الأحد، 24 يناير 2016

السودانيون أكثر الرعايا تخلفا في أميركا بعد إنتهاء أجل تأشيرات الدخول

كشف تقرير صادر عن وزارة الأمن الوطني الأميركية، السبت،عن أن السودان من بين أكثر الدول التي يتخلف رعاياها عن مغادرة الولايات المتحدة عقب انتهاء أجل تأشيرات الدخول الممنوحة لهم.
وأشار التقرير إلى تحقيق السودانيين الذين دخلوا البلاد بموجب تأشيرات سياحية نسبةً غير مسبوقة في التخلف عن مغادرة الأراضي الأميركية، حيث ظل 8.36% من أصل 3374 سوداني داخل أميركا التي توجب عليهم مغادرتها قبيل نهاية العام 2015.
وحقق السودانيون في العام 2014م نسبة تخلف عن المغادرة بلغت 8.49%، بينما بلغ متوسط نسبة التخلف لجميع الجنسيات 1.74% عام 2015 و 1.58% في العام الذي سبقه.
وبالمقارنة فأن نسبة التخلف لمواطني جنوب السودان بلغت 4.68% عام 2015 و 1.40% في عام 2014.
ووجه المشرعون في الكونجرس الأميركي انتقادات لاذعة لوزارة الأمن الوطني لعدم تعقبها المتخلفين عن المغادرة وهذا أول تقرير يقدم منذ عام 1994.
ويقول كثير من المنتقدين أن التراخي في ضبط المتخلفين عن المغادرة يشكل ثغرة أمنية قد يستخدمها الإرهابيين لشن هجمات داخل الولايات المتحدة.
وتشهد مراكز التقديم للهجرة العشوائية إلى الولايات المتحدة الأميركية “اللوتري” إقبالا لافتا في العاصمة السودانية الخرطوم كل عام في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تدفع الطامحين للبحث عن طرق للهجرة خارج البلاد.
وبدأت واشنطن هذا الأسبوع بتطبيق قوانين جديدة تشدد إجراءات منح التأشيرات لأشخاص زاروا دولا تصفها واشنطن بأنها معاقل للإرهاب أو يحملون أكثر من جنسية إحداها لإحدى هذه الدول.
وأصبح يتعين على أي شخص زار إيران أو العراق أو السودان أو سوريا في السنين الخمسة الماضية ويرغب حاليا في زيارة الولايات المتحدة، أن يتقدم بطلب للحصول على تأشيرة زيارة.
وينطبق هذا الإجراء الاستثنائي على الزوار من أي من الدول التي يعفى مواطنوها عادة من الحصول على تأشيرة لدخول الأراضي الأميركية وهي 38 دولة تعتبر صديقة للولايات المتحدة.
وإضافة إلى ذلك فإن مواطني الدول المعفاة من التأشيرة الذين يحملون أيضا جنسية ثانية إيرانية أو عراقية أو سودانية او سورية، يتوجب عليهم التقدم بطلب كامل للحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة.
تمديد وضعية الحماية المؤقتة
وفي منحى متصل، قررت واشنطون تمديد منح وضعية الحماية المؤقتة لمدة 18 شهراً لمواطني السودان وجنوب السودان المتواجدين على أراضيها. وتمنع هذه الوضعية الحكومة الأميركية من ترحيل أو إخراج المنتفعين من هذا البرنامج خلال فترة سريانه.
كما تسمح الوضعية بالتقدم لطلب الحصول على تصريح عمل وإذن بالسفر ولكنها لا تؤدي للحصول على الإقامة الدائمة المعروفة اصطلاحا باسم (البطاقة الخضراء) أو إعطاء أي وضعية أخرى للهجرة.
وبموجب قانون الهجرة والجنسية الأمريكي يحق لوزير الأمن الوطني وبالتشاور مع أجهزة الدولة الأخرى منح وضع الحماية المؤقتة للمستحقين من مواطني الدول الأجنبية أو المناطق التابعة لتلك الدول (أو الأجانب الذين ليس لديهم أي جنسية والذين كانت تلك الدول آخر مكان إقامة اعتيادية لهم) عند التحقق أن تلك الدول تمر بصراعات مسلحة مستمرة أو بكارثة بيئية أو بظروف طارئة ومؤقتة من شأنها أن تحول دون عودة المواطنين بأمان.
ومن الدول الأخرى المشمولة بهذا البرنامج السلفادور- غينيا – هاييتي – هندوراس – ليبيريا – نيبال – نيكارجوا – سيراليون – الصومال – سوريا – اليمن.
سودان تربيون

مفاوضات برلين التشاورية تتواصل لليوم الثاني


تواصلت المفاوضات التشاورية بين وفدي الحكومة السودانية والحركة الشعبية المتمردة قطاع الشمال في العاصمة الألمانية برلين لليوم الثاني على التوالي، يوم السبت. وأكد الجانبان أن الاجتماعات تمضي في جو يسوده التفاؤل والرغبة في الوصل إلى تفاهمات.
وشدَّد رئيس الوفد الحكومي في المفاوضات إبراهيم محمود حامد، مساعد الرئيس السوداني، على حرص الحكومة على تحقيق السلام الشامل في المنطقتين وتحقيق الاستقرار والتنمية لمواطنيها.
وقال إن الاجتماعات تمضي فى جو يسوده التفاؤل والرغبة للوصول لتفاهمات تفضي للسلام.
وكانت الاجتماعات غير الرسمية بدأت الجمعة في برلين بجلسة افتتاحية ترأس فيها الجانب الحكومي إبراهيم محمود، بينما ترأس جانب الحركة الشعبية المتمردة ياسر عرمان.
وجدَّد محمود استعداد الحكومة وتصميمها للمضي قدماً، وبانفتاح للتوصل للتسوية السلمية ووقف الحرب، مثمناً الدور الألماني في العمل من أجل السلام.
من جانبه، أكد عرمان رغبة الحركة الشعبية في العمل بقلب مفتوح للتوصل لتفاهمات لوقف الحرب والعمل لحل الخلافات بطريقة سلمية.

شبكة الشروق

السبت، 23 يناير 2016

أزمة حادة فى دقيق الخبز

أكد رئيس شعبة الدقيق ، بدرالدين الجلال ، وجود أزمة فى الدقيق .
وأوضح فى تصريحات صحفية إن حصص اصحاب المخابز تراجعت من 10-12 جوالاً في اليوم إلى 4 جوالات فقط ، وإن بعضهم يحصل على أقل منها ، وربما لا يحصل على جوال واحد ، وأكد أن ذلك أدى إلى رجوع صفوف أصحاب المخابز للحصول على أي كميات من الدقيق .
وتبلغ واردات البلاد من القمح حوالى (1.4) مليار دولار.
ويعانى نظام المؤتمر الوطنى من عجز ضخم فى الميزان التجارى ، فشل على اثره فى توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد الكميات المطلوبة من الادوية والقمح والغاز ووقود الكهرباء .
وكشف تقرير لبنك السودان المركزى عن تفاقم العجز فى الميزان التجارى للبلاد بنهاية عام 2014 ، حيث بلغت الصادرات 4.35 مليار دولار ، بينما بلغت الواردات 9.21 مليار دولار ، بعجز يصل الى 4.86 مليار دولار ، مما يعنى ان العجز يفوق حجم جملة الصادرات !!
وأقر وزير التجارة صلاح محمد الحسن امام المجلس الوطني أكتوبر 2015 بانخفاض إجمالي صادرات البلاد بنسبة (49.6%) في النصف الأول من العام (2015) .
وقال متابعون ان أزمة الدقيق خلاف سببها الموضوعى المرتبط بشح العملة الصعبة نتيجة انهيار الصادرات ، فانها ايضاً مرتبطة بالفساد .
وكشف رجل الأعمال أسامة داؤود صاحب مجموعة شركات (دال) المالكة لمطاحن (سيقا) للدقيق ، في لقاء صحفي اغسطس 2015 انه سبق وحضر إليه وزير المالية الحالي بدرالدين محمود برفقة وزير الزراعة السابق الدكتور المتعافي ، وطلبا منه إستيراد دقيق من تركيا ، وأنه رفض طلبهما ، قائلاً انهم مصنعون ولا يرغبون في جني أرباح سريعة بالمضاربة في سوق الدقيق . وذكر أنهم يفضلون بناء صناعتهم الوطنية داخل السودان.
وأوضح ان الدقيق التركى متدنى الجودة واسعاره عالية ، مضيفاً بان جوال الدقيق التركي يُخرج (700) رغيفة بينما تخرج (1000) رغيفة من القمح المستورد المطحون محلياً.
وفيما تعجز السلطة عن توفير أهم مقومات الحياة للمواطنين ، فانها تخصص الموارد المتاحة للصرف السفيه على الحاكمين .
وتشير (حريات) الى ان ميزانية 2016 خصصت 16.9 مليار جنيه (جديد) للأمن والدفاع، من بينها (3) مليار و(356) مليون و(600) الف جنيه لجهاز الامن . وخصصت لمصروفات الاجهزة السيادية (3) مليار و(321) مليون و(595.620) الف جنيه ، ولمصروفات وزارة رئاسة الجمهورية مليار و (020) مليون و(311.200) الف جنيه . بينما خصصت لتأهيل مشروع الجزيرة مبلغ 20 مليون جنيه فقط ، و571 مليون جنيه للصحة .
وخصصت ميزانية 2015 ، (2.7)مليار جنيه (جديد) لجهاز الامن وخصصت للقطاع السيادى (2.52)مليار جنيه ، هذا بينما خصصت للصحة (4. 779) مليون جنيه . وخصصت للقصر الجمهورى 711 مليون جنيه ، بينما خصصت لدعم جميع المستشفيات الحكومية 349 مليون جنيه ولدعم الادوية المنقذة للحياة 245 مليون جنيه ولدعم العمليات بالمستشفيات فقط 24 مليون جنيه . بمايعنى ان مصروفات القصر تعادل أكثر من ضعف المخصص لدعم جميع المستشفيات ! وأكثر من ثلاث مرات المخصص لدعم الادوية المنقذة للحياة !! .
وأورد تقرير صحفى بالشرق الاوسط مايو 2015 ان سيارة عمر البشير المايباخ تكلف (2.3) مليون دولار ، وكشفت صحيفة التيار 2 نوفمبر 2011 عن شراء القصر الجمهوري لعربتين جديدتين من طراز (مايباخ ) تضافان الى أسطول عرباته من المرسيدس والبي أم دبليو. وقالت ان القصر الجمهوري تعاقد مع مهندس ألماني بغرض صيانة العربتين !
ودشن عمر البشير 26 يناير 2015 مقره الرئاسى الجديد المهيب المكون من ثلاثة طوابق على مساحة 18 ألفا و600 متر مربع منه 15 ألف متر مربع حدائق وتقدر تكلفته بملايين الدولارات .
واشترى القصر الجمهوري (يخت رئاسي) بحوالي (5) مليون دولار ، وكلفت الفلل الرئاسية (28) مليون دولار .
وفي ميزانية عام 2005 وبناءً على مراجعة ديوان المراجعة العامة رصد للقطاع المطري التقليدي 300 مليون دينار للتنمية ولكن عند التنفيذ صرف على هذا القطاع 100 مليون دينار فقط، ولكن كهرباء الفيلل الرئاسية اعتمد لها 659 مليون دينار وعند التنفيذ صرف عليها ضعف ذلك المبلغ.!! بما يعني أن الصرف على كهرباء الفلل الرئاسية يفوق الصرف على تنمية القطاع التقليدي حيث يعيش أكثر من 50% من السودانيين !
وكان متوسط الصرف على رئاسة الجمهورية طيلة عشرة سنوات حوالى (11) % من جملة المنصرفات الحكومية !

اريتريا واثيوبيا تغنيان تلقى الدنيا فرحة.. ونحن نغني(ح اركب الحنطور واتحنطر)


من ابينت جيرمال الى تور الدبة
كل شي عادى
……………………….
القطار دور حديدو
منى شال زولى البريدو
جوفى ولع فيه نار
Abenet Girmal


يغنى ويصدح
الايقاع اجمل واللفظ امتع والوجوه تشبهنا و …اكثر((وسامة))
وبعض الذين لا يعلمون ينسبون الاغنية الى ((احمد الصادق)) كما نسبوا من قبل اغنية ((بحر الموده)) اغنية للقامة الكبير ((محمد كرم الله)) نسبوها لاخيه حسين الصادق
وكل شيئ ممكن عندما نفقد معرفتنا بانفسنا ..وتصبح تهانى تور الدبة وزيرة عدل وتراجى شخصية قومية والبرلمان يتحدث عن ((التونك)).. ومدنى تبحث عن السياحة وتستورد ((الطماطم))
والمدهش ان لا مقارنة اصلا بين ابينت جيرمال فى الاداء و احمد الصادق
اثيوبيا واريتريا تنظران الينا كفن وثقافة..وتشاد تبحث عن ((المسلسل والبرنامج والاخبار السودانية))
ونحن ننظر الى عربة السيرة تقف و يدخل العروس وعروسته بالزفة المصرية و فاصل من ((الاسلو)) احتضان لدرجة الذوبان و ((التمايل))
ثم لابأس ان (تنفنس) النساء والبنات ((وتهتز الارداف)) و الجمهور يردد مع الفنان
ضربو ضربو يا حكم
جاب لى قوالة السجم
والكل ينظر و ((يهجج)) فكل شيئ عاااااااااادى
اريتريا تغنى فننا الجميل ونحن نغني ((ح اركب الحنطور واتحنطر))
اريتريا واثيوبيا تغنيان تلقى الدنيا فرحة …وعلى الجمال تغار منا
ونحن نغنى ((بالانجليزى)) لسحنات عربية فقدت لغتها وطعمها وعباراتها وقيثارتها اصبحت من تغنى ((اه ونص))
الغناء ليس الفاظ وعبارات والحان وايقاعات وانما حامل ثقافة وواقع اجتماعى ووعى الناس بانفسهم…وقيمهم الاخلاقية
فعندما تصبح اغانى ((الزنق)) هى اغانى ((الحفلات)) … تستطيع النظر الى ان الغناء ((الدكاكينى)) واغانى ((القعدات)) مشاعا للجميع والكل يغنيها دون ان يرجف له ((طرف)) ولا شي يحتاج للاختباء فكل شيئ …… عااااااااااااادى
وحنان بلوبلوحينما كانت ظاهرة ..كانت خروجا عن السياق العام واقصى ما تردده ((مغص مغص يا العزابه)) او ((يا بهية شباب الزمن جنية))
ليتمدد الواقع مع اغنيات ((تعال بالعندك تعال ابوى بيسندك)) وتعال ب ((….))تعال
اخوى مقاسك
ودق الباب وجانا انا جريت ليه فرحانه
فالاقتران بالحبيب اصبح من المستحيلات فى ظل الواقع الاقتصادى المأزوم والعنوسة الممتدة والعطالة الشاخصة ببصرها فى دولة فقدت بصيرتها
واثيوبيا تبحث عنا ونحن نبحث عن ((اموال السعودية))..ولانرى انهيار اسعار البترول و ((اسعارنا)) عند العالمين
اريتريا جزء من جغرافيتنا و((اوجهنا)) ونتحدث عن ((الاجانب))
المسافة بين الطينة وتشاد لا تختلف عن الخور الذى يفصل بين قرورة الاريترية وقرورة السودانية
من قادم باوا وقادم دفريت تنظر عبر الحدود فترى المليحات الاريتريات خالات وعمات الاطفال السودانيين
وترى ((بناتنا)) نفس الحال هناك فى اقصى الغرب وفى ((ابيى))
عندما نفقد انفسنا وامتداداتنا والذين يشبهوننا ونطارد السراب حينها نفقد اغانينا وكلماتنا وثقافتنا
نفقد وجوهنا وملامحنا وسياستنا
نفقد كل شيئ فيصبح شيخ الامين مبعوثا رئاسيا والفريق طه متحكما فى الدولة ونادى المريخ يبحث عن ادارة وكمال عمر نجما فى السياسة السودانية.. واولاد الصادق معارضة وحكومة والسيد الميرغنى كذلك والشفيع خضر على هامش الحزب الشيوعى والبنقو مثل النبق… حتى شحنات الهيروين والتحلل واحكام ((كارثة الاقطان))
كل شيئ عادى عاااااااااااادى جدا
وجيرمال يغنى
شال فؤادى معاه روح
لما اشر لى ولوح
ايده من من جوه القطار
وتور الدبه يتم تكريمها
وبعض الداعيات يرفعن شعارهن الاية ((خيركم من تعلم القرءان وعلمه))
وجمال الوالى يرتل ((العارف عزو مستريح))
والبشير المسئول عن ((الصحافة))… ولا متهم واحد فى حاويات المخدرات
والبحث عن علاقة مع ((اسرائيل))
وكل شيئ عادى ,,, عااااااااااادى جدا
واللحظات العادية جدا هى ما يخفى خلفه كل شيئ غير عادى
واخر نقطة فى السقوط هى اول نقطة فى ((الارتفاع))
وكل تغيير يبدا باغنية
و……….
القطار دور حديدو

بقلم
راشد عبد القادر

أين الحلقة المفقودة


تحيط حالة من القلق والحيرة مزارعي مشروع الرهد الزراعي وإنتاجهم من محصول القطن الذي يتكوم أمامهم بآلاف الأطنان دون أن يجدوا السبيل لتسويقه أو استلام أرباحه من الجهات التي وقعوا معها شراكة للزراعة التعاقدية، ورغم الإنتاجية العالية لهذا الموسم إلا أن عبء ومخاطر الكساد امتصت الإنتاج.
وتبدو قتامة المشهد أكثر في الأنباء الواردة بتعثر تصدير القطن والبذرة عبر ميناء بورتسودان أو استخدام البذرة، ولما كان الآلاف لا يملكون غير مهنة أيايدهم الشريفة فإن الوضع المعيشي بدأت معالمه تظهر وتنقشع عن أحوال أشد قسوة، وأمور تسوء مع مرور الأيام.
لا يبدو الأمر في قضية الزراعة والإنتاج فقط، فالهياكل التي كانت تحمل هموم المزارعين قد تداعت، ولم تجد اتحادات المزارعين من يدافع عنها، ولم يبرح القانون الجديد بعد من الاستواء على نار التغيير تلمح فيه ندرة التحقق ويرجو آخرون أن يبدو غصنا للمزارع وشجرة يستظل بها من نير جهات عديدة.
1 أطنان الهموم
في ساحة ضخمة كانت ترقد الآلاف من جوالات القطن، وتستقبل بوابات المحالج بمشروع الرهد مئات الشاحنات وهي تنقل القطن من المزارع، بالداخل أصوات المحالج المعطوبة لسنوات تعمل، وبالات القطن هي الأخرى تنصت لأوامر انتظار من يحركها نحو الموانئ والمصانع، شباب يلمسون الآلات وسط الدوي الهائل لحركتها، لكن للأسف بلا أمل فرغم هذه الإنتاجية والعمل لا أثر لابتسامة ظفر، فالإنتاج قابع في مكانه ولا سبيل لأن يتحرك خطوة نحو الجيوب التي أرهقتها ساعات العمل والكد، لا أحد يعلم بالضبط أين الحلقة المفقودة، لكن محفظة لصادر القطن كانت تتكون من (24) بنكا انحسرت مع مفاجآت الإنتاج لحوالي أربعة بنوك فقط، لم يتمكن بعضها حتى كتابة هذه السطور من تحريك دفعات من المحصول بعد تجهيزه لموانئ التصدير فهناك دفعات أخرى لم ينلها حظ السباحة في البحر نحو أي سوق يقبل القطن السوداني الذي طالما تهافتت عليه الأسواق العالمية وطبقت شهرته الآفاق.
2 حسرة بعد عناء
في بداية الموسم كما يحدثني مزارعون، كانوا قد انقسموا بين فئتين في مساحة تتجاوز المائة ألف فدان، اختار مزارعون التعاقد لزراعة القطن مع شركة الأقطان باعتبارها إحدى الجهات المالكة لجزء كبير من بنية المشروع من آليات زراعة وحصاد ومحالج، وآخرون وهم الأغلبية اختاروا التعاقد مع إحدى البنوك، ولما كانت تجربة زراعة القطن المحور وراثيا تجربة بادئة فإنهم انخرطوا فيها بكلياتهم، أصابت بدرجة كبيرة تعاقدية الأقطان وقال المزارعون إنهم استلموا أرباحهم وعائداتهم من الشركة بعد تسليم الإنتاج، بيد أن الأغلبية في الشراكة الأخرى مازالوا ينتظرون صرف الأرباح، وحسب حديثهم فإن البنك المشار إليه لم يبد حتى الآن أي خطوات تجاه تأخر صرف استحقاقهم، رغم وصول الإنتاج إلى المحالج وفرز البذرة منه وتعبئته وأصبح جاهزا للصادر، وفي رأي المزارعين فإن الفترة قد استطالت خاصة وأنهم يواجهون التزامات كثيفة في معاشهم ومحاولة التجهيز للموسم الجديد، لكن بلا أمل أو جدوى وها هم المزارعون يتكبدون مشاق الحضور يوميا إلى مدينة الفاو من أقصى قرى مشروع الرهد الزراعي علهم يظفرون بمن يبعث فيهم الأمل بصرف استحقاقات طالما سهروا من أجلها الليالي وبددتها منهم سياسات اقتصادية خاطئة ليست في مصلحة المنتج إن لم تكن ضده.
3 مهمة ولكن
فعليا أنجز مجمع محالج الفاو "80%" من الكميات المنتجة من القطن هذا الموسم ويقول مدير المحالح أبو القاسم حسن عبد القادر لـ(اليوم التالي) إن إدارته وبصورة مبكرة استطاعت حلج الكميات الواردة لها رغم ضخامتها وكثافتها، ونوه أبو القاسم لزيادة في إنتاجية القطن لهذا العام بخمسة أضعاف من العام الماضي، مشيرا إلى أنهم قاموا بحلج (82) ألف جوال مقارنة مع (18) ألفا من نفس الفترة العام الماضي، فيما تم ترحيل (16.600) بالة إلى ميناء بورتسودان موضحا أن مجمع المحالج الذي تديره شركة السودان للأقطان يتوقع أن يعد حوالي (200) ألف قنطار من القطن لهذا العام، وأشار لتوفير (125) ألف جوال من بذرة القطن، ونوه أبو القاسم لضرورة تسويق وتوزيع الإنتاج حتى لا يتعرض لأي تحديات، وبالنظر للتجارب السابقة في محصول القطن فإنه عادة ما يتعرض لحريق مفاجئ وبالتالي فإن وجوده في العراء بالشكل الذي توضحه الصورة سيتسبب في خسائر فادحة، ولا تبدو الخطورة للقطن المنقول من المزارع بل حتى المحلوج منه أيضا، فالبالات التي تعذر إرسالها لموانئ التصدير تربض هي الأخرى في العراء.
4 "البذرة في محك"
ليس القطن وحده ما يقابل مخاطر التكدس، أيضا في الفناء المعد لاستقبال القطن تصطف الآلاف من جوالات بذرة القطن المحور، في الغالب كانت المصانع مستعدة لشراء أضخم كميات من بذرة القطن لكن زراعة القطن المحور حسب ما يروي لي متعاملون بالذرة "شوشت" كثيرا عليهم، خاصة وأن هنالك تحفظات تجاهها من قبل جمعية حماية المستهلك وجهات أخرى تطالب حتى المصانع التي تقوم باستخدام البذرة لزيوت الطعام بكتابتها في عبواتها "مصنع من بذرة القطن المحور وراثيا"، منتجو الثروة الحيوانية الذين يهتمون أكثر من غيرهم بدوا هم الآخرين حذرين من التعامل مع الآلاف من أطنان البذرة الجاهزة، وكما يروون لي فهم كانوا في جاهزية لاستخدامها ما لم تكن منتجة من قطن محور، وانصرفوا مخافة أن تصيب ماشيتهم بأي نوع من الأمراض، وبطول المساحة الشاسعة ترقد جوالات البذرة بلا مشترٍ محلي أو عالمي.
5 من قرية 18
رغم كل ذلك الواقع الموحش تبدو هنا تجربة متحمسة لمواصلة مسيرة الإنتاج في مشروع الرهد الزراعي، الذي يبدو بين كل سنة وأخرى مثل حقل التجارب، الكثيرون يستعيدون تجربة "كنانة في الرهد" وهي حسب رأي البعض ووقائع التجربة كانت عبارة عن استنزاف لموارد الدولة وإنهاك لقدرات مزارع جرى عليها المثل الشعبي "دخل القش وما قال كش"، ثم ها هم مرة المزارعون ينتظرون مولد "القطن المحور"، من بين ركام المأساة تطل تجربة جمعية "الطائف" الزراعية وهي نتاج لقانون التجمعات الجديد الذي حلت بموجبه اتحادات المزارعين، يقول رئيس الجمعية الطائف الطيب بابكر إنهم دخلوا في شراكة تعاقدية مع شركة الأقطان، رغم أن الأخيرة لديها إرث وافر من التجاوزات في ذات المجال ما يزال يضرب بأطنابه، يقول الطائف إن جمعيته التي بدأت كأولى التجارب في مشروع الرهد الزراعي - الذي يعاني الإنتاج فيه من قضايا الهيكلة والتنظيمات – لتنفيذ خروج الدولة من الإنتاج بصورة كلية، ليتمكن المزارع من إدارة العملية الزراعية لوحده مستغلا قدراته في الزراعة وحتى التصدير، يشير لزراعة "1000" فدان من مجموع "128" مزارعا أعضاء في الجمعية حققت إنتاجية لهذا الموسم بلغت "13" ألف جوال من القطن، حيث بلغ متوسط الإنتاج للفدان الواحد "13" جوالا وهي نسبة حسب رئيس الجمعية تجاوزت الإنتاجية المعتادة للفدان بكثير، يقول الطائف بابكر إن جمعيته صرفت مقابل موسم إنتاجي كامل ما قيمته أربعة ملايين جنيه كتمويل لتحضير الأرض والسماد وصرفيات وحتى مدخلات إنتاج، وحققت فائدة قيمتها ثمانية ملايين جنيه بواقع "30" ألف جنيه أرباحا للمزارع الواحد، يؤكد رئيس جمعية الطائف بقرية "18" بالفاو أن الجمعية ستتوسع هذا العام في مساحة "5" آلاف فدان بإضافة عدد كبير من المنتجين، فيما يشير إلى أن الجمعية استطاعت اكتساب سمعة إنتاجية طيبة من خلال توزيع الأرباح والالتزام بالإنتاج وسداد التمويل والإشراف على الزراعة، ويرى أن قانون الجمعيات يعوزه الآن الضمان بصفة الجمعية الاعتبارية حتى يتمكن المزارع من إدارة العملية الزراعية بمفرده كونه يملك الأرض والعمالة والإشراف، فيما يبدي معتمد الرهد محمد عبد العزيز حماسا كبيرا للجمعية ويؤكد مساندته للقانون الجديد باعتبار أنه يرأس اللجنة العليا لإنشاء الجمعيات، ويكشف عن إعداد ملفات "400" جمعية مؤهلة الآن لنيل الصفة التنظيمية الجديدة للمزارعين وهي الخطوة الأهم حسب ما يرى المعتمد في إطار التخلص من أي حمولات وأعباء على الإنتاج، ويبدو التداخل بين المزارع وشركائه في مشروع الرهد الزراعي أحد أكبر معيقات العمل حسب رأي المزارعين أنفسهم، ففضلا عن عدم الثقة الذي ينتاب المزارع من شريك قد لا يفي بتمويلات في آجالها المحددة وغير قادر على تسويق إنتاجه بما يضمن له سعرا مجزيا واستمرارية في مهنته، فإن الشركاء أيضا لديهم تحفظاتهم على مزارع تقليدي قد لا يحقق الإنتاجية اللازمة، وهي علاقة مشوبة بالحذر بإمكان الجمعيات أن تحلها بإدارة واحدة من خلفها المزارعون.
6 الوضع المعيشي وآخر الكلام
ما يجب أن تنظر إليه الحكومة بعين الاعتبار هو أن مزارع مشروع الرهد لهذا الموسم يواجه انتكاسة كبيرة، وفاجعة أليمة بسبب توسمه في القطن قبل أن يقصم ظهره بكساد منظره مؤلم، وستنعكس تلك الأوضاع وقد انعكست فعلا على حياته المعيشية، وتبدو الأوضاع في أنحاء المشروع لا تسر، خاصة إذا ما تواصل الكساد بصورته الحالية

اليوم التالي

مفوضية استفتاء دارفور: ملتزمون بالمواقيت والترتيبات اكتملت


قطعت مفوضية استفتاء دارفور، بالتزامها بالمواقيت الزمنية المعلنة، واكتمال ترتيباتها لإجراء العملية.
وتوزع نواب البرلمان في وقت سابق بين مؤيد لقيام الاستفتاء، وبين منادين بتأجيله مخافة صرف أموال طائلة في عملية توقعوا أن لا تجلب السلام للإقليم المضطرب منذ العام 2003.
وحددت المفوضية يوم 18 فبراير المقبل، موعداً لانطلاق الاستفتاء الذي يحدد الهيكل الجغرافي الذي ستقوم عليه دارفور.
من جانبه، نفى رئيس مفوضية استفتاء دارفور عمر جماع في حديث بثته الإذاعة السودانية أمس الجمعة أن يقود الاستفتاء إلى تقرير مصير أو حكم ذاتي، وحصر أدواره في تحديد شكل النظام الإداري للإقليم، قاطعاً باستقلال المفوضية التي نوه إلى عدم وجود رابط بينها ومفوضية الانتخابات.
وتنص وثيقة الدوحة للسلام في دارفور الموقعة في مايو 2011 بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة، على إجراء استفتاء تضمن نتيجته في الدستور الدائم للبلاد ويتضمن خياري الإبقاء على الوضع الراهن لنظام الولايات أو أنشاء إقليم واحد.
بدوره، أكد مقرر مفوضية استفتاء دارفور، الفريق شرطة آدم دليل بأحقية كل سوداني مقيم في دارفور قبيل 3 أشهر من انطلاقة الاستفتاء المشاركة في عملية التصويت المقرر أن تستمر لثلاثة أيام.

صحيفة الجريدة 

قوي الاجماع الوطني : بيان صحفي الي جماهير شعبنا


بيان صحفي
الي جماهير شعبنا

ظلت قوي الإجماع الوطني تتابع مستجدات الحالة السياسية في البلاد، فمع إستمرار منهج الحل العسكري للنظام وإتساع دائرة الحروب من النيل الازرق الي جنوب كردفان رغم إعﻻن النظام وقف إطﻻق النار .
فإن النظام وعلي مدي أسبوع ﻻ يزال يقدم علي القتل والتنكيل بأهالي جبل مرة ، إستمرار لما حدث لأحداث الجنينة الدامية .
تتزامن تلك التطورات في الجانب العسكري مع أوضاع معيشية بالغة السوء علي طول البلاد وعرضها مع إنعدام وزيادات في أسعار السلع الأساسية وعلي رأسها دقيق الخبز، والغاز والدواء والسكر .
من جهة أخري تتردي الخدمات في ظل وضع بيئي وصحي أقل ما يوصف به بأنه منهار ، أصبح مهددا حقيقيا لحياة المواطنين وللصحة العامة .
رغم كل تلك المعاناة يمضي النظام الديكتاتوري علي ذات منهجهه القمعي عبر برلمانه الحزبي نحو الحل الأمني مع معارضية السياسين بتعديل القانون الجنائي لسنة 1991 وبفاشية توضح طبيعة النظام الذي إستهدف من خﻻل هذه التعديلات التشديد علي عقوبة ما يسمي بالشغب وهو يعني بها الإحتجاجات الشعبية لتصبح العقوبة خمسة سنوات بدلا عن ستة أشهر بالإضافة لملحقات إضافية لتبلغ العقوبة عشر سنوات في إتجاه المزيد من خطوات التنكيل والتخويف للمعارضة ولكل من يفكر في الخروج للشارع .
لم يكتفي برلمان الحزب الذي إستمرأ إجازة التشريعات المقدمة له وبكل همة ونشاط ليضيف لسجلة المخزي قرارا آخر بإجازة قيام سدود الخراب والتييه الاقتصادي والهندسي ، والتي تقتلع أراضي المواطنين وتهلك الزرع والضرع والتراث والثقافة من أجل حفنة ريالات الإستجداء من أجل توظف عائداتها لصالح قوي الطفيلية المرتبطة بالنظام .
من جهة أخري وإستكمالا لتكميم أفواه أبناء شعبنا أقدمت الأجهزة الأمنيه بإحتلال نادي المحس ظهر يوم أمس بالديوم الشرقية وفض اللقاء التفاكري لمناهضة قيام سد كجبار وإعتقال بعض الناشطين .
إن منهج النظام في إنتهاج مبدأ الحل العسكري مع المعارضة المسلحة والحل الأمني في مواجهة الأحزاب السياسية يؤكد علي أن الإنقاذ هي الإنقاذ لم تتبدل ولن تتراجع عن منهجها الإقصائي وأن إستمرار النظام في سياساته الديكتاتورية يضحد فكرة الحوار والحل السياسي الشامل.
وهي فرية يريد بها النظام أن يكسب الوقت ويضلل معارضية لضمان إستمراره في السلطة .
إننا علي ثقه وندرك يقينا أن شعبنا وبوعية وبحكم تجاربه المجيدة في مواجهة الديكاتوريات أنه قادر بقيادة قواه الحية في إحداث الفارق والإنتصار لحقوقه المطلبية والسياسية العادله . ويدرك أن مسرحية الحوار الإنقاذي مرفوضة تماما.
إن قوي الاجماع الوطني تؤكد ومن جديد بأن لا سبيل أمام شعبنا وقواة الحية سوي إسقاط النظام وتصفية وتفكيك مرتكزاته السياسية والإقتصادية والأمنية ، كمدخل لمعالجة آثار الديكتاتورية وعلي رأسها تحدي وقف الحرب وإستعادة الديمقراطية وتحقيق السلام والعدل والتقدم .
إن هذا الواجب الوطني يتطلب الكثير من التضحيات والتنظيم ووحدة الهدف لتحقيقة وإنجازه عبر كافة وسائل العمل السياسي السلمي.

قوي الاجماع الوطني
22 يناير 2016