مقال أمير تاج السر: خامات الوجع
بِحس الرواي وبمعرفته العملية والمُختبرة لحالة الطفولة المُعذبة في شرق السودان ذات تجربة في الطب وأفريقيا وبإستدعائه لقصة رؤية الأدب الأفريقي الذي يعتبر من أعظم من عبر عن صورة المأساة الأفريقية للهجرة المعاصرة من أفريقيا إذ ذكر قائلاً: «وقد تعرض الزميل الكاتب الإريتري، أبوبكر كاهال في روايته: «تيتنات أفريقية» في إشارة لسفينة تايتنيك وغرقها المعروف، والتي صدرت ترجمتها بالإنكليزية منذ عام تقريبا، وأحدثت أصداء جيدة، إلى تلك المحنة التي يخوضها الأفارقة، حين ييأسون من بلادهم، ويركبون البحر طلبا للحياة المتخيلة، أو الحياة الحلم، ثم قد تغرق الأحلام، ولا يصل منها حلم أبدا».
وربط الفكرة بنماذج أخرى للعذابات المعاصرة، يكون بهذا العُمق الأستاذ / تاج السرّ قد ربط صورة الطفل الفلسطيني والسوري بالقضية الشاملة المانعة، وهذا ما يفقده الكثيرون عندما يتناولون طبيعة المآسي في صور مجزئة تفقد تَفهُم القضية في مُكونها الشامل. في تقديري يجب أن نُعمق الفكرة الشاملة وجزور المأسة، وليس فقط ظواهرها التي تمثلت في صورة هذا الطفل البريء الذي هو عنوان مأساة أكبر أخذت بطفولة الكثيرين في عرض البحار والصحارى والمُخيمات في بطون أُمهاتهم وفي أحضانهم لاسيما نحنوا نتحدث عن مأساة أكبر نعيشها تاريخياً وحاضراً ومؤكد استمرارها إن لم يتم مُعاجتها جزرياً كما نشاهد اليوم في المأساة المعاصرة المسكوت عليها في اليمن لضيق الحاجة داخل أوطنهم الذي وصفه الأدب باليمنَ السعيد. والتي لا ندري إي منطقة أخرى سيكتب عليها ذات المأساة!؟
إبراهيم إدريسّ
القدس العربي