الجمعة، 20 نوفمبر 2015

من داخل حراسات الشرطة المصرية تعرف على قصص “السودانيين” المحبوسين.. اذا لم تبكي على حالهم راجع نفسك


للوقوف على ماحدث في الاونة الاخيرة لبعض السودانيين بالقاهرة قام وفد من ممثلي المجلس الاعلى للجالية السودانية بمصر بزيارة لقسم شرطة عابدين بعد ان تأكد وجود خمس شباب سودانيين بالحجز بقسم شرطة عابدين واوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للجالية السودانية بمصر انه بعد زيارة من اجل تفقد الاخوة السودانيين هناك وجدنا الاتي:
1- عدد السودانيين الموقوفين هناك 5 وهم 1- توفيق حماد عمر
2- عباس حماد عمر
3- جعفر سليمان ابراهيم
4- وليد علي محجوب
5- صابر كنه توتو
من الاول حتي الرابع موقوفين بتهمة الاتجار في العملة والخامس بتهمة السرقة استقبلنا ضابط القسم استقبالا طيبا وتم السماح لنا بمقابلة لفترة طويلة ..الي طلبنا نحن المغادرة وانهاء المقابلة تم السماح لنا بسؤال ابنائنا فردا فردا دون تدخل من الشرطة وسمح لنا باحضار الادوية لهم وتم رفض تصويرهم نهائيا.
الرواية الرسمية تقول ان السودانيين يتم القبض عليهم لأنهم يتاجرون في العملة بل القادمين يبيعون العملات الأجنبية للأفراد من المصريين تجار العملة بعيدا عن البنوك والصرافات الرسمية وعندما سالنا كيف تقبضون علي البائع دون المشتري لم نجد اجابة شافية …
وعند سؤال ابناؤنا الابرياء كانت اجاباتهم كما يلي نبدأ بالاخوين توفيق وعباس حماد عمر يقولان: جئنا لعلاج اخونا الثالث ابوبكر حماد عمر المتواجد حاليا وحيدا بمستشفي كليوباترا بمصر الجديدة الدور الخامس غرفة 515 حيث يقوم بعملية تغيير دم.. يقول عباس وصلنا يوم 8-11 وفي يوم 14-11 كان المطلوب مننا 25000 وكان معي مبلغ 12000ريال سعودي نزلت عشان امشي لاي صرافة استبدلها وفجأة اوقفني اثنان وسألوني عن جنسيتي ولما علموا انني سوداني ابرزوا كارنيهاتهم وشرعوا في تفتيشي ووجدوا الريالات معي فامروني بركوب السيارة فطلبت اخي توفيق تلفونيا لاحضار جوازي ولما وصل تم تفتيشه وكان معه 1370 دولار فاعتقلوه
وجئ بنا الي قسم عابدين ويوم 16-11 تم عرضنا علي النيابة التي امرت باخلاء سبيلنا ثم تم عرضنا علي الجوازات في المجمع وعلي الامن الوطني وهانحن في اليوم الرابع بعد قرار النيابة مازلنا محبوسين
قلنا له هل تعرضتم لاي تعذيب او اهانات او سوء معاملة نفي ذلك تماما
اما ” وليد” يقول اسمي وليد علي محجوب كنت زرعت كلية هنا بمصر منذ فترة وجئت لمتابعة العلاج وفي 2-11 نزلت من الفندق في العتبة وفي جيبي 620 دولار و600 ريال في شنطة صغيرة وبينما انا اسير سمعت من يقول يازول وبعدين احدهم مسكني من الكتف وقال يازول فالتفت فاراني كارنيه شرطة هو واخرين معه وسالني الشنطة فيها ايه فقلت بعض حاجياتي ففتشوها ووجدوا المبلغان المذكوران فاخذوهما واقتادوني الي قسم عابدين وفيى اليوم التالي تم عرضي علي النيابة فقررت اخلاء سبيلي واخذوني الي المجمع ثم الى الامن الوطني وعدت الي القسم ومازلت محبوس رغم قرار النيابة في 2-11باخلاء سبيلي.
اما “جعفر” يقول اسمي جعفر سليمان ابراهيم صاحب شركة الوادي للتجارة والاستثمار أعمل في التجارة بين مصر وجنوب السودان حيث اقوم بشحن البضائع من هنا الي هناك في شكل حاويات تكلفة كل حاوية لا تقل عن 40000دولار وقد اشتريت كميات من البضائع مرفق صور مستنداتها وكان معي مبلغ 570دولار و 1240يورو و 17000 جنيه مصري وذلك قيمة الشحن وكنت في الطريق الي شركة الشحن فوجئت بمن يسالني الاخ سوداني فقلت نعم فسالني هل تحمل اي عملات بعد ان عرف نفسه وابرز الكارنيه فقلت نعم وامر بتفتيشي وتم اخذ كل المبالغ التي كانت معي واودعوني قسم عابدين وتم عرضي علي النيابة في 16-11 فقررت الافراج عني ومازلت محبوسا حتي الان..

الشرطة المصرية تداهم فندق وتعتقل 9 سودانيين بينهم الناشط “حسام عابدين” الذي يقول: وجدنا معاناة لا توصف حيث وضعونا مع معتادي الاجرام


كتب المعارض الشهير “حسام عابدين” الناشط المعروف المقيم بدولة مصر عن تجربته في الحراسات المصرية بعد أن تم القبض عليه في الحملات الأخيرة، حيث قال على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك بعد الإفراج عنه(خمسة ايام امضيتها محتجزا في احدي اقسام الشرطة ضمن تسعة سودانيين القي القبض علينا من الفندق الذي نقيم به).
وأضاف حسام عابدين (المشكلة الحقيقية في اماكن الاحتجاز لحين التاكد من سلامة الدخول والاقامة هذه الحراسات هي المعضلة حيث معتادي الاجرام والمسجلين، عانينا بينهم معاناة لا توصف).
وقال حسام(حملات السودانين ركزت علي اقسام الموسكي وعابدين وقصر النيل والازبكية وحالة فردية من الدقي الاقسام اعلاه هي اقسام وسط البلد لا احد يلحظ اي شي الحياة عادية لكنك ان صادفت حملة الامن سيلقي القبض عليك).
وقال حسام عابدين بحسب رصد “النيلين”(وجدنا جنسيات عديدة كانت الغالبية من سوريا واليمن وجزر القمر اضافة لروسين ونيجيرين وجنسيات اخري،الحديث عن استهداف للسودانيين مجرد سخف وكتابة لاجل الكتابة،الفرق ان الشعوب المحترمة تتحرك سفاراتها لتوفق اوضاع مواطنيها).
وأضاف الناشط السوداني “حسام عابدين” (لمصر كامل الحق في الحفاظ علي امنها القومي) وأضاف (سنكتب عن المهمات الخاصة وعن العملات وعن اشياء ابسطها يكفي لمنع كل سوداني من دخول مصر).
الخرطوم/معتصم السر/النيلين

ابرز عناوين الصحف السياسية السودانية الصادرة يوم الجمعة 20 نوفمبر 2015م


أخبار اليوم:
بداية شاقة لمفاوضات اليوم الاول باديس لملفى دارفور والمنطقتين
“أخبار اليوم” تورد التفاصيل وتنشر نص كلمتى رئيس الوفد الحكومى والحركة الشعبية
وزير خارجية مصر يؤكد حرص بلاده على توفير الأمن والسلامة للسودانيين بمصر
الغاء مباريات الدورى الممتاز المعلنة لدواع امنية
اوباما: لا حل مع بقاء الأسد .. لافروف لا سبيل للحل دون الأسد !!
حرق مكتب عمادة شئون طلاب جامعة زالنجي
والي الشمالية: لا وجود لمواد مشعة بمنطقة سد مروي
لاجئون يقتحمون سفارة السودان في برلين

السياسي:
إلغاء جميع المباريات اليوم بالخرطوم لدواع امنية
والي الشمالية: لا وجود لمواد مشعة بمنطقة سد مروي
المهدي سأعتزل السياسة إذا لم يتوصل السودانيون إلى حل لأزمات البلاد
مقتل عامل وإصابة آخرين في اشتباكات مع مواطنين بكسلا

الرأى العام:
وزير الخارجية المصري: السودان بلد عزيز ونولي أهمية خاصة لعلاقاتنا مع الخرطوم
وفدا الحكومة وقطاع الشمال يؤكدان الاستعداد لوقف العدائيات بدء مفاوضاتهما أمس بأديس أبابا

السوداني:
الاستثمار: الدولة حريصة على استراتيجية توطين صناعة الدواء
الخارجية: اجتماعات بواشنطون مع مسؤولين امريكيين لتحسين العلاقات

المجهر السياسي:
الافراج عن “2263” نزيلاً ونزيلة من “6” سجون بالبلاد
كاميرات مراقبة بالشوارع الرئيسة للحد من الجرائم بمدينة نيالا

اليوم التالي:
بحضور وزير الاعلام الأمانة العامة للحوار الوطنى تنظم غداً حواراً مفتوحاً مع قادة الاجهزة الاعلامية
وفد مجلس الشخصيات الافريقية يزور لجان الحوار الوطنى
آخر لحظة:
وزير المالية يوجه باستكمال مشاريع الاسكان بالولايات من اجل تطوير وتحسين الريف
اكتمال ترسيم الحدود بين السودان واثيوبيا العام القادم

الانتباهة:
المقرر الخاص بحقوق الانسان في الخرطوم يوم الاثنين القادم
والى الشمالية لا مواد مشعة بمنطقة سد مروي
الغاء مباراة الهلال والمريخ و الأمل والنيل بشندى لأسباب أمنية
سونا

ابرز عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة يوم الجمعه20/ نوفمبر 2015م


صحيفة الاسياد
-بقرار امنى وحث كافة الاسر الرياضيه بالتحلى بالمسؤليه الغاء مباراة القمه والاتحاد يدعو لاجتماع طارئ
-ابيكو يبدئ الرغبه للهلال بصفعه على خد كاتومبى من الكاردينال
-السلطات الامنيه السوداميه تلغى نهائى الممتاز وملحق السنترليق
-توجية الدعوات لكافة عضوية الجمعية العموميه
-حرص على الترحيب والاشاده به القائد يبارك ل بيكو التوقيع للازرق
-الفيفا يخضع 20% من الاتحادات للمراجعه القانونيه ويوقف صرف المخصصات الماليه 28 من الاتحادات والاعضاء
-رئيس الهلال يجد الاشاده من الاقطاب ويستعد لتفجير مفاجأت التسجيلات
-اكد انها لن تتدخل فى القضيه العباسى االاتحاد يخالف توجيهات الفيفا بعصاها فى وجه الانديه
-بعد شد وجزب مع كاتومبى الكاردينال يسدد صفعه قويه للغربان فى ضم ابيكو

صحيفة قوون
-قون ترصد الاحداث الدراماتكيه للساحه الكرويه تطورات خطيره لقرار السلطات الامنيه بالغتء مباراة القمه
-وزير الرياضه يوجه بتنفيذ قرار لجنة امن الولايه والاتحاد العام يستجيب
-مجلس الاتحاد يدعو لاجتماع طارئ اليوم لتمديد الموسم وتحويل هلال مريخ للكاملين وامل نيل للدامر
-الهلال يسجل الغانى ابيكو لمده لمدة عام معارا من الاشانتى فى خانة الشعله
-لجنة التسيير المريخيخ تصدر بيانا وتؤكد عدم التفريط فى حقوق النادى وترفض اى حلول تؤدى لخرق القانون
-جهاز الامن يحث كافة الاطراف الاسره الرياضيه بالتحلى بالمسؤليه والتجرد
-جبره مساعدا لغارزيتو
-المفوضيه الاتحاديه تعلن انعقاد عموميه طارئه للاتحاد السودانى بالاربعاء
-المريخ خارج الجمعيه العموميه

صحيفة الصدي
*المريخ يتمسك بأداء قمة الممتاز ويرفض إلغاء الموسم
*اجتماع طارئ لمجلس إدارة الاتحاد ظهر اليوم لتمديد الموسم وإقامة القمة الأحد
*ونسي:المباراة مقامة في موعدها وسنحضر الي الاستاد وللاحتفال بلقب الممتاز
*عمومية اتحاد سيكافا تنعقد اليوم وجعفر مرشح بقوة للرئاسة
*ونسي:علي الجمهور ان ينحشد ويسمع صوته بكل قوة

صحيفة الجوهره الرياضيه
-وزارة الشباب والرياضة خاطبت لتفعيل التوجيهات الجديده بالشكل الفورى
-الهلال يزف الصخرخ ابيكو واللاعب يؤكد الازرق حلم جميل
-ايشيا يقود منتخب الاحلام الغانى امام الغربان والكاردينال يتسلم ملف النيجيرى توندى
-الاهلى المصرى يطلب نزال المريخ دورة وادى النيل تعود للواجهه وفضيحة ولائيه للاتحاد العام
-الغاء مباراة القمه لدواعى امنيه
-الاتحاد يوافق على القرار ويجتمع
-الاتحاد يوجه سودانى بتاجيل اجراءت تتويج بطل سودانى
-الانصار يطالبون بى موكورو

صحيفة عالم النجـوم
-قرار صائب جنب البلد المصائب
-الغاء نهائى الممتاز بدواعى امنيه واجتماع طارئ للاتحاد
-الغانى ابيكو يزين كشوفات الهلال بعد صراع مع العظماء ويكشف المثير لعالم النجوم
-المفوضيه تصدر جدول الانديه الممتازه للعموميه
-جهاز الامن يطالب التحلى بالمسؤليه
-ابيكو سعيد بالهلال والبطولات الخارجيه ردى الوحيد على حب الجماهير

صحيفة الزعيم
*الاتحاد يؤجل القمة…المريخ بطلا للممتاز بالاحد
*ونسي:لن نفرط في حقوق المريخ وعلي الجمهور الاحتشاد داخل الاستاد والاحتفال بالدوري
*اجتماع ساخن بين مجلس الأحمر والشورى..بيان مشترك للطرفين
*جبرة مساعدا لغارزيتو
سوداناس

مؤشر أسعار صرف العملات الأجنبية في مقابل الجنيه السوداني بالخرطوم يوم الخميس 19 نوفمبر 2015م .


الدولار الأمريكي : 11.00جنيه
الريال السعودي : 2.90جنيه
اليورو : 11.77جنيه
الدرهم الإماراتي : 2.96جنيه
الريال القطري : 2.97 جنيه
الجنيه الإسترليني : 16.72جنيه
الجنيه المصري : 1.29جنيه
جنيه جنوب السودان: 0.54جنيه
الدينار الكويتي : 39.28جنيه
الدينار الليبي : 8.46جنيه

وزير خارجية مصر: السودان بلد عزيز.. مصر تحرص على توفير الأمن والسلامة للمواطن السودانى الزائر والمقيم


إلتقى السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير جمهورية السودان بمصر ومندوبه الدائم لدى الجامعة العربية يرافقه القنصل خالد إبراهيم الشيخ بسامح شكرى وزير الخارجية المصرى بمكتبه بالوزراة ظهر الخميس بحضور بعض كبار معاونيه.
وقد تناول الإجتماع ماقام باستعراضه السفير عبد المحمود عبد الحليم وماورد بمذكرتى السفارة للخارجية المصرية بشأن المداهمات والإنتهاكات التى طالت مجموعة من السودانيين بالقاهرة مؤخراً ووجوب التعامل مع هذه الوقائع وتفرغ البلدين لإنجاز المهام والتحديات المشتركة.
وقد أكد الوزير سامح شكرى خلال المقابلة أن السودان بلد عزيز وإن مصر تولى أهمية خاصة لأمر تعزيز علاقاتها مع السودان وتحرص أيضاً على توفير الأمن والسلامة للمواطن السودانى الزائر والمقيم منطلقة من ثوابت لا تميز بين السودانى والمصرى مضيفاً أن مذكرة السفارة قد تمت إحالتها إلى جهات الإختصاص للتحقيق بشأن ما ورد فيها .
وقال شكرى إنه قد تكون هنالك تجاوزات فردية طالباً من السفارة موافاة الوزارة بأى تفاصيل يمكن أن تساعد فيما يجرى من تحقيقات وأعرب عن إستعداد وزارته للتنسيق مع الأجهزة المختصة فى هذا الشأن.
وقد تقدم السفير عبد المحمود عبد الحليم بالشكر للوزير على ماتفضل به ومؤكداً أيضاً إلتزام السودان الثابت بتعزيز علاقات البلدين لمافيه مصلحة شعبيهما وموضحاً أن تواصل السفارة سيستمر مع الوزارة وجهات الإختصاص الأخرى فى هذا الإطار.
من جهة أخرى تم خلال المقابلة تسليم وزير الخارجية المصرى رسالتين من البرفيسور إبراهيم غندور وزير الخارجية تتعلقان بتهنئة مصر بحصولها على مقعد غير دائم بمجلس الأمن وموضوع الإجتماع الوزارى لوزراء الخارجية والري بالسودان وأثيوبيا ومصر حول موضوع سد النهضة.
القاهرة 19-11-2015 (سونا) –

رئيس تحرير “الراي العام” يكتب بعيداً عن (الطبطبة الدبلوماسية) وتكرار (الجُمل الموسيقية): العلاقات مع مصر.. اكتمال حلقات الأزمة!!


لن نُجمِّل الواقع بأكثر ممّا يحتمل ونقول إنّ العلاقات السودانية المصرية بخير، منذ أن كثر الحديث عن مُعاناة السودانيين في مصر بسبب عدم التزامها بـ (الحريات الأربع)، أحسست أن تحت الرماد وميض نار وما زلت أخشى أن يكون له ضرام، الاحتقان الماثل في المشهد الآن والأحداث المُؤسفة التي تَعَرّض لها بعض مُواطنينا في مصر تغذي غضب السودانيين ممّا يحدث لأبناء جلدتهم في أقرب البلدان إلى الوجدان مصر.
البُعد الاستراتيجي في العلاقات الثنائية يظل قائماً وإن عبثت بها الأجندة التكتيكية
التزمنا بالحريات الأربع ونرفض المساس بأيِّ سوداني
الخطر على العلاقات بين الخرطوم والقاهرة يأتي من مصر
ينبغي أن نوفر الحماية الكاملة للمصريين في السودان
لأمثال هاني رسلان من (جوقة المُخرِّبين) نقول (…..)
ما يتم تداوله الآن من تصعيد به جنوح خطير لإثارة ضارة

لن يفيدنا إنكار الأزمة جُملةً وتفصيلاً ولن تجدي إزاء الوضع الماثل عبارات (الطبطبة الدبلوماسية)، ولن يشفع تكرار (الجُمل الموسيقية) التي نعزفها في آذان بعضنا البعض عن أزلية وحميمية العلاقات التي تباركها الجغرافيا ويبجلها التاريخ، نحن في مُواجهة أزمة حقيقية تقتضي أن نعمل مزيداً من الملح على جراح وادي النيل ونعقمها من أذى لحق بها إن كُــنّا جادين في إبرائها، أما ان نواجه ما يحدث بدفن الرؤوس في الرمال فهذا هو الخطر بعينه والهروب واقع يتفاقم كل يوم ويحدث هَزّات وهَزّات في مسار العلاقات بين البلدين ويُعَمِّق الأزمة بين الشعبين.
في ظل هذا التصعيد الذي ينتظر تحركاً دبلوماسياً مُشتركاً لإطفاء نار الفتنة، يجدر بنا تحديد بعض المفاهيم ونؤكد على:-
* إن الاحتجاج على مُعاملة السودانيين في مصر أمر مشروع ولا يعني بأي حال من الأحوال الانقلاب على أزلية العلاقات وإهمال خصوصيتها والسعي لتعكير الأجواء وإشعال الحرائق.
* من حقنا الأصيل أن نعترض ونرفض المساس بأي سوداني طالما أن سياستنا تجاه مصر اتسمت بالصدق والالتزام بما تم الاتفاق عليه وسنظل نردد مع سعادة عبد المحمود عبد الحليم سفيرنا بالقاهرة (إن كرامة السودانيين في مصر خط أحمر)، وعلى الدبلوماسية المصرية الإجابة على السؤال الذي ظلّ يردده كل الشامتين والشانئين لإحراج الحكومة السودانية: لماذا يحتاج السوداني الى تأشيرة لدخول مصر، بينما يدخل المصري السودان بلا تأشيرة؟
الاحتجاج الذي اكتملت حلقاته سياسياً ودبلوماسياً لا يمنح أي شخص أو جهة الحق في توتير العلاقات بين الشعبين، ولا يفوض أي مواطن لا نتزاع حقه بيده، ينبغي أن نوفر الحماية الكاملة للمصريين في السودان وننأى عن العنف في التعامل معهم لأن الخلافات الماثلة الآن وإن ارتبطت بمُواطنينا في مصر لكنها لا تعبر بالضرورة عن موقف الشعب المصري.
* هنالك حقيقة لا جدال فيها إنّ بعض المحسوبين على الإعلام المصري من (جوقة المُخرِّبين) لديهم ارتباطات مع جهات مشبوهة لا تريد التقدم للعلاقات السودانية المصرية، لابد من مُحاربة هؤلاء وعَدم منحهم المساحة الكافية للتحرك والإجهاز على ما تحقق من تطور على مُستوى بنية العلاقات الثنائية خلال المرحلة المُنصرمة خاصةً بعد اللقاءات المُتكرِّرة للرئيسيْن البشير والسيسي.
التصريحات اليَتيمة التي صَدَرت عن الخارجية المصرية وعلى لسان المُتحدِّث الرسمي المستشار أحمد أبو زيد لم تشف غليل الأسئلة لأنها تواطأت بالنفي مع الاتهامات وأنكرتها جُملةً وتفصيلاً، المسلك الدبلوماسي في التعامل مع المذكرة التي رفعتها السفارة السودانية بالقاهرة كان يقتضي الحديث عن إجراء تحقيق بواسطة الخارجية المصرية في الاتهامات والتعهد بمحاكمة كل من يتورط في إساءة التعامل مع سودانيين خَاصّةً وإنّ السودانيين يتحدثون عن شواهد ماثلة تعزز من الإفادات الواردة في المذكرة الأوضح من حيث النوايا تجاه السودان وشعبه كانت تصريحات المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية في الخرطوم عبد الرحمن ناصف والتي نقلتها هذه الصحيفة بالأمس وأكد خلالها الرجل أن هنالك إجراءات لكنها لا تستهدف السودانيين وأن (العلاقات مع السودان مُش لعبة)، وتابع: (إن ما يجمع الشعبين أكبر من أي شئ آخر وإن السودانيين أشقاء ولا يُمكن استهدافهم على هذا النحو).
* الخطر على العلاقات بين الخرطوم والقاهرة يأتي من مصر الآن والتي يسعى بعض إعلامييها من شاكلة هاني رسلان وتوفيق عكاشة وآخرين للاصطياد في الماء العكر وربط احتجاجات السودان على مُعاملات أبنائه بملف سد النهضة وتصويرها على أنها مُحاولة للانقلاب على مصر والتحالف مع أثيوبيا وكسب وُد السعودية وتصعيد ملف حلايب وشلاتين، للأسف هذا ما يَستخدمه بعض الكُتّاب في مصر للتغطية على حملات طالت السودانيين، السودان لم يكن دوماً تابعاً في علاقاته الخارجية وقد كان قريباً من مصر في الظروف التي عايشتها مؤخراً، وظل يسدد فواتير باهظة لاحتفاظه بمواقف تعلي من قيمته كدولة ذات سيادة وعزة وكرامة ولولا دوره المتقدم في ملف سد النهضة وتوسطه المشهود والمحمود لحدث ما لا يحمد عقباه بين مصر وأثيوبيا.. أما قضية حلايب وشلاتين فهي محورية في علاقات السودان مع مصر ولا أظنها تحتاج إلى مُناسبة تصعد بها إلى منصة المطالب ولو كان السودان مثلما يدعون لطرح مطالبه في هذا الملف ومصر تعايش أزماتها العَميقة في أعقاب انتهاء نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
على الجانب المصري إزالة مُثيرات الحَسَاسية عبر التصدي للاتهامات المثارة بدلاً عن إنكارها وإبداء الجدية اللازمة في التعامل مع هُمُـــوم ومَطَـــــالب الدبلوماسية السودانية خاصةً في ملف الحريات الأربع.
يستحق المواطن السوداني أن تجرّد له السلطات المصرية كتائب التقصي عن أوضاعه الراهنة في القاهرة وبقية مُحافظات الكنانة، ويجدر بالدبلوماسية المصرية أن تتقدم خطوات في ما يلي تنفيذ تعهداتها للخرطوم أُسوةً بما يفعله السودان مع الإخوة المصريين.
ما يتم تداوله الآن من مُحاولات للتصعيد به جنوح كبير لإثارة ضارة وغير مُنتجة، فالبعد الاستراتيجي في العلاقات مع مصر يظل قائماً وان عبثت الأجندة التكتيكية والمرحلية بطبيعة العلاقات التي لا تحتمل مثل هذه الخلافات.
تابعنا كثيراً وفي حقب مُختلفة انتكاسة العلاقات السودانية المصرية، لكنها سرعان ما كانت تعود إلى طبيعتها، لن يصمت السودان إزاء الإساءة لرعاياه وستظل حلايب سُودانية ويبقى الحوار ووسائل التعبير الرسمية هي الطريق الأوحد لنيل الحُقوق ورَدّ المظالم، المُهم أن تكون هنالك إرادة مشتركة لإزالة العوائق وتطوير العلاقات لاستيعاب جُملة من المَخاطر المُستقبلية على وادي النيل بحكم تطورات الأوضاع في المنطقة. مازلنا حريصين على أن نسمع ونرى إجراءات وقرارات من القاهرة تؤكد أن حب السودانيين لمصر لم يكن (من طرف واحد)، انتهى زمن وضع ملف السودان في درج مدير المخابرات واعتباره جُزءاً من السياسة الداخلية المصرية، هذه الطريقة أضرت كثيراً بملف العلاقات الثنائية وأدخلتها نفق الأزمة المتطاولة، نتطلع الآن الى تعاون أساسه الندية والاحترام المُشترك والالتزام بالاتفاقيات المُبرمة وفي مُقدمتها (الحريات الأربع) إن كنا نحلم بشعب واحد في بلدين، أسوأ ما في السياسة إنّ جراحها المرتبطة بجوانب الإنسانية والكرامة لا تندمل سريعاً، نحتاج إرادة سياسية قوية في مصر تُخاطب الواقع الراهن بلغة الحرص المُشترك على شعب السودان، لابد من إدارة الأزمة بهدوء يقودنا إلى حُلول حقيقية، وإلا فإنّ العلاقات ستكون قريبة لـ (غرفة الإنعاش) تمرض وتنتكس وتصل مَشارف الموت وما أن تعود إليها الحياة حتى تنتكس مرة أخـــــرى.

محمد عبد القادر
رئيس تحرير صحيفة الرأي العام