السبت، 20 يونيو 2015

واشنطن: لا لسحب يوناميد من دارفور

القبعات الزرق باقية

قالت الولايات المتحدة إن الوقت لم يحن بعد لسحب قوات حفظ السلام الدولية "يوناميد" من إقليم دارفور المضطرب في السودان.

التصريح الأميركي هذا جاء على لسان مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، الجمعة، سامانثا باور، التي قالت في بيان أيضاً  إن "الإشارات من اجتماع اليوم واضحة.. الآن ليس وقت التخلي عن دارفور.. الآن ليس وقت سحب قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام.. والآن ليس وقت التخلي عن شعب دارفور".
وقالت باور "يتعين على الدول الأعضاء التي لها تأثير على الخرطوم استغلال هذا التأثير وحث الحكومة على السماح بزيادة إمكانية وصول موظفي الإغاثة الإنسانية والسماح ليوناميد بمباشرة تفويضها بحماية المدنيين".
ودعت باور إلى فرض تطبيق عقوبات الأمم المتحدة وحظر السلاح وإلى "حل سياسي شامل يبدأ بتفاوض على وقف حقيقي للعمليات العسكرية"، مضيفة أنه يتعين على المجلس أن يوضح أنه لن يفكر في أي سحب أو إنهاء لعمل يوناميد قبل الأوان.
وأوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون بأن يتحرك المجلس هذا الشهر لتمديد تفويض يوناميد لعام آخر قائلاً إن أي سحب للقوات لا بد وأن يعتمد على قدرة الحكومة والجماعات المسلحة على تحقيق تقدم بشأن السلام.
وكانت الخرطوم دعت إلى انسحاب القوة المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي من تلك المنطقة النائية بغرب السودان.
ولم تحضر الصين وروسيا، وهما أكثر دولتين لهما تأثير على الخرطوم، اجتماع الجمعة الذي وصفه عدة دبلوماسيين بمجلس الأمن بأنه كان محبطاً.
القدس العربي

حزب «التحرير والعدالة» الدارفوري يصر على تجميد مشاركته في الحكومة السودانية الجديدة

التجاني السيسي : زعيم حزب التحرير والعدالة

الخرطوم ـ «القدس العربي»:

الإعتراضات التي أبدتها بعض الأحزاب المشاركة في الحكومة السودانية عقب الإنتخابات الأخيرة كانت «نظرية»، لكن حزب التحرير والعدالة الذي يدير السلطلة الإقليمية لدارفور، قرر «عمليا» تجميد مشاركة الحزب في الحكومة الجديدة.
ورغم عدم وجوده في ميادين القتل في دارفور ،وقّع حزب التيجاني السيسي على وثيقة جعلته شريكا لحزب المؤتمر الوطني الحاكم وأثار هذا الحدث حفيظة الكثيرين واعتبره مراقبون ضجة إعلامية لحكومة الخرطوم، وفي السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2013م شهدت مدينة نيالا، عاصمة و لاية جنوب دارفور، بداية أعمال مجلس السلطة الإقليمية لكل ولايات الاقليم والذي تم تشكيله بقرار رئاسي.
أحمد فضل القيادي في حزب التحرير والعدالة قال معبرا عن موقفهم الأخيرإنهم متمسمكون بفض الشراكة وسحب جميع وزرائهم من حكومات ولايات دارفور والحكومة الاتحادية في الخرطوم،مشيرا إلى ان هذا القرار استرتيجي وغير تكتيكي
وأعلن صراحة أن السبب في ذلك هو نقض المؤتمر الوطني لإتفاقه معهم بخصوص حصتهم في الحكومة.
وقال المتحدث باسم التحرير والعدالة إن عددا من الأفراد داخل المؤتمر الوطني لا يريدون الاستمرار في الشراكة بين الحزبين رغم أن حزب التحرير والعدالة القومي لعب دورا كبيرا في أنجاح العملية الانتخابية والمحافظة علي الشراكة السياسية على حد تعبيره. 
وفي الجانب الآخر ،أوضح حزب البشير أن قرار إنسحاب السيسي من الحكومة لم يصلهم بشكل رسمي، لكنهم ملتزمون بالجلوس معهم والتحاور للوصول لحلول مرضية لكل الأطراف.
وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني في تصريحات صحافية إن ما تحصل عليه حزب التحرير والعدالة من وزارات جاء وفقا لمعايير وأسس علمية قام الوطني بتطبيقها.
المؤتمر الوطني كان قد أعلن- قبيل إعلان نتيجة الإنتخابات- على لسان البروفيسور ابراهيم غندور نائب رئيس الحزب سابقا أن المستقبل سيشهد تكوين حكومة شراكة مع القوى السياسية التى خاضت الانتخابات وترغب فى الشراكة، مؤكدا إن هذا هو ما تم الإتفاق عليه مع شركائهم فى الحكومة قبل الانتخابات وأضاف أن الفيصل سيكون هو حجم هذه الاحزاب فى الانتخابات الاخيرة وما يفضى اليه الحوار بينهم وبينها.
ويبدو ان هذه المشكلة ستواجه الحزب الحاكم كثيرا، خاصة بعد تململ العديد من الأحزاب الأخرى ووصفها لحصصها في الحكومة بغير المناسبة مع أحجامها.
بعض المراقبين وصفوا الخطوة الأخيرة للتيجاني السيسي بأنها استباقية ومحاولة لدعم اتجاه تمديد فترة السلطة الإقليمية التي سوف تنتهي في الشهر المقبل.
وكان حزب التحرير والعدالة القومي قد أعلن عن اتجاه لتمديد أجل السلطة الإقليمية لولايات دارفور،مع أعادة هيكلتها، لكن يبدو أن هنالك اتجاه في الحكومة لعدم التجديد للسلطة الإقليمية ،خاصة وأن هذا الوضع أعاق كسب حركات مسلحة كثيرة ودخولها في عملية السلام ،حيث تصر السلطة الإقليمية لدارفور أن يكون أي اتفاق تحت وثيقة الدوحة وهذا ما ترفضه معظم الحركات التي التي جنحت للسلام في الفترة الأخيرة.
السلطلة الإقليمية لدرافور قدمت ثلاثة خيارات لإعادة الهيكلة، وهي إعادة هيكلة السلطة من جديد أو إضافة بعض التعديلات أو الإبقاء على السلطة بشكلها الحالي، لكن المؤتمر الوطني تجاهل هذا الموضوع الأمر الذي يعزز خيار الوصول إلى نهاية الفترة المحددة دون تمديد.
أقل من شهر يحدد مستقبل الشراكة بين حزب المؤتمر الوطني والسلطة الإقليمية، حيث تكتكل في الرابع عشر من أيلول يوليو القادم مدة السنوات الأربع المنصوص عليها في وثيقة الدوحة للسلام الموقعة 2011م بين الحكومة السودانية وبعض الحركات الدارفورية.
لكن عمل السلطة مربوط بأمر آخر هواستكمال المشروعات التنموية والخدمية بولايات دارفور،حسب الجدول الزمني والتنسيق مع دولة قطر الداعم الأكبر لوثيقة الدوحة وهنالك مسألة تحديد الوضع الإداري للإقليم والعديد من الموضوعات المعلّقة.


صلاح الدين مصطفى

المغرب يطلق خدمة هاتفية لضبط المرتشين

عبد الإله بنكيران : رئيس الحكومة
في سابقة من نوعها في المغرب، وفي خطوة تشير إلى جدية كبيرة من قبل الحكومة المغربية في محاربة الفساد ومحاصرة الرشوة، قررت وزارة العدل إطلاق خدمة هاتفية جديدة أطلقت عليها "الرقم الأخضر"، الذي يتيح للمواطنين التبليغ عن المرتشين بسرعة من أجل ضبط الجناة في حالة تلبس. وتفاصيل الخدمة الجديدة، أعلن عنها وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، أول أمس الخميس بالرباط، خلال مؤتمر صحافي، حيث ظهر أن الوزارة كلفت قضاة بتلقي مكالمات المبلغين، الذين يفترض فيهم الإخبار عن موضوع عملية الرشوة وهوية المبلغ عنهم، ومكان وزمان تسليم مبلغ الرشوة، حتى يتأتى بعد ذلك ضبط الجناة في حالة تلبس. وأوضح وزير العدل خلال الندوة الصحافية أن الوزارة ملزمة بحماية المبلغين عن الرشوة، وذلك باحترام شروط وضوابط معينة، مؤكداً أن "الرقم الأخضر" يمثل أداة فعالة كي يساهم المواطنون في محاربة الرشوة، حيث يرى أنه لا يمكن محاصرة هذه الظاهرة دون مشاركة المواطنين. وارتأت وزارة العدل إطلاق حملة تواصلية من أجل إخبار المواطنين بالرقم الهاتفي الأخضر، حيث ستبث وصلات إشهارية عبر الإذاعات والتلفزيونات المحلية، كما ستوزع مطويات بالمحاكم، حيث يراد من ذلك التعريف بالرقم وشرح الهدف منه وطريق الاتصال به. " الرشوة تكلف المغرب خسائر تصل إلى 2% من الناتج الإجمالي المحلي، الذي يقدر بـ 105 مليارات دولار" وتعود فكرة الرقم الأخضر إلى بداية العام الماضي، حيث كان الوزير كشف عن نية الوزارة إطلاق الرقم الأخضر من أجل التبليغ عن المرتشين، مؤكدا أنه ستتم حماية المبلغين الذي يبادرون إلى فضح من يتعاطون أفعال الرشوة. ويتبوأ المغرب، حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية، المركز 80 بين 175 بلداً في مؤشر الشفافية للعام الماضي. وهذا ما دفع فرع مؤسسة "الشفافية الدولية" بالمغرب إلى دعوة الحكومة إلى تبني سياسة فعالة لمحاربة الرشوة، بعيداً عن المزايدات السياسية. وتعتقد الحكومة المغربية أن الرشوة تكلف المغرب خسائر تصل إلى 2% من الناتج الإجمالي المحلي، الذي يقدر بـ 105 مليارات دولار. وتوجد الرشوة، كما كشف عن ذلك استطلاع للرأي الذي أنجزته مؤسسة طارق بن زياد ومعهد أفرتي، في قلب انشغالات المغرب. ويبدو أن الحكومة التي يرأسها حزب العدالة والتنمية الإسلامي بالمغرب، تسعى إلى الانكباب على وضع الآليات التي تساهم في محاربة الفساد، كما التزمت بذلك قبل ثلاث سنوات ونصف. ومنذ توليها الحكم في المغرب فقد كشفت عن نواياها لوضع خطة شاملة لمحاربة الرشوة. وجرى إعداد الخطة التي أشرفت عليها وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة في المغرب، على مدى عامين، بتعاون مع المنظمات غير الحكومية التي تهتم بمحاربة الرشوة والمحكمة المالية للدولة، الممثلة في المجلس الأعلى للحسابات. وما فتئت المنظمات غير الحكومية تنتقد الحكومة لتأخرها في تنفيذ ما التزمت به من محاربة للفساد، حيث جعلت الحكومة محاربة الفساد في قلب برنامجها الذي عرضته أمام البرلمان، غير أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، دأب على التأكيد على صعوبة محاربة الفساد. المغرب-يطلق-خدمة-هاتفية-لضبط-المرتشين
العربي الجديد

هل تتحول "طالبان" إلى ذراع إيرانية؟

خامنئي ورئيس أفغانستان أشرف غني في طهران (19إبريل/2015/الأناضول 

 محمود الريماوي*
يجد النهج الإيراني التوسعي له أرضا جديدة/ قديمة في أفغانستان. توالت تقارير، في الأسبوعين الماضيين، عن دعم مالي وتدريب عسكري، تقوم به طهران لقوات حركة طالبان. وبينما تسعى دول في الإقليم إلى حل سياسي، يوقف الاستنزاف الذي مضى عليه أكثر من ثلاثة عقود في أفغانستان، فإن إيران تستثمر في السلاح والمسلحين. تقيم علاقات مع الدولة في كابول، وتساند المناهضين للدولة هناك. وكما سبق لها أن عملت في بيئات ومجتمعات فقيرة في السودان واليمن وموريتانيا، فإن الفقر الأفغاني المدقع يبدو بيئة طيبة ومواتية لبسط النفوذ. الاستعدادات الأميركية للانسحاب من هذا البلد بحلول نهاية عام 2016، مع الإبقاء على 5500 جندي أميركي فقط مع نهاية العام الجاري 2015 هو دافع أقوى للتدخل الإيراني، فإما أن تكون هناك ذراع مطواعة لإيران عبر "طالبان" مع إعادة تأهيلها وربطها عضويا بالحرس الثوري، ومن قد يتحالف مع "طالبان" من قوى سياسية في أجهزة الدولة وخارجها، وإما أن يستمر الاحتراب الأهلي إلى ما لا نهاية، برعاية إيرانية حثيثة. 
استند تقرير الصحيفة الأميركية، وول ستريت جورنال، الذي أثار هذه الضجة، ونشر الأسبوع الماضي، إلى مقابلة مع قيادي في طالبان (عرف نفسه بعبدالله)، تحدث فيه عن رواتب ثابتة، يتلقاها قادة في الحركة هو منهم. وقد أشار إلى راتبه 580 دولاراً. ترحب الحركة المحاصرة، بالطبع، بهذا الدعم، وتُمنّي النفس بالعودة إلى السلطة التي خسرتها قبل 13 عاماً. في التقرير، قال مسؤولون أمنيون أفغان إن أدلة واضحة توفرت لهم بحلول خريف 2013 أن إيران تدرب مقاتلي "طالبان" داخل أراضيها. وبحسب مسؤولين أفغان، وعبد الله القائد العسكري في "طالبان"، فإن طهران تدير أربعة معسكرات تدريب على الأقل في طهران ومشهد وزاهدان وإقليم كرمان.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول أفغاني رفيع قوله: "في البداية، كانت إيران تدعم طالبان ماليًا، لكنها الآن تدربهم وتسلحهم أيضًا. ويعيد هذا المسؤول الدعم الذي تتلقاه طالبان من طهران إلى عام 2013، مع استقبال طهران وفداً من طالبان، للمشاركة في مؤتمر إسلامي.
والمؤتمرات الإسلامية "التي تجمع أبناء الأمة الإسلامية في طهران" هي أفضل غطاء لنسج العلاقات وشراء ولاء مليشيات، أو إنشاء جماعات مسلحة موالية.
وتستند الضجة التي ثارت في الكونغرس الأميركي، بهذا الخصوص، إلى توجه الإدارة الأميركية إلى رفع بعض العقوبات المالية على طهران، بموجب الاتفاق النووي الإيراني الغربي، بما يمكن طهران من استخدام جزء من هذه الأموال لدعم مليشيات "طالبان" هذه المرة، وبما يمكّن طهران من وراثة الوجود الأميركي في هذا البلد، أو منع أي حكومة في كابول من الاستقرار، إن لم تعمل وفق أجندة إيرانية.
تتحدث طهران عن دعمها حكومة كابول، وقد عبّر عن ذلك وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، في زيارة له إلى كابول في 20 يناير/كانون الثاني من هذا العام، وعن وقوف حكومة بلاده مع أفغانستان لإعادة الإعمار وإقرار الأمن ومكافحة التطرف. ولم ينس الوزير ظريف الحديث عن وجود الأجانب (التحالف الغربي)، حيث لم تتحسن مع وجوده الأوضاع في أفغانستان، وهي المفردات نفسها التي تستخدمها الدبلوماسية الإيرانية في الحديث عن دور غير مستحب لأجانب في العراق، وباحتساب أن إيران ليست أجنبية بالنسبة لأفغانستان والعراق!
في هذه الأثناء، توارت أنباء عن زيارة قام بها وفد من "طالبان" ضم 11 قيادياً، إلى طهران يوم السابع من يونيو/حزيران الجاري، بغية فتح ممثلية للحركة في العاصمة الإيرانية، وهو ما رحب به المسؤولون الإيرانيون، وفي مقدمتهم الوزير ظريف، علماً أن لحركة طالبان مكتبا في مدينة مشهد، يعود افتتاحه إلى أوائل العام الماضي 2014 (الشرق الأوسط اللندنية، 14 يونيو/حزيران 2015).

طويت الخلافات "العقائدية/ المذهبية" بين "طالبان" وإيران، والتي تعود إلى العقدين الأخيرين من القرن الماضي، فالحركة الأصولية المحاصرة مالياً وتسليحياً وإعلامياً، وذات الارتباط بتنظيم القاعدة، تجد في الدعم الإيراني أفضل رافد لها، لمواصلة الحرب في الداخل على حكومة كابول التي تدعمها طهران دبلوماسياً! على طريقة الدعم الإيراني للحكومة اللبنانية، مع تقوية طهران شوكة حزب الله، ومنازعته الحكومة على الولاية والسيادة. أما في أفغانستان، فيسهل على طهران استخدام "طالبان" ورقة ضغط قوية على حكومة كابول، من أجل أن تمتثل الأخيرة لأجندة إيرانية، وتتساوق معها. انشغال أميركا بالوضع الملتهب في دول الشرق الأوسط، وفي أوكرانيا، وتركيزها على مكافحة داعش فحسب، وعلى السعي إلى إنجاح المفاوضات النووية مع طهران، وعلى تأمين الانسحاب المتدرج من أفغانستان. يحدّ ذلك كله من الاهتمام بإمكانية تحول "طالبان" شيئاً فشيئاً إلى ذراع إيرانية مع زيادة الاعتماد على المال والتسليح الإيراني، علما أن "طالبان" تخوض حربها على حكومة كابول، وعلى القوات الأميركية معاً.
وتجد طهران، إلى ما تقدم، في وجود لاجئين أفغان على أراضيها (1.4مليون لاجئ) فرصة للاستثمار، بل الاتجار السياسي والعسكري، باستغلال بؤس هؤلاء، لتجنيد بعضهم وإرسالهم إلى سورية، وببناء كتلة بشرية أفغانية موالية لطهران ومتواصلة مع "طالبان". وقد احتجت كابول رسميا على إرسال إيران مواطنين أفغان إلى سورية، عبر احتجاج وزارة المهاجرين والعائدين الأفغانية التي قالت، باسم متحدثها، إسلام الدين جرأت، "لا يحق لأي دولة استغلال معاناة اللاجئين الأفغان على أراضيها، واستخدامهم لتنفيذ أجندتها". وذلك وفقاً لصحيفة "اطلاعات روز" الأفغانية، لكن طهران لا تعبأ بمثل هذه الاحتجاجات، فهي" تتحدى أميركا العظمى"، ولن تتوقف عند احتجاجات حكومة بلد فقير وهامشي، مثل أفغانستان.
للولايات المتحدة أن تنسحب من أفغانستان، وأن تواصل إدارة باراك أوباما نهجها الحمائمي على المسرح الدولي، شريطة أن لا يرث بلد آخر أفغانستان، ويتعهد هذا البلد، وهو إيران باستمرار الحرب الأهلية الطاحنة فيه، وحتى لا تتكرر سابقة الحوثيين في اليمن لدى الشقيق الفقير في أفغانستان.
كاتب، معلق سياسي، قاص وروائي أردني/ فلسطيني. عمل في الصحافة منذ أواخر الستينيات، في صحف لبنانية وكويتية وأردنية كاتباً ومحرراً ورئيس تحرير. صدرت له 13 مجموعة قصصية وروايتان وكتابا نصوص. كاتب متفرغ ويدير الصحيفة الثقافية الالكترونية " قاب قوسين". 

تحد صعب لتأهيل أطفال الشوارع بالسودان


يقدر المجلس القومي لرعاية الطفولة في السودان عدد الأطفال المشردين في ولاية الخرطوم وحدها بنحو 3000 طفل، بينما تشكو مراكز التأهيل الخاصة بهم على قلتها شحا في الإمكانيات وضعف التمويل.
ويعاني هؤلاء الأطفال وضعا بالغ التعقيد، فالشارع هو مأواهم الوحيد، وبقايا الطعام هي الوجبة الوحيدة الممكنة لهم.
ويتطلع هؤلاء إلى ما يسد رمقهم ويضمن استمرار حياتهم التي رسمت بعض تفاصيلها عوامل عدة، منها الفقر والنزوح والتفكك الأسرى.
ويقول مدير إدارة الحماية والتشريعات بمجلس الطفولة السوداني فتح الرحمن محمد بابكر إن الأطفال المشردين عرضة لانحراف سلوكي كبير، وأحيانا يستغلون في السرقات وجرائم المخدرات، إذا لم يجدوا جهة ترعاهم.
يأتي ذلك في حين لا يوجد سوى ثلاثة مراكز تعمل في السودان لإعادة تأهيل الأطفال المشردين، وتشكو مع ذلك من ضعف الدعم من المنظمات الدولية.
غير أن جهات عدة تسعى بما لديها من قوة لفتح الطريق أمام تأهيل هؤلاء الأطفال وإعادة تأهيلهم من خلال رعاية نفسانية واجتماعية وتربوية متخصصة، تهدف إلى دمجهم في المجتمع.
ويقول مدير مركز تدريب وتأهيل الأطفال فاقدي الرعاية محمد عوض إن "الهدف الإستراتيجي الذي نعمل له هو أنه وعقب تأهيل هؤلاء الأطفال نفسيا واجتماعيا وحرفيا هو عودتهم لأسرهم ضمن برنامج للم الشمل".
المصدر : الجزيرة

القبلية.. جاهلية عهد "الإنقاذ"

ياسر مجوب الحسين

"داحس والغبراء" جاهلية العرب، قصة جديدة تدور رحاها في القرن الحادي والعشرين بين قبيلتين في ولاية شرق دارفور المضرجة بجراح الاقتتال.

مئات القتلى والجرحى في آخر معارك القبيلتين (الرزيقات والمعاليا) الشهر الماضي.. معركة استخدمت فيها أسلحة ثقيلة متنوعة مثل صواريخ الكاتيوشا وقذائف "آر بي جاي".. كانت معركة كاملة الدسم لم ينقصها على ما يبدو إلا استخدام الطائرات.

دارت تلكُم المعركة المشهودة، رغم زعم الحكومة المركزية أنها كانت ترصد تحركات ومناوشات القبيلتين، وأعدت قوة جرارة للفصل بينهما قبل أن تتحول ديارهما إلى ديار خراب، وحوض يباب.

العبث السياسي في الشأن القبلي حول أبناء القبائل الوادعة إلى شيع يذيق بعضهم بأس بعض، فقد خلف الصراع الدائر بين القبيلتين حتى اليوم أكثر من ستمئة قتيل بالإضافة إلى إصابة نحو تسعمئة جريح بين الطرفين، فضلا عن نزوح أكثر من 55 ألف نسمة.

"العبث السياسي في الشأن القبلي حوَّل أبناء القبائل الوادعة إلى شيع يذيق بعضهم بأس بعض، فقد خلف الصراع الدائر بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا أكثر من ستمئة قتيل بالإضافة إلى إصابة نحو تسعمئة جريح بين الطرفين، فضلا عن نزوح أكثر من 55 ألف نسمة"

من عجائب تطورات صراع القبيلتين أن أصدرت مجموعة من أبناء إحداهما منشورا تم توزيعه في الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور موطن الصراع، يعلن تهجير جميع أبناء القبيلة الأخرى المقيمين بالمدينة على أساس انتقائي عنصري وعرقي، وهدد المنشور بقتل كل أبناء القبيلة الأخرى الذين لا يغادرون المدينة (الضعين) بعد 24 ساعة كمهلة. 

وفي ظل ممارسة الحكومة المركزية لدور المتفرج، أعلنت إحدى القبيلتين من جانبها في وقت سابق سحب جميع أبنائها من حكومة ولاية شرق دارفور في السلطة التنفيذية والبرلمان المحلي، وأعلنت انفصالها سياسيا وإداريا واجتماعيا، وأصبحت في وضع أشبه بالعصيان المدني.


وقال أعيان تلك القبيلة حينها إنهم توصلوا إلى استحالة التعايش مع الآخرين في إشارة واضحة لشركائهم في الولاية من القبيلة الأخرى، وتم تقديم رؤية من جانبهم خلصت إلى وجود ثلاثة خيارات أمام الحكومة، هي: إيجاد وضع إداري خاص لثلاث مناطق تتواجد فيها تلك القبيلة تحت رئاسة الجمهورية مباشرة في وضع أشبه بمنطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، أما الخيار الثاني فيتمثل في إنشاء ولاية جديدة باسم شمال شرق دارفور، والثالث هو ضم منطقة تلك القبيلة لولاية شمال دارفور.


القبيلة وفيروس السياسة
يشير مصطلح "القبيلة" إلى كيان اجتماعي حامل للقيم ورابط بين الجماعة يوفر لها الحماية والمصالح.. أما مصطلح "القبلية" فهو ينطوي على عصبية، حيث يصبح مدلول هُوية، ليعطي عضو القبيلة إحساسا وإدراكا بأنها تشكل له هُوية تطغى على الهُويات الأخرى بما فيها الهُوية الوطنية. فتغدو نزعة، بل تشكل لأعضائها تصورا بوجود حدود اجتماعية وحدتها الأساسية القبيلة.

وتجتمع القبيلة على قلب رجل واحد للوقوف في وجه خطر يهددها، تدفعها إلى ذلك غريزة البقاء، أو السعي للمحافظة على وضعها في مواجهة القبائل والجماعات الأخرى. وتكون القبيلة أكثر حساسية حينما تكون أقلية في مجتمع تسيطر عليه قبائل أخرى.
وإن كانت التضاريس الطبيعية عاملا مساعدا في إقامة الحدود بين القبائل، وبالتالي ضعف التواصل بينها الأمر الذي يخلق بيئة مواتية لأسباب النزاع ومن ثم الصراع، بيد أن قبائل السودان لم تكن تعاني من هذه السلبية، إذ إن المنطقة الواقعة بين أسوان شمالا والنيل الأبيض جنوبا، وبين البحر الأحمر شرقا ودولة تشاد غربا ظلت متصلة اتصالا قويا ببعضها البعض، وأدى ذلك إلى عمق التواصل والصلات بين كل سكان السودان، وبرزت مظاهر تلك الصلات الوثيقة والتي دامت آلاف السنين في الجذور والقواسم المشتركة بين كل قبائل السودان الحالي.

لكن الصراع هو القانون الطبيعي الذي يحكم الحياة، والقبائل والتجمعات البشرية على مر التاريخ ظلت تعيش صراعات حول الأرض والماء والكلأ، ولذا فإن مفهوم الصراع يشمل وضعا اجتماعيا، يحاول فيه طرفان على الأقل، الحصول على مجموعة من نفس الموارد المادية أو المعنوية، وفي نفس اللحظة، أو تحقيق أهداف ومصالح متناقضة في لحظة واحدة. وتكون هذه الموارد أو الأهداف غير كافية لإشباع نهم هذه الأطراف.

ولسوء الحظ فقد أخذ الصراع القبلي في السودان يرتبط ببنية الدولة ونظامها السياسي، وبالضرورة بخطابها السياسي. فتحول النزاع الاجتماعي إلى صراع مسلح. ويبقى النزاع ظاهرة قابلة للتطور وصولا إلى حالة الصراع (النزاع المسلح) بفعل الخطل السياسي، إذ يغدو ظاهرة ومعضلة تتجاوز طبيعة النزاع القبلي التقليدي، الذي يتم احتواؤه عادة بالأعراف القبلية وما يعرف في السودان بنظام الإدارة الأهلية. 

لقد عملت التدخلات السياسية على تسييس القبيلة، مما أحدث استقطابا سياسيا وتوظيفا للصراع القبلي في اتجاهات عديدة، وأيقظت عودة الجهوية ما كان نائما من فتنة الصراع القبلي الدامي في أرجاء عديدة من البلاد، فكانت على سبيل المثال بدعة مجلس شورى القبيلة، فنشط الإحساس القبلي لدى الأجيال الجديدة غير التقليدية، ولم تعد مؤسسة القبيلة التقليدية صاحبة النفوذ الواقعي موجودة.

"يشير مصطلح "القبيلة" إلى كيان اجتماعي حامل للقيم ورابط بين الجماعة يوفر لها الحماية والمصالح، أما مصطلح "القبلية" فينطوي على عصبية، حيث يصبح مدلول هُوية، ليعطي عضو القبيلة إحساسا وإدراكا بأنها تشكل له هُوية تطغى على الهُويات الأخرى "

فهو إذن إحساس قبلي تتولى كبره مؤسسة حديثة وليست تقليدية، مؤسسة من غير أعراف وتقاليد مركوزة تضبط سلوك الأفراد والجماعات مع بعضها البعض من ناحية ومع القيادات من الناحية الأخرى. 

وبالتالي أصبحت القبيلة لا هي منظمة جديدة بقواعد حديثة، ولا هي تقليدية، بتقاليدها التليدة. ومن الطبيعي أن تغيب عنها مميزات الطرفين، إحساس من غير ولاء لا يمكن أن ينضبط بقواعد قد لا يكون مقتنعا بها. والنتيجة المركبة فوضى في النشاط السياسي المليء بالأحزاب السياسية القبلية وبالقبائل الحزبية. فالتدخل السياسي أدى إلى إضعاف "ميكانيزمات" المجتمع فانهارت عناصر الضبط الاجتماعي. وكل ذلك يحدث في ظل مناخ سياسي مضطرب ينتشر فيه السلاح بشكل فوضوي. 

وبغياب الحكم الرشيد، أصبحت انتخابات المحليات على سبيل المثال -وهي وحدات إدارية صغيرة داخل الولاية- تتم على أساس قبلي، وأصبح محرما على أفراد القبائل الأخرى الفوز في مجال القبيلة صاحبة الغلبة العددية على الأرض، بل وصل الاستقطاب القبلي لدرجة تقسيم وظائف الحكومة المحلية من مديرين للمؤسسات والشركات الحكومية، بل حتى توزيع حصص المواد الغذائية على التجار تراعى فيه القبلية.

ونتيجة لذلك تسللت القبيلة إلى مؤسسات الدولة وأصبح الأداء أداء القبيلة لأفرادها لا أداء الموظف العام لعموم المواطنين. وبالتالي ستكون النتيجة ترسيخا للإحساس القبلي بدلا من تنمية الإحساس القومي، وتبعا لذلك يزداد ابتعاد أفراد القبيلة عن تلك، فينمو الإحساس بالظلم وعدم العدالة وعدم المساواة.

أما في حالة الجيش فإن الأمر يكون كارثيا، وإن لم يبد حتى الآن شيء للعيان من تمكن فيروس القبلية في هذه المؤسسة الخطيرة، إلا أن الحكومة عملت على تهميشها بل أذلت كبرياءها عندما بدأت تعتمد على ما أسمته بقوات الدعم السريع، وهي مليشيات الجنجويد القبلية ذات السمعة السيئة، لتقوم بمهام واختصاصات الجيش.

التنظيمات القبلية والجهوية
بدأت ظاهرة التنظيمات القبلية والجهوية -مثل مؤتمر البجا في شرق السودان، واتحاد عام جبال النوبة، وجبهة نهضة دارفور- في حقب سابقة لنظام الرئيس عمر البشير، وذلك بعد ما عرف بثورة أكتوبر/تشرين الأول 1964، وخاض بعضها انتخابات 1965. وأدت المتغيرات السياسية المختلفة بعد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى ظهور كيانات جديدة توجت بمسمى جبهة الشرق. 

وبنت هذه التنظيمات خطابها السياسي على المطالب التنموية ذات العلاقة بنطاقها الجغرافي، على سبيل المثال ركز مؤتمر البجا في ميثاقه في نهاية خمسينيات القرن الماضي على ضرورة استغلال ثروات شرق السودان المعدنية بالتصنيع، وتطبيق الحكم اللامركزي، وإقامة المستشفيات وإقامة السدود والآبار الجوفية، وأن كل مهن شرق السودان حق مكتسب لقبائل البجا، والمطالبة ببقاء معلمي البجا في شرق السودان، فضلا عن مطالب المشاركة في السلطة المركزية.

التطور الأسوأ في عهد النظام الحالي، ظهور حركات تمرد مسلحة في كل من دارفور وشرق السودان، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق. ولم تعلن نفسها أحزابا وكان ذلك أهون، لكنها أعلنت تمردا مسلحا يدعو إلى إلغاء التهميش في الفضاءات الجهوية، وكان واضحا للعيان أن قيادة تلك الحركات ذات طابع قبلي سواء في غرب السودان أو شرقه. حيث تحول الصراع السياسي إلى صراع مركب: صراع سياسي قبلي قد لا تكون القبيلة فيه حاضرة بتقاليدها الشهيرة، ولكن بقياداتها العليا، وإن أسمت نفسها حركات تحرير. 

وأصبح لمؤتمر البجا معسكرات للتدريب في إريتريا بعد استقلالها من إثيوبيا في 1993. وعندما بدأت العمليات العسكرية للتمرد في شرق السودان، كانت قوات مؤتمر البجا مشاركة مع القوات المعارضة الأخرى التي توغلت داخل السودان ما بين عامي 2000 و2002. إلا أنه في 2007 توصل الطرفان -الحكومة ومتمردو الشرق- إلى اتفاقية سلام على أساس قبلي وجهوي، وفي ذات العام بدأ تطبيق البروتوكولات الثلاثة: الأمنية، وقسمة الثروة، والسلطة. وبذلك دخلت قيادات جبهة الشرق في الحكومة الاتحادية وولايات الشرق، وأصبح رئيس الجبهة مساعدا لرئيس الجمهورية.

"التساؤل الملح: كيف لحكومة منوط بها إيجاد الأمن للناس، أن تسمح بوجود السلاح الثقيل الذي لا تمتلكه إلا الجيوش، في أيدي القبائل؟ وكيف يتسنى لحكم ضعيف إدارة دولة بها تنوع ثقافي وعرقي ومناخي جعله يحتضن معظم المجموعات العرقية الموجودة في أفريقيا"

اليوم وفي دارفور تتفجر الخلافات باستمرار بين قادة فصائل دارفور على أساس قبلي، فقادة السلطة الإقليمية لدارفور انفجرت خلافات حادة بينهم قبل بضعة أشهر، خاصة بين رئيس حركة التحرير والعدالة التيجاني سيسي (رئيس السلطة الإقليمية لدارفور) وأمينها العام بحر إدريس أبوقردة (وزير الصحة) وهي الحركة الرئيسة من بين الحركات الموقعة على اتفاقية الدوحة لسلام دارفور. 

القياديان تبادلا عنفا لفظيا واتخذ كل منهما قرارا بإقالة الآخر في خطوة عبثية محيرة. ولم يكن الخلاف على مسألة تنظيمية بل في إطار صراع النفوذ القبلي القائم في دارفور، فأبو قردة يمثل قبيلة بعينها في السلطة الإقليمية، بينما يمثل سيسي قبيلة أخرى.

الدولة والغياب المرير
النتيجة العاصفة أن السودان أصبح دولة تفتقر إلى سلطة وطنية تحقق التوافق الوطني وتبسط هيبة الدولة وبالضرورة توفر حقوق وأمن مكوناتها القبلية المختلفة. ولن يتحقق السلام الاجتماعي ما لم تحسن الدولة إدارة التعدد العرقي والديني بما يزيل البغض والعداء بين أفراد المجتمع. ولا يتحقق السلام والأمن بعقد اتفاقات يعود ريعها لأمراء الحرب. والتعددية بأشكالها عرفتها المجتمعات البشرية منذ زمن بعيد، وهي قيمة ومصدر قوة إن تمكن السياسيون من إدارتها إدارة سليمة.

ويمثل الاحتكام إلى القانون أحد أهم عوامل تحقيق المساواة والعدالة في العلاقات بين الأفراد والجماعات، ويتمثل حكم القانون في أن الأفراد متساوون أمام القانون بصرف النظر عن الاختلاف في اللون أو الجنس أو الدين أو العرق. 

والدولة الغائبة التي تمسك بتلابيبها القبلية، تفشل في تكوين المؤسسات الرسمية والشعبية، وتعجز عن إيجاد صيغة توافقية بين القوى الاجتماعية والسياسية لتنمية الولاء القومي على حساب الولاء الجزئي والقبلي في سياسات تعليمية وإعلامية متفق عليها، وفي التوافق على قيود فاعلة للحيلولة دون نفوذ القبيلة في مؤسسات الدولة.

التساؤل الملح: كيف لحكومة منوط بها إيجاد الأمن للناس، أن تسمح بوجود السلاح الثقيل الذي لا تمتلكه إلا الجيوش، في أيدي القبائل مهما كانت الظروف، ومهما كانت المبررات؟ وكيف يتسنى لحكم ضعيف إدارة دولة بها تنوع ثقافي وعرقي ومناخي جعله يحتضن معظم المجموعات العرقية الموجودة في قارة أفريقيا، فهو يضم 518 مجموعة قبلية تتحدث بأكثر من 119 لغة؟
المصدر : الجزيرة

مندوب أمريكا في الأمم المتحدة : الوقت غير مناسب لسحب قوات حفظ السّلام من دارفور

سامانثا باور سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة


الأمم المتحدة (رويترز)

 قالت سامانثا باور سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة يوم الجمعة إن الآن ليس وقت سحب قوات حفظ السلام الدولية من اقليم دارفور السوداني حيث تزايدت حدة العنف واضطر عشرات الآلاف للتخلي عن منازلهم.
ودعت الخرطوم إلى انسحاب القوة المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي من تلك المنطقة النائية بغرب السودان .واستهدفت جماعات مسلحة تلك القوة المعروفة باسم يوناميد في الوقت الذي اتهمتها فيه الحكومات الغربية بعدم بذل ما يكفي لحماية المدنيين.
وكان تفاقم إراقة الدماء في دارفور وأسلوب المواجهة الذي تنتهجه حكومة الخرطوم محل تركيز اجتماع مغلق غير رسمي لمجلس الأمن الدولي . وتحدث عبد الرحمن قاسم وهو محام من السودان وحواء عبدالله محمد صالح وهي ناشطة من دارفور في الاجتماع.
وقال الاثنان للصحفيين في وقت لاحق إنهما ناشدا أعضاء مجلس الأمن الدولي اتخاذ خطوة أكثر جرأة لوقف إراقة الدماء وحماية سكان دارفور.
وقالت باور في بيان إن"الاشارات من اجتماع اليوم واضحة..الآن ليس وقت التخلي عن دارفور.
"الآن ليس وقت سحب قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام والآن ليس وقت التخلي عن شعب دارفور."
وقالت باور "يتعين على الدول الأعضاء التي لها تأثير على الخرطوم استغلال هذا التأثير وحث الحكومة على السماح بزيادة إمكانية وصول موظفي الإغاثة الانسانية والسماح ليوناميد بمباشرة تفويضها بحماية المدنيين."
وانهار القانون والنظام في أنحاء كثيرة من دارفور حيث حمل متمردون من غير العرب السلاح في 2003 ضد الحكومة التي يقودها العرب في الخرطوم متهمين إياها بالتفرقة في المعاملة