التغيير: كسلا
كشفت جولة قامت بها ” التغيير الالكترونية” في عدد من القرى التي دمرتها السيول وفيضان نهر القاش بولاية كسلا حجم التردي الكبير في البيئة في ظل عدم وصول الفرق الطبية لتلك المناطق ما ادى الى ظهور العديد من الأمراض الوبائية وخاصة وسط الاطفال.
واشتكى مواطنون في قرى وارياف كسلا ممن تهدمت منازلهم بسبب السيول والفيضانات من الاهمال من قبل السلطات المسئولة في تقديم المساعدات لهم خاصة في المجال الطبي بعد تفشي أمراض وبائية مثل الإسهالات والملاريا
وقال محمد علي وهو احد الممرضين الذين يعملون في احدى المستشفيات الميدانية ” معظم الحالات التي أقوم بتشخيصها هي لاطفال مصابون بالإسهالات والحميات ويتردد علي في اليوم الواحد اكثر من سبعين شخصا”. وتابع يقول ” العلاجات التي تم جلبها لي قليلة جدا وهي لا تكفي للحالات التي تتردد علي واخشى من نفاذها سريعا“.
واضطرت الفيضانات مئات الأسر التي تقطن بالقرب من ضفاف القاش الى النزوح من قراهم، بعد أن دمرت تماما .
وقال احد أعيان منطقة مكلي ان السلطات المحلية وزعت نحو مائة مشمع فقط لنحو سكان اربع قرى متأثرة ويقطنها اكثر من الف أسرة ” كما ترى فإننا نعيش في هذا العراء والكثير من الاسر لم تجد لها مأوى بسبب عدم وجود الخيام الكافية والقليل من المشمعات وهنالك المئات من الاسر تأثرت بشكل كبير عندما هطلت الأمطار خلال اليومين الماضيين حيث اضطرت الى النوم تحت وابل الأمطار“.
وتخشى تلك الاسر من وصول مزيد من الفيضانات والسيول الى المناطق الجديدة التي لجأوا اليها في ظل استمرار هطول الأمطار الغزيرة وانهيار الكثير من السدود الترابية والتي اصابها التآكل بسبب طول عمرها.
في الأثناء ، أكد والي الولاية ادم جماع ان الاوضاع تحت السيطرة في كامل الولاية، ونفى تلقيه اي تقارير تفيد بوجود اي نوع من الأمراض والأوبئة. وقال خلال مخاطبته قافلة مساعدات قادمة من منطقة حلفا الجديدة لصالح السكان المنكوبين ان ولايته ليست في حاجة لاي مساعدات من جهات خارجية او داخلية. ورفض اعتبار ولايته منكوبة كما تنادي بعض منظمات المجتمع المدني.
ولاحظت ” التغيير الالكترونية” ان قافلة المساعدات قد توجهت الى مخازن الحكومة بدلا من توزيعها على المتضررين وسط مخاوف من ان يتم استغلال هذه المواد الغذائية والعينية في منافذ اخرى وبيعها في الاسواق كما حدث قبل سنوات في ذات الولاية والتي عادة ما تتضرر بشدة من السيول وفيضان نهر القاش.