الخميس، 18 فبراير 2016

جيلاني: تجاوزات مالية بقيمة مليار جنيه بالغرفة القومية للبصات


كشف ممثل أصحاب البصات السفرية، محمد حسن بخيت جيلاني، عن تقدمهم بطعن أمام مسجل تنظيمات العمل السوداني، بزعم حدوث تجاوزات مالية في الغرفة القومية للبصات السفرية تبلغ 976.965 ألف جنيه، بينما رفض رئيس مجلس إدارة الغرفة الاتهام.
وفصّل جيلاني في حديث لبرنامج “صدى الأحداث” الذي بثته قناة “الشروق” ليل الأربعاء، إن أصحاب البصات السفرية تقدموا بطعن للمسجل ضد الغرفة القومية يفيد بتجاوزات مالية تبلغ 976.965 ألف جنيه، موثقة بالمستندات على حد قوله.
وأشار إلى تشكيل لجنة بتاريخ التاسع من فبراير 2015 برئاسة خالد حسين أحمد، وعضوية كل من عمر عبدالرحيم، وصالح عباس، وعوض عبدالكريم، أعدت تقريرها بشأن التجاوزات وسلمت نسخة منه لاتحاد غرف النقل السوداني، ونسخة أخرى للمسجل والغرفة القومية.
شرعية الغرفة
وشكّك جيلاني، في شرعية الغرفة القومية وفي لائحة عملها. وقال إن اللائحة الحالية للغرفة مطعون فيها أمام مسجل تنظيمات العمل، مبيناً أنها أُجيزت قبل تاريخ موعد انعقاد الجمعية العمومية، بجانب عدم وجود هيكلة إدارية داخل الغرفة.
وأعلن جيلاني، رفض عدد من أصحاب البصات السفرية لنظام “المداورة” الذي طرحته الغرفة القومية للبصات.
وبالمقابل، رفض رئيس مجلس إدارة الغرفة القومية لأصحاب البصات السفرية، د. محمد خير صالح، الاتهام الذي ساقه ممثل أصحاب البصات، وترك الأمر للبت فيه من قبل مسجل تنظيمات العمل بوجود تجاوزات مالية من عدمه، مشيراً إلى أن أصحاب البصات حال إثباتهم وجود تجاوزات مالية ستكون هناك محاسبة للمخالفين.
وفنّد مزاعم تشكيك أصحاب البصات في شرعية الغرفة، منوهاً إلى أن عضوية الغرفة تتكون من 345 عضواً وأن المعارضين لا يتجاوز عددهم 20 عضواً.
ودافع صالح، عن إيجابيات نظام “المداورة” باعتبار أن السوق حدث فيها إغراق بعدد أكبر من المطلوب من البصات، فضلاً عن عدم وجود نظام، ما أفرز بدوره ظاهرة “الركّيبة” التي تتحصل 30% من قيمة الرحلة، ما تسبب في خسارة أصحاب البصات.
وأشار إلى أن نحو 30 شركة ترك ملاكها العمل وباعوا بصاتهم، وأن آخرين تسببت الخسائر في دخولهم السجون بسبب الشيكات على البصات.
شبكة الشروق

الأربعاء، 17 فبراير 2016

تظاهرة ضد استفتاء دارفور وتواصل الانتهاكات

أصيب اثنان من الطلاب بجروح واعتقل ثلاثة آخرون في مظاهرة لتجمع طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا احتجاجاً على استفتاء دارفور وتواصل انتهاكات حقوق الانسان ، أمس الثلاثاء .
وقال أحد القيادات الطلابية بتجمع روابط طلاب دارفور لـ(راديو دبنقا) ان الطلاب خرجوا من مبني جامعة أم درمان الإسلامية بعد مخاطبة أقاموها هناك حول ما يجري في دارفور. وأوضح أن الطلاب حملوا لافتاتهم في مظاهرة سلمية حتى سوق الشقلة حيث انضم اليها المواطنون .
وأضاف أن الأجهزة الأمنية اعتدت على المتظاهرين بقنابل الغاز واعتقلت ثلاثة طلاب على الأقل، وأصيب طالبان آخران بجروح متفاوتة.
دبنقا

تضامن واسع مع صحيفة (التيار)

احتشد المئات من الصحفيين ، بمشاركة رموز سياسية ومدنية ، فى وقفة تضامنية مع صحيفة (التيار) ، بمقرها بالخرطوم ، أمس الثلاثاء.
وحمل الصحفيون ورددوا هتافات تدعو لحرية الصحافة .
وكان جهاز الأمن علق في 15 ديسمبر 2015 صدور (التيار) إلى أجل غير مسمى.
وأوضح الاستاذ / عثمان ميرغني، رئيس تحرير (التيار)، تماطل الحكومة في الرد على المحكمة الدستورية التي طلبت توضيح أسباب التعليق، وقال إن السلطات ردت على المحكمة بعد مرور 65 يوماً من قرار التعليق طالبة إعطائها مهلة الرد، مما يؤكد انها تزمع لمزيد من التسويف وكسب الوقت.
وأضاف عثمان ميرغني ان القضية ليست في ايقاف (التيار) وحسب وإنما أزمة بلد بأكمله وان إيقاف الصحيفة ما هو إلا عرض لمرض عدم احترام الدستور والقانون .
وألمح لضلوع الاجهزة الامنية في مهاجمة مقر الصحيفة والاعتداء عليه في يوليو 2014 عبر خطة عسكرية محكمة.
وحول الخطوة القادمة قال عثمان ميرغني إن الوقفة الاحتجاجية مجرد بداية لخطوات وسيعقبها فى أقل من أسبوعين دخول جميع صحافى (التيار) فى إضراب عن الطعام بمشاركة عدد من الساسة على رأسهم د.مريم الصادق نائب رئيس حزب الأمة وذلك ليس فقط لاستعادة صحيفة التيار وإنما لاستعادة حرية الشعب السودانى فى التعبير عن نفسه.
وحظيت الوقفة التضامنية بمساندة عدد من قادة الأحزاب السياسية ، من بينهم رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، ونائبة رئيس حزب الأمة د. مريم الصادق المهدي، والأمين العام للحزب الناصري ساطع احمد الحاج ، والمسؤول السياسي لحركة (الاصلاح الآن) اسامة توفيق، ورئيسة الحركة الليبرالية ميادة سوار الدهب.
وتحدث ممثل شبكة الصحفيين السودانيين، الاستاذ / خالد احمد، مؤكداً ان إغلاق صحيفة التيار امتداد للهجوم الحكومي على الحريات الصحفية في البلاد ، مطالباً بايقاف الاجراءات التعسفية في مواجهة الصحافة.
وكان اللافت تضامن رئيس اتحاد الصحفيين الحكومى الصادق الرزيقي مع (التيار) ، وحديثه فى الوقفة قائلاً (عندما تقمع الصحافة ويوضع عليها ميسم السلطة يراد منها صحافة خانعة).
حريات

عشرات المعتقلين والمصابين ، ولكن رسالة النوبيين تصل



رغم الحشود الأمنية الكثيفة ومحاصرة المنطقة حول فندق السلام روتانا بالخرطوم ، تمكن النوبيون من تنظيم وقفتهم الاحتجاجية التى دعت لها لجان مناهضة السدود (الشريك ودال وكجبار) ، ظهر اليوم الاربعاء ، امام الفندق حيث الملتقى الاستثمارى لتمويل سدود الخراب والفساد .
وواجهت الأجهزة الأمنية المحتجين بالعنف المفرط ، فاعتدت بالضرب على اعداد كبيرة ، من بينهم وزير الخارجية السابق السفير / ابراهيم طه ايوب ، والمفكر الدكتور / محمد جلال هاشم ، ومولانا عباس توفيق ، والناشط / مؤمن صلاح عبد الله (من ابناء كسلا المتضامنين – مرفق صورة اصابته).
كما اعتقلت أجهزة القمع العشرات من المحتجين ، توفرت اسماء بعضهم ، وهم : د. صلاح شرف الدين ، د. محمد جلال هاشم ، مى فيصل – رئيسية اللجنة الشبابية لمناهضة سدى دال وكجبار – ، تهانى قاسم ، نبيل حافظون ، طه محمد على ، ميناس محمد على ، مشهد داؤود ، محمد عبد الغنى ، محمد ابوبكر ، شاهيناز جمال ، جوليا فكرى ،الفاتح عبد اللطيف نصر ، سيد أحمد عبد الجليل ، فاطمة مصطفى خليل ، فاطمة عبدالله ، د. صباح كيلا ، قيس محمد اسماعيل ، محمد ابوبكر حامد ، نجم الدين البصيري، عبد الحليم فضل عثمان ، مصطفى محمد عبد الغفور ، امين عبد القادر ، احمد حسن عبد الجليل ، آمنة عثمان ، اعتزاز سيد احمد ، السر عثمان ، ياسر خضر ، مبارك الكامل ، أحمد النقر ، سعدية الشيخ . واعتقل غالبهم بقسم شرطة السوق المحلى .
وأكد تصريح صحفى لاعلام اللجنة الدولية لإنقاذ النوبة ومناهضة السدود عصر اليوم اطلاق سراح غالبية المعتقلين ، فيما لا يزال ثمانية على الاقل معتقلون ، وهم : د. محمد جلال هاشم ، جوليا فكري ، فاطمة عبدالله ، اعتزاز سيد احمد ، محمد عبدالغني ، تهاني قاسم ، صباح عثمان ، نجم الدين البصيري.
وقال الأستاذ عاطف عبدون الناطق الرسمى باسم اللجنة الدولية للمناهضة لاذاعة (كدنتكار) ان المحامين والمتضامنين سيتجهون الى مراكز اعتقال المحتجين للاطمئنان عليهم والسعى لاطلاق سراحهم .
وعلق متداخلون من النوبيين بمواقع التواصل الاجتماعى على الوقفة الاحتجاجية مرددين (ياتو بنادق بتمنعنا العديل والزين) فى اشارة الى انه رغم القمع والتنكيل فقد نجحت اصوات هتافات النوبيين فى الوصول الى مسامع الممولين بفندق روتانا .
وأكد النوبيون ان الاحتجاجات ستتواصل حتى هزيمة سدود الخراب والفساد ، ودعوا القوى الديمقراطية من كافة الاقاليم لتصعيد التضامن معهم فى قضيتهم العادلة وللدفاع عن اصل حضارة البلاد ومصدر فخرها .
حريات

الاثنين، 15 فبراير 2016

عندما تعيد بناء الانسان تعيد بناء السودان أيضاً

(عصام محمد عبدالقيوم – فيسبوك)‏
كان ﺍلأﺏ ﻳﺤﺎﻭﻝ أﻥ ﻳﻘﺮأ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪة ..ﻟﻜﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻣﻀﺎﻳﻘﺘﻪ … ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻌﺐ الأﺏ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﻗﺎﻡ بإخراج ورقة ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻮﻱ على ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟسودان فمزقها ﺍﻟﻰ أﺟﺰﺍﺀ ﺻﻐﻴﺮه ﻭﻗﺪﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ إﻋﺎﺩﺓ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ ﻇﺎناً أﻧﻪ سيبقي ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺸﻐﻮلاً ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ..
إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ إﻟﻴﻪ ﻭﻗﺪ أﻋﺎﺩ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ …
– ﻓﺘﺴﺎءل ﺍلأﺏ :
ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ أﻣﻚ ﺗﻌﻠﻤﻚ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ؟ !!!
فرﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗﺎئلاً : ﻻ .. ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻮﺭﺓ إﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍلآﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻋﺪﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻋﺪﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟسودان أيضاً ….
– كانت عبارة عفوية – ولكنها كانت العبارة الأجمل حتى الآن …
(عندما أعدت بناء الانسان أعدت بناء السودان أيضاً )
فالأهم بناءُ الإنسان ، كيف يمكن ان نبنى الانسان
بالتدريب
بالتعليم
بالصحة
بالامان
بالقيم
مساء الانوار المشعة …واخصكم بهذا الاشعاع الباهر :
(عندما أعدت بناء الانسان أعدت بناء السودان أيضاً).

وزير الصحة : لا نستطيع وقف هجرة الأطباء


قال وزير الصحة السوداني بحر إدريس أبوقردة، إن وزارته لا تستطيع وقف هجرة الكوادر الطبية، متعهداً بوضع سياسات تساهم في تنظيم الهجرة وحفظ حقوق الدولة والأطباء، حاثاً الدول الصديقة على الوقوف مع السودان للفائدة المشتركة من هذه الكوادر.
وناقش اجتماع موسع في حاضرة ولاية البحر الأحمر مدينة بورتسودان، يوم الأحد، ضم وزراء الصحة بالولايات المشكلات التي تعترض النظام الصحي في السودان، بمشاركة ممثلي وكالات الأمم المتحده العاملة في المجال الصحي.
وكشف أبوقردة عن ترتيبات لانعقاد مجلس القومي للتنسيق الصحي منتصف مارس المقبل من أجل التنسيق في القطاع الصحي، مؤكداً أن إصلاح النظام الصحي هو جزء من برنامج إصلاح الدولة.
وأعلن اعتماد عدد من الأوراق ستطرح خلال مجلس التنسيق، تشمل قضايا التمويل والهجرة، آملاً في الخروج برؤية متكاملة لتقوية النظام الصحي في السودان.
وأشار إلى الشراكة القائمة مع الصندوق القومي للتأمين الصحي لمعالجة قضايا التمويل، كما أشار إلى عدد من الاتفاقيات سيتم التوقيع على بين وزارته ووزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، متمثلة في الصندوق القومي للتأمين الصحي لمعالجة قضايا تمويل العمل الصحي كافة.

لجنة قومية
وأكد الوزير التزام وزارته بتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية بتعيين الكوادر الوسيطة في كل الولايات، مشيراً إلى إنشاء لجنة وزارية قومية لمتابعة تنفيذ القرار. وقال إنه خلال الربع الأول سيتم تعيين 75% و25% خلال بقية العام الحالي.
ورأى أن "السودان يتعرض لظلم في القطاع الصحي بالحصار المفروض عليه الذي يؤثر في الصحة، وندعو لرفع الحصار لاستفادة من دعم المجتمع الدولي، ونعلن موافقتنا على التوصيات كافة التي تصدر في هذا الاجتماع".
من جهته، أوضح وكيل وزارة الصحة عصام الدين محمد عبدالله أن وزارته سبقت الوزارات كافة في عقد مثل هذه الاجتماعات، ودرجت على عقدها دورياً، وضمت وزراء الصحة بالولايات والمديرين العامين لمناقشة قضايا السياسات الصحية، وسياسة تمويل القطاع الصحي.
وأضاف أن الاجتماع سيناقش مشروع برنامج مكافحة الملاريا الذي أجازه مجلس الوزارء مؤخراً، وتدعمه الدولة بمبلغ 100 مليون سنوياً، إضافة لمبادرة العواصم النظيفة، داعياً الولايات لتتبنى هذه المبادرة لتصبح كلها مثل مدينة بورتسودان.
ودعا إلى التوسع في معامل الصحة العامة بالولايات وإكمال النقص في المعامل بالولايات، فضلاً عن مشروع الإسعاف القومي وخلق شبكة من الإسعاف تغطي كل خدمات الرعاية الصحية، إضافة لمراجعة التقدم في البرامج القائمة، والتوسع في خدمات الرعاية الصحية وأكاديمية العلوم الصحية، ومشروع استبقاء الاختصاصيين.


شبكة الشروق

السودان.. المهددات الثلاثة

أكتب هذا المقال بصدقٍ متناهٍ وخوفٍ متعاظم ونظرة متجردة من كل شيء إلا من حب السودان وسلامة مواطنيه الطيبين الأغنياء من التعفف، وأبدأه بحكمة عميقة وقصة طريفة.. الحكمة من أهلنا الأعزاء في دارفور والتي تقول: (دنيا دبنقا دردقي بشيش) والدبنقا كما هو معلوم إناء الفخار القابل للكسر بسهولة، والطرفة (أن لصاً سطا على منزل (عزَّابة) وجدهم حوالي الثمانية نائمين في الحوش في السراير في صيف حار، دخل الغرفة مطمئناً وجمع منها كل ما يستطيع حمله وعندما همّ بالخروج وفتح باب الغرفة نظر الى السراير ووجدها خالية من أفرادها، أغلق الباب وهو في الداخل وأحكم قفله، وصار يصيح بصوتٍ عالٍ أنا الحرامي.. أنا الحرامي تعال يا بوليس حِلّني من الورطة دي) الحكمة الدارفورية وطرفة الحرامي مع العزابة تناديان بالمرونة في المواقف والتمهل والصبر في إدارة الدولة مع التحسب للجالسين الصامتين المراقبين، وهم على الرصيف مشرئبين للتحرك مع أية موجة فوضى أو رياح تغيير، ومخرجات وتوصيات الحوار المجتمعي ومداولاته الشفافة العنيفة تؤكد ذلك وتؤكد وجوب الالتزام بتنفيذها كما وعد الأخ الرئيس في صدق وقوة أكثر من مرة.

نبدأ بتشخيص الداء وحصره في ثلاثة مهددات فقط:
أولاً: مشكلة دارفور منذ اندلاع أزمة دارفور في العام 2003 حتى اليوم لم تنعم دارفور باستقرارها العظيم في الماضي قبل 2003 م.. بالرغم من كسر شوكة الحركات المسلحة وإضعافها واستقطاب عناصر محاربة خاصة بعد اتفاقات الدوحة، إلا أن الحقيقة الماثلة أن النازحين وهم قرابة المليونين ونصف المليون لم يعودوا الى مناطقهم وممارسة حياتهم الآمنة كما كانت، بل تزداد أعدادهم بسبب التفلتات المتفرقة ومواصلة الحروب خاصة في جبل مرة- أدت الصراعات القبلية والمواجهات الدامية أقواها كانت بين المعاليا والرزيقات التي راح ضحيتها أكثر من خمسمائة شخص في أيام قليلة، وفي الوقت نفسه ما زال الصرف كبيراً على الأمن، إذ أن قوات الأمن ما زالت في حالة استعداد عالٍ.. تغيرت الأوضاع كثيراً في الجانب العسكري لصالح القوات المسلحة، وتمت زيادة الولايات من ثلاث الى خمس، وتم تبديل الولاة وإنشاء السلطة الاقليمية في دارفور.. كل هذه التغييرات لم تحسن وضع النازحين واللاجئين وهو ما يهم المجتمع الدولي، وقد يدعوه ذلك الى تدخل أكبر وأشمل – الشيء الوحيد الذي لم يتم تغييره هو إعادة دارفور الى اقليم واحد وإلغاء الولايات الخمس، خاصة وأن مؤشرات الاستفتاء تشير الى الحفاظ عليها بوضعها الراهن، وذلك نسبة لدعم الحكومة ومجموعات دارفور التي والتها مؤخراً في هذا التوجه.. أما المطالبون باقليم واحد هم كل الحركات المسلحة في الخارج وحزب التحرير والعدالة برئاسة السيسي والنازحين خاصة من جبل مرة.. المطالبون بالولايات الخمس ينظرون فقط الى مصالح مناطقهم دون أي اعتبار لدارفور الكبرى التي كانت في يوم ما سلطنة ذات سيادة انضمت للسودان عام 1916م.. والحكومة في استراتيجيتها لإضعاف حركات دارفور المدنية والمسلحة تسعى الى الحفاظ على هذا التباين والتشظي وقد يطالب آخرون بمزيد من الولايات خاصة في شمال دارفور- عدم استتباب الأمن واستقرار النازحين طوال الأعوام التي أعقبت اتفاقات الدوحة يؤكد أن المتغير الوحيد الذي لم يُجرَّب هو إعادة دارفور الى اقليم واحد.. النظرة المتجردة وبعيدة عن المصالح الشخصية الضيقة والاستراتيجيات غير السليمة وغير المستدامة، تكشف عن ضرورة إعادة دارفور الى اقليم واحد للأسباب الآتية:
أولاً: الاقليم الواحد يحقق أهم مطلب للحركات المسلحة والناشطين الدارفوريين في الخارج والداخل، وبتحقيقه سوف تنتفي بدرجة كبيرة أسباب المعارضة والاغتراب، وتسود ثقة مطلوبة للمعارضين تجعلهم ينخرطون في الحوار الوطني لمناقشة بقية التفاصيل الميسورة ولا اختلاف مبدئي عليها بين كافة الأطراف.
ثانياً: عودة دارفور لاقليم واحد يزيل كل الأطماع القبلية في الاستفادة من الثروات التي بدأت تتكشف في مناطق محددة في دارفور، وبذلك تخمد قنابل النزاعات القبلية الدامية مثل ما حدث مؤخراً بين المعاليا والرزيقات، إذ ستكون الثروات في أية بقعة من بقاع دارفور نعمة مشتركة لكل مواطني الاقليم بغض النظر عن مكان تواجدها، وبذلك تنتفي أهم أسباب المواجهات القبلية الدامية التي ظهرت مؤخراً.
ثالثاً: تخفيض تكلفة الحكم الباهظة بنسبة لا تقل عن 50% يمكن أن توجه الى بنود تجويد الخدمات والتوزيع العادل لللثروة والخدمات الأساسية، ولإزالة أية تشوهات بسبب عدم اتساق الحكم الفدرالي يعاد تقسيم كل السودان الى أقاليمه السابقة، وبذلك ينتفي تفرد دارفور الكبرى في حكم مختلف عن باقي السودان.
المهدد الثاني هو عدم استقرار المنطقتين- جنوب كردفان والنيل الأزرق، واللتان بلغ فيهما عدد المتأثرين مليون ومائتي ألف شخص- حسب تقارير الأمم المتحدة- يتم حسم هذا الأمر وإبطال مفعول قنابله بالالتزام بتطبيق القرار 2046 الأممي، والذي فيه تنفيذ الاتفاقية الإطارية – والإطارية هذه في بنودها المهمة تطالب بوقف الحروب، وحل قوات قطاع الشمال ودمجها في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، مقابل السماح لها بتكوين حزب سياسي وفق قوانين البلاد.. باقي البنود أشياء عامة تنادي بحل شامل لقضايا السودان، وهي ما يدور الآن بكل شفافية وحرية في مداولات الحوار الوطني السياسي والحوار المجتمعي، والاطارية ليست كلها في صالح قطاع الشمال، ولا هي خصم على ثوابت تزعج الحكومة، فقط يمكن إضافة اقليمين الى الأقاليم الستة القديمة ليصبح الحكم الفدرالي في ثمانية أقاليم بدلاً عن الستة.
لا داعٍ للإطالة والانزلاق في لزوجة مخططات لجنة امبيكي وضبابية مواقف الاتحاد الأوروبي وأمريكا (هات من الآخر- دايرين اقليمين حسب اتفاقية نيفاشا وتكوين حزب سياسي، حِلِّوا قواتكم حتى نستوعبها لكم في جيش السودان القومي الواحد، وذلك في مدى زمني لا يتعدى الستة أشهر وكفى الله المؤمنين القتال).
المهدد الثالث وهو التدهور الاقتصادي الناجم عن الحصار والعقوبات الأمريكية المعلنة، وحصار الاتحاد الأوروبي غير المعلن في ظل تردد وتباطؤ الأخوة العرب في دول الخليج في تقديم الدعم النقدي العاجل المنقذ للسودان من الانهيار الاقتصادي الكامل، كما فعلت تلك الدول مع النظام المصري الجديد بقيادة المشير السيسي فور انقلابه على حكومة الاخوان المسلمين المنتخبة ديمقراطياً.. إذ قامت بدعمه في أيام قليلة بحوالي 12 مليار دولار.. يجب أن تعلم هذه الدول أن السودان اليوم لا يملك أي مصدر لعملات أجنبية بسبب تدني انتاج وأسعار البترول، وصادرات الزراعة بشقيها النباتي والحيواني، وفقدان الحكومة السيطرة على انتاج وصادر الصمغ العربي، وضعف سيطرتها على ثروات التعدين خاصة الذهب الذي هو الآن تحت نشاط التعدين الأهلي والشركات الخاصة.. يجب أن تعلم هذه الدول أن انهيار السودان ودخوله في فوضى يؤثر مباشرة في أمنهم وسلامة أراضيهم ومواطنيهم بحكم موقعه الاستراتيجي، لكن يبدو أن هناك أسباباً غير معلومة لنا في اتساق هذا التردد في الدعم العاجل للسودان مع مواقف امريكا والاتحاد الأوربي في مواصلة الحصار الاقتصادي المعلن وغير المعلن، وأن هناك شيئاً مشتركاً بين هذه المواقف.. ماذا يمكن أن يفعل السودان أكثر مما اتخذه الرئيس البشير في شجاعة وقوة بالانضمام الى الحلف السعودي المصري في اليمن والمشاركة الفعلية فيه، ثم قطع العلاقات التاريخية مع ايران، وأخيراً فتح الحدود بين الشمال والجنوب لدواع اإنسانية وإعلانه عن اقتراب وحدة البلدين.. أليس في ذلك مؤشر واضح بأن الأخ الرئيس يقود ويمضي في تغيير جذري في السودان، يضمن استقراره وسلامة مواطنيه وتماسكهم حتى يلعب دوراً مختلفاً في المحافظة على أمن المنطقة الملتهبة الآن.
يجب أن نعلم هذا الشيء المشترك الذي يجمع بين التلكؤ والدعم العاجل النقدي، وبين مواصلة الحصار الاقتصادي والعقوبات الأمريكية والأوربية، ويجب أن نُعْلِمهم أن السودان تحت قيادة البشير ماضٍ في تغييرات جذرية ومصالحة وطنية حقيقية، تظهره في وجه جديد يدعم استقرار المنطقة.
والله الموفق.

تقرير: عمر البكري أبو حراز
اخر لحظة