الثلاثاء، 12 أبريل 2016

“حنقرا في السنتر” حاملين ذات الهم هتفوا ملء حناجرهم: “لي سوبا ما بنرحل”.. سلموا مذكرتهم للمدير وباتوا في انتظار القول الفصل

عقب تداول وانتشار خبر تحويل كليات جامعة الخرطوم إلى سوبا تحول المشهد في السنتر إلى وقفة تلو الوقفة.. بالأمس تجمع الطلاب من كل الكليات والمجمعات (الطبي وشمبات والتربية)، حاملين ذات الهم، وهم يهتفون ملء حناجرهم: (حنقرا في السنتر.. لي سوبا ما بنرحل).
* بدأ تجمعهم في ذات النقطة التي بدأ منها غالبية الكوادر الخطابية في جامعة الخرطوم على مر الزمان.. اتجهوا غربا صوب كلية الهندسة لتكون نفاجا للدخول إلى مكتب مدير الجامعة، لتسليم مطالبهم.
* حينما أوصدت الأبواب حاول بعضهم تسلق الأسوار الحديدية الفاصلة ما بين كلية الهندسة ومكتب المدير. بعدها قرر الطلاب الذهاب إلى مكتب المدير عبر بوابة شارع النيل.
* قبالة شارع النيل وقفت سيارات الشرطة استعداداً لأي حدث يمكن أن يقع من الطلاب، ولكن التنظيم المحكم من قبل الطلاب المتطلعين لتسليم المذكرة، وهتافاتهم السلمية، جعل انتظار أفراد فض الشغب ينتهي دون احتكاكات.
* خاطب حشد الطلاب المتدفق المدير التنفيذي لمكتب مدير جامعة الخرطوم، د. الصادق ناصر، قائلا إنه غير مفوض له الحديث باسم الإدارة، ولكنه أكد استلامه لمذكرة حوت مطالب الطلاب وسوف يقوم بإرسالها إلى مدير الجامعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي (الواتساب)، لأن المدير خارج البلاد، بحسب المدير التنفيذي، وسوف يصل السودان في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، الأمر الذي وجد استنكار الطلاب لطريقة توصيل المذكرة.
* وصلت غضبة الطلاب ذروتها حينها وطالبوا بأن يقابلهم وكيل الجامعة أو نائب المدير.. وبدأ دوي صوت الطلاب عاليا مرددين (بكرة اتنين في شارع المين).
* في اللحظات التالية كانت الهتافات تشق سماء جامعة الخرطوم: (المين المين.. الساعة اتنين)، والمين هو الشارع الرئيس في جامعة الخرطوم، الشاهد على مخاطباتها وأركان نقاشها وأنشطتها المختلفة على مر تاريخها.
* الطلاب ودونما تنظيم من حزب معين ضربوا موعداً فيما بينهم ليكونوا فيه حضوراً على شارع المين، المتوسط (سنتر جامعة الخرطوم) ليخاطبهم فيه نائب مدير الجامعة إنابة عن المدير، بسبب غيابه وسفره للخارج.

* الطلاب من مختلف الكليات والتنظيمات السياسية دونما تمييز فيما بينهم، استطاعوا أن ينظموا انفسهم في كل المجمعات (الوسط، المجمع الطبي، شمبات، وتربية)، واتحدوا رفضاً لقرار يتحدث عن تحويل الجامعة إلى مزارات أثرية، وأنها ستتبع لوزارة السياحة. وارتفعت مرة أخرى هتافاتهم: نحن الطلاب نحن القوة.. الجامعة منار ما آثار.. حنقرا في السنتر.. لي سوبا ما بنرحل.
* المتحدث باسم الطلاب محمد عمر دقنو، الطالب في كلية الهندسة جامعة الخرطوم المستوى الخامس قال لـ(اليوم التالي) إنهم كطالب يرفضون خطوة ترحيل الكليات، وقال: “إذا كانوا هم يرون أن المجمع الطبي ضيق على الطلاب فيجب أن تتم توسعته ببيع أراضي جامعة الخرطوم في سوبا وتحويل أموالها لتوسعة مجمع الطب، لأن الجامعة تاريخ ورمز في السودان ومنارة علم.. نحن متمسكون بقضيتنا ولن نتوقف ما لم نحقق كل مطالبنا”..
* في اليوم الأول لتحرك للطلاب لمناهضة القرار، استطاعوا الاحتشاد ومقابلة المدير التنفيذي لمكتب مدير الجامعة وأخطروه بمطالبهم بأن يخاطب مدير الجامعة الطلاب جماهيريا، ويوضح لهم ملابسات القضية، وإذا لم تنفذ المطالب فسيكون لهم رد آخر وتحركات أخرى.
* محمد قال: “نحن كطلاب مستمرون إلى أن تتحقق مطالب الطلاب”. ويعدد دنقو مطالب الطلاب التي دفعوا بها في المذكرة لمدير الجامعة، وطالبوه بأن يخاطب الطلاب وجميع الناس عبر الوسائط الإعلامية المختلفة من إذاعة وتلفزيون وصحف وينفي الخبر أو القرار أو يعلن أنه تم إلغاؤه وأن الجامعة ستكون قائمة في مكانها ولن يباع منها شبر.

* المطلب الثاني كما يقول محددثي عودة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، والمطلب الأخير أن يفتح المدير بابه على طلابه، وليس على شارع النيل، وألا يتحصن منهم بالأسوار.
* وبدا عدم تنازل الطلاب عن مواقفهم واضحا في هتافهم وفي المذكرة، ويستلم شارة الحديث طالب آخر بالقول: “إذا خرج الأمر من إدارة الجامعة واتضح أنها لن تستطيع فعل شيء تجاهه، فسيكون تحركنا المقبل لوزارة التعليم العالي، وإذا لم تحقق هي الأخرى مطالب الطلاب وتُوقف قرار بيع الجامعة، فسنحيل الأمر لوزارة العدل، إن لم تتخذ الجهات الرسمية قرارا بوقف التصرف في الجامعة ونقلها وتحويل الطلاب إلى سوبا أو إلى أي موقع آخر”.
* في الأثناء قالت إدارة الجامعة أمس على لسان إدارة الإعلام والعلاقات العامة إنها “لن تبيع أو ترهن أو تتخلى عن مبانيها ومؤسساتها القائمة”، وأن ما أثير مؤخراً يأتي ضمن خطط الجامعة التوسعية أكاديمياً وإدارياً في مباني يتم إخلاؤها بغرض التوسع وليس التفريط في أصول الجامعة القائمة.
* وفي بيان لها خواتيم الأسبوع الماضي كانت الإدارة تنفي اتجاهها نحو التخلص من المباني التي تصفها بالأثرية والقومية، مشيرة إلى أن عمليات الصيانة فيها لا تتم إلا بمشاركة قسم الآثار، والهيئة القومية للآثار، معتبرة أن 114 عاماً من الريادة كافية للحفاظ على هذا الإرث الكبير، قبل أن تؤكد على أن ما تم تداوله يتعلق بنقل كلية الطب إلى أراضي الجامعة بمنطقة سوبا.
* التصريحات المنسوبة إلى محمد أبو زيد مصطفى، وزير السياحة، التي نقلتها على لسانه (اليوم التالي) أمس كان لها تأثيرها وساهمت في اشتعال الأزمة مجدداً.

* وكان أبوزيد خلال التصريحات المشار إليها يقطع بأن هنالك مواقع وضعت وزارته يدها عليها باعتبارها آثاراً “مثل وزارة المالية والبريد وجامعة الخرطوم والقصر الجمهوري”، باعتبارها آثاراً تتبع للسياحة، ويشير إلى أن القرار كان واضحاً بأن شارع النيل الحكومة تخرج منه ويترك للسياح.. وعندما سألته الصحيفة إن كان سيتم إخلاء جامعة الخرطوم أيضاً؟ رد من فوره: “طبعاً.. كل هذا المكان سيتم إخلاؤه لأن هذه المباني ستصبح مزارات أثرية وهذه جميعها مداخيل للسياحة”.
الخرطوم – سلمى معروف – عرفة وداعة الله
صحيفة اليوم التالي

أبرز عناوين الصحف السياسية السودانية الصادرة يوم الثلاثاء 12 أبريل 2016م


صحيفة أخبار اليوم:
وسط رقابة دولية: بدء استفتاء دارفور والخارجية تتهم امريكا بتبنى مواقف الحركات المسلحة
رئس الجمهورية يخاطب نفرة نداء الجزيرة للتنمية والخدمات
البشير: نؤكد اهتمام الحكومة بولاية الجزيرة وتأهيل مشروع الجزيرة والتركيبة المحصولية
محادثات سودانية صومالة بالخرطوم اليوم
قيادى بالوطنى: ليس من حق الرئيس الحديث عن تنحيه عن الرئاسة

صحيفة التغيير:
مصر تسلم السعودية جزيرتين وتصعد قضية حلايب
“الوطني” : ليس من حق الرئيس الحديث عن التنحي
انطلاق عملية الاقتراع لاستفتاء دارفور
حميدة يوجه بتوزيع أدوية الأطفال دون الخامسة

صحيفة الأهرام اليوم:
الوطني: البشير لا يملك حق التنحي عن السلطة
مسؤول حكومي رفيع يرفض الخضوع للتفتيش بمطار الخرطوم
الوطني يرفض تشكيك واشنطن فى الاستفتاء
نقل مقر جامعة الخرطوم يؤدي لمواجهات بين الشرطة والطلاب
المالية توجه بصرف استحقاقات المعلمين اليوم

صحيفة آخر لحظة:
الوطني: حديث البشير عن تنحيه شعور خاص والقرار بيد الحزب
انفراج أزمة تصحيح الشهادة الثانوية
بدء عمليات الاقتراع في استفتاء دارفور
البشير الى بحر دار الاثيوبية بالجمعة
الرئيس الصومالي يصل الخرطوم اليوم

صحيفة الرأى العام:
اكثر من 900 الف ناخب ادلوا باصواتهم في اليوم الاول لاستفتاء دارفور
الشرطة تحتوي احتجاجات طلابية بجامعة الخرطوم
عبدالمحمود: لسنا في حاجة لتاكيد سودانية حلايب.. ولاتنازل عنها
السودان يطالب الاتحاد الافريقي بالتحقيق في اهداف سياسية تحرك ( الجنائية)
البشير: اهل الجزيرة لم يخذلونا وسندفع 4 جنيهات مقابل اي جنيه للنداء

صحيفة الانتباهة:
بدء استفتاء دارفور بلا معيقات واقبال متزايد
وعكة صحية تمنع الميرغني من مقابلة وفد قيادي
الحزب الحاكم : نحن من نقرر تنحي البشير
الحكومة تطالب بفتح تحقيق حول المحكمة الجنائية
مسؤول يرفض التفتيش بالمطار والجمارك تستنجد بالبرلمان
عودة معلمي الخرطوم لتصحيح الشهادة الثانوية

صحيفة الصيحة:
تظاهرة تناهض نقل كليات بجامعة الخرطوم الى سوبا
صحة الخرطوم: ادوية مضرة في قائمة العلاج المجاني للاطفال
الجمارك: بعض المسؤولين يرفضون تفتيشهم في المطار
عدم خروج القوات العسكرية يعطل وصول نائب مشار لجوبا

صحيفة المجهر السياسي:
نجاح باهر لنداء الجزيرة و 41 مليار جنيه و100 مليون دولار حجم التبرعات
ارتفاع جنوني في اسعار النقد الاجنبي والدولار يصل محطة الــ 13
اقبال متفاوت وهدوء تام في اليوم الاول للاستفتاء الاداري بدرافور
الحكومة تطالب الدول الاعضاء بفتح تحقيق حول ممارسات المحكمة الجنائية
الرئيس الصومالي يصل البلاد اليوم

صحيفة السوداني:
42 مليار جنيه تبرعات نداء الجزيرة والبشير يتعهد بدفع 4 اضعاف
اكثر من 900 الف مقترع في اليوم الاول لاستفتاء دارفور
الخارجية: تستنكر تشكيك واشنطن في استفتاء دارفور

صحيفة اليوم التالي:
مذكرة للوالي والمجلس التشريعي احتجاجاً علي قرار لمحلية الخرطوم
البشير: 4 جنيهات من الحكومة مقابل كل جنيه يدفعة المواطن في نداء الجزيرة
وزير السياحة اخلاء جامعة الخرطوم قرار مجلس الوزراء وليس الوزارة
جامعة النيلين تشارك في استفتاء دارفور الاداري

صحيفة ألوان:
ألوان.. تكشف تفاصيل جديدة عن قائمة مشنقة الجبهة الثورية
السودان يطالب بفتح تحقيق في اهداف سياسية تحرك مدعية ( الجنائية)
بدء الاقتراع على استفتاء دارفور لتحديد الوضع الاداري للاقليم
انفراج ازمة مستحقات تصحيح الشهادة السودانية
ضبط كميات كبيرة من الفراخ الفاسد بمزرعة بجبل اولياء

والي الجزيرة ميزانية هذا العام 200 مليار و600 مليون جنيه.. جمال الوالي يتبرع بمليار جنيه


أكد د. محمد طاهر ايلا والى ولاية الجزيرة أن دعم رئيس الجمهورية لمشروع الجزيرة كان بهدف تطوير المشروع موضحا ان حصاد القمح هذا العام بلغ اكثر من ثلاثة مليون جوال .
وقال لدى مخاطبته نفرة نداء الجزيرة للتنمية والخدمات مساء الإثنين بقاعة الصداقة ان نفرة ابناء الجزيرة للنهوض بالولاية يجىء لاصلاح خدمات التعليم والطرق ، واوضح ايلا ان الكثير من ابناء الجزيرة في الخارج ساهموا في دعم مشروعات الولاية المختلفة .
وقال ان حكومة الولاية قامت بطرح برنامج طموح عبر مؤسساتها فى ميزانية هذا العام والبالغة 200 مليار و600 مليون جنيه خصصت للمشروعات الخدمية .

وقد اعلن ابناء الجزيرة تبرعهم لنصرة نداء الجزيرة للتنمية والخدمات حيث تبرع رجل الاعمال معاوية البرير بمليار جنيه والامين احمد عبد اللطيف بمليار جنيه وجمال الوالي بمليار جنيه وابراهيم بدر عن اتحاد مزارعى المناقل بمرتب يوم من جميع العاملين بولاية الجزيرة ومزارعى مشروع الجزيرة 11 مليار جنيه .
هذا وقد بلغت جملة المبالغ اكثر من 40 مليار جنيه كدفعة اولى .
سونا

مراكز الأقتراع في دارفور تفتح أبوابها وسط عزوف جماهيري اعتيادي


فتحت مراكز الاقتراع أبوابها، في دارفور للاستفتاء حول الوضع الإداري لهذه المنطقة المضطربة في تصويت يقاطعه أغلبية اهلنا هناك وخلو المراكز من المصوتين سوى موظفي وموظفات الإستفتاء.
حيث بدأت عمليات التصويت عند الساعة التاسعة وستستمر لثلاثة أيام.
ويفترض أن يقرر الناخبون ما إذا كانوا يريدون الاحتفاظ بالوضع الحالي لدارفور المقسم إلى خمس ولايات أو دمجها في منطقة واحدة.



image
الصور من مركز شقرة في دارفور توضح المقاطعة الشاملة للإستفتاء الذي يقيمه النظام في ظل انتشار الحرب والابادة.

بيد أن لوكالة السودان للأنباء رأي آخر اذ جاء فيها أن عمليات الاقتراع شهدت انتظاماً بجميع المحليات بشمال دارفور وسط استقرار امني كامل واقبال متفاوت من الناخبين
وذكرت سونا أن مراكز التصويت للاستفتاء الاداري بالفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور شهدت في اليوم الاول اقبالا متفاوتا من الناخبين للادلاء باصواتهم ازاء خياري الولايات والاقليم حيث شهدت ساعات النهار ازديادا ملحوظا فى الاقبال على تلك المراكز بصورة افضل من ساعات الصباح الاولى التى انطلقت فيها عمليات الافتراع .


واشاد عدد من المواطنين الذين استطلعتهم (سونا) بالتهيئة التامة التى تمت بالمراكز مما سهل عملية التصويت والادلاء بآرائهم فى تحديد الوضع الادارى لدارفور معربين عن ارتياحهم لسهولة الاجراءات وحسن الترتيب مما مكنهم من ممارسة حقهم فى الاستفتاء.
سونا + صفحة عمر الحلاوي بفيسبوك



حلايب في ضوء إعادة مصر لتيران وصنافير إلى السيادة السعودية

فتحت الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر والتي احاطتها  القاهرة بزخم اعلامي كبير وحفاوة بالغة ملفات كبيرة ، فإلى جانب المكاسب الاقتصادية الضخمة التي حققتها القاهرة في شكل مشروعات وشراكات والتي بلغت ثلاثين مليار دولار تقريبا حققت زيارة الملك سلمان مكسبا سياسيا هاما بانتزاع موافقة مصر على استعادة السعودية لجزيرتيها على البحر الأحمر تيران وصنافير بعد ممانعة من جانب مصر استمرت لعقود وبلغت مجلس الأمن .
    ويبدو ان تأثير المشروعات الاقتصادية التي قدمتها المملكة إلى مصر في ظرفها الحالي الذي تعاني فيه مصر من صعوبات اقتصادية جمة قد جعل مطلب السعودية لاستعادة جزيرتيها هذه المرة سهلا بعد ان وجد أذن صاغية ليس ذلك فحسب بل انبرى اعلاميون محسوبون على الحكومة  المصرية في الدفاع عن حق السعودية في استعادة جزيرتيها داعمين حججهما بالخرط والمبررات التاريخية التي كانت تنكرها الحكومات المصرية  السابقة منذ عهد عبد الناصر باعتبار أن هذه الجزر التي احتلت بواسطة الجيش المصري  في عام 1950 هي جزر مصرية وتمثل عمقا استراتيجيا للأمن المصري لا يمكن التنازل عنها .
    هذا الجدل الذي احدثته مطالبات المملكة بجزيرتيها كان لابد ان يستعيد إلى الأذهان قضية حلايب وشلاتين من جديد وهي قضية تماثل في وقائعها التاريخية قضية الجزر السعودية لكن لسان حال القاهرة وموقفها في هذا الموضوع تجاه السودان ينطبق عليه قول المتنبي :
    لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ
    فالقاهرة وفق علمائها من أساتذة التاريخ ممن علقوا على قضية الجزر السعودية وحقها السيادي عليها أشاروا إلى أن قضية حلايب تختلف لكونها أرض مصرية حسب زعمهم كانت أمانة عند السودان ثم استردوها " بالقوة "
     
    والجزر السعودية كانت أمانة عند مصر فمن حق السعودية استردادها وهو منطق تبريري لإجازة حق السعودية فرض سيادتها على الجزر لاعتبارات عديدة وفي نفس الوقت إغلاق الباب تماما امام أي حديث حول سودانية حلايب وقد افاض الاعلام المصري في هذا الجانب .
    وللأسف الشديد فإن فرض الأمر الواقع بوضع يد مصر على حلايب بالقوة وبرامج التمصير على الأرض والمواطنين منذ التسعينات وحتى اليوم تجعل من الصعب جدا أن تعود حلايب إلى حضن الوطن أو حتى لتصبح منطقة مشتركة للتكامل والتعاون بين البلدين في ظل ظروف السودان الحالية وطبيعة وتركيبة النظام الحالي .
    وهناك عدة عوامل تؤيد ذلك أهمها ضعف النظام الحالي وعجزه أمام تحقيق وفاق وطني شامل يوقف النزاعات والحروب بل واستمراره في التصعيد العسكري في مناطق النزاع سواء في دارفور او جنوب كردفان او النيل الأزرق.
    نظرة الشك والريبة من قبل النظام المصري تجاه النظام السوداني رغم التصريحات والوعود والاتفاقات الثنائية بدليل رفض مصر حتى الآن تطبيق اتفاقية الحريات الأربع لدواع أمنية كما تقول .
    التطورات الإقليمية فرغم مشاركة السودان في عاصفة الحزم بقوات مشاة على الأرض ودعمه اللامحدود للمملكة ورغم تحفظ مصر على المشاركة الفعلية في عاصفة الحزم إلا أن السعودية اختارت مصر لمشروعاتها الاقتصادية الضخمة وجسورها القارية وهي بالتالي ستكون الأقرب سياسيا لمصر ولمساندتها .
    غير ان أهم هذه العوامل هو تقاعس النظام السوداني نفسه من الناحية العملية عن اتخاذ أي مواقف جادة مع مصر لمناقشة ملف حلايب لأسباب ذاتية تتعلق به  وباستمراريته بل أنه يسوق المبررات  لتبريد المطالب ويعول على الزمن الذي ليس هو بالتأكيد في صالح السودان علما بان مصر ترفض أي نقاش في موضوع حلايب مع الحكومة السودانية باعتبارها ارض مصرية.
    وكما قال الرئيس البشير خلال زيارة الأخيرة إلى مصر عبارته المقتبسة " إن الناس على دين اعلامهم " فإن التصدي المستمر للإعلام المصري  على دين حكامهم لما يزعمونه حول مصرية حلايب يقابله إعلام سوداني عاجز عجز حكومته وصحافة حكومية معتلة تتوارى خجلا عن تقديم الحجة القوية حول سيادة السودان على أرضه باعتبار أن هناك قضية خلافية بين دولتين شقيقتين إلا أن كبت الحريات والتعتيم المفروض على الاعلام في الداخل  فضلا عن العجز العضوي يؤشر بدوره على عدم رغبة النظام الحالي في إثارة الموضوع لخلق توتر مع مصر ولسان حاله يقول فلتبقى حلايب كما هى فقد ذهب الجنوب باسره فماذا حدث .
    ترى ماذا سيكون تعليق الحكومة على عودة الجزيرتين السعوديتين إلى سيادتها برضاء مصر ومباركتها أم  أنه سيكتفى برأي الاعلام المصري فيه  فليس السعودية ذات النفوذ الاقتصادي كالسودان الذي يضره الفساد   :
    لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ

 بقلم: حسن الحسن

سودانايل

المشانِق ...والبديل، شعر: هاشم صديق



أعتذر
وأنا منكسر
( للقرشي) و(التاية )
و(علي) و(عبدالفضيل) .
..........
أعتذر لي (كرري)
و (الطابية )
وروح شعبي الكتِيل
ولي ( عازة ) فارعة
و( للخليل) .
............
أعتذر وأنا منجبر
لي ساقية
في أقصي الشمال.
لي نخلة
أرخت راسها
كانت شامخة
في عز النزال .
وللضهاري
الحالا حال .
وللمثل الصّار
كِضِب غَشَة وبُهار
وللشرف
الفقدو حار
ولي عيون
عَشْم البنات
في رجال
شوفهم عَديل
أعتذر
لي كل سيف
نَصَر الوطن
بالدم كتب
شَرف الغُنا
وبالروح أخد
تار الكتِيِل
..........
وأعترف
أنا ما أنا
الشعب القبيل
ثوري ونبيل
دُغَرِي وجميل .
أنا حسه
ممسوح بالثرا
مغبون
ولابِد في الضرا
مسحوق
وراجع لي ورا
مفجوع
ومستسلم ذليل
ما داير أفور
أو يوم أثور
عُذري الوحيد
دايماً أقول
( مافيش بديل ) .
............
أعتذر لي عقلي
من يأس الخلاص
ومن وهَم
قفل الدروب
وأعتذر لي وطني
من ذُل الخُطوب
أبصُق علي يافطة
عُذر
( وين البديل ) .
...........
أعتذر
وأنا منكسر
لي الشهداء في رمضان
ولي ثوار أغسطس
في الجِنان
ولليتامي
وللحلوق الناشفة
من عَطش الكرامة
وللصغار الجاعوا
من قل الشهامة
وللجنوب الضَاع
سُداً
مابللت عين الأمير
دمعة ندامة
وللصدور الضَاق
هوانا
وراجية بس
يوم القيامة
...........
أعتذر
لي روح ( مهيرة)
وللجروف
مكتولة من خوف
الدميرة
وللبلد
تاريخ ونيل
وإلعن أبو
الذُل والسُكات
الراجي في الحِلم
البديل .
............
وآآآ ضيعة
الوطن الجميل.
.........
أسمعني
يا شعبي الجميل
( مافيش بديل )
ما بتبقي لافتة
ومستحيل
الدنيا قامت وإزدهت
ثورات وإبداع
من بدايل
ومن مثيل
البديل إنت وأنا
رفع العزايم
للسَما
إبداع (خلاص)
مارق يجدد
مِنَنا
من عقولنا
ومن قلوبنا
ومن وجعنا
وذُلنا
تبقي البدايل
مُمكنة .
.........
نحصد ثمار
( صبراً جميل )
..........
أعتذر من قلبي
لي خيلاً برك
جوة الشَرَك
وإتهدأ
من حِملو التقيل .
وأعتذر بي عقلي
لي شَرَف الحروف
ولي أسي
الشِعِر الأصيل .
للدراما
بقت قُمامة
للغُنا الأصبح
( سقوط )
معني وعلامة
للنِضال
ما عندو صفاً
أو رجال
لي ( بكارات ) البلد
إتهتكت
وإتمزقت
بإغتصاب
أهل الإمامة .
............
أعتذر لي نفسي
من قسوة نِصال
( أطفال أنابيب
الصحافة )
ومن ظُلم
تِفل المغنين
المناضلين المواهيم
والسخافة .
.............
كلو تاريخهم
مسطر
في دفاتر
من قديم
او من جديد
والحساب جايي
وشديد
كلو ظُلماً
ليهو آخِر .
............
............
الزمن راجع
جميل
والنضال
معني وبديل .
............
أعتذر
وأنا منكسر
( للقرشي ) و ( التاية)
و ( علي )
و( عبدالفضيل ) .
..............
أعتذر لي روح ( مهيرة )
وللجروف
خايفة الدميرة
للبلد
تاريخ ونيل
وإلعن
أبو الذُل والسُكات
الراجي في الحُلم
البديل .
............
وآآآآ ضيعة
الوطن الجميل .
..............
.............
أكتب وصيتك
يا نبيل
كُل الخيارات
ممكنة
البديل إنت وأنا
إبداع ( خلاص )
مارق يبارك
وعينا
طالع وهادر
للسما
من نار هوانا
وذُلنا
من جوعنا
من أسف الجروح
والبشتنة
نطلع نكاتل
كُلنا
( ما فيش بديل )
إلا البيطلع مِننا
............
إنت وأنا
إنت وأنا
إنت وأنا
...........
كل البشاير
مُمكنة
ما بهِم
منو العاش
والكتيل
التار بدُك
المستحيل
..........
نرجع نقول:
يااااااااروعة
الوطن الجميل.
...............
هاشم صديق