السبت، 8 أغسطس 2015

الحركة الشعبية المسلحة تجري تعديلاً في قيادة الجيش وتطيح برئيس هيئة الأركان

لندن: مصطفى سري
أعلنت الحركة الشعبية في السودان إعفاء رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي التابع للحركة عبد العزيز آدم الحلو وتعيين القائد جقود مكوار مرادة بديلاً عنه، لكنها أبقت الحلو في منصبه كنائب رئيس الحركة ونائبًا للقائد العام للجيش الشعبي. وشددت الحركة على أن إسقاط النظام الحاكم في السودان هو الهدف الرئيسي عبر طريق الانتفاضة الشعبية المسنودة بالكفاح المسلح، وجددت في الوقت نفسه على أنها مع الحل الشامل الذي يفضي إلى تغيير النظام وأنها ترفض الحل الجزئي للأزمة في البلاد.
وقالت الحركة الشعبية في السودان في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن اجتماعًا هامًا ضم رئيس الحركة مالك عقار ونائبه عبد العزيز آدم الحلو ونائب الأمين العام ياسر عرمان قد انعقد في منطقة تقع تحت سيطرتها في جنوب كردفان في الفترة من 30 يوليو (تموز) إلى 5 أغسطس (آب) الحالي. وأكدت أن الاجتماع قرر تعيين القائد جقود مكوار رئيسًا لهيئة أركان الجيش الشعبي التابع للحركة وقائدًا للجبهة الأولى بدلاً من عبد العزيز آدم الحلو الذي أبقي في موقعه كنائب للقائد العام ونائب رئيس الحركة. ووفقًا للبيان تم حل هيئة الأركان السابقة وتشكيل أخرى جديدة في إطار «خطة عامة لتأهيل جيش جديدة». وقال البيان إن الحلو قدم خدمات كبيرة لا تقدر بثمن للجيش الشعبي والحركة الشعبية. وأضاف: «لقد تمكن الحلو وهيئة أركانه من هزيمة قوات وميليشيات النظام على أربع سنوات متتالية».
ويعد الحلو من القيادات التاريخية للحركة الشعبية والجيش الشعبي منذ انضمامه في عام 1985 برئاسة مؤسس وزعيم الحركة جون قرنق دي مابيور، وتولى الحلو عدة مناصب خلال عمله في الجيش الشعبي لأكثر من 29 عامًا، وظل يعرف داخل منظومة الحركة الشعبية بـ«رجل المهام الصعبة»، وشغل منصب نائب والي جنوب كردفان خلال الفترة الانتقالية (2005 - 2011)، وخاض الانتخابات لمنصب الوالي ضد أحمد هارون المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية منذ عام 2007.
وأعلنت الحركة الشعبية عن هزيمة قواتها لحملة «الصيف الحاسم» التي شنتها القوات الحكومية للعام الرابع على مواقع الحركة الشعبية على منطقتي (جنوب كردفان والنيل الأزرق) واللتين تشهدان حربًا أهلية منذ أربعة أعوام. وشددت في بيانها على أن الوضع الإنساني في المنطقتين لا يمكن حله إلا بفتح المسارات الإنسانية ووقف القصف الجوي في المنطقتين ودارفور، وكشفت عن اتصالات بين الحركة والجيش السوداني ورسائل متبادلة. وقال البيان: «لدينا موقف قديم ومعلن من الجيش السوداني قبل وبعد نظام الإنقاذ، وإن عملية تسييس قد جرت للجيش ومع ذلك لا يزال هناك تيار وطني داخله يرغب في التغيير حتى من بين الإسلاميين، لا سيما أن الجيش تم إهماله وتهميشه لمصلحة جهاز الأمن وميليشياته». وتابع: «لدينا اتصالات مع الجيش السوداني ورسائل متبادلة ونعلن أننا على استعداد للتعامل مع الجيش لإنهاء الحرب ووضع نهاية لمعاناة السودانيين ومنع البلاد من الانهيار».
ونفت الحركة مشاركتها في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السوداني قبل أكثر من عام، وقالت إن أجهزة أمن حزب المؤتمر الوطني الحاكم حاولت في اليومين الماضيين «عبر بعض صحافييها التشويش على موقف الحركة المعلن من قضية الحوار الوطني بأن الحركة سوف تشارك فيه وأن أجهزة الأمن حددت بعض ممثلي الحركة». وأكدت أنها تؤيد الحل الشامل والحوار القومي الدستوري المفضي إلى التغيير وأن مواقفها متطابقة مع تحالف قوى نداء السودان التي تضم المعارضة السلمية والعسكرية، وأوضحت أن الحل الشامل يبدأ بوقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية ووقف القصف الجوي ضد المدنيين في المنطقتين ودارفور بالتوصل إلى وقف شامل للأعمال العدائية، وتوفير الحريات مدخل لأي حوار قومي دستوري وإشراف الآلية الأفريقية الرفيعة وعقد اجتماع تحضيري في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا وفق قرار الاتحاد (456).
الشرق الأوسط

بدء جولة المفاوضات بين طرفي النزاع في جنوب السودان وسط خلافات حول وثيقة السلام


لندن: مصطفى سري
بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا المحادثات بين حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة التي يقودها نائب الرئيس السابق رياك مشار والتي ترعاها دول الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا «إيقاد» مضاف إليها الشركاء الدوليون. وجرت الجلسة الأولى بين الوفدين في أجواء خلافية حول بنود الوثيقة التي أعدها الوسطاء للتوقيع عليها في السابع عشر من أغسطس (آب) الحالي.
وشن رئيس وفد المعارضة المسلحة تعبان دينق قاي في الجلسة الافتتاحية للمحادثات هجومًا عنيفًا على حكومة جنوب السودان والتي اعتبرها بأنها فاقدة للشرعية منذ التاسع من يوليو (تموز) الماضي وفق نصوص الدستور الانتقالي لسنة 2005، وقال إن حكومة سلفا كير ما زالت تعمل على استمرار معاناة الشعب باستهدافهم بالقتل وتشريدهم. وأوضح أن جوبا منعت وفد الأحزاب السياسية المعارضة من المشاركة في هذه المفاوضات وهم من أصحاب المصلحة، وقال: «هذا دليل آخر يوضح أن حكومة سلفا كير ليس لديها رغبة في تحقيق السلام وإيقاف الحرب ووقف معاناة شعبنا».
ومن جهته، قال عضو وفد المعارضة المسلحة مسؤول العلاقات الخارجية فيها الدكتور ضيو مطوك لـ«الشرق الأوسط» إن وفد الحكومة ليس لديه جديد، خصوصا أنه بدأ بالحديث عن رفضه وثيقة مسودة اتفاق السلام الذي عرضته الوساطة، وأضاف أن الوفد الحكومي استعرض في الجلسة بالقول إن هناك تظاهرات من قبل المواطنين في عشر ولايات ضد مقترحات الوساطة، وتابع: «الذين خرجوا هم من الجيش الحكومي والموظفين لأنه ليس من المنطق أن يرفض المواطنون تحقيق السلام ووقف الحرب»، وقال: «واضح أن الحكومة غير جادة ولكن ليس لديها وقت للمناورة في هذه الجولة ونتمنى أن تكون الوساطة والشركاء جادين في تحديد الطرف الذي يرفض السلام وينفذون ما صرحوا به».
من جانبه، أكد رئيس وفد حكومة جنوب السودان في المفاوضات نيال دينق نيال رفض حكومته لبعض البنود التي وردت في وثيقة السلام المقترحة من قبل وساطة الـ«إيقاد»، وأضاف أن نسب تقسيم السلطة في ولايات الوحدة، جونقلي وأعالي النيل بحسب وثيقة الـ«إيقاد» المقترحة بمنح المعارضة المسلحة نسبة 53 في المائة في هذه الولايات وللحكومة 33 في المائة لا يمكن أن تطبيقه، وتابع: «هذه مرفوضة من قبل الحكومة»، مشددًا على أن حكومته ترفض أن تصبح عاصمة البلاد جوبا خالية من قوات الطرفين (الحكومة والمعارضة) وأن تصبح تحت حماية القوات الأجنبية، وقال: «هذا يمثل انتقاصًا من سيادة الحكومة وهي التي يقع على عاتقها حماية أراضيها بشكل كامل»، ورأى أن تشكيل الحكومة الانتقالية في ظرف ستة أشهر أمر مستحيل، لكنه رفض أن يحدد الفترة الزمنية، وقال: «يجب التركيز على تحقيق السلام وتجاوز هذه الأمور»، مطالبًا وساطة الـ«إيقاد» وشركائها بمراجعة جادة لمسودة المقترحات التي قدمتها لطرفي النزاع وبمخاطبة جذور الأزمة.
إلى ذلك اعتبر رئيس فريق الوساطة السفير الإثيوبي سيوم مسفن في الجلسة الافتتاحية أن الأزمة في جنوب السودان داخلية وليست خارجية، داعيًا أطراف النزاع إلى حل خلافاتهما بشكل سلمي وجاد، مشيرًا إلى أن الوثيقة التي قدمتها الوساطة جرت بعد مشاورات طويلة، مؤكدًا أن السابع عشر من الشهر الحالي هو موعد توقيع اتفاق السلام النهائي.
وكانت وساطة الـ«إيقاد» قد سلمت طرفي النزاع مسودة اتفاق السلام في 25 من يوليو الماضي، وأكدت أن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار زعيم المعارضة المسلحة، سيلحقان بوفدي التفاوض للتوقيع على الاتفاق النهائي في 17 أغسطس الحالي.
وشهدت دولة جنوب السودان حربًا أهلية منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2013 بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة التي يقودها نائب الرئيس السابق رياك مشار، وقد استقلت الدولة عن السودان في يوليو 2011 عبر استفتاء شعبي جرى في يناير (كانون الثاني) 2011 وفق نصوص اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان السابقين في يناير 2005.
الشرق الأوسط

البامية.. من واشنطن للخرطوم



فيينا: بثينة عبد الرحمن
لم يكتف بالشكر وإكرامية تتناسب وسعر الصحن الذي تناوله وإنما دفع بقشيشا وصل إلى ألفين دولار. ألف منها للطباخ فيما لم يتجاوز ثمن مأكله 95 دولارًا.
هذا ما تضمنه خبر من واشنطن نقلته وكالة «رويترز» عن زبون يعشق البامية ولا يمل من تناولها بذلك المطعم شبه المتخصص في طبخها.
فما سر البامية التي أصبحت من الأطباق التي تجد ذلك التقدير عالميا لا سيما في العاصمة الأميركية؟ هذا بجانب الحديث عن البامية كمادة تجميل تدخل في صنع «ماسكات» لشد البشرة ونضارتها وبلسمات للشعر بالإضافة لنصائح تشجع على أكل البامية وشربها كعلاج.
عرفت أفريقيا البامية منذ قديم الزمان كخضار بسيط يمكن أن ينمو عشوائيا ويمكن طهيه بأكثر من طريقة مما جعله في متناول الفقراء ويحبه الأثرياء.
من جانبهم يعتز أهل الشام بباميتهم ويقولون إنها الأطيب والأطول فيما يعشقها البرازيليون كطعام يملأ المعدة بسعرات حرارية قليلة تتناسب وهوسهن بالحميات الغذائية.
بدورهم وكما يأكل الكاريبيون الموز مجففا فإنهم يقرمشون البامية، أما في الهند فالبامية خيار المهراجات ومعشوقة الفقراء يأكلونها مقلية مع قليل من الكزبرة والطماطم.
وللبامية في السودان مكانتها الرفيعة باعتبارها أساس أكثر الأطعمة السودانية انتشارا، وغالبا ما تباع بأسعار عالية جدا قبل بدء شهر رمضان المبارك.
في العاصمة النمساوية فيينا وبسوق «الناش ماركت» أكبر أسواق المدينة للخضراوات والفواكه التي ترد يوميا من معظم دول العالم تتوفر البامية وتباع بالحبة أو القرن وليس بالكوم وقد يصل سعر 7 قرون إلى 5 يوروات.
يستورد النمساويون البامية من غانا ومن المكسيك ويبيعها تجار روس وأتراك وقال تاجر عربي الأصل لـ«الشرق الأوسط» إن عقود البامية التي كانت تصلهم مجففة وتأتي من سوريا.
وكما تتعدد فوائد البامية تتعدد أسماؤها وطرق طبخها بل وألوانها، وإن كان اللون الأخضر هو الأكثر انتشارا هناك بامية حمراء.
يسمي المصريون البامية باسم القناوية وفي تونس يقولون ملوخية وبالإنجليزية اسمها أوكرا فيما تنتشر تسميتها عندما تكون طويلة ورفيعة بـ«أصابع السيدة» أو Lady›s finger.
يطلق السودانيون على البامية الناشفة اسم «ويكة» وأجود أنواع الويكة تلك اللزجة ومع ما تشهده أسعار الخضراوات عموما والبامية من غلاء فإن اللزوجة مطلوبة جدا حتى يكفي أقل القليل حتى يغلظ قوام «الملاح» ويزداد طعامه.
تحتوي البامية على عدد من الفيتامينات ومن أهمها فيتامين «سي» ولهذا تدخل في صنع عدد من المواد التجميلية كمغذ ومرطب للبشرة. ولاحتوائها على بروتينات تصنع كبلسم للعناية بالشعر، كما يستفاد من لزوجتها كأقنعة تشد البشرة تتوفر على هيئة معجون.
كذلك تحتوي البامية على ألياف طبيعية مما يجعلها مطهرًا فعالاً للقولون وعلاجًا ناجعًا ضد الإمساك كما تساعد على حرق الدهون.
ومع زيادة الاهتمام بالصيدليات الشعبية والعلاجات الطبيعية البديلة ينصح كثيرون بشرب منقوع البامية لتنظيم نسبة السكر في الدم.
تباع البامية كقرون طازجة وتتوفر مثلجة ومعلبة ومخللة ومجففة ومسحونة وتصنف علميا في رتبة الخبازيات وشعبتها بذريات وصنفها ثنائيات الفلقة.
تتفنن الشعوب في طهي البامية وتطبخ رفيعة كشوربة، ومقلية مع البندورة والكزبرة كمقبلات. وكطاجن تضاف إلى اللحم أو الدجاج في معظم المطابخ عالميا ومع الاثنين معا في أكثر دول غرب أفريقيا.
وفي السودان يفضلون القرون الطويلة ويقطعونها حلقات ثم يضيفونها لمرق اللحم وما إن تنضج اللحم ويفركونها ومن ثم يضاف إليهما الثوم المدقوق محمصا في قليل من زيت السمسم لتؤكل غالبا كطبق رئيسي وقت الغداء مع الكسرى (نوع من الخبز). وما أطعمها بصحبة سلطة طماطم وبصل مع الفول السوداني المسحون.
الشرق الأوسط

"بوكو حرام" تعيد الحرارة للعلاقات الفرنسية ــ السودانية


شهدت الفترة الأخيرة زيارات مكثفة وأعمالاً دبلوماسية بين دولتي السودان وفرنسا، تبادل الطرفان خلالها الزيارات على مستوى رفيع، وإن كانت أكثر من جانب باريس. فلا يكاد يمر شهر أو أقل، حتى تستقبل البلاد مسؤولاً فرنسياً، الأمر الذي ربطه مراقبون بأدوار وارتباطات مقبلة تطلبها باريس من الخرطوم، لتحقيق مصالحها في منطقة غرب أفريقيا، التي تشهد نزاعاً ونشاطاً للحركات الإرهابية، من بينها تشاد ونيجيريا والكميرون ومالي.
نشأت العلاقات الرسمية بين السودان وفرنسا مع استقلال البلاد عام 1956، إذ كانت فرنسا من أوائل الدول التي اعترفت بالاستقلال. لكن ظلّت العلاقة تترّنح بين التراجع والانفراج في عهد النظام الحالي، وساءت بصورة أكبر مع اندلاع الحرب في إقليم درافور عام 2003. حينها، بادرت فرنسا مع بريطانيا إلى طرح القرار 1093 الخاص بإحالة ملف قضية الحرب في دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية، الذي بموجبه أصدرت المحكمة مذكرات توقيف ضد مسؤولين سودانيين، من بينهم الرئيس السوداني عمر البشير.
لكن في المقابل، استمر التعاون الأمني بين الدولتين. كانت باريس تلجأ للخرطوم من وقت إلى آخر لتنفيذ مهام محددة، إذ اتُّهمت الخرطوم بإسقاط نظام الرئيس التشادي السابق، حسين هبري بتنسيق كامل مع فرنسا مطلع التسعينات. وحققت الأخيرة مصالح عدة بإزاحة الرئيس عن حكم العاصمة أنجمينا. وتناولت الصحف الفرنسية وقتها، معلومات عن تزويد باريس للجيش السوداني بوسائل تجسس لحساب تلك المهمة، واعتبرته خرقاً لحظر السلاح الذي فرضه برلمان الاتحاد الأوروبي على السودان.
وتلا ذلك، قيام الدولتين بعمل استخباراتي أمني كبير، أسفر عنه تسليم الخرطوم للمواطن الفنزويلي، راميريز سانشيز، المعروف باسم كارلوس، والملقب بـ"ثعلب الصحراء" في أغسطس/ آب 1994، الذي أرهق الفرنسيين لارتكابه جرائم عدة. وأخيراً، طاولت فرنسا الاتهامات بمساعدة الحكومة السودانية في عملية اغتيال رئيس حركة "العدل والمساواة"، خليل إبراهيم عام 2011. وأدّت عملية الاغتيال هذه، إلى حرب شرسة ضد الحكومة في إقليم دارفور، وتناولت تقارير عن أن عملية الاغتيال، وفقاً للدقة التي تمت بها، كانت من قبل طائرات فرنسية.
ويرى محللون سياسيون أنّ فرنسا تعمد إلى تبنّي مواقف استراتيجية، بغض النظر عن اختلاف دوافع كل طرف، نظراً لاحتدام الصراع في الدول الأفريقية الفرنكوفونية. ويرجح مراقبون أن الدور الذي تريد فرنسا من السودان القيام به، يتصل بملف جماعة "بوكو حرام" التي تنشط في نيجيريا والكونغو الديمقراطية، وتتمدد أخيراً في تشاد. وتمثّل هذه الدول، مناطق نفوذ لباريس. ويرى المراقبون أنّ باريس تنتظر من السودان دوراً استخباراتياً وآخر شعبياً، عبر الاستعانة بعلاقات الطرق الصوفية السودانية في دول مثل نيجيريا لمحاربة الفكر التطرفي، نظراً للارتباط الوثيق لها، هناك.


وكان وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، قد أنهى، هذا الأسبوع، زيارة إلى دولتي تشاد والنيجر، سلّم خلالها خطابات خطية من الرئيس البشير إلى رؤساء تلك الدول، قالت الخارجية السودانية، إن الرسائل تتصل بالتعاون والتنسيق في المحافل الدولية.
في هذا السياق، تقول مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ "وصول حركة بوكو حرام إلى تشاد أقلق فرنسا، باعتبارها منطقة نفوذ لها. لذا ستكون هذه القضية حاضرة في كل اللقاءات، التي يمكن أن تقوم الخرطوم بدور أساسي فيما يتصل بالمعلومات الاستخباراتية عن تلك الحركة، باعتبار أنها ملمة بطريقة تفكيرها، وسبق أن احتضنت إحدى جماعاتها رئيس الحركة، أبو بكر شيكاو، فضلاً عن قلق باريس من التحاق عدد كبير من مواطنيها بالجماعات المتشددة في مالي، ورغبة فرنسا في اتخاذ الخرطوم خطوات حقيقية لإيقافها".
واشتعلت المعارك بين جماعة "بوكو حرام" والجيش التشادي، أخيراً، في جزر بحيرة تشاد، بعد أن نقلت الجماعة نشاطها إلى هناك، الإثنين الماضي، إذ دارت معارك عنيفة بين الطرفين أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
تمدد الجماعة بهذه الطريقة، قاد دول غربية ــ أفريقية إلى تشكيل قوى تدخّل مشتركة في يونيو/ حزيران الماضي، تضمّنت تشاد ونيجيريا وبنين والنيجر والكاميرون، وشملت 8700 جندي وشرطي للقضاء على جماعة "بوكو حرام". ووجدت الخطوة تأييداً من مجلس الأمن الذي طالبها بتكثيف العمليات العسكرية ضد الجماعة.
ويقول المحلل السياسي، العابدين زين لـ"العربي الجديد"، إنّ "فرنسا لا تكثف اتصالاتها بالسودان ما لم تكن تريد منه الاشتراك في ملف ذي فائدة لها". ويضيف، "لا يمكن أن ندخل العلاقة في إطار تقارب بين الدولتين، لأنها قد تنتهي مع انتهاء تحقيق الهدف"، قائلاً: "هي اتصالات لقضايا محددة". ويرجح زين أن تكون العلاقة بمجملها منصبّة في قضايا ذات مصالح مشتركة وإيجاد دور للخرطوم فيما يتصل بمحاربة الإرهاب في غرب أفريقيا، وأن تطلب فرنسا من السودان المشاركة في حرب جماعة "بوكو حرام"، لا سيما وأنّ لديها قوات مشتركة مع تشاد، باعتبار أن القوى العربية بعد حربي العراق وأفغانستان ابتعدت تماماً عن المشاركة البرية في أية حرب خارج حدودها.
أما الخبير في ملف العلاقات السودانية ــ الفرنسية، أحمد عباس، أوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "نظرة فرنسا ناتجة عن العلاقة الاستراتيجية، والجيوــ سياسية للسودان، باعتباره معبراً للثقافات والحضارات نحو غرب أفريقيا، فضلاً عن تأثيره على دول بعينها، كأفريقيا وتشاد والكميرون، وحتى مالي وغانا وساحل العاج". 

ويشير عباس إلى أنّ "هذه الدول هي مناطق نفوذ تاريخية بالنسبة لفرنسا، لذلك تحرص على أن تأمن شر السودان وتعمد إلى معرفة كيفية تفكيره في محاولة للتحكم في الامتداد الفرانكوفوني للثقافة والرصد الأمني والسياسي للتحولات السياسية والثقافة عبر العلاقة المباشرة مع الخرطوم، والتي توفر 90 في المائة من المعلومات والعمل السري". ويضيف، "هي محاولة بناء نفوذ. تعي فرنسا جيّداً، أنّ تأثير السودان على مالي التي كانت تاريخياً جزءاً من السودان الكبير الذي ضم تشاد، فضلاً عن أنّه معبر للأراضي المقدسة بالنسبة للنيجيريين، ما جعل من السودان مؤثراً أساسياً عليها وعلى معظم المنطقة".
العربي الجديد

إلغاء الخدمة العسكرية لطلاب الثانوي



أعلنت السلطات السودانية، الخميس، إلغاء الخدمة العسكرية لطلاب الثانوي وفتحت المعسكرات لاستيعاب خريجي ‏الجامعات بدلا عنهم للإستفادة منهم في المهام العسكرية.‏

وتأتي الخطوة بعد نحو 17 عاما من إنفاذ قرار الحكومة في الخرطوم بجلب طلاب الشهادة السودانية سنويا إلى معسكرات تدريب ‏على الأسلحة المختلفة، والاستعانة ببعضهم في مواقع القتال.‏

وقال المنسق العام للخدمة الوطنية، ياسر سليمان، في مؤتمر إذاعي اليوم إن قرار الانتقال من تدريب طلاب الشهادة السودانية ‏إلى خريجي الجامعات جاء بهدف تطوير العملية التدريبية والاستفادة من الخريجيين في كافة مجالات العمل بينها العسكري. ‏وأشار أن هناك 10 آلاف و500 طالب سجلو طواعية للدورة الحالية التي أكد انها ستنطلق باكتمال العدد 15 ألف.

العربي الجديد

الخرطوم: لا خطر على نفطنا من جنوب السودان


استبعد وزير النفط السوداني، محمد زايد عِوَض، اليوم الجمعة، أن تلحق الحرب الدائرة في جنوب السودان في الوقت الحالي أضراراً بالحقول النفطية السودانية الواقعة على الحدود مع جوبا.
جاء ذلك في تصريحات صحافية أدلى بها الوزير السوداني عقب وصوله إلى مطار جوبا، صباح اليوم الجمعة، حاملاً خطاباً خطياً من الرئيس السوداني، عمر البشير، لرئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، بشأن العلاقات بين البلدين.
وقال الوزير السوداني إن "طرفي الصراع في جنوب السودان، يدركان أن الإضرار بحقول النفط سيمس الطرفين، وسيؤثر على الجميع".
ولفت أن التعاون مستمر في مجال النفط بين جوبا والخرطوم، واصفاً هذا التعاون بـ"المتميّز".
وأشار إلى أن وزارتي النفط في البلدين ستجتمعان لمناقشة سبل تعظيم الفائدة في مجال اتفاق النفط، وفق وكالة الأناضول، معرباً عن شكره لجنوب السودان على التعاون الجيد والمستمر في مسائل إمدادات النفط لمحطة توليد كهرباء أم دباكر، ومصفاة الخرطوم في السودان.
وتابع: "الخرطوم ستدعم جوبا لإنتاج النفط من خلال مدها بالأجهزة، والوقود، والمواد الأخرى من أجل تنمية واستمرارية إنتاج النفط هناك".
من جانبه، عبّر وزير الطاقة والتعدين بجنوب السودان، استفن ديو داو، عن سعادته بقدوم نظيره السوداني، قائلاً "نحن نرحب بالتعاون في مجال إنتاج النفط والمجالات الأخرى بين البلدين".
وكانت وزارة النفط السودانية أعلنت، يوم 8 يوليو/ تموز الماضي، عن حفر خنادق حول حقول النفط في المناطق الحدودية مع دولة جنوب السودان، لتأمينها من أي اختراق من جراء الاضطرابات الجارية في الجنوب منذ نحو عام ونصف العام.
وسيطر المتمردون في جنوب السودان على حقول نفطية عدة، وهو ما دفع سلطات الخرطوم إلى إعادة التفكير في جدوى تشغيل خطوط تصدير نفط الجنوب، خاصة بعد تراجع إيراداته، وفق مصادر من وزارة النفط السودانية.
ولاقت خطوة إحاطة حقول النفط بالخنادق انتقادات واسعة من قبل البرلمانيين السودانيين، لأنها تعيق حركة المواطنين والرعاة
العربي الجديد

زمن لا يحتمل تطاول الصغار


كنت أشاهد برنامجا توثيقيا عن احد رجالات الادارة الاهلية في السودان …. التقرير كان يتحدث عن حكمة الرجل وحنكته في حل كثير من القضايا والمشاكل المتعلقة بأفراد قبيلته ..بهدوء وصبر …دون استلال لسيف ولا اراقة للدماء …قال المذيع جملة استوقفتني طويلا …(كان ذلك في زمن …لا يحتمل تطاول الصغار )…قلت لنفسي (وهل هناك زمن ..يحتمل تطاول الصغار؟؟؟؟)…لا أعتقد ..الكبير ..كبير ..هذا امر لا يختلف عليه اثنان …وقد كنت دائما ..كلما وردت اخبار اقتتال القبائل في ما بينها ..في اي جزء من بلادي الحبيبة ..وارى صور لشباب غض ذهبت حياته ثمنا لأفكار غريبة وعنصرية بغيضة…. اتساءل قائلة (وين الكبار ؟؟؟ اليس فينا رجل رشيد ؟؟؟)
اذكر انني كنت قد قرأت قبل فترة ليست بالقصيرة ..تقريرا عن قبائل الرحل والكيفية التي تنتقل بها القبيلة ومعها حيواناتها من منطقة الى اخرى ..بحثا عن مكان أفضل للرعي ..لفت نظري ان هناك خطوات تتم قبل النزول بأرض قبيلة اخرى ..منها انه تتم مخاطبة كبير تلك القبيلة واعلامه بعدد الناس والحيوانات التي يرعونها …وان ذلك الكبير هو الذي يجب اخذ موافقته على المرور في مسارات محددة بحيث لا تهدد الزراعة وايضا حتى لا تختلط القطعان مع بعضها … تبقى قبيلة الرحل.. ما شاءت من الزمن ..تلتزم بما تم الاتفاق عليه ..وتجد كل ترحاب من القبيلة المضيفة ..ثم يؤذن مؤذن الرحيل وتسير الركبان حاملة قصص وذكريات جميلة ووعود باللقاء في المرة القادمة بمشيئة الرحمن … .. (ذلك زمن لم يكن يحتمل تطاول الصغار).
كان لرجالات الادارة الاهلية من عمد ومشايخ مكانة يعرفها القاصي والداني ..ويقصدهم كل من لاقته صعوبة ..او جرى عليه ظلم من احد من افراد قبيلته او قبيلة أخرى …يجلس العقلاء والاجاويد من الجهتين ..ويبدأ الحوار ..ولا ينتهي الا بحل المشكلة ورضاء الطرفين ..وكان القرار الذي يتوصل اليه مجلس الجودية ملزما للكل حتى ولو اتى بغير ما تهوى انفسهم …(ذلك زمن لم يكن يحتمل تطاول الصغار).
هل تطاول الصغار فعلا ؟؟ …و تبعا لذلك انهارت قيم وأعراف ..وأصبحت المشاجرة التي كانت تحل بالجودية ومجالس العقلاء ..قتالا يتنادى له افراد القبيلة ..وتراق فيه الكثير من الدماء ..حتى صار الامر عاديا ..وامسى القتلى مجرد عدد يكتب في الصحف ورقم يذاع عبر التلفزيون …كأنهم لم يغنوا فيها بالأمس …كأن ليس وراءهم أم ثكلى وأب مكلوم ..ولم تكن لهم احلام وامنيات ..فهل صرنا في زمن تطاول الصغار ؟؟؟
أين ذهب رجالات الادارة الاهلية ؟؟ أين العمد والمشايخ ؟؟ هل تم تهميشهم أو تغييبهم ؟؟ و الا لماذا اصبحت أخبارنا كلها عبارة عن تتبع لخيوط الدماء التي سالت بين اخوة كانوا الى وقت قريب يتشاركون الماء والكلأ ؟؟ ..يتزاوجون ويتناسلون فيما بينهم؟؟ ..ما الذي حدث؟؟ ومن الذي أفسح المجال (لتطاول الصغار؟؟) … يا من أعد ذلك التقرير التلفزيوني الجاذب …ليس ذلك الزمن فحسب ..ولكن هذا الزمن وكل زمن …لا يسمح بتطاول الصغار …وووووصباحكم خير.

د. ناهد قرناص