تأسف حزب المؤتمر السوداني على قرار تحالف قوى الإجماع الوطني بتجميد عضوية الحزب مع 4 فصائل أخرى، واعتبر القرار "تفكيكا مجانيا" لوحدة المعارضة ونكوصا عن مشروع توحيدها وملهاة عن الواجبات الوطنية لهذه القوى.
وقال بيان للمتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني محمد حسن عربي، يوم الخميس، إن قرار تحالف الإجماع الوطني خاطئ من الناحية الإجرائية، لأن الهيئة العامة التي أصدرته مجرد جسم تنفيذي للتحالف ولا تملك حق إصدار هكذا قرار.وقررت هيئة قوى الإجماع الوطني تجميد، عضوية أحزاب: المؤتمر السوداني، البعث السوداني، تجمع الوسط، القومي السوداني، والتحالف الوطني السوداني بسبب عملها مع تحالف قوى "نداء السودان".
وأشار إلى أنه من الناحية العملية فإن "القرار لا معني له، لأن نشاط قوى الإجماع أصلاً مجمد بشهادة أطرافه التي تطالب في كل اجتماع بتفعيل النشاط الجماهيري بدون أن تتمكن من ذلك".
وتابع البيان الذي تلقته "سودان تربيون" قائلا: "بل تعتبر مواسم أنشطة (نداء السودان) بمثابة الحبة المنشطة التي تلهم بعض أحزاب الإجماع وتمنحها القدرة على الحراك لا بغرض إسقاط النظام بل بهدف إثارة الغبار والمعارك مع النداء".
وأفاد البيان أن القرار الذي جاء بمقترح من الحزب الشيوعي ينم عن إرتباك واضح، لأنه جمد عضوية أحزاب لتأييدها مواقف نداء السودان وانخراطها في العمل المهيكل معه بينما يشير إلى رغبة قوى الإجماع في التواصل مع نداء السودان.
وأبدى البيان أسفه على قرار الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني واعتبره "إعلاناً بالعجز عن التعايش بين الخيارات النضالية المطروحة، وتفكيكاً مجانياً لوحدة المعارضة وإلهاءاً عن واجباتها الوطنية"، وزاد "هو يشكل أيضاً حالة من النكوص عن مشروع توحيد القوى المعارضة للنظام بشكل يصب بالضرورة في مصلحته المباشرة".
وانقسمت قوى الإجماع الوطني حول "نداء السودان"، حيث قبلت الفصائل الخمسة المستهدفة بقرار التجميد بالعمل المهيكل مع (نداء السودان)، وأعتمدها اجتماع باريس في أبريل الماضي تحت مسمى "أحزاب نداء السودان بالداخل"، وبينما رفض حزب البعث الأصل وقوى عروبية أخرى الانضمام لـ (نداء السودان)، أيده الحزب الشيوعي وشارك في عدة اجتماعات عقدت في باريس لكنه قاطع اللقاءات الأخيرة في أديس أبابا.
وأكد حزب المؤتمر السوداني في بيانه أن "نداء السودان" يعد مشروعا إستراتيجيا مثل تهديداً مباشراً لبعض أحزاب الإجماع التي ترى فيه "خصماً على مشروعها السياسي الآحادي"، قائلا إنه رفضت التحالف من منطلقات إقصائية فى العمل التحالفي بمرجعية ايدلوجية لا تستوعب واقع التعدد والتنوع السوداني، بالإضافة إلى تردد وضبابية بعض الأحزاب الأخرى.
وأفاد أن الأجندة المتضاربة داخل قوى الإجماع الوطني وقفت حجر عثرة في مسار توحيد المعارضة تحت مظلة النداء وظلت لأكثر من عام ونصف تضع العراقيل أمام الرغبات الجادة والمشروعات العملية المطروحة لتطوير وتفعيل النداء تنظيمياً وسياسياً وحركياً.
وقال البيان "قناعاتنا كانت ولا تزال أن التعدد فى الوسائل والتعاطى الإيجابي مع المتغيرات يثري ساحة المقاومة ويرفدها بحيوية وتنوع مطلوب لطالما كان الهدف متفقاً عليه بين قوى المعارضة المختلفة".
وعدّ البيان قرار الفصل "متعجلا" وأكد تمسك حزب المؤتمر السوداني بتحالف "نداء السودان"، متعهدا بالإنخراط في تشاور مع حلفاء الحزب في التحالف بالداخل لإتخاذ موقف موحّد يتسم بالمسؤولية.
وقال "لن نضل الطريق لنخوض معارك وهمية وغير ذات جدوى ضد أي جهة أخرى تحت أي ظرف من الظروف"، مبينا أن تكوين "نداء السودان" شكل سانحة مثلى لتكوين التحالف الوطني الأوسع من حيث القاعدة الجماهيرية والحزبية، وضم قوى المعارضة بشقيها المدني والمسلح إضافة لقوى المجتمع المدني العريض.
وتشكل تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض في السودان في العام 2009 من عدة أحزاب منها الشيوعي والأمة والمؤتمر الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان قبل انفصال دولة الجنوب، لكن خلافات عصفت في الأعوام الثلاثة الأخيرة بالتحالف الذي يرأسه فاروق أبوعيسى؛ وانسحب منه حزب الأمة ولحق المؤتمر الشعبي بالحوار مع النظام الحاكم.
سودان تربيون