الأربعاء، 1 يوليو 2015

خبراء اقتصاديون: رفع سعر دولار القمح سلبا علي الفقراء ومكافأة لشركات محتكرة


الخرطوم:حسين سعد
توقع خبراء اقتصاديون بأن يؤدي  قرار رفع سعر الدولار لاستيراد القمح من ( 2,9 ) جنيها إلى (4) جنيهات  إلى آثار سلبية على الفقراء وخفض أجور العاملين و وذوي الدخل المحدود. 
واعتبر الخبراء سياسات الحكومة الاقتصادية  "فاشلة ومدمرة.".
وتحتكر ثلاث شركات مطاحن (سيقا، ويتا وسين) استيراد القمح، وتعاني الخرطوم من مشاكل في توفير اعتمادات العملة الصعبة لاستيراد القمح والتي تصل إلى أكثر من ملياري دولار سنويا.
 وفي أبريل المنصرم توصلت سلطات ولاية الخرطوم إلى اتفاق أنهى أزمة مع المطاحن الرئيسية في البلاد، بعد رفضها استلام القمح المنتج محليا باعتباره غير صالح لصناعة الخبز، وقضى الاتفاق بخلط القمح المستورد بنسبة 60% مع القمح المحلي بنسبة (40%).
 ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنويا، في حين تنتج البلاد ما لا يتجاوز نسبة 12 إلى 17% من الاستهلاك السنوي.
ووصف  الاستاذ الجامعي والاقتصادي المعروف دكتور أحمد حامد  في حديث لـ " التغيير الاليكترونية" " رفع سعر صرف دولار لاستيراد القمح المستخدم في صناعة الخبز من  (2,9 )  جنيه إلى (4) جنيهات سودانية للدولاره بأنه  سياسة خاطئة ستقود الى زيادة أسعار الخبز الذي يعتبر سلعة ضرورية وأساسية وتخفيض أوزانه ،فضلا عن انخفاض الدخل الرئيسي للمواطن وتفاقم المعاناة وتدهور الاوضاع المعيشية".
وأوضح حامد ان أسعار الغذاء  تنعكس سلبا على  الأجور لذلك سيؤدي هذا القرار الي إنخفاض الاجور الحقيقية للعاملين وذوي الدخل المحدود". وقال " هذا يعني ان إنخفاض الاجور مهما كانت الزيادة لن تغطي نفقات المعيشة".  مشيرا الي ان نسبة إنخفاض الجنيه تصل الى أكثر من  نسبة 27% بينما تبلغ قيمة زيادة الدولار الى نسبة 38%.
ورجح الخبير الاقتصادي لجوء الحكومة للقمح الروسي بدلا عن الامريكي لاسيما وان الاول سعره أقل تكلفة من الاخير مابين(35 % الي 40%) . مشيرا الى ان الحكومة لجأت الى تخفيض الجنيه للمحافظة على مايسمى بالدعم(فروقات سعر الصرف).
 ومن جهته قال المحلل الاقتصادي كمال كرار " ان الحكومة فشلت بعد مرور أكثر من ربع قرن من حكمها في تحقيق  الاكتفاء الذاتي من القمح ،او زيادة الانتاج لتقليل الفجوة مابين الاستهلاك والانتاج, بالرغم من سياسية (توطين القمح الفاشلة) والتي صرفت فيها مبالغ طائلة".
 وأضاف "هذه سياسة اقتصادية مدمرة للقطاعات الاقتصادية ، وقال " بلادنا اليوم تعتمد في الغذاء على العالم الخارجي". وأوضح كرار ان استيراد القمح ولاغراض معلومة بات حكراًعلى شركات بعينها ترتبط مصالحها ارتباطا وثيقا  بمصالح النظام .  مؤكدا " ان تلك الشركات إستطاعت خلال السنوات الماضية ان تهيمن على سوق واستيراد القمح وتوزيعه مستفيدة من تسهيلات تقدمها لها الحكومة عبارة عن سعر تشجيعي للدولار أقل من أسعاره للسلع المستوردة الأخرى.
وتساءل قائلا: "لماذا احتكار القمح لهذه الشركات ولماذا استيراد القمح وليس التوسع في زراعته بالداخل؟".واضاف "هذه الشركات تحقق أموالا كبيرة ". مشيرا الى ان طن القمح  يبلغ سعره  (200) دولار و(72) سنت.واعتبر رفع سعر صرف دولار استيراد القمح المستخدم في صناعة الخبز مكافأة للشركات المستوردة وليس للمستهلك ".
 لكن خبراء اقتصاديين أخرين اعتبروا ان هذه الخطوة في الاتجاه الصحيح ،وأشادوا بالبرنامج الخماسي للإصلاح الاقتصادي للدولة الذي قالوا انه يقوم على مبدأ الوسطية الاقتصادية لضمان تحقيق العدالة في توزيع الدخل القومي السوداني بين المواطنين كافة.
وقال الاقتصادي الحكومي د. بابكر محمد التوم" السودان يستورد سنويا أكثر من مليوني طن بتكلفة تتجاوز المليار دولار. كانت الدولة تضع مقابل كل دولار ( 2,8)  جنيه من الإيرادات العامة في شكل دعم أي أن قيمة الدعم الكلي سنوياً تعادل 2،8 مليار جنيه وتعادل 491 مليون دولار..وأوضح التوم أن نحو 200مليون دولار ستعود للخزينة العامة (كوفورات) نتيجة لتطبيق هذا القرار ليتم توجيهها نحو احتياجات أخرى..
التغيير

ألف لاجئ سوري شهرياً إلى السودان


 لم يكن بوسع أم محمد أن تتعرف على موقع لجنة دعم العائلات السورية فى شارع محمد نجيب بوسط الخرطوم لولا مساعدة ابن عمها الذى سبقها إلى السودان وعمل فى أحد المعامل الصناعية التى يمتلكها رجل أعمال سوري.
تكابد أم محمد مشقة العيش مع زوج مريض طريح الفراش وطفلين إحداهما فاطمة التى لم تتجاوز السبعة أشهر وتسكن فى الأطراف البعيده من مدينة الخرطوم.
لا تملك شيئاً من متاع الدنيا سوى رقم ملف فى سجل لجنة دعم العائلات السورية يمكنها من صرف مؤونة شهرية تتكون من الزيت والطحين والسكر والشاى وقليل من المواد الغذائية،
ومع ذلك تبدو أم محمد أسعد حالاً من غيرها من جملة الأربعمائة أسرة التى لجأت إلى السودان وتكابد مشقة العيش بعد أن شعرت بالسلام والأمن بعيداً عن البراميل المتفجرة التى تحصد البشر والحجر.
وبحسب إحصائيات لجنة دعم العائلات السورية فإن أكثر من 80 ألف سوري لجأوا إلى السودان منذ اندلاع الثورة بعد أن تفاقم العدد فى الأشهر الأخيرة بعد اشتداد حدة المعارك واتساع نطاق المواجهات وتضاؤل فرص السلام.
وبحسب إفادات أعضاء اللجنة فإن 450 لاجئ سوري يصل عبر مطار الخرطوم قادماً من سوريا فى كل شهر، بينما يدخل أكثر من 500 شخص شهرياً قادماً من تركيا والأردن ومصر ولبنان طمعاً فى حياة جديدة بعدما تقطعت بهم السبل هناك وأصبح السودان واحداً من الخيارات القليلة المتوفرة، خاصة أنه لا يطلب فيزا للدخول ويسمح بحرية الإقامة والعمل ومجانية التعليم فى المدارس الحكومية للمراحل قبل الجامعية.
ويكشف أحد أعضاء لجنة دعم العائلات السورية لـ"العربية.نت" عن سر التدفق الكبير للسورين موخراً على السودان فى رغبة تلك الأسر فى مغادرة الفضاء السوري الذي أصبح يحفه الموت من كل جانب، ورغبة فى السلام والأمن لكن آخرين من مَن استطلعتهم "العربية.نت" كشفوا عن هروب كبير للأسر مع أبنائها قبل أن يحين موعد التحاقهم بالجيش والزج بهم فى أتون المعارك المستعرة هناك.
لاجئة سورية فضلت حجب اسمها قالت إن الكثير من الأسر ضحت بمدخراتها من أجل توفير ثمن التذاكر للهروب من سوريا خوفاً على أبنائهم وطمعاً فى الأمن.
يقول أبو الخير لـ"العربية.نت" إن التجار السوريين الذين يعيشون فى السودان منذ أكثر من 20 عاماً أنشأوا لجنة لدرء حالات التسول التى بدأت تظهر أمام المساجد وتقديم المساعدات الطارئة.
ويضيف أبو الخير: "قبل ثلاث سنوات كانت اللجنة تقدم دعماً لعشرين عائلة فقط.. الآن ارتفع العدد إلى 400 أسرة وفى كل اسبوع يصلنا طلب من أسرة أو أسرتين ولكننا نقدم للأحوج وللأسر التى تمر بأوضاع صعبة.
يذكر أنه لا تصل مساعدات إنسانية للسوريين فى السودان سوى دعم من حين لآخر من السعودية وقطر وبعض الجمعيات السودانية يسلم للجنة دعم العائلات، كما لا تصنف الحكومة السودانية السوريين كلاجئين بل تعتبرهم ضيوفاً ولا تفرض عليهم رسوم إقامة، وتسمح لهم بالعمل وحرية التنقل والعلاج والتعليم فى المدارس الحكومية، ومع ذلك لا تستطيع أغلب تلك الأسر إلحاق أبنائهم بالمدارس. وكشفت إحصائية اللجنة عن تسرب أكثر من 70 طالباً من مرحلة الأساس من فصول الدراسة فى عام 2014.
لكن ابتسامة الرضاء التى تكلل وجه الحاج أبو سامر وهو يتسلم سلة رمضان الغذائية وثمن سيارة الأجرة من لجنة دعم العائلات تكشف عن وجه آخر يقول الحاج أبو سامر بلهجة سورية "على القليلة تركت أسرتي تنام تحت سقف آمن في أحد أحياء الخرطوم وعندما أعود سوف أجد السقف فى مكانه وأبنائي فى أمان".
العربية نت

الأرجنتين تسحق باراغواي بسداسية وتتأهل لنهائي كوبا أمريكا


تأهل منتخب الأرجنتين إلى المباراة النهائية لبطولة كأس كوبا أمريكا لكرة القدم بعد فوز ساحق على منتخب باراغواي في نصف النهائي بستة أهداف مقابل هدف واحد.
وبهذا الفوز ستواجه الأرجنتين تشيلي صاحبة الأرض في المباراة النهائية في ملعب "الاستاد الوطني" في سانتياغو السبت المقبل.
سجل أهداف الأرجنتين كل من انخيل دي ماريا (هدفين)، وماركوس روخو وخافيير باستوري وسيرجيو اغويرو وغونزالو هيغوين.
أحرز روخو الهدف الأول للأرجنتين بعد مرور 15 دقيقة مستغلا الركلة الحرة التي سددها زميله ليونيل ميسي من ناحية اليسار.
وأضاف باستوري الهدف الثاني في الدقيقة 37 من تمريرة دقيقة من ميسي وسط دفاع باراغواي.
ومنح لوكاس باريوس لاعب باراغواي بعض الأمل لفريقه بعد أن أحرز هدفا قبل نهاية الشوط الأول.
ومع انطلاق الشوط الثاني، سدد دي ماريا كرة قوية سكنت شباك باراغواي محرزا الهدف الثالث لفريقه.
وأضاف دي ماريا الهدف الثاني له والرابع لفريقه من تسديدة قوية أيضا في الدقيقة 53.
وأحرز اغويرو الهدف الخامس من تسديدة بالرأس مستغلا عرضية دي ماريا في الدقيقة 80.
ومع نهاية المباراة، تسلم المهاجم البديل هيغوين تمريرة ميسي وسدد كرة قوية سكنت الشباك ليختتم أهداف الأرجنتين.
BBC

السودان.. الإفطار الجماعي يصارع غول الأسعار


دأب السودانيون على عادة الإفطار الجماعي في الشوارع، إذ يخرج عدد من الأشخاص كل يحمل مائدته إلى الساحات أو الطرق ويأكل الفقير والغني من الطعام ذاته، ويشاركهم ذالك من تقطعت بهم السبل عند موعد الافطار.

وشكل الإفطار الجماعي عادة اجتماعية فيها الكثير من قيم التعاون، ويبدو ذلك جليا في القرى والأحياء الشعبية في المدن والعاصمة الخرطوم، وعلى طول الطرق التى تربطها بأقاليم السودان المختلفة حيث تنتشر تجمعات الإفطار الرمضاني.
المراقب لحركة المجتمع السوداني في السنوات الماضية يلاحظ أن هذه العادة التي اشتهر بها السودانيون قد بدأت في الانكماش والاندثار شيئا فشئيا في بعض المناطق، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد التي يعاني اقتصادها من ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة الجنيه مقابل العملات الأخرى بدرجة كبيرة.

ودائما ما ترتفع أسعار الغذاء في الدول المسلمة خلال رمضان لكن الوضع في السودان أشد صعوبة حيث تسببت أزمة اقتصادية ازدادت سوءا جراء فقد ثلاثة أرباع الثروة النفطية إثر انفصال جنوب السودان 2011 في تفاقم الأوضاع.
ووجد كثير من السودانيين أنفسهم في حيرة من أمرهم بشأن تلك العادة الرمضانية التكافلية التي ينتظرونها مع هلال رمضان، إذ لا تجد كثير من الأسر السودانية القدرة على توفير وجبة غذائية واحدة في بلد يشهد حروبا أهلية في أكثر من بقعة جغرافية، وحالات نزوح من مناطق القتال، مما يجعل الإفطار الجماعي في مهب الريح.
وفي بلد يشهد هجرة الآلاف من سكانه بسبب الحروب والأوضاع الاقتصادية الطاحنة وضيق هامش الحريات، تنظم كثير من الجاليات السودانية بالدول الخليجية وأوروبا والولايات المتحدة إفطارات جماعية كما هو حال السودانيين في التجمع في الافراح والأتراح في داخل البلاد أو خارجها، لتبقى تلك العادة التي اشتهر بها السوادنيون جزءا أصيلا من الثقافة السودانية أينما حلوا.
سكاي نيوز

إيقاعات النوبيين ولغاتهم في المشهد الثقافي السوداني



الخرطوم ـ «القدس العربي»: يقول الباحث في التراث النوبي ميرغني ديشاب إن اعتراف اليونسكو باللغات الموجودة في بلاد النوبة بالسودان فتح المجال واسعا للعديد من الدراسات . وأصبحت هناك لغتان: «نوبين» ويتحدث بها أربعة عناصر هي «المحس، السكوت، بطن الحجر والفريجّا»، و»أوشكرين» وهي لغة أهل دنقلا والكنوز في أقصى شمال النوبة. 
ويمتد النوبة في مناطق عديدة في شمال السودان وجنوب مصر، ويطلق عليهم اسم النوبة النيليين، الأمر الذي يعني وجود نوبة آخرين في غرب السودان، في المنطقة التي تعرف بجبال النوبة، وفي بعض مناطق دارفور، ويتميز نوبة الشمال بإيقاعات عديدة.
ويرى ديشاب أن التقسيمات اللغوية في تلك المناطق نتجت عن وجود فروق صوتية، وبالتالي تعددت الإيقاعات حتى داخل المنطقة الواحدة، وعلى هذا الأساس يقول إن للكنوز ثلاثة إيقاعات، وفي تقديره أنّ الكنوز هم الأصل في الغناء النوبي. 
ويمتد الكنوز في مصر من قرية دبود إلى كرسكو وإيقاعهم الرئيس هو أُولِّلي وتعني الصفقة ويسمى نقشبندي، ويعتمد على الصفقة والطار، أو الدف النوبي وهو قريب من الدبكة اللبنانية. ويقول إنّ باحثا من سلطنة عمان وصل إلى وادي حلفا ليبحث عن هذا الإيقاع، ضمن رسالة ماجستير يقوم بإعدادها، لكنه لم يجده فذهب إلى حلفا الجديدة وهي المنطقة التي تم تهجير النوبيين إليها، فوجد هذا الإيقاع في منطقة الجبل وهي تضم عناصر من جبال النوبة!
الإيقاع الثاني للكنوز هو «فشّي» وهو أسرع من سابقه واشتهر بأنه «رقصة الحلفاويين». ويقول ديشاب إنّ هذا الإيقاع تم اعتماده في دائرة الفنون الشعبية في سبعينيات القرن الماضي، باعتباره رقصة رئيسية للنوبيين، رغم أنه لا يعبّر عن كل النوبيين.
وهنالك إيقاع «شري» وهو إيقاع سريع جدا يدور فيه الراقصون عكس بعضهم بعضا ويضيف ديشاب إيقاعات أغاني البحر للكنوز، ويقول إن الكنوز يختلفون عن كل النوبيين بارتباطهم الشديد بالنيل الذي يطلق عليه «البحر» في اللغة المحلية.
الفريجا ليست قبيلة، كما يقول الباحث ميرغني ديشاب، بل هم مجموعة من البشر موجودة في مصر والسودان. يمتدون في السودان من دغيم وحتى فرس على الحدود المصرية، ويمتد الجزء المصري منهم حتى كرسكو، ومن أشهر أغانيهم أغنية «أسمر اللونا» وهي طويلة جدا تبدأ من الصباح وعندما يتعب المغنون يرتاحون، ويواصلون في اليوم التالي.
والغناء النوبي عبارة عن مطولات وعدد مغنيي الفريجا «162» مغنيا يتبادلون في «13» أغنية فقط. ومن إيقاعاتهم النقشبندي ولديه تعريفات كثيرة، وهو إيقاع عشرة بلدي المصري المعروف، واستفاد منه الموسيقار السوداني حمزة علاء الدين وأخذ منه «17» إيقاعا غزا بها أمريكا وأوروبا، ووصل حتى اليابان وصارت هذه الموسيقى تدرّس هناك، إضافة «للفيجّا»، وهو إيقاع طاغ جدا وكل الذين هاجروا إلى حلفا الجديدة يرقصون علي إيقاع الفيجّا ويعرف برقصة الحلفاويين. ولديهم أيضا إيقاع «شرّي» الموجود عند الكنوز. ويصل بنا ديشاب في تقسيمه لإيقاعات النوبيين إلى منطقة «بطن الحجر» ويصفها بأنها «منطقة لغوية» وأسس عليها عالم اللغات هيرمان بيل رسالة الدكتوراه بعنوان «أسماء الأماكن في منطقة بطن الحجر» ومن إيقاعاتها «أوللي»ويختلف عن إيقاع الكنوز وهو إيقاع منغم يعتمد على التصفيق بالأيدي والضرب على الأرض حيث ترقص النساء في شكل جماعي .
وعلى إيقاع أوللّي أنشئت أغنية القمر بوبا الشهيرة ويقول ميرغني ديشاب إنها نبعت من أربعة شعراء ويفسر ذلك بأن غناء النوبة في الأصل مطوّلات، حيث ينشئ الشاعر الأغنية بلحنها وكلامها ويزيد عليها الآخرون. إضافة لذلك، تتميز منطقة بطن الحجر بإيقاعات نقلوت، جابودي و»كري أو كرير» الذي يسمى هناك «همبي»، ويقول ديشاب إن الفنان عبد القادر سالم أشار في رسالة دكتوراه عن أغنيات غرب السودان إلى أن هذا الإيقاع يرجع إلى شمال السودان، وقد وصفه الكاتب حسن نجيلة بأنه عبارة عن تصفيق وضرب بالأرض وتنغيم حلقي اشتهر ما قبل غناء «الحقيبة»، وكان يفعله النوبيون قبل أن يستعربوا، وهنالك إيقاع الدليب ومنه أغنيات الريلة المعروفة. 
أما السكوت فيقول ديشاب إنهم يزيدون على إيقاعات بطن الحجر بإيقاع «كليكية» وقد استخدمه الفنان محمد وردي عام 2002، في أغنية رثاء للفنان خليل فرح واعتمد- وردي – هذه الأغنية كمقدمة لأغنيته الكبيرة رسالة إلى صواردة. وذات إيقاعات السكوت موجودة عند المحس، ويقول إن المحس كانوا أهل دين، حيث أقاموا أوائل الخلاوي لتدريس القرآن في القرن العاشر الميلادي، وبذلك لم يكونوا أهل غناء بالمرة، وظهر الغناء عندهم متأخرا في عام 1981 من خلال مطربهم قطبي هرون.
وفي منطقة دنقلا يوجد إيقاع «كرّي» ويسميه الباحثون «كرير» وهو إيقاع فيه إظهار للرجولة وكلمة كرّي مأخوذة من كلمة نوبية تعني زئير الأسد، وهو إيقاع الجرّاري نفسه الموجود في غرب السودان. ومن إيقاعات دنقلا، «جابوتا» و»الدليب» و»تم» وهو التمتم المعروف، إضافة لأغاني السيرة وهي دلوكة الجعليين المعروفة.
ويرى الباحث في التراث النوبي ميرغني ديشاب أن هنالك مجالات أخرى لم يتطرق إليها مثل، الأغاني الطقوسية في حالات «الزواج، الختان والأغاني الدينية». ويقول إنّ إيقاعات النوبيين تبدو متشابهة، لكن هنالك أخذ وتداخل في الإيقاعات النوبية ويحتاج هذا الأمر لدراسات علمية.


صلاح الدين مصطفى
القدس العربي

الإعلامي السوداني «السر قدور» يدافع عن برنامج «أغاني وأغاني»

الخرطوم – «القدس العربي»:

ظل البرنامج التلفزيوني الرمضاني «أغاني وأغاني» والذي يقدم عبر قناة «النيل الأزرق» السودانية في شهر رمضان من كل عام يثير جدلا متصلا، فتارة يهاجمه أئمة المساجد ورجال الدين، وتارة بسبب حقوق الملكية الفكرية وأحيانا يتعرض لهجوم بسبب نوع وسلوك المطربين الذين يستضيفهم.
وفي هذا العام لم يخل البرنامج من الجدل الذي تركز حول بعض تقليعات المطربين المشاركين فيه، خاصة طه سليمان، الذي ظهر في الحلقات الأولى «ببنطلون ضيق وقصير» رأى الكثيرون أنه لا يتناسب مع الذوق العام، وكذلك المطرب شريف الفحيل، الذي اتهم «بتبييض بشرته».
التعليقات إنتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة موقع «فيسبوك»، وكذلك «وات ساب» ومعروف أن البرنامج يقدمه الإعلامي «المخضرم» السر قدور، الذي يقيم في القاهرة منذ عشرات السنين ويحضر إلى الخرطوم سنويا لتسجيل حلقات البرنامج، وعند البث يكون قد عاد للقاهرة ولسان حاله يقول: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراءها ويختصموا».
ظل السر قدور يكتب عاموده «أساتذة وتلاميذ» لعشرات السنين يغذي من خلاله ذاكرة الأجيال الجديدة بتاريخ الفن السوداني وملامح التكوين الثقافي والاجتماعي والوجداني لمبدعين أثروا الساحة الفنية بالروائع منهم من قضى ومنهم من يواصل مسيرة العطاء والإبداع.
وهو شاعر وكاتب وممثل ومؤلف للالغاز ومقدم برامج. ويقول عنه محمود صالح مؤسس مركز عبد الكريم ميرغني إنه يتميز «بالذكاء وسرعة البديهة ودماثة الخلق وخفة الدم والظرف والدعابة كما يتحلى بالعفة والأريحية والتواضع الجم».
وربط أجيالا متعددة مع بعضها البعض دون تكلف أو تعسّف فقد تغنى له الكاشف «بالشوق والريد» وبعد أكثر من نصف قرن صدح له نادر خضر «ليه اشيل همك برايا ياشريك عمري وهوايا» وبينهما أجيال مختلفة الشجن.
ويقول السر إنّ الناس يقيّمون الأشياء حسب رؤيتهم لها، وفي مجال الإبداع ولأنه مؤثر بشكل كبير على وجدان الناس، فإن الرؤى تختلف. 
ويضيف أنّ البرنامج ظهر في وقت الانفتاح الفضائي لذلك وجد مشاهدة عالية من السودانيين في أنحاء العالم، وفكرة البرنامج بسيطة وما فيها تعقيد وعميقة في نفس الوقت.
ويستمر في شرح الفكرة قائلا: «لاحظنا أن هناك جيلا جديدا يريد أن يعرف ماضي الغناء السوداني وحتى حاضره، وكان لا بد من وجود برنامج يقدم الفن السوداني، وكان التركيز على شيء واحد هو فن الآداء، للأغنيات المرتبطة بالحركة الإجتماعية وبالتراث وبحياة الناس باختصار والغناء يمثل روح الأمة، ولدينا في السودان ميراث كبير لحركة فنية مرتبطة بالحصاد والصيد وجوانب الحياة المختلفة وكل هذا يولد إيقاعا والإيقاع يولد نغما والنغم يولد كلاما والخلاصة هي حركة فنية لا يستهان بها، ومن خلال هذا البرنامج حاولنا أن نعيش في هذه الأجواء الأصيلة».
ويقول: «الفنانون الأوائل سرور وكرومة، الأمين برهان الكاشف أحمد المصطفى، عثمان حسين كلهم نهلوا من هذا المعين وقدمناهم الى الشباب مع الإهتمام بضروب الأداء وبطبيعة الحال فإن هذه الأغنيات سمعها الناس من قبل، لكن ركزنا على جوانب معينة.. مثلا لماذا الأداء هكذا؟ لماذا تحولت هذه الأغنية إلى مزحة والعكس؟».
ويقول إن اختيار المطربين المشاركين في البرنامج يتم عبر لجنة تضم مجموعة ولا يكون الاختيار بسبب «النجومية» والشرط الوحيد هو القدرة على أداء الأغنيات السودانية بأقصى اجادة، هؤلاء الشباب لديهم قدرة على اداء الأغاني بنفس الطريقة التي أداها بها أصحابها.
ويرى السر أنّ الرؤية واحدة في الإختيار والإحلال والإبدال كل عام وهي أن تكون لدى الفنان قدرة في الأداء ويستطيع آداء الأغنيات بشكل جيد وليس بالضرورة 100% لكن الأداء يجب أن يكون قريبا من الأصل.
وعن الجدل الذي ظل يثيره البنامج في كل عام يقول: «هذا الكلام ليس جديدا علي فخلال تاريخي الطويل تعرضت لمثل هذه الحملات ولست وحدي فهنالك كثيرون نالوا حظهم من السخط، وأنا لا أتضايق من النقد والهجوم بل أحاول الإستفادة من الموضوعي منه».



صلاح الدين مصطفى

القدس العربي

الصحافة السودانية: لم نشهد مثل هذه القيود والضغوط سابقاً


يؤكد رئيس تحرير صحيفة "الأيام" السودانية، محجوب محمد صالح، الذي بدأ عمله الصحافي قبل ستة عقود، أن الصحافة في السودان لم تشهد مثل هذه القيود والضغوط، معتبراً أن الفترة الحالية هي الأصعب. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، قال الصحافي المخضرم البالغ من العمر 88 عاماً، والذي بدأ عمله الصحافي عام 1949، "إنها الفترة الأصعب للعمل كصحافي". ويضيف أن الصحافة السودانية، تواجه قيوداً أكثر من أي وقت مضى. إضافة إلى ضغوط متعددة ورقابة من جهاز الأمن والمخابرات. وكان جهاز الأمن والمخابرات قام بأكبر عملية ضد الصحافة المطبوعة، عندما صادر نسخ أربع عشرة صحيفة يوما واحدا في فبراير/شباط الماضي. وعاد وصادر نسخ عشر صحف في مايو/أيار الماضي. وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود"، التي تراقب الحريات الصحافية، إن عمليات مصادرة الصحف "بشكل عشوائي وواسع النطاق، تشكل عملا رقابيا غير مقبول". وربط بعض المراقبين مصادرة الصحف بانتخابات أبريل/نيسان التي أدت إلى فوز الرئيس عمر البشير بولاية جديدة من خمس سنوات. لكن في مايو/أيار صادر عناصر أمن نُسخاً من عشر صحف، لنشرها تقريرا حول "التحرش الجنسي ضد الأطفال"، مع أن جهاز الأمن والمخابرات من النادر أن يقدم مبررات لمصادرته الصحف. "يعد البرلمان السوداني لإصدار قانون جديد للصحافة، هو السادس منذ أن وصل البشير للسلطة في عام 1989" وأضاف صالح: "إنها عقوبة اقتصادية، بافتراض أن الصحيفة ارتكبت جريمة، ولكن لا أحد يعرف ماهية هذه الجريمة". ومنذ أن أسس صالح صحيفة "الأيام" المستقلة في عام 1953 قام بتغطية عدّة أحداث، من استقلال السودان من الاستعمار الإنجليزي المصري، وحتى انتخابات أبريل/نيسان الماضي التي أعطت الرئيس السوداني فترة خمس سنوات جديدة لرئاسة السودان. وخلال عمله على مدى 66 عاماً، اعتقلته الأجهزة الأمنية عدّة مرّات، حتى إنه لا يتذكر عددها، كما حظرت صحيفته من الصدور في الخمسينيات. وتم تأميمها لمدة ستة عشرة عاماً بدءاً من عام 1970.

لكنه يشدد على أن الوضع الحالي يواجه تحديات أكثر من أي وقت مضى. وأضاف "آمل ألا أصحو صباح الغد، وأتلقى اتصالاً يخبرني بأن صحيفتي لم تصل إلى قرائها". وبالرغم من أن صحيفته صودرت مرات أقل من بعض الصحف الأخرى، لكن التخوف من الخسائر الاقتصادية جعله يقلل عدد النسخ المطبوعة يومياً، حتى إنه وصل إلى ثلاثة آلاف نسخة يومياً. وقدّر خسائر الصحيفة، التي تطبع عشرين ألف نسخة، بخمسة آلاف دولار أميركي، عند مصادرتها. ويعمل الصحافيون السودانيون في ظل قيود يفرضها جهاز الأمن والمخابرات منذ أن وصل البشير إلى السلطة بانقلاب عسكري مدعوم من الإسلاميين في عام 1989. وفي حال نشرهم قصصا محددة حول النزاع في إقليم دارفور، أو في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، أو بعض المواضيع السياسية، أو تناول بعض قضايا الفساد، فإنهم قد يعتقلون أو يتم التحقيق معهم أو يتعرضون للضرب. ومع صدور قانون الصحافة في عام 2009، والذي رفع الرقابة ما قبل النشر، لم يتغير شيء كثير، فالسودان ما زال يحتل المرتبة 174 من بين 180 دولة، وفقاً لمؤشر "مراسلون بلا حدود" لحريات الصحافة للعام 2015. وتواجه الصحف قائمة غير مكتوبة أو محددة من محظورات النشر. وقال صالح "كل اللوحة مطلية باللون الأحمر، ليست هناك خطوط حمراء".

"الفرصة الوحيدة لتطوير حريّة الإعلام في السودان تكمن في الحوار الوطني الذي دعا إليه البشير" وأكد أن وزارة الإعلام ومجلس الصحافة، الجهاز الحكومي المسؤول عن إدارة شأن الصحافة، من المفترض أن ينظرا في الأمر ويطبقا قوانين الإعلام السودانية. لكن في الحقيقة جهاز الأمن هو من يقوم بالمصادرات عندما يعتقد أن الصحافة خرقت القوانين. وأضاف صالح "كل شؤون الصحافة الآن يتولاها جهاز الأمن". ونجت صحيفة صالح من المصادرة في فبراير/شباط ومايو/أيار الماضيين، ولكن صحيفة "الانتباهة" القريبة من الحكومة صودرت في المرتين، وعلّق صدورها لمدة أسبوعين في مايو/أيار على خلفية المقال الذي أشار إلى "التحرش الجنسي ضد الأطفال". وقال الصادق الرزيقي، رئيس تحرير صحيفة "الانتباهة"، والذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس الاتحاد العام للصحافيين السودانيين، لوكالة "فرانس برس": "في السابق كان جهاز الأمن لديه خطوط حمراء متصلة بالمواضيع السياسية والأمنية، لكن المصادرة الأخيرة لعشر صحف كانت بسبب موضوع اجتماعي". ويقول صالح إنه لا يتم تقديم تبرير رسمي بعد أي مصادرة. وقال: "علينا أن نعمل في ظل حالة من الغموض ووضع غير واضح". ويشدد محجوب محمد صالح على أن الفرصة الوحيدة لتطوير حريّة الإعلام في السودان تكمن في الحوار الوطني الذي دعا إليه البشير، رغم قناعته بأن فرص الحوار قد تراجعت. وقال: "ما زال لدينا أمل بأن الحوار الموعود سينهض، على الرغم من أنه ليست هناك مؤشرات على ذلك، ولكننا نأمل".
فرانس برس