الأربعاء، 6 أبريل 2016

أبريل .. ثورة أم انتفاضة؟


لم يكف مرور واحد وثلاثين عاماً من عمر انتفاضة أبريل المجيدة لحسم الجدل حول طبيعتها، حيث لازال السؤال القديم المتجدد قائماً، هل ما حدث ثورة أم انتفاضة؟، في وقت تشابه فيه البقر على كثيرين غاصوا في رحلة بحث مضنية عن طبيعة ما حدث في أبريل من العام 1985..ففي كل عام يمر على الذكرى يتبارى المحللون السياسيون حول ما فعله الشعب السوداني في تلك الحقبة، ويقفز إلى الأذهان السؤال التقليدي .. وظلت الإجابة عليه عصية حتى في هذا العام الذي شهد عمليات عصف ذهني في كثير من مراكز الدراسات المهتمة بهذا الجانب .
محاولات
محاولات عديدة تحاول أن تجعل من أبريل ثورة كاملة الدسم، لاسيما من صانعيها الذين لازالوا على قيد الحياة مشحونون بذكريات تلك الأيام المفصلية من عمر الوطن بدأية من المظاهرات التي اندلعت من جامعة أم درمان الإسلامية في 26 مارس بعد أن أطلق الطالب محمد سيد أحمد حنجرته للهتاف رداً على رفض اتحاد الجامعة الذي أختار عدم الخروج للشارع، ثم اندلعت المظاهرات وخرجت جموع الطلاب من الجامعة إلى أن وصلت إلى مقر البرلمان الحالي، وتم تفريقها بالبمبان من قبل البوليس، مروراً بإضراب الأطباء الشهير، ووفقاً لهذه المعطيات لم يتورع أحد صانعي أبريل ناصر السيد، الأمين العام لجبهة الدستور الإسلامي حالياً من أن يطلق لفظة (الثورة) على صنيعهم بمعايير أن الثورة هي تغيير شامل وجذري، واعتبر أن تغيير نظام شمولي باطش وديكتاتوري في حد ذاته تغييراً جذرياً، لاسيما وأن مراكز القوة لم تكن متكافئة عند وقوع الفعل في ذلك التاريخ، وكان الشعب الأعزل يواجه قوات مدججة بالسلاح، أفلح الأول في نهاية الأمر على تحييد الثاني، ومن ثم ضمه إلى جانبه بتكوين مجلس عسكري انتقالي استلم السلطة لمدة عام عقب نجاح الثورة .

حديث العواطف
لكن هل أحدثت أبريل تغيراً جذرياُ بالفعل، أم أن السيد يتحدث وفقاً لما تميله عليه عاطفته، أو ربما دفعه أجتراره للذكريات، وأستدعائه لوقائع تلك الأيام أن يسلم بأن الأمر كان ثورة بدون أي معايير حقيقية يستند عليها، حسناً لم يقف السيد عند مقولته أعلاه ويسلم بسلامة خلو ملف ثورتهم، وأقر بان هنالك أخطاء صاحبت حركتهم المباركة، أجملها في قصر مدة الفترة الانتقالية والتي استمرت لعام واحد أجريت بعدها الانتخابات قبل أن توفق الأحزاب أوضاعها، خاصة وأنها خارجة للتو من بين ثنايا نظام مستبد يحكمه طاغية بالحديد والنار لستة عشر عاماً، ثم ضعف القيادة العسكرية التي تولت أمر الفترة الانتقالية، فهي ولم تكن راغبة في الحكم، ثم تخوفات القوى السياسية المدنية من انقلاب أبيض ربما يقوم به العسكر ويستولون على السلطة من جديد، كل هذه العوامل مجتمعة أجهضت الفعل الذي كان يمكن أن يتحول إلى ثورة تحدث تغييراً جذرياً في المجتمع، حديث السيد يعني أن تحرك الجماهير العفوي يمكن أن ينقلب إلى ثورة كاملة الأركان أذا ما كانت عواملها موجودة لحظة وقوع الفعل، ذلك أيضاً ما ذهب إليه أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية الدكتور صلاح الدومة في حديثه لـ(آخر لحظة) بقوله إن الانتفاضة يمكن أن تتحول إلى ثورة، وبالتالي فإن أبريل انتفاضة تحولت إلى ثورة كاملة أحدثت تغييراً سلمياً شامل دون وقوع خسائر، وبالرغم من المساعي التي تقودها هنا وهنالك والحوار الوطني الذي انطلق بقاعة الصداقة إلا أن الدومة يعتقد أن كل أركان الثورة وعناصرها متوفرة حالياً، وما تبقى منها إلا انطلاق الشرارة فقط .

بعيداً عن الغرق
وفيما يبدو أن ناصر والدومة لم يعيرا جوهر الاختلاف في عناصر كل من الثورة والانتفاضة اهتماما كبيراً، بقدر ما ركزا على أن الانتفاضة في نهاية الأمر يمكن أن تتحول إلى ثورة، بيد أن القيادي بالحزب الاتحادي الموحد محمد عصمت قال إنه لايريد أن يغرق في تفاصيل المعاني الاصطلاحية لمفردتي الثورة والانتفاضة كأداتين للتغيير الذي تتعدد أدواته ومنها بالطبع الانقلاب العسكري والمدني والاقتصادي، كما حدث في الصين، لكن المهم حسب عصمت المشتهى من الثورة أو الانتفاضة هو إجراء التغيير المطلوب للوصول إلى حالة أفضل من وأقع ما قبل الحدث، سواء كان ثورة أو انتفاضة، فلو أسقط هذا الفهم على ما حدث في أبريل، لوجد بالضرورة أن أبريل ما كانت ثورة ولا انتفاضة ويرى عصمت ان مخرجات أبريل في منتهاها هو وقوع الوطن كله في قبضة جماعة الأسلام السياسي، بيد أنه ينبه إلى أن هذا الأمر لا يلغي بالطبع أن أبريل وبكل المقاييس التاريخية هي علامة هامة في السجل النضالي للشعب السوداني في سعيه الحثيث لإحداث التغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يشبه تاريخه وجغرافيته وتراثه وأخلاقه وحقه في منافسة الأمم والشعوب المتحضرة.

تنبيهات لازمة
وبعيداً عن التفسيرات والتعاريف لماهية أبريل، قال رئيس اتحاد الانتفاضة بجامعة الخرطوم ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير إن الشعارات والمطالب التي صاغتها جماهير الانتفاضة كانت تحتاج الإرادة سياسية فاعلة تؤمن بها وتحيلها إلى واقع خلال الفترة الانتقالية، وأضاف في حديثه لـ(آخر لحظة) لكن الذي حدث أن التجمع النقابي الذي قاد عملية الاضراب السياسي وأسقط مايو قدم تنازلاً مخلاً حين قبل بتشكيل مجلس عسكري بسلطات تشريعية وتنفيذية، كما فشل في اختيار حكومة قوية تعبر عن إرادة الانتفاضة، ولذلك بعدت الشقة بين السلطة الانتقالية وشعارات الانتفاضة، ولم تنفذ منها سوى إتاحة الحريات وتنظيم الانتخابات العامة بقانون انتخابي معيب، وتحسر الدقير على ضياع فرصة تاريخية من عمر البلاد بسبب منقصة في التجمع النقابي يجعل من تبيهات محمد عصمت عن ضرورة توفر عناصر وطبيعة التغيير قبل الحديث عن عناصر الثورة أو الانتفاضة أو الانقلاب بكل أشكاله بالأهمية بمكان، حيث يرى عصمت أن أي تغيير حدث في عالمنا الذي نعيشه الآن أو الذي سيحدث لاحقاُ، لابد أن يستند على رؤية ورسالة واضحتين، زائداً قيم جوهرية يعتنقها رواد وأصحاب التغيير اعتناقاً كما التدين، ويضيف أن عناصر التغيير حسب المشهد الماثل الآن تحتاج لبعض الوقت الذي قد يطول أو يقصر حسب الجهد المبذول من الرواد أنفسهم .

تقرير :علي الدالي
صحيفة آخر لحظة

رفض سحب الثقة من الدقير وتجميد نشاط إشراقة بـ “الاتحادي”

رفض مجلس شؤون الأحزاب السياسية بالسودان سحب الثقة من الأمين العام للاتحادي الديمقراطي جلال يوسف الدقير، أو تجميد نشاط مساعدي الأمين العام للحزب إشراقة سيد محمود وأ.د. علي عثمان صالح، وألزم الحزب بقيام المؤتمر العام خلال ثلاثة أشهر.
وقال الأمين العام للمجلس السفير عبدالرحمن ضرار إن المجلس قبل الدعوى المقدمة من بعض قيادات الحزب الاتحادي بشأن قيام المؤتمر العام والمراجعة المالية، مبيناً أن المجلس دعا لانعقاد اللجنة المركزية فوراً لممارسة اختصاصاتها المتعلقة بالدعوة لقيام المؤتمر العام ومراقبة إجراءاته وفقاً لدستور الحزب.
وأوضح أن المجلس رفض قرار الأمين العام للحزب بإعفاء إشراقة وعلي عثمان من منصب مساعد الأمين العام.
وفي ذات السياق، قال مدير الإعلام بالمجلس يوسف عبدالرحمن، طبقاً للمركز السوداني للخدمات الصحفية، إن المجلس رفض كل القرارات الصادرة من المكتب السياسي في اجتماعه نهاية شهر يناير الماضي، وما ترتب عليه من إجراءات محاسبة، نسبة لعدم قانونية اجتماع المكتب السياسي، بجانب إلغاء قرارات الفصل من الحزب وتجميد العضوية الصادرة بحق مقدمي الطعون، وذلك لمخالفته للإجراءات الواردة في قانون الأحزاب السياسية.
وأوضح عبدالرحمن أن المجلس رفض أيضاً فصل رئيس الحزب بشرق دارفور، مبيناً أن الحزب إذا لم يقم مؤتمره العام خلال الفترة المحددة، سيرفع المجلس دعوة دستورية بهذا الشأن.
شبكة الشروق

حركة تحرير السودان تتهم مقاتلين بإحداث خروقات أمنية بدارفور

أعلنت حركة تحرير السودان “راغبي السلام” الأربعاء، دعمها وتأييدها للجهود الحكومية الرامية لاستتباب الأمن وتحقيق الاستقرار بولايات دارفور، واتهمت مقاتلين بإحداث خروقات أمنية في ولايات الإقليم، كانت تمثل وقوداً للحركات المتمردة غير الموقعة على السلام.
وطالب رئيس الحركة إبراهيم سليمان محمد، أن تمنح الحكومة فرصة للحركة لتسهم مساهمة فاعلة في استقرار المنطقة ليعم السلام والاستقرار.
وأشاد بإعلان الرئيس خلال مخاطبته أهل دارفور في زيارته التي اختتمها الثلاثاء، التزامه بنزع السلاح من المواطنين وحصره في أيدي القوات النظامية، مؤكداً أنها خطوة مبشرة تعزز مسيرة الأمن والاستقرار.
وشدد سليمان على ضرورة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع الحركات المسلحة خاصة بند الترتيبات الأمنية، منوهاً إلى أن الخروقات الأمنية التي تحدث في ولايات دارفور كانت بأيدي المقاتلين الذين يمثلون وقوداً للحركات غير الموقعة.
وأكد أن زيارة الرئيس إلى ولايات دارفور مؤشر لاستتباب الأمن في دارفور رغم أننا نقول إنه نسبي وإنها رسالة بأن شعب دارفور متسامح فضلاً عن أنها تسهم في رتق النسيج الاجتماعي.
وقال “عرضنا كل القضايا التي من أجلها حملنا السلاح” وإن حركة تحرير السودان (راغبي السلام) شاركت في اللجان الست لأنها ارتضت بالحوار كلغة عصرية لحلحلة النزاعات وحل قضايا الوطن.
شبكة الشروق

الثلاثاء، 5 أبريل 2016

(الشعبية) والجيش السوداني يتباريان في عرض غنائم المعارك

المتحدث باسم جيش الحركة الشعبية ـ شمال أرنو نقوتلو لودي 
يتبارى جيشا الحركة الشعبية ـ شمال، وقوات الحكومة السودانية، في عرض غنائم زعما الحصول عليها في المعارك الدائرة بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأعلنت قوات الحركة، الثلاثاء، استيلائها على 55 سيارة وخمس دبابات، بينما كان الجيش السوداني قد عرض غنائم مماثلة بكادقلي، يوم الإثنين. وتشتعل معارك عنيفة بين الجيش الشعبي والقوات الحكومية في عدة محاور منذ الأسبوع الماضي بجنوب كردفان، وأعلن الجيش السوداني الاستيلاء على "أم سردبة" المعقل الرئيس لمتمردي الحركة بقطاع كادقلي، فضلا عن السيطرة على 5 مواقع إستراتيجية.
وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية ـ شمال أرنو نقوتلو لودي، في بيان تلقته "سودان تربيون" إن قوات الحركة حققت انتصارات في بلدة "مفو" بالنيل الأزرق واستولت على 55 سيارة وخمس دبابات بحالة جيدة.
ووفقا للبيان، فإن قوات الحركة بقيادة اللواء أحمد العمدة بادي والقائد الثاني اللواء جوزيف توكة، "حسمت معركة (مفو) بهزيمتها الساحقة للقوات الحكومية وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".
وزعم البيان أن القوات الحكومية فرت عشوائيا باتجاه الكرمك والبعض الآخر عبر الحدود إلى أثيوبيا، منوها إلى أن قوات الحركة أصيب منها خمسة جرحى.
وفي محور جنوب كردفان، قال لودي إن قوات الحركة كبدت القوات الحكومية المحاصرة داخل منطقة الأزرق شرق مدينة هيبان، التي قال انها حاولت فك الحصار عن نفسها.
وأضاف أن قوات الحركة أجبرت القوات الحكومية على الفرار للخلف مخلفة ثلاثة قتلى وعددا كبيرا من الجرحى مؤكدا استيلاء الجيش الشعبي على مدفع وثلاثة بنادق "كلاشنكوف" بحالة جيدة.
سودان تربيون

المهاجرون.. حينما يصبح الوطن طارداً أربعة ملايين سوداني يختارون بلداناً بديلة


لم يجد قاطنو حي الوحدة بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور عقب تلقيهم نبأ وفاة عشرة من شبابهم غرقاً في مياه البحر الأبيض المتوسط، غير التسليم بقضاء الله وقدره رغم الحزن الذي سيطر عليهم، وكان القاسم المشترك في سرادق العزاء الجماعي الحديث عن ركوب الشباب أمواج المجهول هرباً من الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، وبحثاً عن تحقيق طموحات وأحلام استعصى عليهم تنزيلها على أرض النيلين، وفاجعة شهداء حي الوحدة تأتي امتداداً لسلسلة من النكبات التي تعرض لها شباب من مناطق مختلفة بالبلاد، وهم يطرقون أبواب الهجرة غير الشرعية الى مختلف الدول.
وبين الموت غرقاً في الطريق إلى أوربا، ومفارقة الحياة عطشاً في الصحراء الواقعة بين السودان وليبيا، ووداع الدنيا بزخات رصاص على الحدود الاسرائيلية المصرية، يتواصل مسلسل فقدان الشباب، فإلى متي يستمر، وهل أصبح الوطن طارداً إلى درجة المخاطرة بالحياة هرباً منه؟..

الموت غرقاً
خلال العقد الأخير، فإن الكثير من الشباب طرقوا أبواب الهجرة لمختلف بلدان العالم، ويبدو أن طموحات كثير منهم تجاوزت محطة دول الخليج العربي التي كانت ما تزال تحتضن ما يقارب الثلاثة ملايين مواطن سوداني ـ حسب تقديرات رسمية ـ فالخليج رغم استمرار نزيف الهجرة إليه هرباً من الأوضاع بالبلاد، إلا أن شباباً كثراً فضلوا ركوب أمواج المجهول والمخاطرة بحياتهم في سبيل الهجرة الى الدول الأوربية بل حتى إسرائيل التي كانت حتى وقت قريب يمنع من يحمل الجواز السوداني التوجه نحوها باتت مقصداً لآلاف الشباب السوداني، ولأن الوصول إلى أوربا وإسرائيل ليس يسيرًا بالطرق القانونية، فإن الكثيرين يختارون التهريب سبيلاً لوضع أقدامهم في دول تتوفر فيها مقومات الحياة الكريمة. وعلى أثر هذا لقي الكثير من الشباب السوداني حتفهم في مياه البحر الأبيض المتوسط، وفي السادس والعشرين من هذا الشهر لقي أكثر من 45 شخصاً مصرعهم من بينهم أكثر من “20” سودانياً، معظمهم من دارفور، غرقاً في البحر الأبيض المتوسط كانوا في طريقهم من ليبيا إلى أوروبا، في عبّارة كانت تقلهم مع مئات المهاجرين غير الشرعيين قبالة السواحل الإيطالية قادمة من ليبيا، ومن بين الضحايا الذين عرفت هوياتهم 10 شباب من شمال دارفور ووصلت الأنباء إلى ذويهم من أقاربهم المقيمين في ليبيا.
وقال أحد اقارب المفقودين في ليبيا أن نحو 35 شابًا سودانياً كانوا يقيمون في العاصمة طرابلس تحركوا بواسطة عبارة من ساحل البحر المتوسط صوب جزيرة إيطالية لكن العبارة غرقت دون معرفة مصير 25 منهم فيما تأكد وفاة عشرة .

فاجعة أخرى
والموت على مياه البحر الأبيض المتوسط ظل مسلسلاً متواصل الحلقات حيث شهد العام الماضي أكبر عدد من الحوادث، ففي شهر يوليو من العام الماضي لقي ثلاثة مهاجرين سودانيين غير شرعيين، مصرعهم غرقاً في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية بعد غرق مركب كانت تقلهم مع مهاجرين آخرين إلى سواحل إحدى الدول الأوروبية، وقال حينها مصدر أمني محلي في محافظة البحيرة المصرية، إن خفر السواحل المصرية انتشلوا ثلاث جثث لسودانيين بينهم سيدة ورضيعها وشاب، وأوضح المصدر الأمني قال لـ" بي بي سي" إنه تم التحفظ على 31 ناجياً.. منهم 15 سودانياً، وفي العام الماضي أيضاً أعلنت في سبتمبر الماضي السلطات المصرية، إلقاء القبض على (19) من المهاجرين السودانيين غير الشرعيين، كانوا في طريقهم لاستغلال مركب صيد للعبور عبر البحر الأبيض المتوسط إلى إحدى الدول الأوروبية، وفي مايو من العام الماضي انتشلت قوات حرس حدود بكفر الشيخ المصرية جثث 5 أشخاص سودانيين من أمام سواحل قرية العمايرة بمركز البرلس على ساحل البحر المتوسط، بعد غرقهم أثناء شروعهم في الهجرة بشكل غير شرعي إلى إيطاليا، وتشير أرقام أوربية رسمية الى غرق 1750 مهاجراً في مياه البحر الأبيض المتوسط العام الماضي، ولا يعرف على وجه الدقة عدد السودانيين من جملة عدد الذين لقوا حتفهم غرقاً، وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن نحو 30 ألف مهاجر قد يلقون حتفهم في محاولة عبور البحر المتوسط العام الحالي، وهو ما يمثل زيادة هائلة عن 3297 مهاجرًا غرقوا عام 2014

الموت بالرصاص الإسرائيلي
لم تقتصر هجرات الشباب السوداني غير الشرعية نحو أوربا، فمنذ عشرة أعوام ظلت إسرائيل وجهة مفضلة، ولكن عدداً مقدراً لم يصل إلى محطته النهائية التي ينشدها، وذلك لأن قوات حرس الحدود المصرية والإسرائيلية صادرت أحلامهم عبر الرصاص القاتل، وقد شهدت الفترة الماضية عدداً من الحوادث الأليمة على الحدود المصرية الإسرائيلية كانت نهايتها وفاة عدد مقدر من الشباب السوداني، ومنها ما حدث في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر من العام الماضي وذلك حينما أعلنت مصادر أمنية وطبية مصرية مقتل ستة مهاجرين سودانين برصاص مجهولين في شبه جزيرة سيناء على الحدود مع إسرائيل، وذلك بعد أيام على مقتل 15 مهاجراً أفريقياً بالرصاص أيضاً في المنطقة نفسها، وقالت المصادر، إن «ستة مهاجرين سودانيين قتلوا برصاص مسلحين مجهولين على الحدود بين مصر وإسرائيل وجُرح 11 آخرون»، مضيفة أنه لم يتم تحديد ملابسات مقتل هؤلاء المهاجرين أو الجهة التي قتلتهم، لكنها رجحت أن يكونوا في طريقهم للتسلل إلى إسرائيل، كما توفي في حادثة واحدة خلال هذا العام 15 شاباً سودانياً بذات الحدود، وكانت مصادر أمنية مصرية قد كشفت أن المهاجرين الـ 15 الذين عثر على جثثهم في سيناء المصرية سودانيون كانوا يحاولون العبور إلى إسرائيل ونقلت وكالة "أسوشيتدبرس" عن مسؤولين أمنيين مصريين قولهم ان مجموعة من المهاجرين السودانيين كانوا ضحية معركة بالأسلحة النارية بين قوات الأمن المصرية ومهربين بدو خلال محاولتهم دخول إسرائيل من شبه جزيرة سيناء، وتعتبر المنطقة الصحراوية الممتدة من شرق السودان إلى مصر عبر شبه جزيرة سيناء الطريق الرئيس للمهاجرين السودانيين الباحثين عن حياة أفضل، وتعتبر منظمات حقوقية دولية عمليات التهريب هذه اتجاراً بالبشر، وتقول وزارة الداخلية الإسرائيلية إن أكثر من 45 ألف مهاجر وطالب لجوء أفريقي، عديد منهم سودانيون، موجودون الآن في إسرائيل.

قلق أممي
مقتل السودانيين بالحدود المصرية الإسرائيلية أثار ردود أفعال كبيرة على المستوى الداخلي والخارجي خاصة الحادثة الأخيرة التي قضى فيها 15 شاباً سودانياً حتفهم، وفي هذا الصدد كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد عبر عن قلقه لمقتل سودانيين على الحدود المصرية مع إسرائيل، داعياً القاهرة إلى فتح تحقيق في الحادثة، وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام استيفان دوغريك إن "بان كي مون لا يزال يشعر بقلق بالغ إزاء ورود تقارير عن مقتل خمسة لاجئين سودانيين وجرح ستة آخرين بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية، وأضاف في مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الدولية في نيويورك: "يأتي هذا بعد أسبوع من التقارير التي تفيد بأن 15 سودانياً قتلوا رمياً بالرصاص وأصيب ثمانية آخرون بجروح من قبل قوات الأمن المصرية في سيناء على الحدود المصرية الإسرائيلية. وحث بان السلطات المصرية على ضرورة أن تفتح تحقيقاً كاملاً من أجل تسليط الضوء على هذه الأحداث المأساوية، وضمان المساءلة ومنع تكرار مثل هذه الأحداث .

رمال الصحراء تبتلع العشرات
لا يتوقف موت السودانيين غرقاً بالبحر المتوسط وعبر الرصاص بالحدود المصرية الإسرائيلية، فقد ظلت الصحراء الواقعة بين السودان وليبيا برمالها المتحركة وطبيعتها القاسية سبباً في وفاة الكثير من المهاجرين غير الشرعيين، ففي العام الماضي لقي 9 أشخاص مصرعهم، أثناء محاولتهم عبور الصحراء والوصول إلى الحدود الليبية قادمين من السودان، ونجحت القوات السودانية الليبية المشتركة في إنقاذ 319 شخصاً كانوا عالقين بالصحراء وهم بحالة صحية سيئة، إذ قامت بنقلهم إلى محطة "كرب التوم"، وتقديم المساعدات اللازمة لهم، وهذ ليست المرة الأولى التي يلقى فيها سودانيون حتفهم في الصحراء السودانية الليبية بحثاً عن عمل بطرق غير شرعية، بسبب خداع المهربين لهم، إذ يتركونهم ليضلوا طريقهم في الصحراء، ولعل من أكثر الحوادث إيلاماً تلك التي شهدها العام 2002 حينما لقي 45 سودانياً حتفهم في الصحراء الغربية الشمالية بين السودان وليبيا أثناء محاولتهم عبورها باتجاه الأراضي الليبية وذلك حينما ضل المتوفون طريقهم في الصحراء، ووقعت حوادث مماثلة في الصحراء وغالباً ما يلقى المسافرون الذين يحاولون التسلل إلى ليبيا عبر هذه الطريق حتفهم بسبب العطش.

الأرقام تتحدث
وأخيراً أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن عزم الولايات المتحدة الأمريكية توطين 1195 لاجئاً سودانياً خلال هذا العام بعد أن تم توطين 349 العام الماضي، وأعلنت المنظمة أن عدد اللاجئين الذين تم توطينهم في الدول الأوربية خلال العام الماضي بلغوا 1879 لاجئاً، وأعلنت المنظمة أن عدد اللاجئين السودانيين بمختلف دول العالم يقترب من نصف مليون شخص.

أربعة ملايين مهاجر
وكان الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج السفير حاج ماجد سوار، قد كشف عن ارتفاع عدد السودانيين بالخارج إلى أكثر من أربعة ملايين مواطن، وقال إن منهم نحو مليونين بالمملكة العربية السعودية، وأشار إلى وجود الآلاف منهم بإسرائيل، منوهاً إلى أنهم يعدّون لاجئين سياسيين، وقال إن عدد الكفاءات السودانية بالخارج يتجاوز الـ(33) ألفاً خلال الأربع سنوات الماضية، منوهاً إلى هجرة نحو ألفين أخيراً منهم (750) طبياً، واصفاً الأمر بالمخيف، وشدد على ضرورة إجراء المعالجات التي تساهم في الحد من هذه الظاهرة.
من جانبه دعا القيادي الدكتور عبيد الله محمد عبيد الله إلى إزالة الاحتقان السياسي والأمني بالبلاد، مطالباً بتخفيف القيود على حركة السفر، منادياً بتشجيع الهجرة المشروعة للشباب، وشدد على ضرورة تقنين الهجرة بالتنسيق مع الدول حتى تعود بالنفع على البلدين، داعياً إلى توفير البيئة المناسبة التي تمكّن الشباب من الاستقرار.

هل الوطن طارد
طرْقُ السودانيين لأبواب الهجرة الشرعية وغيرها بات لافتاً خلال الفترة الأخيرة، فهل يعني هذا أن الوطن بات طارداً بداعي أوضاعه الاقتصادية والسياسية أم إن الهجرة نحو بلدان أخرى ظاهرة طبيعية، يجيب القيادي بالحزب الشيوعي، صديق يوسف، على سؤالنا، مشيراً إلى أن طرق السودانيين أبواب الهجرة بطرق قانونية وأخرى غير شرعية وقياساً بالأوضاع التي تشهدها البلاد فإنها نتيجة حتمية وطبيعية، وأرجع الهجرات المكثفة خارج السودان الى الكثير من الأسباب، وقال في حديث لـ(الصيحة) إن أبرزها الحروب المشتعلة في أنحاء مختلفة من البلاد، وهي التي أكد أنها أجبرت مواطني هذه المناطق على النزوح والهجرة بعد أن وجدوا صعوبة في ممارسة مهن كانت تدر عليهم دخولاً جيدة مثل الزراعة وغيرها، وقال إن ركوب الكثير من المهاجرين الشباب أمواج المخاطرة يؤكد انسداد الأفق أمامهم بالسودان، لافتاً إلى أن الآلاف من حملة الشهادات الجامعية لا يجدون فرص عمل وبداعي البطالة يغامرون بالهجرة عبر طرق خطيرة ومميتة، وقال إن أسباب الهجرة المكثفة من السودان وتحول البلاد إلى طاردة يعود بكل مباشر إلى سياسات الحكومة التي اتهمها بتدمير قطاعي الزراعة والصناعة، وأردف: في عهد هذا النظام توقفت عشرات المشاريع الزراعية التي كانت توفر فرص عمل، وكذلك توقفت المصانع وكل هذا بسبب سياسة الخصخصة ليدفع المواطن الثمن غالياً، ويرى أن تحول البلاد من جاذبة بدلاً من طاردة يتوقف على ذهاب نظام الحكم الحالي.

مزيد من الهجرة
"نعم أصبح السودان طارداً"، بهذه الكلمات ابتدر القيادي الإسلامي والأستاذ الجامعي الدكتور الطيب زين العابدين حديثه لـ(الصيحة)، مؤكداً على أن مجمل الأوضاع بالسودان لم تعد تحفز على البقاء، لافتاً إلى أن الأسباب التي جعلت الشباب السوداني يطرق أبواب الهجرة ويخوض مغامرات المجهول واضحة ولا تحتاج الى شرح، وأردف: تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية انعكس سلباً على الواقع، فكلما أشرقت الشمس تزداد المعاناة سوءاً، وللأسف الدولة تقف متفرجة ولا نرى لها معالجات وجهوداً من أجل إيجاد حلول لما تعاني منه البلاد، وقال إن العطالة المتفشية وسط الشباب من حملة الشهادات الجامعية دفعت الكثير منهم إلى امتهان مهن لا علاقة لها بتخصصاتهم وأنه عندما تضيق عليهم الأوضاع يتجهون إلى خارج البلاد بشتى السبل، قاطعاً بأن القادم وقياساً على العجز الحكومي سيكون أكثر سوءاً، وسيغادر المزيد من السودانيين الوطن، وبالتالي المزيد من حوادث الغرق والموت بالرصاص وعطشاً في الطريق إلى دول أخرى، وقال إن البلاد ظلت تنزف خيرة نخبها المتعلمة بسبب الهجرة وإن هذا يمثل خطورة بالغة عليها في المستقبل.

الخرطوم: صديق رمضان

الصيحة

اعتقال بعض مسرحي شرق السودان

اعتقلت الأجهزة الامنية   بولاية البحر الأحمر  عدداً  من مسرحي ” مؤتمر  البجا” فيما جرح آخرون في احتجاج لهم أمام مباني حكومة الولاية. 
وسبق أن اعتصم المسرحون بوزارة المالية في الشهر الماضي  مطالبين بتعويضهم وانفضوا بعد أن التزمت الحكومة بذلك وضربت مطلع  الشهرالحالي موعداً لهم  لكنها تراجعت بحسب قولهم  .
وكانت اتفاقية شرق السودان قد نصت على تسريح ودمج مقاتلي جبهة الشرق وضم بعضهم الى القوات النظامية والخدمة المدنية.
ووصف  أحد المسرحين – فضل حجب  اسمه –  “إستخدام القوة من قبل الشرطة لفضهم وإطلاق الغاز المسيل عليهم بغير القانوني و شيء مؤسف من قبل حماة القانون” ونوه الى  أن ما قام به المسرحون  حق دستوري  ومشروع  و أضاف أنهم سيواصلون الإحتجاج الى أن يحصلو على حقوقهم كاملة . 
فيما أكد عدد من الناشطين بمواقع التواصل الإجتماعي  عن كامل تضامنهم مع المسرحين وفي السياق أعربوا عن  أسفهم  من عجز الحكومة في الإيفاء بما التزمت به تجاه المسرحين.
 ورمى  الناشط أحمد عثمان باللوم على القيادات التي يتبع لها هؤلاء المسرحون كما ابدى  استغرابه من صمتهم إزاء  هذا الملف وملفات أخرى عالقة من اتفاقية الشرق .
وأوضح مصدر مقرب من حكومة الولاية عن استعداد  وزارة المالية للإيفاء بما إلتزمت به من مشاريع تجاه المحتجين ولكن حجم المبالغ الكبيرة وقلة السيولة لم يمكنها من تنفيذ ما وعدت به.
التغيير: بورتسودان

5 خطوات لحماية جهاز الكمبيوتر من الاختراق


كثيرًا ما يشعر العديد من المستخدمين بتراجع عمل الحاسب الآلي ويشكّون في إصابته ببرمجية خبيثة، مما يتطلب اتخاذ بعض الخطوات الكفيلة بحماية البيانات الحساسة.
إليكم هذه الخطوات التي يمكن للمستخدم من خلالها أن يقطع الشكّ باليقين:
– تأكد من تحديث برنامج مكافحة البرامج الخبيثة والضارة باستمرار.
– حذف برامج الحماية غير المرخصة.
– فحص الكمبيوتر بشكل كامل من خلال برنامج المكافحة والحماية.
– في حال العثور على برنامج خبيث اتبع التعليمات التي تصدر عن برنامج المكافحة، كالحذف نهائيًا على سبيل المثال، أو عزلها.
أحيانًا قد يعجز البرنامج عن إيجاد حلّ تلقائي، الأمر الذي يستدعي الاتصال بدائرة الدعم الفني للشركة التي توفّر الحماية أو مراجعة الموقع الإلكتروني الخاص بها، أو حتى اختبار الملف المصاب وتحليله بشكل يدوي بعد سؤال الخبير المختص.
– في حال عدم العثور على أي برمجية خبيثة، فإنّ هذا يعني أن الكمبيوتر غير مصاب بها.
vetogate