الخرطوم ـ «القدس العربي»:
تحت شعار «نحو عاصمة بيئية خضراء وتنمية مستدامة»، بدأ صباح أمس في الخرطوم مؤتمر البيئة الأول والذي تشارك فيه أكثر من (35) مؤسسة عالمية ذات صلة بقضايا البيئة، وتم التركيز على قيام السياج الأخضر حول العاصمة السودانية.
و أكد وزير البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية السوداني حسن عبدالقادر، أن السودان يمثل أكبر دولة يمر بها مشروع السياج الأفريقي بطول (1250) كيلو متراً، ويمر السياج في ولاية الخرطوم،إضافة لولايات كسلا، الجزيرة، النيل الابيض، نهر النيل، الشمالية وشمال كردفان.
وكان السودان قد خرج بمكاسب كبيرة من القمة الثالثة لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الوكالة الإفريقية للسياج الأخضر الكبير، والتي عقدت في شهر تموز / يوليو من العام الماضي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط حيث حصل على 20 مليون دولار من البنك الدولي ضمن دعم البنك للسياج الأخضر الكبير.
وتناول الوزير التدهور المريع فى غابات الساحل الافريقي والذي شمل مساحة مليوني هكتار، الأمر الذي يعزز الحاجة إلى عمل متكامل وشراكات واسعة من المجتمعات المحلية والمنظمات الأقليمية والدولية، وسرد جوانب من معاناة السودان التي تسبب فيها تدهور البيئة ومنها التصحر وتدهور الأراضي الزراعية وقلة الأمطار الناتجة عن التغيرات المناخية.
وأضاف هلال أن السياج الاخضر الافريقي يحقق مكاسب عديدة منها حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية.
وطالب عبدالرحمن الصادق ،مساعد رئيس الجمهورية، الدول الكبرى بالإيفاء بتعهداتها للدول النامية بخصوص الآثار السالبة للتغيرات المناخية المتزايدة من أجل تحقيق التوازن المطلوب
وقال إن بلاده تواجه تحد في توفير الغذاء و التنمية المستدامة التي تحفظ للأجيال المقبلة حقها من الثروات الطبيعية في البلاد.
وأوضح مستشار وزير البيئة الياباني، ياشودا هيروشي أن هذا المؤتمر يساهم في دعم الجهود الدولية الرامية لإيجاد الحلول لمشكلات البيئة وقدم المستشار ورقة حول علاقة الغابات والمياه، ارتكزت على ضرورة التصدي للتحديات البيئية التي تواجه العالم.
وقدمت دولة قطر تجربتها في بناء حزام شجري حول العاصمة الدوحة، والتي ارتكزت على خطة واضحة تم دعمها وتمويلها وشاركت في إنجازها جهات عديدة.
وقال أحمد محمد السادة الوكيل المساعد لشؤون البيئة في وزارة البيئة في دولة قطر، إنهم يقدمون تجربتهم في استخدام المياه المعالجة بهدف زيادة المساحات الخضراء ومنع الزحف الصحراوي والجفاف وتثبيت التربة وخفض آثار التغير المناخي ،لأجل الإستفادة منها في ولاية الخرطوم.
وناقش المؤتمر، الذي يختتم غدا الثلاثاء-، العديد من أوراق العمل ،بخصوص خطر التصحر في السودان وإقامة الأحزمة الشجرية، والطرق البيولوجية لمكافحة التصحر باستخدام الأحزمة الشجرية، ودور نباتات المسكيت في مكافحة التصحر، و قدمت سلوفاكيا ورقة حول تجربتها في مجال الأحزمة الشجرية.
ويقول الخبير في مجال البييئة الطاهر بكري إن المتغيرات الكبيرة التي حدثت في مجال المناخ أحدثت مشاكل خطيرة في الدول النامية وأدت لزيادة رقعة التصحر وتناقص المساحات المزروعة ونقص المراعي، الأمر الذي جعل العالم والمجتمع الدولي يلتفت لظاهرة التصحر ويسعى لتقديم مساعدات واضحة للدول المتأثرة ومن بينها السودان الذي ضرب التصحر فيه حتى وصل إلى مجرى النيل في الولاية الشمالية.
ويضيف أن السياج الأخضر هو أحد الحلول العالمية للحد من التصحر وقد أقرته جهات ومنظمات عالمية بعد دراسات فنية وافية ويرى أن هذا المشروع، إذا اكتمل بالطريقة التي وضع بها، سوف يخفف كثيرا من آثار ومضار التصحر،
ويقول إن مشروع السياج الأخضر يقوم في الأساس على الوعي الكامل بأهميته من قبل السكان المحليين الذين يمر بهم ويشدد على ضروة أن تقوم منظمات المجتمع المدني المحلية بدور التوعية ويرى أن ذلك لا يتم إلا من خلال شراكة فاعلة بين كل مكونات المجتمع ويعتبر أن هذه الشراكة هي الضامن الأوحد لنجاح هذه المشروع.
صلاح الدين مصطفى