مكتظة بالصحفيين المكلفين بتغطية جلسات المجلس الوطني.
(1)
أسطورة الجن في البرلمان لم تكن وليدة اليوم، ولكنها ظلت تظهر حينًا بعد حين في أوقات متفرقة حيث بدأ الحديث عنها بحسب أحد العاملين في المجلس منذ برلمان د. حسن الترابي خاصة في مكتب نائب رئيس البرلمان عبد العزيز شدو الذي كان يتحدث عن سماعه أصوات أطفال في مكتبه مرة بعد مرة ثم تطور الأمر مع خليفة شدو في النيابة عن رئيس البرلمان، الفريق عبد الله الحردلو الذي كان يؤكد وجود صوت ينادي باسمه، ولكنه لا يجد أحدًا في المكتب.
غير ذلك هناك العديد من القصص التي يرويها عاملون في المجلس خاصة خلال فترات إجازة القوانين في الجلسات المسائية حيث يؤكد عدد من العاملين وجود أضواء تنبعث وتختفي سريعاً فيما يشير البعض لأصوات هامسة تتحدث دون أي وجود بشري في منطقة انبعاث الصوت.
(2)
يستبعد فريق من العاملين وجود أي جن داخل البرلمان ويؤكدون أن كل جلسات البرلمان تبدأ عادة بتلاوة القرآن الكريم مع وجود عدد كبير من حفظة القرآن بين أعضاء المجلس ويشيرون لعدد من المقرئين الشهيرين منهم على سبيل المثال الشيخ المهل والشيخ دفع الله حسب الرسول والشيخ عبد الله أبكر فضلاً عن شيخ عبد الجليل النذير الكارورى الذي يقرأ القرآن في فاتحة جلسات البرلمان الحالي.
(3)
من يؤكدون وجود الجن داخل البرلمان يستشهدون بحقيقة وجود الجن المسلم ويؤكدون أن الجن يكون موجودًا بين الناس ويذهبون إلى أحداث لا تخلو من الغرابة مثل المواقف بين النواب التي عادة ما تبدأ متنافرة جداً إلا أنها لا تلبث أن تمضي في الاتجاه الذي تريده الحكومة فضلاً عن بعض المقترحات الغريبة التي تصدر من بعض النواب أحياناً على شاكلة طلب التطبيع مع إسرائيل الذي قاله والي النيل الأبيض الحالي د. عبد الحميد موسى كاشا والدعوة لخصخصة الوزارات التي أطلقها النائب البرلماني عن دائرة المدينة عرب ود رعية في البرلمان الماضي أحمد هجانا.
(4)
أحد العاملين في البرلمان حكى يوماً عن انغلاق الباب عليه في مكتبه بصورة توحي بأنه تم بفعل فاعل وأكد أن جميع محاولاته لفتح الباب من الداخل فشلت رغم أن الباب لم يكن موصدًا بمفتاح إلى أن جاء زميل له اتصل به عبر الهاتف وفتح الباب من الخارج وبعدها أصبحت عملية فتحه أمراً هيناً رغم استحالته قبيل مجيء زميله، واستشهد الموظف بالموقف ليقطع بأن من أغلق الباب جنياً، خاصة وأنه سمع أصواتًا مبهمة مع انقطاع جزئي للتيار الكهرباء عاد بعد هنيهة. بيد أن زميل له ضحك من هذا الزعم مشيراً إلى أن الأصوات التي تنبعث ما هي إلّا تيارات هواء تتسرب من النوافذ.
(5)
ما بين تأكيد البعض بسكنى الجن في البرلمان وتأكيد الآخرين بأن ذلك أمر بعيد الحدوث تظل الحقيقة الدينية والعلمية أن الجن موجود بين ظهرانينا ولكن أتراه يجوس في البرلمان؟ هذا ما لا نستطيع التأكيد عليه أو نفيه.
الخرطوم – محجوب عثمان
صحيفة الصيحة