الخبر: «الشرق الأوسط»
تتطلع جمعية «إطعام» في السعودية إلى رفع مستوى الثقافة في كيفية حفظ الأطعمة وعدم هدرها، خاصة بعد ما رصد المؤسسون العادات الغذائية في المناسبات والولائم في المجتمع المحلي، مما جعلها تبني استراتيجيتها على شقين يتضمنان، الأول، إعادة تأهيل ما تبقى من طعام في المناسبات، والثاني، يتضمن تثقيف أصحاب تلك المناسبات حول كيفية حفظ النعمة.
وقال عبد الله الفوزان رئيس مجلس إدارة جمعية «إطعام»، إن «فكرة التأسيس جاءت بعد ملاحظة ارتفاع نسبة هدر الطعام في السعودية، حيث تم تكليف فريق متخصص بالإحصاء لدارسة السوق المحلية، وعند الوقوف على الأرقام الخاصة بنسبة الهدر بالفنادق وقاعات الأفراح، تم البدء بتنفيذ فكرة بنوك الطعام»، وأضاف: «استفدنا كثيرا من التجربة المصرية بهذا الخصوص، وغادرنا إلى مصر للالتقاء بقيادات بنك الطعام المصري كونه صاحب الريادة في هذا المجال بالمنطقة، وبالفعل بدأت الخبرات تتزايد والأفكار تتنوع، وشكلنا كرجال أعمال بالمنطقة الشرقية من البلاد لجنة تأسيسية للمشروع واتخذنا من الدمام مقرًا رئيسيا له».
وبعد 38 شهرا مضت على تأسيس «إطعام» أشار الفوزان إلى أن ردود الفعل التي في كل مكان تعطي انطباعا جيدا عن كل ما يتم عمله في هذا المشروع والذي استطاع أن يكون علاقة إيجابية مع المجتمع خلال فترة وجيزة جدا. وتعمل استراتيجية «إطعام» على شقين، حيث تحفظ زائد الطعام وفي الوقت ذاته تعمل باستمرار على التثقيف بهذا الجانب من خلال تقديم الإرشادات الخاصة بحفظ النعمة، وقال رئيس مجلس إدارة «إطعام»: «لك أن تتصور أن هذا التناقض تعمل عليه إطعام بشكل مستمر للوصول إلى نقطة التقاء وستصل الجمعية إلى هذه النقطة، خصوصا وأن المعايير عند مرحلة التأسيس قد اختلفت عما هو عليه الآن، ففي مرحلة التأسيس كانت نسبة حفظ النعمة 50 في المائة، والـ50 في المائة الأخرى كانت للتثقيف، أما الآن فقد تغير الوضع، فقد بلغت نسبة حفظ النعمة 70 في المائة بينما تم تخصيص 30 في المائة للتثقيف، مما يعني أن (إطعام) جادة فعلا في محاربة الهدر الغذائي من خلال الجانب التشغيلي».
وحول أرقام الهدر في الأطعمة في السعودية علق الفوزان: «عملنا على بناء استراتيجيتنا على معدلات الهدر المؤلمة جدا ولكنها حقيقة يجب أن نعترف بها، ولذلك بدأت (إطعام) في مواجهتها لمعالجة الخلل الحاصل سواء من قبل الأفراد أو من الكيانات كالفنادق والمطاعم الكبرى وقصور الأفراح وغيرها، والعمل القائم حاليا سوف يقود الأمور إلى الطريق الصحيح حتى وإن تأخرنا ولكن حتما سوف نصل إلى المرحلة التي تتضاءل فيها نسبة الطعام المهدر وهذا تحد أطلقته (إطعام) وستعمل على تطبيقه».
وبحسب إحصائيات المؤسسة فإن «إطعام» حفظت حتى الآن أكثر من مليون وجبة، وتسعى خلال الفترة المقبلة إلى الإعلان عن إحصائيات دقيقة جدا لما قامت به بالفترة الماضية، كما أن لمجلس الإدارة رؤية لرسم خطة استراتيجية لأربع سنوات مقبلة وذلك لمعرفة عدد الوجبات المستهدفة. وهنا يقول رئيس مجلس إدارة «إطعام»: «إطعام ستقوم بحفظ مليون وجبة هذا العام مع زيادة العدد تصاعديًا في السنوات المقبلة، وذلك قياسا على خطة التوسع التي اعتمدها مجلس الإدارة وصادقت عليها الجمعية العمومية».
وحول خطط المؤسسة المستقبلية قال الفوزان: «حاليا يتم بناء وقف (إطعام) الخيري في المدينة الصناعية الثانية بالدمام، وهو عبارة عن مشروع سكني سيدر دخلا سنويا ثابتا للجمعية وسيجعل المشروع يدخل لمرحلة الاستقرار والاستدامة، وقد يتم تشغيله رسميا مع بداية العام المقبل، كما نستعد حاليا لبناء مقرنا الرئيسي، وذلك بعد منحة الأرض التي تلقتها (إطعام) من أمانة المنطقة الشرقية لبناء المقر، وسيكون المبنى استثماريا من الدرجة الأولى بحيث سيتم تأجير بعض مرافقه للشركات وذلك لضمان وجود دخل إضافي للمشروع». يعمل في «إطعام» أكثر من 120 موظفا وموظفة معظمهم من السعوديين، وتملك قاعدة بيانات للمتطوعين تضم أكثر من ألف متطوع ومتطوعة يسهمون في نشر ثقافة حفظ النعمة بالبلاد.
ويؤكد الفوزان أن «إطعام» دخلت مرحلة جديدة في كل شيء بعد ثلاث سنوات من تأسيسها، إذ إن مجلس الإدارة يعمل على التخطيط باستمرار، وأكد أن الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية في السعودية، لطالما كان الداعم الدائم للجمعية، وأضاف «احتفلنا مؤخرا بمرور عام على افتتاح فرع (إطعام) بالرياض برعاية من الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، ونستعد حاليا لافتتاح فرع آخر بجدة بعد أن تم إطلاقه بشكل تجريبي، كما سيتم افتتاح فروع في كل من القطيف والجبيل وينبع، ومن ثم سندرس إمكانية توسع المشروع لمدن أخرى وفق الدراسات وعدد الفنادق في كل مدينة، وبشكل عام فإن زيادة عدد الفروع يعني زيادة في حفظ زائد الطعام وهي عملية تكاملية في كل شيء».