الخميس، 31 مارس 2016

وزيرة التربية في السودان تقر باستخدام “الأجانب” لتقنية حديثة في امتحانات الشهادة

أقرت وزيرة التربية والتعليم بالسودان، سعاد عبد الرازق، باستخدام الطلاب الأجانب الذين تم ضبطهم في محاولات غش خلال سير امتحانات الشهادة الثانوية، لتقنية حديثة لم تكن معهودة في هذا المجال، مؤكدة تجاوز الامتحانات للمراحل كافة بصورة صحيحة.
وقالت الوزيرة، خلال تقديمه لتقرير عن سير امتحانات الشهادة السودانية لمجلس الوزراء في جلسته يوم الخميس، إن تشديد الرقابة ساهم في ضبط مجموعة من الأجانب الذين حاولوا تسريب الامتحانات عبر تقنية حديثة لم تكن معهودة بالمجال.
وأكدت أن التعامل معهم سيكون وفقاً الإجراءات القانونية، مؤكدة نجاح امتحانات الشهادة السودانية وتجاوزها المراحل كافة التي اكتملت بصورة صحيحة، ونفت أي اتجاه لإعادة الامتحانات.
وأضافت الوزيرة قائلة “ما تم تداوله في هذا الأمر غير صحيح”، مشيرة إلى أن حالات قليلة جداً من الغش سيتم التعامل معها وفق لائحة امتحانات السودان.
وأشادت بدور الأجهزة الأمنية والشرطية ولجان رقابة الامتحانات في تأمين وإنجاح امتحانات الشهادة السودانية. وشدَّد على أن التعامل مع الأجانب سيتم وفق القوانين والأعراف الديبلوماسية المتعارفة عليها.
smc

ضبط مركزين آخرين لبيع الشهادة الثانوية السودانية في مصر !

كشف سيد عطا، رئيس قطاع التعليم بوزارة التعليم العالي، إنه تم ضبط مركزين في كفر الشيخ لبيع شهادات الثانوية العامة السودانية وتوجيه الضبطية القضائية لهما، موضحاً أنه صدر قرار بغلق تلك المراكز .
وأضاف “عطا” خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “صح النوم” ، أمس الاربعاء ، أن وزارة التعليم العالي حذرت الطلبة من السفر إلى السودان للحصول على شهادات الثانوية العامة السودانية، مشيراً إلى أن الوزارة لا تملك حالياً إلا الضبطية القضائية للسيطرة على تلك المراكز.
وبرغم انتشار فضيحة بيع امتحانات الشهادة الثانوية السودانية وامتدادها إلى خارج حدود البلاد ، قال عبد الهادي دياب ، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم في البلاد ، في تصريحات صحفية أمس : (لا توجد أي مبررات حتى الآن لإعادة الامتحانات أو ورقة منها).
وسبق وكشفت الأجهزة الأمنية عن القبض على (117) طالباً أجنبياً دون التصريح باسم أي مسؤول سوداني في فضيحة بيع الامتحانات .
حريات

الاستفتاء: استحقاق دستوري ام إخفاق سياسي وعجز تنموي واداري؟

كم مرة رفع ساسة بلادي إصبع التوحيد معلنين براءتهم من الشرك بيد أنهم قد جحدوا الحق أهله واستيقنت انفسهم حقيقة أن "تزوير إرادة الشعوب هو أسوأ انواع الزور." أنظر حرصهم على "الاستحقاق الدارفوري" لشعب دارفور وهم قد اهانوه، وقتلوه وشروده، أفقروه، بل أوصلوه حد اليأس من المستقبل الرائع الجميل (أنظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثمأ مبينا)! لا أود في هذه السانحة الدخول في مناحي تأويلية قانونية لوثيقة الدوحة فجل ما تصبو إليه أي اتفاقية تحقيق العدل للمجني عليه واتخاذ التدابير اللازمة لصيانة كرامته في المستقبل. لكنني اود ان الج إلى نفسية "النخب المركزية" التي خبرتها وخبرتها الشعوب السودانية من خلال تعاملها مع الهامش خاصة دارفور في الستين عاما الماضية. هم يريدون ان يقتلعوا دارفور من مرتكزاتها الوجدانية والتاريخية، لأنهم أحسوا بأننا سنستعيد وحدة هذا الشعب ولو بعد ألف عام. فهم، أي هؤلاء المارقين، إنما ارادوا قطع الطريق علي الاجيال القادمة باستحداث نظما إدارية تجعل من الصعب استعادة الوحدة وإن استحدثت كآفة التدابير السياسية، فالوثيقة شيء ومحو الذاكرة الجمعوية شيء أخر: الأول يتم تداركه بالحوار والاخيرة تجعل من شعب دارفور شعبا ملحقا ليس له قرار.
إن العصابة تريد ان تقتلع شعب دارفور من الفضاء الصوفي المغاربي وتلحقه بالفضاء السلفي السني، هم يريدون ان يلحقونا بالفضاء المشرقي المفعم بروح الاستبداد ونحن نريد ان نستلهم قيمنا الإنسانية من حضارتنا النوبية التي هي أم الحضارات الافريقية، هم يستنكفوا ان تلحق دارفور رغم مكونها العربي العتيق بالفور ، ونحن نقول لهم ان الانتماء إلى جهة هي انتماء ثقافي ومجتمعي وليس انتماء عرقي، وإذا كان انتماء عرقيا فنحن نعتز بزنجيتنا ولا نراها ضرة لعروبتنا، "وما نود تأكيده وتوضيحه بهذا الصدد هو ان الكيان الوطني، (الجيوسياسي) الذى ننتمى اليه الآن، والمعروف باسم " جمهورية السودان"، كما يقول الاستاذ حامد علي محمد نور "انما تشكل فى الواقع نتيجة دمج استعماري لدولتين افريقيتين مستقلتين هما دولة الفونج ودولة دارفور. هذه الحقيقة التاريخية لا يجب تناسيها او التغافل عنها، بل وضعها في الاعتبار. وعلينا ان نحرص على تلك الحقيقة التاريخية فهي قد ظلت وستظل راسخة في وعي ووجدان انسان دارفور، وأن كانت مهملة وساقطة من الوعى الجمعى لأنسان الوسط والشمال النيلى، الذى اصبح كأنما لا مرجعية تاريخية ووطنية له يعتد بها غير سنار ودولة الفونج (الاموية)" (لا للاستفتاء، مقال للأستاذ حامد علي محمد نور، مارس 2016)!
هم يريدونا، أي هؤلاء الواهمين، ان نيمم وجوهنا صوب "العاصفة"، ونحن نريد ان نقى انفسنا شر التهلكة التي هي نصيب كل من دار في فلك الآخرين وأهمل أهداف وغايات بلده الاستراتيجية. لا نحتاج استجداء أي عباءة أو عقال (وقد بات جليا ان الانظمة الثيوقراطية بشقيها السني والشيعي هي وبال علي الاسلام والانسانية)، فنحن أغنياء في كل ما نحتاجه هو رؤية مستقبلية، وخطة استراتيجية وقدرة مؤسسية. إن ميزة السودان الاستراتيجية هي في الزراعة، فيجب ان ترصد كل الطاقات للإسهام النوعي في إحداث هذه الطفرة علميا وليس غوغائيا. لا يعقل ان ترصد الدولارات للكريمات، في وقت تعجز فيه الشركات عن استيراد التركترات. بل لا يمكن ان تسع نخب المركز لاستثمار أراضي النيل الأزرق، وجنوب كردفان ودارفور وهم يضربون سكان الأرض الأصليين بالطائرات. وقد تهمل القوى الكبرى العبث الذي تقوم به العصابة العنصرية، لكنهم يجب ان يعوا جيداً ان انفجار دارفور يمكن ان يؤدي إلى انفجار الحزام السوداني بأكمله. لا يمكن لمسؤول يتمتع بأي حسي وطني ان يضحي بالأمن الاستراتيجي لبلده مقابل حفنة من الدولارات يتلقاها لتمرير سلاح: أمننا الوطني هو الخط الأحمر وليس أوطان الأخرين.
إن جل ما تسعى إليه النخب المركزية هو إضعاف موقف دارفور التفاوضي إذا ما قدر للسودانيين يوما ان يجلسوا في مؤتمر للحوار (وليس مضيقا للخوار الذي يجري هذه الأيام). ولذا فهم يفندون كل ما من شأنه ان يكسر حلقة الانعزال الفكري، الطبقي والمكاني ويقوضون أي رابطة مدنية من شأنها ان تعزيز الثقة بين الأساس إنسان والانتقالي. إن حالة الاستلاب الثقافي التي تعيشها النخب الدارفورية، تلك النخبة التي تجلس في برلمان يصادق على قتل أهاليهم، يفسره بؤس المقررات التعليمية وعدم قدرتها على إيجاد وحدة شعورية، بل عجزها عن استبصار وحدة حضارية بناءة. من الناحية الأخرى، فإن غياب قنوات لممارسة الحق السياسي ديمقراطيا، قد أعطى بعض القيادات الميدانية شرعية ثورية لن تعفهم من محاولة الحصول يوما ما على التفويض الشعبي طوعياً. وإذا اعترفنا بأن المركز قد نجح في دق إسفينا بين الحركات والمجتمع المدني الدارفوري (ما جعلنا نسعى لتقريب الشقة ونجد في التقلب على الهوة طيلة هذه المدة)، فإنا لا نجد مبررا لأي قائد ثوري للاستعانة بشخصية رجعية هي سبب الكوارث التي حلت بالشعب الدارفوري لا الأمة السودانية فقط.
يمكن ان تتعامل مع شخص بينك وبينه خلاف فكري، لكنك يجب ان لا تتعامل مع شخص بينك وبينه خلاف أخلاقي، انسان خان ضميره وإرتهن ارثه وماضيه. إن الكهنوت غير مؤهل أخلاقيا لكي ينوب عن الجبهة الثورية في كتابة خطاب، اي خطاب، ناهيك أن يكون خطاباً معول عليه في دحض أباطيل المركز العنصرية، تبيان مدي تنكبه علي المواثيق، إيهامه بنموذج ماضوى، واختطافه للسودان إرثا وحضارة وثقافة وشعبا، إرفاده بمحور هامشي، الإمعان في تقسيمه وإضاعة حدوده، إلى أخر الأمراض التي بذرت الديمقراطية الدينية بذرتها واوغلت الامبريالية الإسلامية في حصاد غلتها. من الاجدى للنخب الدارفورية، سياسية كانت أم عسكرية، ان تعترف بإخطائها وان تبتلع مرارتها، على أن تستمر في المحاولة لاستجداء المركز عبر رموز هلامية. من ناحية مبدئية فإن الثورية تسقط عن من ينحي هذا المنحى، من ناحية عملية فإن الاحرف التي يسطرها قلم الكهنوت هي أحرف بلا روح، ولذا فهي لن ترى النور.
إن من أجل اسهامات الانقاذ -- وإن اختلفت الغايات -- هو خلخلتها، للصواميل الأربع التي كانت وما زالت تسند ماكينة المركز وهي من عجب ذات الصواميل التي تسندها على عوج اليوم. يحلو لبعض أبناء الريف المتحمسين أو أبناء المركز الماكرين أن يقولوا أن قوات الدعم السريع هي التي تدعم النظام وهي من يبقى عليه (وهم بذلك انما يروجون للشائعات التي يبثها جهاز الأمن الوطني؛ فمن الاسهل للجمهور ان يصب جام غضبه على "الآخر" على ان يمتلك الشجاعة لمواجهة المدبر الحقيقي للجريمة. وليس حوادث سبتمبر منا ببعيد!). وهم إنما يتناسون ان "الوعي الجمعي للمركز" متمثلا في العسكر المرتشين، والفقهاء المفسدين، والساسة الطائفيين، والرأسماليين الانتهازيين، هم من يطيل عمر الانقاذ مخافة ان تقام عليه سنن الكون (ولقد ارسنا من قبلك فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين اجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين). هناك تنسيق بين هذه النخب وإن تباينت ايدولوجيتها، وخط متصل وينفصل ليقوَم فصول المسرحية التي افتتحت في سنار ولم يسدل ستارها بعد. والا كيف نفهم أن كاتب الارضحال (عريضة) للجبهة الثورية يتلقى مصروف شهري هو وأسرته من جهاز الأمن؟ كيف يتكلم الوعاظ عن الرافضة في سوريا ويتناسون الاطفال الذي يتلقون هم وامهاتهم الراجمات من فوق الجبال بالصبر؟ كيف استحال العسكري الي صول مهمته تأمين المطارات لغسيل الأموال؟ بل كيف يكون واحدا من اكبر المعارضين وزعيم حزب قومي هو الممول الرئيسي للتصنيع الحربي؟
إن دارفور هي قائدة المرحلة القادمة بتضحياتها ووعيها الإنساني وعمقها الهوياتي، هي صاحبة الشرعية الثورية والشرعية الديمقراطية، ولذا "فهم" سيسعون لاحتوائها مدنيا عبر ما يسمى بالكونفدرالية أو سياسيا عبر الاختراق (وارسال الغواصات) للجبهة الثورية، وإذا لم ينجحوا فتدميرها من خلال التدابير الإدارية الفارغة، أو حتى فصلها. من هنا لزم علينا ان نقف جميعاً (نخبة وشعبا) وقفة تشرف حاضرنا وتتصل بتاريخ اسلافنا الذين تعرضوا لهزائم ميدانية عديدة، لكنهم لم يتلقوا هزيمة نفسية واحدة. ومن عجز منا عن ان يكون على قدر القامة لهذا الشعب فعليه ان يستقيل لا ان يميل. ولنا في النازحين اسوة حسنة، فهم حُصروا فلم يستكينوا واستذلوا لكنهم لم يلينوا ولم يهينوا. من زعم منا أنه قد عانى فلينظر إلى معاناتهم ومن ادعى الجهاد فليتأسى بتضحياتهم، وهم في كل ذلك لم ييأسوا من روح الله ولم يقنطوا من رحمته. إذا عجزتم عن نصرتهم، رجاءً لا تستثمروا محنتهم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب فينقلبوا) صدق الله العظيم.
يلزمني ان اعلق كخبير في التنمية العالمية على الترتيبات الإدارية بعد ان اعطيت الجوانب السلوكية قسطاً لا بأس به في التحليل. الكل يعلم ان الفدرالية التي طبقت هي فيدرالية مظهرية لم تسهم في تنظيم العلاقة بين المركز والهامش، إنما خلقت مركزيات بديلة للاستبداد خاصة ان التدابير الإدارية التي اتبعتها كان الغرض منها تقنين العصبية وليس تذويبها. إن المتفحص لمؤسسات الحكم والإدارة في الريف السوداني ودارفور خاصة، يقر بأنها عاجزة بمعياري الكفاية والكفاءة. من ناحية الكفاءة، هنالك تباين بين النصوص الدستورية والقانونية والواقع الإداري التنفيذي. مثال، هنالك محليات تنشأ دون الرجوع إلى الدستور، إنما مجرد محاولة استرضاء لبعض خشوم البيوت. حتى بلغ المحليات (69) محلية. وهم، أي العصابة العنصرية، إنما تستند على فلسفة "تقصير الظل الإداري"، التي هي مجرد استخدام لتعابير هندسية للتعويض عن الفشل السياسي والأمني والإداري. من ناحية الكفاية، فإن توزيع الإرادات مجحف على المستوين، الرأسي من المركز إلى الريف. والأفقي (الارياف فيما بينها)، مما اثر سلبا على الانفاق الاجتماعي. أكاد أجزم ان دولة الرعاية الاجتماعية قد خرجت من الباب ورجعت من الشباك في شكل المحسوبيات والشلليات الماثلة امام اعيننا.
اولا، إن إنصاف دارفور يقتضي نوعا من الهندسة الدستورية التي تهيئ التنمية للذات الثقافية، الحضارية، الإدارية والمادية، من خلال التنمية الريفية التي تستهدف البنية المادية، والاجتماعية لقاطني الإقليم. إن تعدد الاقاليم (النتيجة المعلنة سلفاً من قبل المركز) يتطلب لا محالة استحداث حدود جغرافية قد تعيق امكانية التوسع الأفقي والرأسي في النشاط الزراعي وتجعل من الصعب، إذا لم يكن من المستحيل، استصلاح الصحراء والتفكير جديا في إقامة مزارع رعوية. إن تنمية الريف الدارفوري تتطلب لا محالة تغيير العلاقة الاجتماعية بين الرعاة والحيوان إلى علاقة اقتصادية، كما يقول البروفسير آدم الزين في كتابه المفتاحي، التنمية مفتاح السلام.
ثانياً، إن خلق تكامل اقتصادي واجتماعي مع دول الجوار (افريقيا الوسطى من ناحية الجنوب الغربي، تشاد من الناحية الغربية، ليبيا من الناحية الشمالية، جنون السودان من ناحية الجنوب.) يتطلب وجود كيان سياسي وإداري واحد موحد يتولى أمر التنسيق، ويشرع في ترتيب البروتكولات التجارية وتحقيق النظم، حبذا باستقلالية عن بنك السودان الذي أصبح حكرا لأقاليم بعينها ونخب مركزية لا يتجاوز عددها الخمسين. هذا كله مما يهيئ لاستعادة دارفور مكانتها كمركز للتقاطع المعرفي ودرب للتبادل التجاري الافريقي والعربي. يحزن المرء لمجرد معاينته للواقع، فدارفور التي كان من المفترض ان تكون كاليفورنيا افريقيا هي اليوم ساحة للضياع لا يصونها إلا رغبة النظام الحاكم في استبقائها ولو إلى حين مستودعا للمقاتلين.
لماذا لا تطور ملكات هؤلاء المقاتلين ليكونوا صناع ماهرين أو زراع منتجين؟ لماذا لا يكون الجبل قبلة للسواح الاوروبيين عوض عن كونه اليوم ساحة للإبادة العرقية؟ ما الذي تعلمه العنصريون من قراءتهم الواعية وغير الواعية للتاريخ؟ إنا نستورد القمح وتقنن سعره النخبة المركزية بكل أنواع الفهلوة، في حين ان مناخ الجبل كما يقر علماء وخبراء الزراعة، يتلاءم تماما وحوجة للقمح للازدهار. نحتاج ان نستثمر ظاهر الأرض قبل باطنها. اعنى بذلك الاعتناء بالطرق الحديدية التي هي حيلتنا للتكامل الاقتصادي مع افريقيا، بل مصدر ثروتنا في جلب البضائع من تلكم البلاد، المغلقة، التي لا نافذة لها على البحر، ونقلها عبر بورتسودان. كيف نفسر وجود السلخانات في ام درمان في حين ان المنتج في دارفور وكردفان؟ لو انهم اعدوا البنية التحتية لكانوا أول المستفيدين لكونهم متمرسين ولكونهم نافذين.
ثالثا، نحتاج لتوطين تجربتنا الإسلامية والعربية في محيطنا الافريقي، كما يقول الاستاذ الدكتور النور حمد، حينها فقط نستطيع الانفتاح ثقافيا وفكريا على الحزام السودانوى بأكمله لتعزيز أواصر الاخاء الديني والإنساني وبغيره ستكون مصدراً للقلاقل لدول الجوار وبؤرة للفساد يتأذى منها وبها القاصي والداني. هل يغفل العالم عن الدور السلبي الذي قامت به العصابة في زعزعة استقرار دول الجوار. إن صاحب الافق الخفيض والهمة الوضعية يكون وبالا على نفسه والآخرين.
اما وقد سردت الاسباب التي تستدفع العصابة العنصرية لإجراء هذا الهراء الذي يسمي مجازا استفتاء، فلن يعجز المرء عن الاجابة بأحد الخيارين لسؤال المقال الاساسي: هل الاستفتاء "استحقاق دستوري" كما يتنطع المتنطعون ويتقول المتقولون أم هو برهان حقيقي على عجز الحكومة الحالية والنخب المركزية عامة منذ الاستقلال عن اعتماد خطة تنموية واستمرائها للحرب كمشروعية بديلة؟ لا سيما ان الحرب قد باتت تمثل مصدر ثراء للجميع ماعدا المواطن الذي وجد نفسه بين سندان حكومة عنصرية ومعارضة امتهنت الثورية وعجزت عن الامتثال لقيمها، والالتزام بقضاياها. ختاماً، علينا ان نبقى في بيوتنا وان ننقر بطن الصفيح طيلة فترة الاستفتاء، عسى الله ان يفتح بالضجة والجلبة قلوب أبناء دارفور المستلبين كما المحبطين فيعلموا ان هذا الشعب مخبره رزين وأنهم أضاعوه في وقت هو أحوج ما يكون إلى التطمين، حتما ليس التلقين.

بقلم: د. الوليد آدم مادبو
auwaab@gmail.com

النظام يتوعد رافضي السلام بمصير عبدالواحد النور في جبل مرة

توعَّد مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود، رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات المنطقتين بأديس أبابا رافضي السلام بأنهم سيجدون المصير الذي وجده عبد الواحد محمد نور بجبل مرة. وقال لدى مخاطبته الأحزاب السياسية والإدارة الأهلية ومختلف مكونات المجتمع بولاية النيل الأزرق أن رفض المعارضة والحركات التوقيع على خارطة الطريق برهن للمجتمع الدولي عدم جديتها في إحلال السلام. وأعلن إبراهيم محمود حامد، عن وصول وفد رفيع من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التي يرأسها ثابو أمبيكي للخرطوم الأربعاء، لمزيد من التشاور مع الأطراف السودانية، وتحريك جمود العملية السلمية.

وفي خبر ذا صلة طالبت كونفدرالية منظمات المجتمع المدني السودانية، الأربعاء، الحكومة بإجراء تحقيق قانوني مستقل في ما سمته الإجراءات "التعسفية" التي ظلت تتخذها السلطات الأمنية بحق نشطاء المجتمع المدني ومنظماته، سيما المتعلقة بحظر سفرهم للخارج. وطالبت الكونفدرالية في بيان بالغاء كافة التدابير "التعسفية التي تتخذها سلطات الأمن السودانية بحق منظمات المجتمع المدني ونشاطاتها.

وقال البيان إن الأوضاع والظروف التي يعمل في ظلها نشطاء المجتمع المدني والانتهاكات المتكررة تعكس مدى تدهور أوضاع نشطاء المجتمع المدني ويعكس افتقار الإجراءات الأمنية لقواعد سيادة حكم القانون ويسهم هذا الوضع في افشال كل الجهود التي تبذلها المنظمات في سبيل تحقيق السلام والحريات العامة والتنمية.

دبنقا

بعد تدخل شخصية مرموقة…فصل مذيع وإعادته خلال 24 ساعة فقط!

أقدمت فضائية كبيرة على فصل مذيع وإعادته للعمل خلال 24 ساعة فقط،وقال المذيع –الذي فضل حجب اسمه- انه تفاجأ بإيقافه عن العمل دون أسباب واضحة،الأمر الذي أصابه بالإحباط،مضيفاً أن إدارة القناة تعمل بنظام الخيار والفقوس-على حد تعبيره-مؤكداً انه لم يسع للعودة للعمل بعد إخطاره بالإيقاف،الا انه تفاجأ باتصال من الإدارة تخبره بإعادة تجديد عقده دون ذكر سبب،كما حدث عند الايقاق،من جانبها أكدت مصادر مطلعة عن تدخل شخصية نافذة في الموضوع ساهمت في أعادة المذيع للعمل من جديد،فيما رفضت القناة التعليق على الموضوع،أو تقديم أي توضيح رسمي حول ملابسات ما حدث.
صحيفة السوداني

وزيرة سودانية تتوعد بمحاسبة الطلاب الأجانب المتورطين في حالات (غش) وفقا للقانون

قطعت وزيرة التربية والتعليم بالسودان، سعاد عبد الرازق، الأربعاء، بعدم اطلاق سراح الطلاب الأجانب الموقوفين في حالات الغش بامتحانات الشهادة السودانية قبل اخضاعهم للمحاكمة. وكشفت وزارة التربية والتعليم السودانية، الثلاثاء، أن السلطات الأمنية تحتجز 117 طالبا أجنبيا على ذمة حالات غش في إمتحانات الشهادة الثانوية، 62 طالبا منهم من الاردن و55 طالب مصري.
وقالت عبد الرازق، إن وزارتها تعتزم مراجعة اللوائح وتشديد شروط جلوس الأجانب للشهادة السودانية بإدخال الهيئة القومية للاتصالات ضمن اللجنة العليا لتأمين الإمتحانات.
وكرمت وزارة التعليم السودانية بحضور مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، محمد عطا المولى، المعلمة التي اكتشفت حالات الغش وسط الطلاب، واثنى بشدة على المعلمة التي اعتبرها مثالا للمرأة الوطنية، ورأى في تكريمها تكريم للمرأة السودانية وللمعلمين السودانيين وللطلاب السودانيين المجتهدين المثابرين المتنافسين بشرف دون لجوء لوسائل الغش المستحدثة ليتميزوا ويتفوقوا دون وجه حق.
وشددت وزيرة التعليم، أثناء مخاطبتها حفل التكريم للمدرسة منجدة الريح إبراهيم، على أن الحكومة لن تسلم أي طالب متهم قبل محاكمته متعهدة بتطبيق القانون دون مجاملة.
وأعلنت الوزيرة عن الاتجاه لتمليك الحقائق كاملة وبشفافية للرأي العام ليزداد ثقة وطمأنينة في الشهادة السودانية وسمعتها وسلامتها، مشيرة إلى أن مجلس إمتحانات السودان عكف على إضافة مزيد من الضوابط الصارمة للائحة جلوس غير السودانيين للشهادة السودانية.
وحظيت المعلمة منجدة بتكريم من لجنة تأمين الشهادة السودانية، ونالت ترقية استثنائية من الدرجة السابعة إلى الخامسة، بجانب حصولها على مبلغ مالي من جهاز الأمن والمخابرات فضلاً عن عمرة ومبلغ 1000 جنيه من الاتحاد المهني للمعلمين.
وكانت المعلمة ، أبلغت السلطات المختصة دون لفت نظر أحد من الطلاب المتهمين، بعد اكتشافها تلقيهم اجابات على الاسئلة عبر رسائل في تطبيق "واتساب" على هواتف محمولة ، وتم وضع خطة لمحاصرة الغش وضبط أفراد الشبكة.
سودان تربيون

استاذ جامعى يكشف ويوثق حقيقة (الجائزة الفضيحة) لجامعة الجزيرة

يسمع متابع الأخبار ويقرأ عن الكثير من الجوائز في مختلف مجالات العلوم والآداب والفنون ويقف العالم سنويا حابساً أنفاسه ليتابع الإعلان عن جوائز نوبل المختلفة وجوائز الأوسكار في مجال السينما وجوائز البوكر في مجال الرواية وهكذا. ما يجمع هذه الجوائز من قواسم مشتركة يمكن أن ندرجها في عوامل تعتمد على مصداقية الجهة المانحة للجائزة وآلية الاختيار وهي عوامل يمكن تناولها تفصيلا في التالي:
أولا: الحيادية
وهي صفة يجب أن تلازم الجهة المانحة للجائزة وحتى تتصف هذه الجهة بالحيادية يجب أن تخلو من أي شبهة للتربح من وراء منح الجوائز وإلا تحولت إلى تجارة بائنة. من ثم تميزت الجهات العريقة المانحة للجوائز بأنها منظمات غير ربحية (حكومية كانت أم أهلية).
ثانياً: آلية الإختيار
وهذه من أخطر المراحل حيث يجب أن تتسم بالشفافية الكاملة من حيث إستيفائها للتالي:
أ‌.  شروط الترشح للجائزة. وهذه تكون سابقة لأي منشط آخر ويتم إستبعاد كل من لم تتوفر فيه هذه الشروط.
ب‌.  كيفية الإختيار للمنافسة: وتتم من خلال ثلاثة خيارات حسب القوانين التي تحكم الجائزة المعينة:
  • الخيار الأول: أن تقوم الجهة المعينة بترشيح نفسها للجائزة وترفق ما يثبت من مستندات
  • الخيار الثاني: أن يتم الترشيح بواسطة لجنة الجائزة
  • الخيار الثالث: أن يتم الترشيح بواسطة طرف ثالث (مثل الدار الناشرة للكتاب في حالة جوائز البوكر)
ب‌.  جمع البيانات وتقييم المتنافسين: هنا يتم فحص البيانات الخاصة بمجال التنافس ويتم بمعرفة كاملة من الجهة المتنافسة وذلك من خلال آليات مختلفة مثل ملء إستبيان بواسطة الجهة المشاركة أو عمل زيارة ميدانية بواسطة لجنة المنافسة أو إرسال العمل الخاص بالمنافسة مثل الروايات أو الأفلام على سبيل المثال.
ت‌.  الإعلان عن تواريخ فتح وإغلاق باب الترشيح وتاريخ إعلان النتيجة.
ث‌.  بيان الجائزة ويحوي المسوغات التي تم من خلالها إختيار الجهة المعينة وتبيان الجهات التي تنافست على المراكز الأولى.
ج‌.  تشابه مجالات المتنافسين: وهذا من أبجديات المنافسة إذ يتم التنافس بين نظراء مثل الممثلين والمخرجين (في جوائز الأوسكار) والعلماء كل في مجاله (جوائز نوبل في الطب والفيزياء والكيمياء) والروائيين (مثل جائزة البوكر). إذ أنه من غير المنطقي أن تجمع جائزة ما شركة مقاولات مع مؤسسة خدمية حكومية مع جامعة ومحلات بيع أجهزة كمبيوتر على سبيل المثال.
ثالثاً: زوال شبهة التربح
حتى تزول هذه الشبه من المهم التأكد من عدم دفع الجهة الفائزة لأي مبلغ كان حتى يتسنى لها الحصول على الجائزة. وهي في الأصل جائزة لا تباع ولا تشترى.
مما ذكر أعلاه نعود لما سميت بجائزة (القرن) ونستند على الحقائق أعلاه لننظر هل إستوفت هذه الأركان أم لا؟
أولا: شرط الحيادية:
هل يمكن وصف مجموعة Business Initiative Directions بالحيادية؟ الإجابة تكون بنعم لو كانت منظمة حكومية أو أهلية غير ربحية؟ لكن تظل الإجابة القاطعة لا. هي شركة خاصة أسسها خوسيه بريتو وعائلته كمجموعة تعمل في مجالات الجودة والتسويق والإتصالات (هذه لا تعني هندسة الإتصالات بالطبع). وقد أخذنا هذا التعريف من أحد مواقع الشركة في شبكة الإنترنت (مرجع رقم 1). لاحظ أن التسويق أو أحد مجالات الشركة كما هو مذكور في موقعها.
طالما أنها شركة فمن حقنا الطعن في حياديتها ووجود شبهة التربح من أنشطتها كما من المهم التساؤل عن مدى أهليتها المهنية للإشراف على جوائز علمية ومهنية خاصة وأنها ليست جهة مرجعية. وطالما أنها شركة تسويقية أفلا نكون من السذاجة بمكان إن ظننا أنها تسوق هكذا “لوجه الله” ودون جني أرباح؟
ثانياً: وجود آلية للإختيار:
في هذا الصدد يمكننا أن نطرح أطناناً من الأسئلة ونتمنى على جامعة الجزيرة أن تقدم إجابات قاطعة بدليل وبرهان يزيل الشك ويدحض ما ندعيه:
السؤال الأول: هل تم إخطار الجامعة بوجود هذه الجائزة قبل تلقيهم خطاب إختيارهم كفائزين بها؟
السؤال الثاني: ما هي الجهة التي رشحتهم للمشاركة في الجائزة وكيف تم ذلك؟
السؤال الثالث: هل تم إخطار الجامعة بتواريخ قفل باب الترشيح وإعلان الفائزين؟
السؤال الرابع: ما هو تشكيل لجنة الجائزة؟
السؤال الخامس: هل قامت الجامعة بملء أي إستبيان خاص بالإشتراك أو قامت بإستقبال وفد من BID لإجراء مسح ميداني مثلا أو جمع معلومات عن الأنشطة البحثية والأكاديمية الأخرى الخاصة بالجامعة؟
السؤال السادس: هل تم أي إجراء بواسطة الجامعة قبل إخطارهم بالفوز؟ من ناحيتي أجزم مؤكداً أن إدارة الجامعة لم تسمع عن الجائزة إلا بعد إخطارها بالفوز؟ لدحض هذا الإدعاء أطالب الجامعة بإبراز أي مكاتبة بينها وبين BID قبل خطاب الإخطار بالفوز.
السؤال السابع: ما هي الجهات النظيرة التي نافست جامعة الجزيرة في الفوز بالجائزة وتمكنت من خلال المنافسة من التفوق عليها والحصول على الجائزة؟ وهل تم الإعلان عن الجهات المتنافسة؟ أيضاً أجزم ألا شئ من هذا قد حدث البتة (والموية تكضب الغطاس)
يا سادتي هذه الجائزة محض علاقات عامة وأداة تسويقية تطرحها الشركة لمن يرغب في ذلك ويدفع نظير الفوز والإحتفال والتصوير وهو يحمل جائزة كما ورد في الصفحة الثالثة من المرجع رقم 2. من يرغب في ذلك فله ما يشاء لكن من العيب أن يصيح منتصراً ومهللاً أنه قد فاز بجائزة تفيد بتفوقه على الآخرين.
حتى مسوغات منح الجائزة التي طرحتها الشركة في خطابها للجامعة غارقة في العمومية وكذلك البريد الإلكتروني المرسل من الصحفي “فرانك كالفينو” يطرح فيه مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بخدمة العملاء ومنتجات (الشركة)… نعم الشركة وليست الجامعة!!! كما يتساءل عن الحصة السوقية (Market share) الخاصة بالشركة (جامعة الجزيرة).. بالله عليكم ما علاقة هذه الأسئلة بمؤسسة أكاديمية؟؟ كنت أتوقع قدراً ولو يسيراً من الأسئلة الإحترافية عن آليات ضبط جودة المخرجات الأكاديمية من بنية تحتية ومناهج وأبحاث وطلاب وأساتذة. لك أن تتخيل مستوى المهنية للقائمين على أمر الجائزة ومن يعملون على تغطيتها إعلامياً. (راجع الرسالة المنشورة بموقع الجامعة على شبكة الإنترنت– صورة رقم 1)
ثم نواصل بقية الأسئلة وهي أسئلة مطروحة على جموع الشعب السوداني والحادبين على مسيرة التعليم العالي بالبلاد وليس مطلوباُ من إدارة الجامعة الإجابة عليها:
السؤال الثامن: الجائزة مسماة بجائزة القرن. ومن حق المواطن البسيط أن يسأل: أي قرن؟؟ أن كان القرن المقصود هو القرن العشرين فقد مضى لحاله منذ خمسة عشر عاماً فعلام الإحتفال؟ وإن القرن المقصود هو القرن الحادي والعشرين فقد مضى منه ما يقارب الستة عشر عاما فقط وتبقت أربع وثمانون سنة بطولها وعرضها. فهل آن أوان إختيار فارسه؟ أليس الأمر أمر تسويق فج ليس إلا؟
السؤال التاسع: إن كان المنافسون لها مجموعة من الجامعات النظيرة فمن أولى بجائزة القرن التي توحي بأن من يستحقها قد حقق ما لم يحققه الآخرون على مدار القرن؟ عليه أتساءل من أولى بالجائزة؟ لماذا لم تفز بها جامعات على مستوى هارفارد وكمبردج وكاليفورنيا وبرنستون؟ إن كان المنافسون شركات لماذا لم تفز بها شركات من العيار الثقيل مثل تويوتا وجنرال موتورز أو إنتل أو مايكروسفت؟ الإجابة عندي أن شركة BID لا تجرؤ على مخاطبة شركات من هذا الوزن تعرف نفسها وتعرف ما هي BID. لهذا تسوق الشركة جائزتها لمن تبهرهم بعنوانها. يكفينا أن نفوز بجائزة واردة من أوربا لنفرغ فاهنا ونقفز فرحا وهذابالطبع يغازل عقلية دول العالم الثالث في آسيا وأفريقيا وأمريكا الوسطى وبعض دول أوربا الشرقية.
السؤال العاشر: لا يسعني هنا إلا أن أعيد ضاحكا ما أورده حسين خوجلي في حديثه عن الموضوع بقناة أمدرمان عندما تساءل ساخراً في ما معناه: “ليس من العيب أن ينخدع الإنسان، لكن من العيب أن ينخدع في نفسه ومقدراته الحقيقية”. من ينظر لواقع التعليم العالي في السودان وما آل إليه من تصنيف متدنِ جعل من جامعة الجزيرة تحتل الموقع رقم 7805 في يناير من هذا العام حسب تصنيف ويبميتركس كما أنها خارج التصنيف حسب معيار QS  مثلا. كل هذه الحقائق المحزنة تجعلنا نصدع بالسؤال: إن كان هناك تميز في الجودة للدرجة التي تجعل الجامعة تفوز بجائزة القرن “حتة واحدة” فما هي شواهد هذا التميز من حيث الأبحاث المنشورة، الجوائز العلمية المرموقة، براءات الإختراع وما إلى ذلك من مخرجات أكاديمية يعلمها القاصي والداني ممن يعملون في هذا المجال. على حسب تصنيف ويبميتركس هناك 7804 جامعة في العالم هي أحق من جامعةالجزيرة دعك من الجامعات العريقة التي ترسم بعرق علمائها وطلابها خطوط الطول والعرض في خارطة العلوم. فمن أحق بجائزة القرن إن كنتم تعدلون؟
يسألونك عن BID:
  • حذر موقع (Consumer Watching) وهو موقع يهتم بحماية المستهلك من ألاعيب مجموعة BID ونشر في موقعه صورة من شهادة الجودة الممنوحة من المجموعة (مرجع رقم 3)
  • نشرت وزارة الداخلية النيوزليندية من خلال موقعها المتخصص في مكافحة الإحتيال نموذجاً لخطاب صادر من الشركة من ثلاث صفحات ويظهر في الصفحة الثالثة طلب الشركة للجهة الفائزة سداد مبلغ مالي نظير الإشتراك في مراسم الجائزة. (مرجع رقم 2). أتمنى ألا تكون وزارة الداخلية النيوزليندية من ضمن المغرضين الحاقدين!!
  • أرسلت مجموعة BID خطاباً لشركة SafeSigned وهي شركة أمن معلومات متخصصة في المصادقة الإلكترونية تهنئها بفوزها فما كان من الشركة إلا أن أنزلت إعلانا تحذيرياً لا زال شاهدا حتى هذه اللحظة على إستحالة بيع الماء في حارة السقايين. الإعلان موجود على صفحة الشركة على الفيسبوك (مرجع رقم 4). علما بأن الإعلان صادر في عام 2012 وخاص أيضا وللصدفة الطريفة بجائزة القرن التي لازالت BID تحتفل به وستواصل الإحتفال وجني المال حتى بزوغ القرن القادم طالما وجدت بضاعتهم من يشتريها ويحتفل بعد ذلك بالفوز بها.
  • حذر موقع مختص بمكافحة الفساد والجريمة المنظمة في دول البلقان (Organized Crime & Corruption Reporting Project) عن إنتشار ظاهرة الشركات التي تتاجر بالجوائز وذكر في تحقيق مفصل الآليات التي يتمكن من خلالها تجار الجوائز من الكسب للمال وأورد في قائمته مجموعة BID ضمن شركات أخرى (مرجع رقم 5)
  • محاولة تتبع أنشطة الشركة على الإنترنت مثيرة للدهشة والعجب. الشركة تملك ما لايقل عن سبعة مواقع تشير إلى بعضها البعض بطريقة أخطبوطية تصيب من يتتبعها بالدوار كما تملك مجموعة من المواقع الصحفية لا شأن لها إلا تمجيد شركة القرن (BID) وأفضالها على البشرية. كما تقف خلف أنشطة BID شركة أخرى متخصصة في الإعلام وتسمىImarPress وقد وقَّع رئيسها على شهادة الجائزة جنباً إلى جنب مع مدير BID. فهل يستقيم أن ندعَّي بعد هذا أنها جائزة علمية بحتة – غير ربحية ولا علاقة لها بالتسويق والعلاقات العامة؟
  • شركة BIDتمثل شكلاً مستحدثاً وغاية في الإحترافية لمافيا جديدة ناعمة. لك أن تحسب بشكل بسيط الإحتفال بمئتي مؤسسة في العالم وأن تضرب المائة في 4,000 يورو لتحصل على ال 800 ألف يورو تتضاعف مع مضاعفة أعداد الضحايا بجهلهم أو برغبتهم ولك أن تضيف إليها نسب ال commissions من الفنادق المحددة التي يتم فيها إنزال الفائزين وتقام فيها الإحتفالات بجنيف وباريس على وجه التحديد. ولا تنس المجلات التي تنشر البحوث (غير المُحَكًّمة) بعد أن يدفع الباحث مقابل مادي بمئات من الدولارات نظير النشر. وقد حاول الصحفي جيسون براون من صحيفة تدعي “ساموا أوبزيرفر” تتبع الخيوط المترابطة والمتداخلة والمتشابكة للشركة ونشرها في الإنترنت إثر فوز إحدى المؤسسات المغمورة بجزر ساموا بجائزة من ذات الصنف المشبوه (مرجع رقم 6). وأترك للقارئ متعة البحث والدهشة بنفسه.
السؤال المفصلي:
ثم نأتي للسؤال المفصلي الذي نتمنى أن نجد له إجابة وافية من إدارة الجامعة تشفي غليل الناس: هل دفعت الجامعة أي مبالغ مالية للشركة نظير الجائزة؟
لكم ما توصلنا إليه حتى تكتمل صورة المأساة الملهاة.
عندما قمنا بقراءة ما أعلنته الجامعة على موقعها على شبكة الإنترنت (www.uofg.edu.sd) وجدنا أنها قد قامت بنشر خطاب الجائزة المرسل بواسطة الشركة وهو مكون من ثلاث صفحات ويشبه الخطاب الذي عممته وزارة الداخلية النيوزيلندية بالضبط مع إختلاف إسم الجهة المستفيدة وإسم الجائزة. إلا أنني وسط ركام من التعجب قد لاحظت أن الصفحة الثانية من الخطاب أقصر طولاً من الصفحة الأولى والثالثة كما هو مبين في صورة رقم (2). وعند مضاهاتها بالأوراق الثلاث في تعميم الوزارة النيوزيلندية ألجمتني الدهشة إذ لم يكن الجزء المحذوف سوى الفقرة الخاصة بالدفعية المطلوبة (صورة رقم 3).
بصريح العبارة وبأعلى ما أملك من صوت أقول أن جامعة الجزيرة قد قامت عمداً بحذف الفقرة الخاصة بالدفعية المالية لأنه معلوم تماماً أن ثبوت مثل هذه الواقعة كفيل بالإطاحة بسمعة الجائزة كما يثبت أنها ليست سوى شئ يباع لمن يرغب فيدفع طائعاً مختاراً مقابل فرقعة إعلامية لا تسمن ولاتغني من جوع.
إن كانت الجامعة تنشد الحق والحقيقة فلتنشر الصفحة رقم 2 كاملة دون حذف.
خاتمة:
  • لم يكن المقصد من كل ما ذكرت التجني على مؤسسة رائدة أو تشويهها حتى أنني وفي المقال الأول تحاشيت عمداً ذكر إسم جامعة الجزيرة وأكتفيت بالإشارة لمؤسسة تعليمية عريقة إلا أن الإصرار وعدم التراجع ومواصلة الإحتفاء بالجائزة والدفاع الضروس عن BID جعلني مضطراً للإستمرار.
  • ما كانت جامعة الجزيرة في حاجة لمثل هذا الكسب من الأساس. لو كانت شركة تجارية لوجدت لها بعضا من العذر في تسويق نفسها بأي طريقة أما أن تلجأ لهذا الأسلوب مؤسسة تعليمية عريقة فهذا ما لا نرضاه طالما أن نجاحها وفشلها محسوب على هذا البلد الذي لا تنقصه المصائب. ولا يصح في هذا المقام الإستدلال الفطيرعلى أن الجهة الفلانية والعلانية قد فازت بهذه الجائزة من قبل فالخطأ والجرم لا يبرر فقط بكثرة فاعليه.
  • كنت أتمنى أن يتوخى القائمون على أمر الجامعة الحذر في الدخول في مثل هذه الشبهات. وبعد أن وقعت الفأس في الرأس تمنيت أن ينفضوا أيديهم عن الأمر فالجامعة ليست في حاجة لكسب من هذا النوع ومقامها أعلى من أن يمرغ في وحل جوائز العلاقات العامة والفرقعة الإعلامية الرخيصة.
  • أتمنى أن تصبح هذه الحادثة المؤسفة عظة للمؤسسات السودانية المختلفة حتى لا نسمع في صبيحة كل يوم عمن يهلل ويكبر بفوزه بجائزة القرن أو جائزة أخرى من شبيهاتها وما أكثرهم في هذا السوق العالمي المفتوح الذي لا أجد له مسمى أفضل من تسميتنا الشعبية الشهيرة (سوق أم دفسو).
  • ذكرت في المقال السابق أنه في العام 2012 أعلنت مؤسسة State Engineering Corporation (SEC) السيريلانكية فوزها بجائزة عالمية للجودة من مؤسسة Business Initiative Directions (BID) الإسبانية وقامت القيامة السيريلانكية ثم خمدت بعد أن أعلن القنصل الأسباني في مومبي بأن مؤسسة BID ليست سوى شركة تمتهن الغش أو كما أسماها (fraudulent company) كما علق القنصل الفخري لسيرلانكا بمدينة برشلونة بأن شركة BID عبارة عن (Scam Company) درجت على بيع شهادات وجوائز “وهمية”. إلا أننا للأسف الشديد نشهد فصلاً آخر من التردي. فبدلا من أن تقوم سفارتنا بمدريد بحماية الجامعة نجدها قد وقعت أيضا في الفخ وبلعت طعم ماكينة BID الإعلامية الجبارة فسجلت شهادتها التي إعتمدت عليها الجامعة فأوقعت بها في هذه الورطة ولو كلفوا أنفسهم ببحث وتحري قليل لوجدوا ما يفيض عن فضائح BID في عالم مقاولات الجوائز.
  • لم ولن أنساق وراء أي إنفعالات عاطفية وتجاوزات لفظية لا تحق حقاً ولا تبطل باطلاً كما حدث من منسوبي الجامعة على مواقع التواصل الإجتماعي من قبيل (الذين في قلوبهم مرض وأعداء النجاح و وأصحاب الغرض… إلخ) دون وجود ردود مهنية بأدلة دامغة تدحض ما أدعيه.
المراجع:
 (2) موقع وزارة الداخلية النيوزلندية (وثيقة) –
/Anti-Spam_PostalScam_BID/$file/Anti-Spam_PostalScam_BID.pdf
 (3)
 (6)
طارق أحمد خالد
أستاذ جامعي
المدير السابق لشركة الأنظمة المالية والمصرفية