حسن وراق
شكا مزارعو القسم الشمالي بمشروع الجزيرة من العطش وإفرازاته التي تمثلت في ظهور بعض الامراض والآفات التي لايمكن علاجها لجهة أن كلفتها لا تقارن بالمحصول المتوقع ، وأكد المزارعون أنهم قاموا بالاتصال بادارة المشروع والتبليغ المبكر عن حالات العطش نتيجة لإنسداد الترع والكسورات في بعض القنوات والمخالفات قام بها بعض المسؤولين وتعمدهم في تسبيب إختناقات في الري .
وكشف المزارع علي بابكر احمد محمد رئيس رابطة مستخدمي المياه في ترعة الشوبلي منطقة ري الترابي لـ(الجريدة) الوضع المأساوي حجم المعاناة التي يعانيها المزارعون في أكثر من 61 نمرة حيث ضرب العطش مناطق التكينة والبشاقرة وتعرض أكثر من 200 فدان قطن للعطش الذي لن تجدي معه أي معالجة او توفير مياه (حسب زعمه)، وأضاف: نفس الأفدنة من محصول الفول تعرضت للعطش بالاضافة الي حوالي 90 فدان من الذرة . وأشار إلى أنه بعث إلى محافظ مشروع الجزيرة المهندس عثمان سمساعة برسالتين تبلغانه بحالة العطش قبل 3 أسابيع ولكن بلا فائدة في حدوث رد فعل ، وفي الوقت ذاته أكد بابكر بانه تم التبليغ لدي سلطات الري التي ترسل كل يوم في وعود فقط ، حتي بلغت حالة العطش مرحلة لا يمكن علاجها او تجاوزها حيث تعرضت كل المحاصيل الى حالة الجفاف التام المفضي للحريق، وأكد علي بأن المزارعين في القسم الشمالي خرجوا صفر اليدين وبخسائر من العروة الصيفية ستنتهي بهم إلى السجون وعدم قدرتهم على التعويض فى عروة الشتاء كما هو المتوقع دائماً في مثل هذه الحالات .
وحذر من جمعيات منتجي المهن الزراعية والحيوانية ووصفها بـ(المفركشة) والمدمرة للمشروع وأنها استصحبت معها مشاكل صراعات قبلية لم تكن موجودة من قبل ، حيث بدأت بعض المجموعات القبلية تتكتل وتحشد صفوفها لاكتساح الجمعيات من باب القبلية والتميز وليس من الحرص علي المزارعين والمشروع ، والذي لن يتجاوز محنته الا بوجود اتحاد مزارعين منتخب ديمقراطياً بعيداً عن تدخل السلطة والحكومة.
حول العطش في مكتب الترابي بالقسم الشمالي اوضح المزارع جاد كريم حمد الرضي ان العطش أصبح ظاهرة ثابتة كل عام خاصة في ترعة ودعجب التي تمتد على طول 62نمرة والتي في أغسطس الماضي تأخرت المياه فيها حتي ناشدنا المحافظ الحالي عثمان سمساعة عندما كان مدير للمشروع وطلبنا منه الوقوف بنفسه أمام مشكلة الري في الترعة ، وأضاف بالرغم من ذلك تعرض المكتب للعطش في الموسم الماضي وها هو الآن يمر بنفس ظروف الموسم السابق وحتي المهندس الغير ( مقبول) من المزارعين لم يتم تحريكه رغم شكاوي المزارعين منه. وزاد نفس الحال و أسوأ بكثير بالنسبة للعطش في ميجر الكسمبر و ترعة الشقائق التي انتشرت فيها وابورات (الليستر) لرفع المياه بالنسبة للقادرين لانقاذ ما يمكن إنقاذه .
حول الآفات التي صاحبت العطش في المشروع أكد المزارع ابراهيم محي الدين رئيس رابطة مستخدمي المياه بمكتب المعيلق بالقسم الشمالي ان العطش اصبح القاسم المشترك الأعظم في كل مكاتب القسم الشمالي وأن ظاهرة الآفات الزراعية تكاملت معه ونسفت العروة الصيفية تماماً ، وأصبحت العسلة هي الاكثر انتشاراً وضربت كل المحاصيل بلا استثناء ، وكشف بأن توصية التيم الحشري الذي زار المنطقة وتعرف علي طبيعة الآفات المتمثلة في المرض الجديد الذي يعرف بـ(البق الدقيقي) و مرض الجسد الذي اطلق عليه وباء الدمار الشامل ، أكدت بأن عمليات الرش الجوي لن تجدي مع العسلة التي تفرز مادة شمعية مقاومة للمبيد واوصت بان يتم غسل النبات بصابون البدرة و من ثم رشه بالطلمبات اليدوية ، ووصف غسل النبات بصابون البدرة بالأمر (الغريب).
الجريدة