الثلاثاء، 7 يوليو 2015

كشف حقيقة زيارة الوليد بن طلال لإسرائيل



عبر تصريح صحفي أكد المدير التنفيذي للاتصال والتعاون الخارجي في شركة المملكة القابضة ، هبه فاتاني، على عدم صحة الخبر المتداول عن زيارة الأمير الوليد بن طلال لإسرائيل.
وقالت «فاتاني» وفقا لصحيفة المصري اليوم ، أمس الأحد إن «الخبر خاطئ ولا يعد خبرًا صحيحا، وليست للأمير الوليد أية زيارات لإسرائيل».وأضافت «فاتاني» أن «ما بثه موقع مغمور وتناقلته وسائل إعلام عالمية دون التأكد من سفر الأمير الوليد يعد بمثابة شائعة».وترددت أنباء، تناقلتها وسائل إعلام عالمية، عن ذهاب الوليد بن طلال إلى إسرائيل، وإجراء مقابلات مع مثقفين إسرائيليين، والصلاة في المسجد الأقصى.
وأعلن الوليد أنه سيتبرع بإجمالي ثروته، البالغة 34 مليار دولار، وفقًا لإحصاءات وتقارير إحصائية، للأعمال الخيرية.

المرصد

الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه للحوار الوطني بالسودان


أكد الاتحاد الأوربي دعمه للحوار الوطني في السودان بوصفه الحل الأمثل لمعالجة كل المشاكل، داعيا كل القوى والأحزاب السياسية السودانية للمشاركة فيه.
وقال السفير توماس يوليشني سفير الاتحاد الأوربي بالخرطوم- في تصريح اليوم الإثنين عقب لقائه التجاني سيسي رئيس السلطة الإقليمية لدارفور- إن الاجتماع تناول مسار الحوار الوطني بالسودان والاجتماع المقبل لآلية الحوار المعروفة اختصارا بـ (7+7).
وأشار توماس، إلى أنه تم كذلك مناقشة المشروعات التنموية التي يمولها الاتحاد الأوربي بالسودان بصفة عامة والجهود التي يبذلها الاتحاد الأوربي في مشروعات التنمية في دارفور.
البوابة

الهوية الأفريقية بين التفاعل الثقافي والصراع



القاهرة ـ «القدس العربي»:
 في ندوة تحت عنوان «الهوية الأفريقية بين التفاعل الثقافي والصراع»، قدم حيدر إبراهيم علي، الباحث السوداني وأستاذ فلسفة العلوم الاجتماعية ورقة بحثيه بعنوان «الشخصية الأفريقية وتصارع الهويات، زمن العولمة ومخاطر التطرّف في القبول والرفض»، قال فيها إن مفهوم الهوية في السياق الأفريقي يتراوح بين الوهم والواقع، فالهوية ليست جوهرياً أو معطى مسبقاً، بل تصنع وتكون اجتماعيا، فكيف تصنع المجتمعات والنخب الأفريقية هويتها؟ وهل تؤدي وظيفتها في التماسك الاجتماعي والوطني؟ وأضاف أن بحث الهويات الأفريقية عمل عقيم ومضر، مع وجود هذا التنوع الثقافي الهائل، وأشار إلى أنه يبحث في نقد مفهوم الهوية وتفضيل مفهوم الشخصية الأساسية، باعتباره أكثر عملية وواقعية، وتعريفات إجرائيات يمكن أن يضيء الوقائع بلا غموض، فمفهوم الهوية يقارب أن يكون مصطلحاً ميتافيزيقياً لا يساعد كثيراً في الفهم والتحليل.
ويضيف أننا نقع كثيراً في تعميم مخل حين نتحدث عن الثقافة الأفريقية كشيء واحد، بينما أفريقيا طيف عريض من الثقافات التي لا يمكن أن تشكل هوية واحدة، ونقابل في كثير من الأحيان بين الثقافة الأفريقية والثقافة العربية، وهذه مقاربة خاطئة، لذلك تظل أفكار مثل «الزنوجة» و»السودانية» و»الغابة والصحراء»، مجرد تمارين ذهنية، وقد وضحت حيرة أفريقيا عقب الاستقلال، فقد رضيت النخب بصورة الأقنعة البيضاء والوجوه السوداء، ولذلك كانت البداية الخاطئة في أفريقيا، كما سماها رينيه ديمون، وكان لابد أن تقع أفريقيا في دائرة التخلف الشريرة، مما حدا بالبعض للدعوة إلى عودة الاستعمار.
ويؤكد أن أفريقيا المعاصرة تميزت بفشل الدولة وفشل المجتمع، مما جعلها مكشوفة للعولمة والرأسمالية المستوحشة، والتطرف الديني الإرهابي، وعودة القبلية والعنصرية بأشكال متجددة، وتعجز أفريقيا في عملية الولوج في الحداثة، فتقنع بتجديد الاستبداد وبعث التخلف والتبعية في كؤوس التحرر الوطني، ورضيت بترك مصائرها لقادة متوسطي القدرات ويحكمون بالتجربة والخطأ وبلا رؤي، فقد دخلت أفريقيا عصر العولمة حسب الزمن الفلكي، أي القرن الواحد والعشرين، ولكن حسب مستوى التطور الحضاري، فهي تقف قروناً كثيرة خلف العصر، فهي مثقلة بالفقر والجوع والأوبئة والفساد والقمع، وهذا الوضع يعني بالضرورة غياب أي شروط تجعل الحديث عن أي ثقافة ممكنا، فهذه ظروف تعمل على حيونة الإنسان الأفريقي وتحرمه من أوقات الفراغ، ومن الوصول إلى وسائل الثقافة الراقية والجادة.
ويشير إلى أنه حين تأتي أخبار «بوكو حرام» ومطاردة المهجرين في جنوب أفريقيا والاقتتال الديني والإثني في أفريقيا الوسطى والسودان، يكون من الصعب الحديث عن ثقافة، والمشكلة ليست البحث عن هوية ومعرفة من نحن، ولكن كيف يمكن تهيئة شروط ازدهار الثقافات الأفريقية واحترام تطورها وتنوعها.
السيد فليفل أستاذ التاريخ وعميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية الأسبق، قال في بحث تحت عنوان «الشخصية الأفريقية في مواجهة العولمة الحاجة إلى رؤية ثقافية للاتحاد الأفريقي»، أن كثيرا من المحللين يعتبرون أن القارة الأفريقية من أقل قارات العالم نصيباً من الثورة التكنولوجية، وبالتالي هي الأقل تأثيراً بمعطيات العولمة ومفرداتها الأساسية من تواصل اجتماعي وتقدم علمي ومعلوماتي، إلى الحد الذي جعل البعض يعتبرون أفريقيا من أكبر الخاسرين في عصر العولمة ومتطلبات القرن الواحد والعشرين.
وأضاف أنه على الرغم من وجود نقاط مضيئة في مجال التمتع بمزايا العولمة على أرض القارة الأفريقية، فإن ذلك يشكل استثناء ممن اعتبروه قاعدة وحكماً عاماً، وأضاف أنه بمراجعة الهيكل التنظيمي للاتحاد الأفريقي وكذلك التفاعلات والأنشطة المتنوعة التي يقوم بها سوف نجد أنه نجح في توجيه اهتمام جوهري في محاولة فرض الأمن والسلم في ربوع القارة بل وكون لذلك مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي أصبح شريكاً للأمم المتحدة في هذا المجال.
أما على الصعيد الاقتصادي فقد نجح الاتحاد في بلورة عمل اقتصادي جيد، سواء عبر قمم أفريقية متعددة، أو عبر تأسيس وتكوين تجمعات للتعاون الاقتصادي في الأقاليم الخمسة، كما كرس مبادرة الشراكة مع العالم الخارجي للنهوض باقتصاديات الدول الأفريقية «نيباد»، وبهذا يمكن القول إن الاتحاد الأفريقي قدم جهداً ملموساً على صعيد المكانة الدولية للقارة، وعلى صعيد صورتها السياسية وأدائها الاقتصادي.
أما على الجانب الثقافي فإننا لا نلاحظ نشاطاً مماثلاً، على الرغم من التشوه الذي تعانيه صورة الإنسان الأفريقي، سواء عبر شبكات المعلومات الدولية أو الفضائيات الدولية أو وكالات الأنباء الوطنية في الدول المتقدمة، فضلاً عن سيادة صورة نمطية سلبية، سواء للإنسان الأفريقي أو للدول الأفريقية، أو لحالة التقدم الحضاري في القارة، مما يجعل الشخصية الأفريقية مهضومة الجانب وتتجسد صورة سلبية بين قارات العالم.
ودعا إلى إعادة إيلاء اهتمام أفريقي، سواء على مستوى الاتحاد الأفريقي أو الأقاليم الفرعية أو الدول الأفريقية لصورة أفريقيا في العالم، عن طريق مراجعة تشكيل هيكل الاتحاد الأفريقي، بحيث يتضمن هذا الهيكل آلية ثقافية مختصة بإبراز الشخصية الأفريقية على المستوى الدولي والمراجعة المنتظمة مع المنظمات الدولية والإقليمية والدول الأجنبية في هذا الصدد، عبر صوت أفريقي واحد، بالإضافة إلى ضرورة عقد قمة أفريقية مختصة بإعادة الاعتبار للشخصية الأفريقية، ورفض امتهانها وتصعيد الرؤية المنشودة للشخصية الأفريقية الحضارية والفاعلة والإيجابية في منظور العالم لمقاومة الاستعمار والتخلف والساعية للتقدم والتنمية.
ويؤكد على ضرورة عقد ملتقى علمي متخصص يضم خبراء إعلام أفارقة ودوليين للبحث في آليات تغيير الصورة النمطية السلبية للشخصية الأفريقية ودعم اتجاهاتها الإيجابية وعقد المؤتمرات وورش العمل على المستويات كلها لدعم الرؤية المنشودة، بالإضافة إلى دعوة وزارات الثقافة والتعليم والهيئات الإعلامية الأفريقية إلى التنوير الثقافي بالصورة الإيجابية للصورة الأفريقية، سعياً إلى جيل جديد يواجه عصر العولمة ويجابه متطلبات القرن الواحد والعشرين على نحو أفضل مما فعلت النخب الأفريقية في العقود الأخيرة.
وأشار إلى أن على المثقفين من مؤرخين وروائيين وأدباء ومفكرين وسينمائيين وصحافيين التركيز على الجوانب الإيجابية للشخصية الأفريقية في أعمالهم حتى يشكل هذا حافزاً على التفاؤل ومقاومة الإحباط ويمنع الأجيال الجديدة من الاستسلام للتخلف والقبول به باعتباره واقعاً لا مناص منه.
صالح أبو بكر علي عميد كلية القانون والدراسات الاقتصادية في جامعة آدم بركة في جمهورية تشاد، يرى في بحثه بعنوان المنظور الأفريقي للعولمة بين الإيجابية والسلبية انه لا ريب في ما تتميز به القارة الأفريقية والمجتمعات الأفريقية من خصوصية، مقارنة بغيرها من المجتمعات، إذ تبرز جملة من التمايزات لم تكن وليدة اللحظة أو نتاج حقبة زمنية قريبة، حيث نجد الكم الهائل من الثقافات التي تتلاقى حيناً وتتمايز أو تتباين حيناً، ولم تكن نتاج البعد الجغرافي، بل باتت التمايزات تشمل القطر الواحد، إذ تتنوع الأعراق والثوابت الموروثة عبر الأجيال إلى حد صيرورة إيجاد محور التقاء للفهم والحوار المتبادل ضرورة ملحة في الدول الواحدة أحياناً وتكون لغة الحوار والتفاهم ليست أصيلة أحياناً وحينا لغة التلاقي تكون هي المرتكز، وهي محور إجماع ومطية للتواصل.
وأضاف أنه يمكن اعتماد الثقافة والفنون والتراث أسوة بالتعدد اللغوي والإثني في القارة الأفريقية، إذ تعج القارة بأنماط مختلفة من التراث الموروث من قبل الأسلاف، الذي يعد مصدر الهام يذكر بالاجداد حيناً واعتزاز بالأصالة والتميز حيناً، كما تختلط بالطقوس والمعتقدات المنقولة عبر الأجيال المتعاقبة أحياناً.
وتجدر الإشارة إلى أن العولمة بمختلف امتداداتها باتت القارة متأثرة بها سواء عبر الجوانب الاقتصادية أو السياسية، وهكذا انعكاساتها على الجوانب الثقافية.
منذ أن بدأ مصطلح العولمة يتأصل كواقع باتت الدول والمجتمعات الأفريقية تتأثر بها وبشكل متسارع كما باتت ردود الأفعال والمواقف حيال القبول والرفض، على غرار شعوب ومجتمعات الجنوب الأخرى، التي تعد متلقية هي الأخرى لمؤثرات العولمة، فباتت المجتمعات الأفريقية ما بين مرحبة ومستبشرة بها وبمؤثراتها، ورافضة لها وبعواقبها على الثوابت والموروثات المتأصلة بالخصوصيات، وكذا ما بين داعٍ للانتقاء والعزل بحذر.
رانيا يوسف


المطبخ السوداني ابن بيئته ومرآتها



تشتهر كلّ منطقة في السودان بأكلات شعبية محدّدة، قد لا تكون موجودة في منطقة أخرى. 
ففي الشمال نجد "التركين" أو "الملوحة "، وهو عبارة عن سمك يدفن تحت الأرض لمدّة محدّدة، بعد أن توضع عليه كميات كبيرة من الملح حتى يتعفّن، ويطهى بطرق مختلفة على النار، ويؤكل بـ "القراصة"، وهو عجين من القمح يُخبز على صاج مستدير.

وفي بلدات وقرى الوسط نجد "الويكاب"، وهو عبارة عن رماد القصب المحروق، ينقع في الماء مع اللبن، وتضاف إليه البامياء المجفّفة والمطحونة. 

كما نجد في غرب السودان طبق "الكَول"، وهو عبارة عن نبتة تنمو في فصل الخريف، وتقطف أوارقها ثم تطحن وتوضع في قارورة كبيرة من فخار، تدفن في الأرض لمدّة شهر حتى تتعفّن، ومن ثم يتمّ طبخها على النار، وتؤكل بـ "العصيدة" التي هي ماء وذرة يخبزان على النار حتى يتماسكا. 

وتنتشر في المناطق السودانية وجبة "الويكة"، وهي طعام تقليدي يطهى بالبامياء المجفّفة مثل "الكول" الغربية، ولكن يُضاف إليها البصل واللحم والصلصة، وتؤكل إما بالقراصة أو العصيدة. 

وتشتهر مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق بطبق شعبي اسمه "الكجيجك"، والذي أيضاً تشتهر به بعض المناطق في دولة جنوب السودان وجنوب أفريقيا. وهو عبارة عن سمك رفيع يتم تشبيكه في شكل ضفائر إلى أن يجفّ في العراء، ومن ثمّ يتمّ طحنه وطبخه بالصلصة والبصل ويضاف إلى العصيدة. 

ولموائد الطعام أهمية خاصة لدى السودانيين الذين يحرصون على لمّ شمل الأسرة كاملة حول طبق واحد، يأكلون جميعهم منه. وتعمد بعض المجتمعات، خاصة في الشمال، إلى فصل موائد الرجال عن النساء، ويستحيل في تلك المجتمعات أن يُسمح للنساء بالأكل قبل أن يفرغ الرجال تماماً من الطعام ويعلنوا الاكتفاء. 

ولكلّ مناسبة، حزينة كانت أو سعيدة، طعام محدّد وعادة ما تشترك العائلات والجيران والأصدقاء في إعداده في ما يعرف محليّاً "بالنفير"، وقد لجأ أهل المدن حديثاً، وخصوصاً العاصمة، للاستعانة "بطبّاخين" في تلك المناسبات. 

وتغيّرت تماماً الأنماط الغذائية في المدن نتيجة تغيير أسلوب الحياة اليومية ووتيرتها، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي جعلت الكثير من الأسر السودانية تبسّط وجبة الغذاء، التي كانت تمثّل حدثاً يجتمع عند مائدته الجميع، فضلاً عن الزيارات المتّصلة بيوم الجمعة، والذي عادة ما تجتمع فيها العائلة الكبيرة حول موائد شعبية تقليدية. 

مؤخراً، نظّمت شركة خاصّة في الخرطوم، بالتعاون مع جهات حكومية، مهرجان الأغذية التقليدية في السودان، وعرضت خلاله عدداً من الأغذية الشعبية المحلية لتشجيع المنتجات المحلية، وتقديم تجربة جديدة في ما يتّصل بالغذاء التقليدي عبر تطويع التكنولوجيا الحديثة. 

ويرى الخبير في التراث السوداني، محمد طه القدال، أنّ الأكل يعتبر جزءاً من الهوية، فضلاً عما يصحبه من زراعة وحصاد وتجفيف وتعليب... مؤكّداً أنّ تلك الثقافة تعكس تنوّع وثراء بيئة أي منطقة، ويضيف: "في الشمال، تنتشر "القراصة" لأنّ القمح يزرع هناك، وفي الجزيرة "أي الوسط"، نجد "العصيدة والكسرة"، لأنّ الذرة تُزرع أكثر من القمح هناك". 

وعن هوية ثقافة الطعام في السودان يقول القدال إنها ليست أفريقية أو عربية، إنما سودانية في درجة أولى، وإن كانت تمزج بين الاثنين، ويضيف: "نجد الشمال تأثّر بالأتراك الذين أدخلو السرويس والصحن للمائدة السودانية، وفي الغرب الثقافة أفريقية بحتة، حيث يستخدم السودانيون "القدح" وأواني أخرى مصنوعة من الفخار". 

ويقول الخبير الاجتماعي والثقافي جمعة إبراهيم، إنّ أي مجتمع قائم على جمع الغذاء والتقاطه مباشرة من البيئة الطبيعية المحيطة به يعتبر أقدم نماذج المجتمعات البشرية، وأقلّها تطوّراً في هرم التطوّر البشري وأبسطها تركيباً، من حيث العناصر الثقافية المرتبطة بها، وتليها المجتمعات الرعوية ثم الزراعية بشقّيها التقليدي والحديث، ثم المجتمعات الصناعية، ومجتمعات ما بعد الصناعية التي تمثّل النمط المتسيّد اليوم. 

ويرى أنّ الأنشطة والممارسات اليومية والموسمية المتعلّقة بالغذاء ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتوزيع الأدوار الاجتماعية في المجتمع بين الأفراد والمجموعات على أساس النوع والعمر ودرجة المعرفة الثقافية.

علوية مختار
العربي الجديد

الخرطوم: قهوة "أثني" تجمع السيّاح والسياسيين والشعراء


"يا حليل الخرطوم زمان"، كلمةٌ لطالما ترددت بنوعٍ من الحسرة، من قلب الخرطوم في فترات الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، وحتى أوائل ثمانينيات القرن الماضي. يومها كان السودان يعيش انفتاحاً ملحوظاً، ويستقبل السياح من مختلف زوايا العالم، شرقاً وغرباً. إذ سبق أن حققت الخرطوم في وقت من الأوقات، معدلات وأرقام سياحة عالية، في الفترة بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول ومارس/آذار من كلّ عام، وصلت حينها إلى حوالي مليوني سائح، كانوا يجوبون أقاليم البلاد المختلفة بالقطار، ويستمتعون بطبيعتها الخلابة والساحرة.

مناطق عديدة في الخرطوم شكّلت ملتقى للسودانيين، بينها قهوة "أثني" التي يجتمع فيها الأجانب والمثقفون والشعراء والسياسيون السودانيون . وهي واحدةٌ من مقاهي العاصمة الكثيرة، ولكن "أثني" تميّزت عن غيرها من المقاهي، بسبب الطابع الأرستقراطي الذي اشتهرت به، والطريقة المميزة التي تتم خدمة الزوار فيها. سُمّيَت بقهوة "أثني"، تيمّناً بالعاصمة اليونانية أثينا. كان يملكها ويديرها إغريقي، وهو من قام بإنشاءها منذ أيام الاستعمار، وصمدت مكانها إلى ما بعد الاستقلال لما يقارب الأربعين عاماً، لتفقد رونقها نهائياً مع تسلم نظام الخرطوم الحالي السلطة عام 1989.

كانت "أثني" باراً وقهوة في الوقت نفسه، فضلاً عن تقديمها مأكولات غريبة، وأنواعاً جديدة من الطعام وسندويشات لم يعرفها الشارع السوداني حينها، مثل "المرتديلا والهوت دوغ". أمّا حول القهوة، فأُنشئ تجمّع لمحال تجارية متخصصة في بيع كل ما يتعلّق بالفلكلور السوداني، من أنتيكات مصنوعة من الخشب، وأُخرى من الجلد الأصلي وجلود الأفاعي". يعمد معظم السياح للتسوق في تلك الأسواق قُبَيل مغادرتهم للبلاد، ويبتاعون منها الهدايا. شُهرة تلك الأسواق كانت سبب ضمّ تلك المحال إلى خارطة السودان السياحية، أمّا السبب الرئيسي، فهو موقعها القريب جداً من قهوة "أثني".



مع غروب الشمس، كانت القهوة تعجّ بالزوار السودانيين، بخاصّة شبّان الطبقة المتعلمة والمثقّفة، فضلاً عن الأجانب العاملين في البلاد بجانب السياسييين السودانيين، أمثال الرئيس السوداني السابق إسماعيل الأزهري، ورئيس الوزراء الأسبق محمد أحمد محجوب، ومجموعة من الرعيل الأول للخرّيجين. يتسامر الزوار في زوايا القهوة، وقد شهدت أركان تلك القهوة عدداً من السّجالات السياسية، فضلاً عن تحوّلها أحياناً إلى منتديات شعرية تستضيف الشعراء والكُتّاب، ليلقوا على مسامع الحاضرين قصائدهم.

في ركنٍ من أركان قهوة "أثني"، جلس محمد صاحب وبيده سيجارة "كدوس". السبعينيّ ظلّ يراقب الحمام الذي استقر في الترابيز الخرصانية التي يبدو واضحاً من تصميمها، أن رواد القهوة كانوا يجلسون عندها خلال زيارتهم القهوة. فهناك أكثر من 15 طاولة مثبتة وموزعة بعناية، ظلّت قابعة هناك لتحاكي تاريخاً مضى، محتفظةً بذكريات مضى عليها أكثر من سبعين عاماً. وبصوتٍ لا يخلو من الحنين والألم، يسترجع محمد ذكرياته مع "أثني" في حديث لـ"العربي الجديد" ويقول: "انظري إلى ذلك المبنى، هنا كانت القهوة والبار، ولكن مساحتها قُلّصت اليوم لتتحول لمحل بيع أنتيكات".

ويسترسل قائلاً: "هي موجودة منذ عهد الإنجليز، ولطالما كان روادها من الطبقة الأرستقراطية والمتعلمة، من وزراء ووكلاء وموظفي الدولة. كانوا الأعلى شأناً". ويُضيف "خلال تلك الحقبة تحديداً، كان موظف الحكومة شخصاً تتمنى الفتيات أن يتقدّم لطلب الزواج منهنّ، فمن يتقدّم موظف في الحكومة لخطبتها تُعتبر محظوظة." ويواصل: " كانت تُسدل الأغطية الملوّنة على تلك الطاولات الخرسانية، وتوزّع عليها الكراسي وتوضع الورود على كل منها ويُغسل المكان بالكلونيا".

في "أثني"، كانت القهوة تُقدّم على "الترّاس الغربي"، وهذا ما كان يميّزها، بالإضافة إلى المشروبات المنوّعة الموجودة. فالقهوة كانت فسحة ترفيه وتسلية أيضاً. ويُضيف محمد: "كانت أركان القهوة مشهورةً، فكان لكلّ سياسيّ ومثقّف وأديب وشاعر ركنٌ خاصّ".

كما يؤكّد أن القهوة احتفظت برونقها حتى بعد إصدار قوانين أيلول/ سبتمبر، والتي أصدرها الرئيس السودني الأسبق جعفر نميري، حيثُ أقرّت الشريعة الإسلامية، فأقدم على إغلاق البارات والمراقص ومنتديات التسلية. رغم التغييرات التي طرأت على القهوة، يفضّل محمد قضاء وقته هناك بين فينةٍ وأخرى، باعتبارها جزءاً من ماضٍ جميل يحن إليه عادةً . أما نورالدين، صاحب أحد المحال التجارية المحيطة بقهوة "أثني"، فيقول لـ"العربي الجديد ": "تراجع عملنا مع تراجع نسبة روّاد القهوة، فأحاطت الكآبة بالمكان..".

ويوضح: "كان شراء التذكارات والثياب الفلكلورية متصلاً بزيارة هذه القهوة وهذه المنطقة قديماً، وكان كل زائرٍ يرتاد قهوة "أثني" باعتبارها علامة فارقة" ويُتابع قائلاً: "كنا نعمد لوضع المبالغ المالية في صندوق مصنوع من الخشب، أما الآن، فبالكاد تستطيع أن تبيع ما يمكن أن يوفّر ثمن الإيجار، بعد أن تراجع عدد الزبائن".

ويُضيف: "وكان أغلب الزوار يتوافدون من شمال أوروبا وأميركا، أمّا اليوم، فمعظمهم من الصينيين، ومعظم ما يبتاعونه هو شوك خشبية لأكل الأرز وأغراض أخرى للمطبخ. ينتعش السوق أحياناً عند إقامة مؤتمرات في البلاد، لأن المقر الرئاسي غالباً ما يعمد لشراء الهدايا من تلك الأسواق، فضلاً عن البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي "يوناميد"، حيث يعمد أفرادها لشراء هدايا عند العودة. ويؤكّد نور الدين أنه رغم وحشة المكان، فإن روّاد القهوة القدماء من محامين وسياسيين وشعراء، ظلوا يترددون عليها بين الحين والآخر.

وبعد مرور كلّ تلك السنوات، عمدت مجموعة من الشباب الناشطين لإقامة معرض شهري لبيع الكتب القديمة في ساحة "أثني"، أُطلق عليه اسم "مفروش"، في محاولة لإعادة التألّق لذلك المكان الذي كان سابقاً ملتقى للأدباء والشعراء والمثقفين السودانيين، فكسب يومها سمعةً عالمية ومحلية حسنة.

الخرطوم ــ علوية مختار
العربي الجديد

شاي المغرب في السودان


قبيل مغيب الشمس بدقائق يكون "سيد اللبن" قد طاف على معظم زبائنه، عبر عربة "كاروا" صنعت يدوياً من الخشب بإطارين يجرها حمار؛ ليبيع لهم اللبن الذي يمثل عنصراً أساسياً في صناعة "شاي المغرب" الذي اشتهر به السودانيون، وشكل جزءاً من حياتهم وأصالتهم وتقاليدهم الجماعية عبر اللمّة الحلوة.و"شاي المغرب" عبارة عن شاي يمزج مع الحليب، ويقدم عبر طقوس خاصة يشترط فيها اجتماع جميع أفراد العائلة السودانية، فضلاً عن الجيران والأصدقاء، إذ يمثل منبراً للتلاقي والنقاشات في شتى مناحي الحياة بما فيها السياسية.ورغم تسارع وتيرة الحياة والظروف الاقتصادية وتغيير تركيبة الغذاء، فضلاً عن الحداثة لا يزال عدد من السودانيين يحتفظ بتقليد "شاي المغرب" كعامل أساسي للترابط الاجتماعي في العاصمة والولايات، وإن كان تراجع في الأولى بشكل كبير بسبب زحمة الحياة.وأخذ "شاي المغرب"، دون غيره من أنواع الشاي، طابعاً خاصاً ومميزاً. ونظمت في مدحه قصائد تؤكد على قدسيته وأهميته كعامل للترابط الاجتماعي، على شاكلة "ساعة المغيرب كل بيت أهلو إتلموا.. على صحنا فيه الزلابية يقُرضوا. وفي إيدم الشاي اب لبن شاي المغيرب.. الفي البلد يتعدى من ضمن السنن".إلى جانب شاي المغرب، يوجد "شاي الصباح "؛ وهو عبارة عن شاي باللبن أيضاً، ولكنه عادة يقتصر على الأسر داخل المنزل فقط نسبة لتوقيته مع الفجر. ويأتي كذلك شاي الفطور، وهو شاي دون حليب، وثم شاي الغداء وشاي العصر.وفي السودان عادة ما تتم الزيارات بين الأقارب والجيران في وقت "شاي المغرب". وتقول آمنة لـ "العربي الجديد ": "في أسرتنا نحرص على شاي المغرب؛ وهو بمثابة وجبة عشاء لنا، ونحرص أن تتجمع كل الأسرة أمام مائدة الشاي". وتضيف "ونادراً ما يقتصر تناول الشاي على الأسرة، إذ يستحيل ألا يكون بيننا أحد الجيران أو الأصدقاء أو الأقارب". وتردف "لشاي المغرب طعم وحميمية خاصة والكل يحرص عليه".أما محمد فيقول لـ "العربي الجديد": "ما زالنا نهتم بشاي المغرب، لكنني شخصياً نادراً ما أصادفه مع العائلة بسبب مشاغل الحياة". ويضيف "في وقت شاي المغرب أكون في حالة بحث عن المواصلات".اقرأ أيضا:الخرطوم: قهوة "أثني" تجمع السيّاح والسياسيين والشعراءمع التطور الطبيعي، بدأ "سيد اللبن" يختفي تدريجياً ليظهر "سيد اللبن الحديث"، الذي يقوم بتوزيع الحليب عبر عربة "بوكس"، كما ظهر "لبن البودرة" المستورد والمحلي بشتى أنواعه، واختفت الأغنام التي كانت تحرص الأسر حتى في العاصمة على تربيتها داخل المنازل؛ للاستفادة من حليبها في عمل "شاي المغرب والصباح".ويقول أستاذ الثقافة السودانية في جامعة الخرطوم، البرفسور محمد المهدي بشري، لـ "العربي الجديد" إن الشاي عموماً دخل السودان من مئات السنين، وأدخله التجار الهنود. ويوضح "كما أن اللبن عند السودانيين يمثل حضارة قديمة". ويذكر أن "شاي المغرب انتشر لدى المجتمعات الزراعية عموماً". ويوضح "فالمزارعون عندما يعودون من مناطق الزراعة يعمدون إلى حلب الأبقار التي توفر ألباناً بكميات كبيرة، يستغلونها في صنع الشاي باللبن". وأكد أن منطقة "البرامكة " في غرب السودان تشتهر بالشاي، وتعد له طقوساً خاصة تتصل بطريقة مسك الكباية وارتشاف الشاي؛ وهو ما يسمى "بالحريص"؛ "أي من لا يصدر صوتاً عند ارتشاف الشاي". ويضيف كما أن مناطق الدناقلة في شمال السودان تشتهر أكثر بشاي المغرب، والذي ظل عادة أصيلة في جميع مناطق السودان.ويقول الخبير بالإرث السوداني عبدالمطلب الفحل لـ "العربي الجديد" من الصعب تحديد من أين جاء تقليد "شاي المغرب"، لكنه في الواقع يمثل نوعاً من "الحنية"، إذ تحرص الأسر أن يقدم في وجود الأسرة متكاملة، وبعض الجيران والأصدقاء والأقارب. ويوضح "ويُضفى على جلسات شاي المغرب نوع من المودة والحميمية؛ ليشكل بذلك شكلاً من أشكال الترابط الاجتماعي القوي". ويضيف "حالياً أنا وثلاثة من جيراني اتفقنا على إحياء سنة شاي المغرب بأن نتبادل الزيارات كل يوم إثنين في منازل بعضنا، ونشرب سوياً شاي المغرب بالزلابية".ويتابع "ليس الهدف شرب والشاي، وإنما القيمة الاجتماعية". وأكد أن التقليد تراجع باستثناء المناطق الريفية والرعوية، بسبب تغول الحداثة والانشغال بهموم الحياة، فضلاً عن وسائل التواصل الحديثة "فيسبوك وواتساب وتويتر" التي جمدت العلاقات الإنسانية وشغلت البعض. 
العربي الجديد

حكاية الشاي بين البلدان والأنواع


يستهلك المغاربة كميات ضخمة من الشاي الأخضر، بينما يستهلك المصريون كميات أضخم من الشاي الأحمر، ولا تختلف عنهما بقية الشعوب العربية في شراهتها للشاي، وتظل المقاهي الشعبية المكان الأول والأساسي الذي يقدم ذلك المشروب المميز بمذاقاته المختلفة لفوائده المزاجية الكبيرة وثمنه المناسب. 

حكاية الشاي
كان الصينيون القدامى أول من استخدم الشاي وقاموا بزراعته، قبل أن ينتشر في جميع أنحاء العالم لاحقاً، وقبل أن يصبح تميمة تجارية للشركات الغذائية والدوائية الكبرى بعد أن أثبتت الأبحاث تعدد فوائده الصحية. 

تحكي الأسطورة الصينية أن ناسكاً بوذياً قديماً حضر من الهند إلى الصين، وقد نذر نفسه أن يصوم عن النوم تسعة أعوام، يتأمل فيها فضائل الإله ويعدد مناقبه، ويسبح بحمده، وظل الناسك على هذه الحال مستيقظاً ثلاثة أعوام، ثم غلبه النوم، فلما استيقظ استشاط غضباً من نفسه. ولما كان لكل خطيئة عقاب، قرر قص أجفان عينيه، وألقى بهما إلى الأرض.

ثم أخذ من جديد في التأمل والتعبد خمس سنين أُخرى، بعدها بدأت رأسه تميل للنعاس، ولكن وقعت يده إذ ذاك على شجيرة قريبة، فأخذ يتلهى بمضغ أوراقها، فوجد فيها القوة على مغالبة النوم، ووجد فيها اليقظة المنشودة، فأتم أعوامه التسعة المنذورة في يقظة وتهجد. وكانت هذه الشجيرة تسمى باللغة الصينية (شا). وهكذا عرفت المعابد الصينية هذا المشروب المنبه الذي يساعد على العبادة. 

أسطورة أخرى تقول أن ملكاً صينياً يدعى "شينونج" كان خبيراً بالأعشاب وفوائدها الطبية، وكانت من عادته أن يشرب الماء الساخن بعد غليانه بوصفه نوعاً من العلاج. وفي أحد الأيام؛ ترك قدح الماء الساخن في حديقته، فسقطت فيه ورقة من الشاي الجاف. لاحظ الملك تغير لون الماء فتذوق طعم المنقوع واستساغ طعمه ودأب على تناوله، ونصح به حتى شاع استخدامه. 

مشروب الساعة الخامسة
انتقلت زراعة الشاي إلى بلدان أخرى غير الصين، فصار يُزرع في اليابان والهند وسريلانكا وكينيا. ومن تلك المزارع يتم تصديره حيث صار المشروب الأكثر شعبية في العالم أجمع. 
جلب الهولنديون الشاي إلى أوروبا في القرن السابع عشر، ومنه انتقل إلى بريطانيا، ويعد الإنجليز أكثر الأمم الأوروبية استهلاكاً للشاي. ولهم في تناوله تقاليد راسخة، مثل فنجان شاي الساعة الخامسة، التي كانت الأمة البريطانية تحرص بدقة على تناوله يومياً. ويطلق على أفضل العلامات التجارية الآن "الشاي الإنجليزي"، على الرغم من أن الإنجليز لا يزرعون الشاي. 

كان البريطانيون بدايةً يعدون الشاي بطريقة غريبة، إذ كانوا يغلونه مثل الخضراوات المسلوقة، ويلقون الماء المغلي ويأكلون أوراقه، وظل الأمر كذلك إلى أن صحح لهم التجار الأوائل طريقة تحضيره كما يقوم بها الصينيون والهنود. أما العرب فقد تأخروا كثيراً في معرفة الشاي، حيث وصل إليهم في القرن التاسع عشر. 

توجد عدة أنواع من الشاي وأشهرها الشاي الأسود (الأحمر) والشاي الأخضر، وكلاهما ينتجان من شجيرة واحدة لا يكاد يزيد ارتفاعها على متر ونصف المتر، تحمل وريقات صغيرة، يتراوح طولها بين خمسة سنتيمترات وعشرة. وتظل الشجرة خضراء طول العام، حتى في فصل الخريف، تزرع تلك الشجيرات فلا يقطف منها شيء في العام الأول، ثم يبدأ الحصاد في السنة الثانية ويزداد المحصول منها بتتابع الأعوام. يُحضّر الشاي الأخضر من نفس أوراق الشاي الأحمر. 

أحمر وأخضر
الشاي الأحمر (ويطلق عليه أيضاً الشاي الأسود)، هو نفس نبتة الشاي الأخضر بعد أكسدتها، وهو منبّه فعّال لاحتوائه على نسبة عالية من الكافيين، إضافةً لفوائد أخرى مثل تنشيط الجهاز العصبي، كما يساعد على إذابة الدهون وإحراق سعرات حرارية عالية.


ويحظى الشاي الأخضر خاصة أخيراً باهتمام مراكز الأبحاث الطبية ومراكز التخسيس، حيث تتواتر التقارير التي تفيد بأن الشاي الأخضر يسهم في تخفيض نسبة الكوليسترول، ويساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، كما أنه يحافظ على سيولة الدم، ومن ثم يقلل من احتمال حدوث الجلطات. وله دور كبير في التقليل من الإصابة بالسرطان. 

بالإضافة إلى ما سبق، يزيد الشاي الأخضر من كفاءة الجهاز المناعي، ويساعد على الهضم، ويقاوم تسوس الأسنان والتهابات الجيوب واللثة، ويقي من التهابات المفاصل والروماتيزم، ويساعد على تخفيف الوزن، والوقاية من الأمراض الخبيثة والشيخوخة المبكرة، كما أنه يوقف عملية نمو الأوعية الدموية المغذية للأورام. وكذلك أصبح يستخدم بكثرة في برامج إنقاص الوزن. 

يُذكر أن هناك أنواعا أخرى من الشاي غير نوعيه الأخضر والأحمر، لم يكتب لها الرواج في محيطنا العربي، مثل الشاي الأبيض الذي يتم استخراجه من براعم شجيرة الشاي ووريقاتها الصغيرة جداً، وهو خفيف الطعم وله فوائد صحية عالية، وشاي الألونج (أي: التنين الأسود) وهو الشاي الذي يتعرض لعملية أكسدة خفيفة؛ أقل مما يتعرض لها الشاي الأحمر. وقد أصبحت تضاف نكهات جديدة للشاي بطعوم الفواكه المختلفة، بعد أن ظل النعناع هو العنصر الإضافي المحبب طيلة وقت طويل.

ولا يخلو الإفراط في تناول الشاي من أعراض جانبية؛ كالإمساك وبعض تقرحات والتهابات المعدة، ومن أضراره أن تناوله أثناء الطعام يقوم بتكسير الحديد الذي يمتصه الغذاء، كما يحذر الأطباء من آثار سلبية محتملة على الأم والجنين أثناء الحمل. ولتجنب الكثير من تلك الأعراض فإنه يُنصح بعدم الإفراط في تناول الشاي بأنواعه المختلفة. بينما طريقة إعداده المُثلى هي النقع وليس الغلي، فيصب الماء المغلي على مغلف الشاي، ويترك من ثلاث لخمس دقائق، قبل أن يتم نزع المغلف عن الماء.
العربي الصغير