الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

الحزب الشيوعي: زيارة البشير للصين ومشاركته في عاصفة الحزم لن تعيق المقاومة



قلل الحزب الشيوعي السوداني من زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير للصين، ومشاركته في عاصفة الحزم، وقال إنها غير قادرة على دعم النظام الذي وصفه بالشمولي، ورأى أنها لا تعيق المقاومة ضد النظام خاصة أن البلاد تعاني من انهيار اقتصادي غير مسبوق حسب التعميم الصحفي الممهور بتوقيع الناطق الرسمي باسم الحزب يوسف حسين.
وطالب الحزب في التعميم الذي تحصلت الـ (الجريدة) على نسخه منه أمس، بضرورة تنظيم الوقفات الاحتجاجية ضد انتهاكات حقوق الإنسان، ورفع المذكرات للجهات المعنية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، باعتبار أن الانتهاكات تتعارض مع مواثيق حقوق الإنسان والدستور وقانون تنظيم الأحزاب.
واستنكر التعميم الانتهاكات التي طالت عدداً من قيادات وعضوية الأحزاب المعارضة للنظام خاصة أحزاب المؤتمر السوداني، والإصلاح الآن، والبعث العربي الاشتراكي، ولفت إلى أن تلك الانتهاكات شملت عدداً من طلاب دارفور بجامعة أم درمان الأهلية.
واعتبر الحزب الشيوعي قرار إغلاق دار الحزب الجمهوري بأم درمان وحظر نشاطه السياسي منحنى خطيراً خاصة أن الحزب الجمهوري قدم طعناً أمام المحكمة الدستورية ضد قرار مسجل الأحزاب برفض تسجيله مما يتيح له مزاولة نشاطه لحين البت في الطعن المقدم أمام المحكمة حسب القانون.
ورأى الحزب في التعميم أن اصرار النظام وتضييقه على الحريات يمثل تحدياً لقوى المعارضة وللمجتمعين الدولي والإقليمي.

صحيفة الجريدة 

لم يرد أن ينظر إلينا في موته!


هاشم كرار

لكأنما "ايلان" التركي، أراد ميتة-هكذا- ليصفع ضمير هذا العالم اللامبالي!
 انزلق من بين ساعدي أبيه، وتخاطفته الأمواج- موجة تحتشد إلى أعلى وأخرى تحتشد إلى أسفل- والدنيا في عينيه الحلوتين عباب، وظلم، وظلام.
 من قال إن الأطفال، لا يحسون الظلم؟
انشرق أولا بالماء الملح الأجاج. إمتلأت بطنه، لكنه قبل أن تخالط الملوحة روحه الطاهرة، تماما، راح يزفر، ويستشيط لعنات.
 من قال إن الأطفال لا يلعنون؟ من قال إنهم لا يستشيطون لعنات، وهُم بين موجة تعلو، وموجة تخفض رأسها، وبين الموجتين غياهب ظلمة، ولطمات؟
 تخيلته يلعنُ الأسد، والبغدادي، وأباطرة الحرب، ويلعن الفيتو- الروسي الصيني- المزدوج.. ويلعن الكوري القصير، ومجلس الأمن، والأمم، ولا يستثني أوباما، ولا أوربا الفتية ولا تلك التي إمتلأ وجهها بالتجاعيد، ولا العرب العاربة ولا المستعربة.. ولا يستثيني أنا، ولا أنت، ولا أي من المخاليق، في هذا العالم.. هذا العالم الذي أصبح فيه حتى الأطفال في النيران، وبين كل موجتين بينهما الهلاك!
 ترحمّت به الحيتان، وأسماك القرش، وترفقت. لم تنهش منه مزعة لحم، لا، ولا نزعت من رأسه سبيبة، ولا من أصابعه ظفرا. لكأنما كل مخلوقات البحر، أرادت أن تسلمه للساحل، مجرد جثة منكفئة على وجهها، لتقول لهذا العالم: " أنظر، أيها الأبله.. أنظر، من أهلكت في غياهب اليم"!
كان "ايلان"، مجرد جثة، منكفئة على وجهها.
 لكأنما أراد هو، أن ينتهي منكفئا هكذا، حتى لا ينظرُ- وهو في موته- إلى قاتله.. هذا العالم الشرير!
 "ايلان"، في ميتته هذه، كان في قمة القرف.
 آه من تلك العين الثالثة: العين التي تكتفي فقط بماهو ظاهر. لو كانت من ( أهل الباطن) أيضا، لكانت قد جسدت كل قرف إيلان، من هذا العالم.. كل قرفه منا، نحن الذين ننظرُ إلى صورته الآن، ونحنُ بين غفلة وخيبة.. ومن بين كل دمعتين من دموع التماسيح!
لكأنما كان ايلان يعرفُ أكذوبتنا. لكأنما كان يعرف كذب دموعنا. لم يرد أن ينظر إلينا في موته!
يااااه، أيتها البشرية.. حتى ايلان - وهو في قمة موته- يعرف كذبنا.. وكذب مشاعرنا وعواطفنا وأحاسيسنا الإنسانية.
آه، لكم فضحنا ايلان، حتى المآقي..
 لكم فضحنا في حياته..ولكم فضحنا، وهو منكفئ على وجهه.. مجرد جثة.. مجرد جثة، أصبحت للفرجة، لا غير!
آه، لكم هو بشع حقا أن يتفرج أي منا، على  ضميره، وهو مثل " ايلان".. مجرد جثة منكفة على وجهها، في الساحل.. ولا.. ولا من  ساحل، مع كل هذا النقص المريع، في المروءة!

آخر لحظة

تورّط وزير سابق في قضية فساد بشركة الصمغ


الخرطوم: مسرة شبيلي  :
كشف مفوض شركة الصمغ العربي إبراهيم حسن عن تورط وزير الصناعة السابق السميح الصديق في قضية الفساد بشركة الصمغ العربي.  مطالباً بإدراجه ضمن قائمة المتهمين في القضية،  مشيراً إلى أن اسم الوزير ورد في ملف لجنة التحقيق الذي أودع للمحكمة ولم تتم مقاضاته  مدنياً.

وقال المفوض أمام محكمة حماية المال العام برئاسة القاضي د/ صلاح الدين عبد الحكيم إن الوزير عندما كان يشغل منصب وزير دولة بوزارة التجارة الخارجية قام بتأسيس شركة نيفاشا بالاشتراك مع المتهم السابع مدير عام الشركة، وأضاف المفوض أن السميح استغل سلطاته كوزير وعضو في مجلس إدارة شركة الصمغ وقام بمعاونة شريكه باستخدام شهادات التخزين في تمويل الصمغ، علماً بأن مقدرات الشركة آنذاك لا تسمح بتمويل بمليارات الجنيهات.  وقال إبراهيم إن شركة نيفاشا مطالبة لشركة الصمغ العربي بمبلغ (12) مليار جنيه عبارة عن قيمة (25 ) ألف قنطار صمغ.
آخر لحظة

جوبا تدعو إلى نشر مراقبين دوليين لوقف إطلاق النار وتنفي مهاجمة المتمردين


جوبا ـ أ ف ب:

 دعا جيش جنوب السودان امس الثلاثاء إلى نشر مراقبين دوليين للاشراف على وقف اطلاق النار ونفى مزاعم المتمردين بوقوع معارك شرسة في البلد الذي تمزقه الحرب. وتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 29 اب/اغسطس لانهاء الحرب الاهلية الدائرة منذ 20 شهرا، وقالت الولايات المتحدة انها تقوم باعداد عقوبات دولية جديدة لفرضها على مزيد من الافراد لدورهم في القتال المستمر.
وكان من المقرر ان يقوم مراقبون من الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق افريقيا (ايغاد) والتي قادت جهود التوصل إلى اتفاق سلام، بالاشراف على وقف اطلاق النار وهو الثامن الذي يتم التوصل اليه منذ اندلاع الحرب في كانون الاول/ديسمبر 2013. إلا ان مراقبي ايغاد يفتقرون حتى الان إلى الموارد التي تمكنهم لمراقبة القوات المتناحرة المقسمة إلى مليشيات متعددة.
وصرح المتحدث باسم الجيش فيلي اغوير «طلبنا مراقبين من الولايات المتحدة او الامم المتحدة لسد الفجوة ومراقبة وقف اطلاق النار ووقف هذه الاتهامات».
وتضم بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان حاليا اكثر من 12500 عنصر حفظ سلام عسكري إلا انها موزعة في ارجاء البلاد التي تساوي مساحتها مساحة اسبانيا والبرتغال معا، كما ان بعض المناطق فيها لا يمكن الوصول إليها إلا عبر طرق بدائية في موسم الجفاف. ونفى اغوير مزاعم اطلقها المتمردون الاثنين بأن القوات الحكومة هاجمت مواقع للمتمردين لليوم الخامس على التوالي في ولاية اعالي النيل الشمالية الشرقية، وقال انها «أكاذيب» مؤكدا ان الجيش «لا يزال ملتزما بوقف اطلاق النار». 
إلا ان المتحدث باسم المتمردين وليام غاتجياث دينغ زعم ان مروحيات قتالية من اوغندا المجاورة قصفت معاقل المتمردين.
وكانت اوغندا ارسلت قوات لدعم القوات الحكومية يتعين عليها سحبها بحلول 10 تشرين الاول/اكتوبر بموجب اتفاق السلام.
ولم يتسن التأكد من هذه التقارير من مصادر مستقلة.
وقال دنغ في بيان نشره الاثنين ان جيش جوبا شن هجمات على المتمردين وان هذه الهجمات «تظهر بوضوح ان نظام جوبا ليس مستعدا للسلام».
إلا ان اغوير قال ان المتمردين هاجموا قوات حكومية في ولاية اعالي النيل بعد التوقيع على وقف اطلاق النار، نافيا وقوع اي قتال في الايام الاخيرة. 
واسفر النزاع الذي اندلع في كانون الاول/ ديسمبر 2013 عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى وأدى إلى تشريد نحو 2.2 مليون شخص من منازلهم في جنوب السودان.
القدس العربي

البروفسور عصام بوب: الاقتصاد السوداني لن تحدث فيه دفعة جديدة إلا بإحياء المشروعات الاقتصادية الحقيقية


أكد الخبير الاقتصادي البروفسور عصام بوب أن اقتصاد دولة الصين مرتبط بالكساد الاقتصادي العالمي، منوهاً إلى أن الصين من أكبر الدول في الإنتاج الصناعي وإنها تصدر بضائعها إلى كل أرجاء العالم.
وتوقع بوب في حواره مع (الصيحة) أن تستمر العلاقات بين الصين والسودان على نفس الوتيرة التي تسير بها حالياً إلى حين وجود استثمارات جديدة، وقطع بأن الاقتصاد السودان لن تحدث فيه دفعة جديدة إلا بإحياء المشروعات الاقتصادية الحقيقية من مصانع وغيرها من المشروعات الحيوية التي من شأنها أن ترتفع بالاقتصاد السوداني.

كيف تنظر إلى العلاقة الاقتصادية ما بين الصين والسودان وما المغزي من توقيت زيارة رئيس الجمهورية إلى الصين؟
المعروف أن توقيت الزيارة كانت بالتزامن مع الاحتفال بالحرب العالمية الثانية وانتصار الصين على إمبراطورية اليابان بعد أن عانت لسنوات طويلة من الاحتلال، ولذلك لا يوجد توقيت سياسي واضح لزيارة الرئيس للصين إلا أن تكون زيارة للمشاركة في الاحتفال لأن عدداً من الرؤساء قد حضروا الاحتفال.

ما هي الدوافع الاقتصادية للزيارة؟
المعلوم أن الصين مثلها مثل كل الدولة الاقتصادية الكبيرة، تعاني من كساد اقتصادي يرتبط بالكساد العالمي وبطبيعة الحال أن الصين هي أكبر منتج صناعي في العالم وبضائعها تصدر إلى كل أرجاء العالم، وإذا لم يتم شراؤها فسيؤثر هذا على حجم العوائد وعلى حيوية الاقتصاد الصيني، فالعالم اليوم يتأثر بمشكلات اقتصادية عديدة أولها الأزمة الاقتصادية العالمية في العام 2008 مما ظهرت آثارها على اقتصاديات العالم وظهرت في أوروبا التي مازالت تعاني وخاصة في دول معينة منها إيطاليا وأسبانيا واليونان، ولذلك ليس بعيداً على الصين مع ضعف الطلب العالمي على منتجاتها أن تتأثر بهذا المناخ.

بهذا يعني أن أفريقيا تشكل بوابة للصين لتسويق منتجاتها واستثماراتها؟
أفريقيا تشكل عالماً جديداً وأسواق استهلاكية، ولكن أفريقيا تتأثر بشدة بالاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الأوروبي ولها درجة اعتماد عالية عليهما، ولهذا من المتوقع أن ينعكس هذا على تجارتها مع الصين، هذا الأمر يتضح أيضاً في تذبذب أسعار النفط عالمياً مع الهبوط وفق أدنى مستوى وهذا مؤشر واضح لا بد أن نستنتج منه انخفاض الطلب عليه في الولايات المتحدة وأوروبا التي تعتبر ثاني مستورد عالمي له، وهذا ينعكس أيضاً على إنتاجها الصناعي.

هل يمكن أن تشكل زيارة الرئيس إلى الصين منهج اقتصادي جديد؟
زيارة الرئيس إلى الصين لا تشكل منهج اقتصاد جديد، وإنما متابعة لاتفاقيات سابقة، لذا لا بد أن لا نتوقع أن تكون الصين في أزمتها الحالية قادرة على أن تزود السودان بمزيد من القروض والإعانات المجانية، وهي نفسها تبحث عن سوق لها في أفريقيا، وتسعى إلى تجاوز حالة الكساد الاقتصادي.

بعد انفصال الجنوب وذهاب النفط شهدت الاستثمارات الصينية في السودان تدنياً ملحوظاً، فهل من وسيلة ما لعودة الاستثمارات الصينية مجدداً إلى البلاد؟
هذا ليس سبباً وإنما انخفاض معدلات النمو الاقتصادي في الصين أثر على تمددها وتوسعها الاقتصادي وهذا بلا شك لا ينعكس على السودان فقط وإنما معظم الدول التي لها علاقة اقتصادية مع الصين

الاتفاقيات التي وقعت مؤخراً خلال زيارة البشير إلى الصين كانت في مشروعات اقتصادية كبيرة، وهذا يبشر بالخير وفقاً للخبراء الاقتصاديين؟
لا.. هي ليست كبيرة إلى هذا الحد، ولكن على أرض الواقع لا يوجد شي يدل على أنها كبيرة وهي لا تشكل دفعة كبيرة للاقتصاد السوداني إلى الحد الذي يعتقده الناس لأنه لا يمكن أن يكون هناك اقتصاد سوداني بدون إحياء المشروعات الاقتصادية الحقيقية من المصانع وغيرها من المشروعات الكبيرة.

كيف تنظر إلى مستقبل العلاقات ما بين دولة الصين والسودان؟
هي ستستمر كما هي بنفس المستوى حتى تكون هناك قدرة على استثمارات جديدة.


الصيحة


يبدأ بروفسير ابراهيم غندور وزير الخارجية يوم الأربعاء زيارة رسمية الى روسيا تستمر لدة ثلاثة أيام ، لاجراء مباحثات ثنائية بين البلدين وعقد اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية السودان وجنوب السودان وروسيا ، لبحث العلاقات الثلاثية والنظر في العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان.
وقال بروفيسور غندور إن الزيارة تأتي بدعوة من وزير الخارجية الروسي لبحث العلاقات الثنائية بين السودان وروسيا وكذلك العلاقات بين السودان وجنوب السودان ، مشيراً الى أهمية الزيارة باعتبار أن روسيا دولة مهمة في المسرح السياسي وهناك تشاور مستمر بين الخرطوم وموسكو وعلاقات اقتصادية قوية بينهما .
واضاف غندور في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء أن السودان يؤكد في كل سانحة حرصه على العلاقات مع دولة جنوب السودان ومن هذا المنطلق يقبل السودان أية مبادرة أو وساطة لإصلاح العلاقات بين الخرطوم وجوبا ، خاصة حينما يأتي ذلك من دولة مثل روسيا .
وأكد وزير الخارجية تطلع السودان لدور روسي أكبر في القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا .
وحول زيارة المبعوث الأمريكي مؤخراً للسودان مع مساعي واشنطن لاعادة السودان لبند الوصاية في مجلس حقوق الانسان وماذا تريد أمريكا من السودان ، أجاب وزير الخارجية قائلاً ” هذا هو السؤال الأهم ماذا تريد أمريكا من السودان ، لأنها لم تقل في يوم من الأيام ماذا تريد من السودان” مردفاً بالقول ” ولكن الحكومة السودانية تعتقد أن أمريكا تريد حكومة في الخرطوم تأتمر بأمرها ، ولا تكون لديها حرية اتخاذ قرار” وأضاف غندور ” يبدو أن الادارة الأمريكية رهينة أفكار لم تتغير منذ ما قبل انفصال جنوب السودان ، إضافة الى أثر جماعة الضغط التي تناصب السودان العداء مؤكداً أن الحوار هو الحل لمعالجة القضايا العالقة.
وقال غندور إن السودان لن يرضى بغير علاقات طبيعية مع أمريكا تمتنع فيها واشنطن عن التدخل في قضايا السودان الداخلية .وأضاف أن أمريكا تطلب تعاون السودان لحل قضايا المنطقة قائلاً ” وعلى من يريد تعاوننا أن يحترمنا ويتعامل معنا بجدية ” .
الخرطوم=(سونا)

حسن اسماعيل: والله مسألة الحكم أصعب من مسألة المعارضة



{ كنت متطرفاً في كتاباتك الناقدة للنظام.. بصراحة هل ندمت على ذلك المنهج المتطرف؟
– لم أكن متطرفاً.. لكني كنت شرساً، ليس في الكتابة فقط، بل أي موقف سياسي وقفته كان فيه تهور وكنت شرساً.. ولم أكن شرساً في مواقفي ضد الحكومة فقط، فأنا معروف في حزب الأمة بأني كنت عنيفاً في رأيي، وقصة الإصلاح والتجديد هذه (مافي زول تعرض فيها لأذى جسدي واعتداء وتم اقتحام مكتبه غيري)، وفي الجامعة تعرضت لاعتقال عنيف أيضاً كان من الممكن أن يكلفني حياتي، وذلك فقط لأنني أقول قناعتي سواءً أكانت ضد الحكومة أو ضد الأحزاب.. واعتقد أن السياسي من المفترض أن يقول رأيه بطريقة قوية.. فأنا ما ندمت ولا بندم ونفس طريقتي هذه التي أكتب بها سأقول بها رأيي داخل طاولة الحكومة.



{ داخل طاولة الحكومة فقط.. لكن خارجها وفي الصحف كتاباتك ستتغير؟
– أكيد طبعاً، فأنا الآن جزء من المسؤولية.. أنا في السابق كنت أخاطب بكلامي المسؤولين، والآن أنا جزء من توصيف المسؤولين هذا.. كلامي سأوجهه للزملاء شركاء المسؤولية، وسيكون بهذا الصدق نفسه.



هل ندمت لحظة على قيامك بهذه الخطوة ؟
– بالعكس.. أعتقد أنني تأخرت في اتخاذ هذه الخطوة، لأنه يا “سوسن” نحن ككوادر أحزاب أخذنا فقط الجانب النظري في العمل السياسي.. أمس أنا قلت لأحد الأخوة بعد الورشة الطويلة تلك، قلت له: “والله مسألة الحكم هذه أصعب من مسألة المعارضة”.. مسؤوليات الحكم أصعب.. هذا كان جانباً من المهم أن أعرفه.. تحدي القيام بإدارة الدولة نفسه وتحدي تحمل المسؤولية.. فالناس الذين يهتفون وهم جالسون على المساطب أحياناً يستاءون من إضاعة هدف ويستسهلون عملية أنك لاعب في الميدان، لكنهم (ما بكونوا عارفين الظروف الحقيقية الواقعية في الميدان).. فأنا أعتقد أن هذه فرصة كبيرة، أن نقايس بين ما كنا نقوله في هامش العمل المعارض وبين الموجود حقيقة في الميدان.



{ راجت شائعة عن أن حزب المؤتمر الوطني أقالك من هذا المنصب و طلب من حزبكم تقديم شخص آخر لهذا الكرسي الوزاري.. هذا الحديث ربما راج لأن نائب رئيس (القيادة الجماعية) كان قد ذكر في تصريحات للصحف أنك لا تنتمي للحزب وأن اسمك غير موجود بكشوفات عضوية الحزب؟
– الشخص الذي قال هذا الكلام هو ليس نائب رئيس الحزب، وهو اعتذر عن كلامه و…


لا، هو ليس نائب رئيس الحزب.. كان نائب رئيس الحزب قبل الانتخابات، وتم إعفاؤه من منصبه، والحزب أبلغ مجلس الأحزاب بالإعفاء.. وهو اعتذر في الصحف وذكر أن تصريحاته تلك لم تكن صحيحة، والآن عقدت له لجنة محاسبة ستفتي في أمره.
أنا الدستوري الوحيد الذي شهد أعضاء حزبه ورؤساء المحليات مراسم أداء القسم، وكانوا موجودين في مراسم أداء القسم.



{ أنت عضو ملتزم بالحزب إذن؟
منذ 2012.

نحن في السياسة دائماً لا نوسع دائرة الإجابة عن الأسئلة المفترضة، لأنك بهذا ستخلق واقعاً غير موجود.. الإجابات عن الأسئلة المفترضة تخلق واقعاً غير موجود.. (أنا عارف تم ترشيحي كيف وعارف الوطني قبل كيف وقبل ليه وكنت مطمئن عشان كدا الكلام دا ذاتو لا قريتو ولا وقفت عنده).


لم أفهم ولم أجد تفسيراً للخطوة التي قمت بها؟
أقول لك شيئاً يا “سوسن”.. أنت، وآخرون كثيرون غيرك حاولتم أن تقرأوا موقفي السياسي هذا من خلال العمود الصحافي، فلم تجدوا الإفادة.. أنت إذا رجعت للأرشيف لن تجدي الإفادة.. لماذا؟ (الكلام الأنا قلته “الهندي عز الدين” ما فهمو).. ليس لأني ما عندي علاقة بالصحافة، بل لأني أصلاً وقبل أن أكون (كادر بكتب) أنا كادر سياسي.. أنا كنت في العمل السري في حزب الأمة منذ 1997 وإلى 2003 إلى أن رجع الحزب.



{ نعم.. أنت في حوار صحافي أُجري معك أنكرت علاقتك بالصحافة.. فكيف تنكر علاقتك بالصحافة بهذه البساطة؟

لا أنا لم أنكرها.. لكن الإجابة لم تفهم.. الإجابة أصلاً كانت عن سؤال يقول أنت صحافي وهذا تكليف سياسي والناس يشكون في كفاءتك وكذا.. فقلت أنا أصلاً هذا الموقع ما جئته بالدفع الصحافي.. أنا جئته بالبعد الإداري.. جئته ببعد الإدارة وأنا كنت مدير تطوير لعشر سنوات (“الهندي” قال إنه لم يسمع بالقصة دي).. أنا كنت مدير تطوير في شركات مختلفة (معاوية البرير) و(السهم الذهبي)، وأصلاً هذا مجال دراستي.. أنا درست اقتصاد وعلوم سياسية.. الجانب الذي لا يراه الناس هو أنني ومن قبل أن أتفرغ للصحافة، منذ 2002، وبجانب عملي الحزبي أنا كنت في وظيفة مهنية في القطاع الخاص، وظيفة تطوير إدارة المبيعات، وغير ذلك أنا أصلاً كادر سياسي.. هذا الموقع أنا ذهبت إليه بالدرب الذي هو أصلاً غير مرئي للناس، المرئي هو العمود الصحافي، وأي سياسي عنده مطبخه، والمطبخ ليس كالعمود الصحافي.. العمود هو عصاك التي تتوكأ عليها والناس (بشوفوك شايلها).. والطريق السياسي أنت تمشي فيه داخل (مطبخ حقك والمطبخ دا دائماً بكون بعيد في الركن).. فأي سياسي عنده خطواته السياسية التي يقوم بها بعيداً عن العامة.. فالجانب غير المرئي هذا مع الجانب المرئي هو الذي أثار كل هذا، وسرعة الوتيرة هي التي أحدثت هذه الخبطات.


{ ومتى بدأ هذا الجانب غير المرئي؟
هو تحديداً بدأ بشكل راتب من قبل الانتخابات بشهر.. جلسات مع دكتور “صادق”، وجلسات مع بعض قيادة المؤتمر الوطني.. وهذه المسألة أصلاً ما هيأ لها هو ابتدار الرئيس الحوار الوطني وكنت قد قمت في صحيفة (الخرطوم) بعقد منبر أسبوعي، كنا نأتي فيه بشخص من الوطني وشخص من المعارضة، هذا أيضاً أعطانا فرصة أن نجلس ونتعرف على الكثير من آراء قيادات الوطني.



{ المؤتمر الوطني هل له دور في ترشيح الحزب لك.. هل كان له يد في ذلك أم فضل الحزب أن يقدمك لهذا المنصب؟
لا ما عندهم.. (بس ناسنا قدموا ثلاثة أسماء وناس المؤتمر الوطني اختاروا).



{ هل من المحتمل أن يكون المؤتمر الوطني اختارك حتى يقوم بإسكات صوتك؟ (عشان ما تكتب تاني)؟
(هو طبعاً ناسنا لما رشحوني ما عشان ما أكتب تاني).



{ لكن الوطني ربما يكون قصد من وراء اختيارك إسكات صوتك؟
بالعكس يا “سوسن”.. ناس الوطني قالوا (نحن عندنا فكرة أن نتوسع في إشراك الآخرين في المسؤولية أكثر.. نريد أن نعطيكم وزارة معينة بعبء معين فجيبوا لينا ناس قدر هذا العبء).. فالدكتور “صادق” قدم ثلاثة أسماء، وأنا أفتكر أن الأخوين الآخرين أي واحد منهما كان بإمكانه أن يقوم بهذه المهمة.. (فقط المسألة جات عليّ أنا).. وأنا كان من الممكن أن أعتذر طبعاً، لكن بعد الاعتذار ما كان من الممكن أن أطالب الأحزاب (يا أحزاب اعملي كادر قوي و.. و..)، وبعدما يأتي التكليف أتهرب منه وأختار السلاح السهل (سلاح إني وأنا جالس على كرسي أكتب مقال وأقوم بإرساله).. ودكتور “صادق” قال لي: (خلاص تاني ما تتكلم معانا إذا إنت ما عايز تتحمل معانا المسؤولية.. ما تنتقد.. إنت جاتك الفرصة وإنت ما صحافي أصلاً، إنت عندك أدوات العمل السياسي فإنت إذا داير تعينا أعنا في تحمل المسؤولية).



{ أنت في البداية رفضت أو ترددت في قبول المنصب؟
– أنا كنت مطمئناً أن الوطني لن يختارني.



{ لكنه فاجأك واختارك؟
– هم طبعاً لم يفاجئوني.. لأنهم كلموني.. يعني أنا لم أتفاجأ.. يا “سوسن” هناك مسألة مهمة، (الناس الآن بجيبوا فيديو تأبين سنهوري دا وبشغلوه).. أنت ماذا كنت تريدنين أن أفعل بهذا الفيديو؟ هل أقوم بتلحينه وعزفه على السلم السباعي؟ هل أقوم بتسجيله في كاسيت أو (سي دي) وأجلس كل يوم أشرب القهوة وأنا أستمتع بتلك الخطبة؟ (ما خلاص.. هذا قول أنا قلته في مقام معين).. وإذا أنت كنت تريد أن تحاسبني بهذه الخطبة فهل هي تحسب لي أم عليّ؟! في هذا الموقف- الذي اعتذر فيه أناس كثيرون جداً من رموز العمل السياسي عن أن يذهبوا ويخطبوا – أنا كانت لديّ القدرة والقوة.. وقفت وخطبت، وشمبات هذه أنا دخلتها وأنا (لابس الشال من البمبان، وديك ناس الجيش وديك ناس الشرطة وما كان معروف أطلع من النادي ولا ما أطلع).. ذهبت وقمت بهذا الموقف في حين أن العشرات اعتذروا عن القيام به.


هذا الموقف أنت في المرة السابقة هللت له والآن أصبح خصماً عليّ؟ 

لا ليس خصما عليّ.. لأنني أنا في مجال عمل سياسي أنا لست (جمهور سياسي).. أنا سياسي وأنا نقابي وعندي أدوات العمل السياسي.. أنا قررت أمشي في موقف جديد، ولديّ القدرة على تفسيره، سواءً تفسيره بيني وبين نفسي أو بيني وبين الوسط الذي أنا موجود فيه.. (خلي الحملة العاطفية وردة الفعل العاطفية دي تنتهي، وسنجلس مع ناس كثيرين جداً وبالهداوة سيفهمون أن المسألة ما طلاق وزواج، وأحبطتك وأحبطتني، وإنت فاجأتني وأنا فاجأتك).. العمل السياسي هو أنصاف فرص أنت تتحرك فيها وأنصاف مسارات.
والذين يريدون أن يحاسبوننا الآن يريدون محاسبتنا بما قلناه في النظام.. (طيب، أنا تكلمت في الأحزاب أيضاً، قلت من الخيبة بمكان، أن نتوسل للديمقراطية بأحزاب على رأسها أشخاص منذ 50 سنة.. إنت كيف قاعد على رأس حزب 50 سنة وتقول داير الديمقراطية؟).



{ قيادات المؤتمر الوطني.. ألم يعلقوا لك على هذا الفيديو؟
– (مافي زول علق لي).. بالعكس، التعليقات كانت تنصب في أنهم أولاً يهنئون على أنني قادر على التعامل مع هذه الحملة، وأنني ما أعود لموقع السجال هذا، وأنني الآن في وضع مختلف.. هذه هي التعليقات.. (وطبعاً المؤتمر الوطني أصبح معك في وضع جديد، ما بحاسبك، ولا بكون عايز يتكلم معاك في الماضي.. فلو أي واحد فينا أراد أن يتكلم مع الآخر في الماضي لن نصل للنقطة التي نقف فيها الآن).



{ بأي عين تنظر الآن إلى المؤتمر الوطني.. هل بعين الرضا؟
– لا .. ما عين الرضا ولا عين السخط.. بعين الشراكة في تحمل المسؤولية.. وأنت عندما تكون جزءاً مع آخرين في المسؤولية تنظر لهم بدافع التحفز لأن تنجح في أداء هذه المسؤولية، وعلى أنكم شركاء في المسؤولية.



{ لكن عادة الإنسان لا يشارك أي أحد؟
(القال ليك منو يا أستاذة “سوسن”).. أنت إذا سافرت على خطوط طيران فالموجودون على الطائرة معك هم شركاؤك في الرحلة.. أنت لا تعرفينهم ولم يسبق لك أن قابلتيهم ولا يوجد هناك إحساس بينك وبينهم لا بالكره ولا بالمحبة، لكنهم شركاؤك في هذه الرحلة.. أي شخص منكم سيكون حريصاً ومدركاً لنتيجة أي فعل أو سلوك يقوم به داخل الطائرة.. هناك صيغ في الشراكات لا تحتاج لهذه الأشياء التي ذكرتِها.


حوار – سوسن يس
المجهر