السبت، 19 سبتمبر 2015

سبتمبر ولو بعد حين .. بقلم: عارف الصاوي




في سبتمبر ٢٠١٣ ،قررت الحكومة رفع الدعم عن المحروقات مما نتج عنه زيادة كبيرة في اسعار السلع ،المشكلة ان الحكومة لم تقترح حلول سواء مقترحات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للتعامل حسب "ظرفك" ،ليس من أمل في اصدار قرار من نادي باريس لاعفاء او جدولة الديون وليس من أمل في انفراج سياسي علي ما يبدو ،وبالتالي الزيادات ليس معالجة ظرفية راهنه وانما استراتيجية طويلة الامد تبدأ بالمحروقات ولا تنتهي بالقمح والغذاء

في ذات سبتمبر قامت مظاهرات متفرقة في السودان ،واجهت فيها السلطة المتظاهرين بعنف مفرط ،قتلت فيهم اكثر من ٢٠٠ " تعترض الحكومة وتقول فقط ٨٥ " لكن الشاهد ان المتظاهرين واجهتهم السلطة بعنف مفرط ،قال لي مسؤول امني " سبتمبر لم تكن احتجاجات معهودة ،كانت في نظرنا عملا منظما حاولت جهات كثيرة استغلاله " يضيف المسؤول الامني" كنا نتوقع احتجاجات لكن ليس بهذا المستوى" ويقول الرئيس نفسه انهم تعاملوا معها بالخطة ب. قال علي عثمان في برنامج بثته الجزيرة" بلا حدود مع احمد منصور ٧ نوفمبر ٢٠١٣ " ان التخريب واستهداف ممتلكات الناس سيواجه بادوات الدولة ورفض الحديث عن القتلى ، وحينما حاصره مذيع الجزيرة قال " ان التحريات الجنائية ستثبت ذلك ".

في أكتوبر ٢٠١٣ اجتمعت قوى الاجماع الوطني وكونت لجنة سمتها لجنة التضامن مع ضحايا احداث سبتمبر واوكلت رئاستها الي المهندس صديق يوسف وقدمت اللجنة تقريرا متاحا على شبكة الانترنيت . توصلت لجنة صديق يوسف في تقرير مفصل الي عدة حقائق في عدد القتلى وان الضحايا قتلوا برصاصات في الراس والصدر كما اكد رئيس نقابة الاطباء في ٧ اكتوبر ٢٠١٣ الدكتور احمد الشيخ " ان عدد القتلى في يومين فقط كان ١١٠ شهيد تم رصدهم في مستشفيات العاصمة المختلفة وذلك بخلاف شهداء مدينة الفتح في امدرمان ،وأشار الشيخ الي ان الشهداء في الولايات حوالي ٥٠ ، وقالت لجنة يوسف انها تحدثت الي الي اسر وذوي اكثر من ٩٠ شخص ولدى اللجنة عناوينهم وانها سجلت افادات من جميعهم . الاكثر وضوحا في تقديري هو ان هناك اساس جيد لوضع السؤال بجدية ومسؤولية ، من الذي وجه ذلك الرصاص المسموم علي صدور ورؤوس السودانيين في يوم مشهود؟ الاجابة علي هذا السؤال ليس لكونها حدث روتيني يقتله التعميم والاعتماد علي النسيان . سيكون ملزماً علي المسؤولين التعامل بجدية ومسؤولية لانها لن تسقط بالتقادم ،ولن تندس في دفاتر التفاوض ،هي ليس حدث معزول وانما تطوير مباشر لوعى الناس بالة القمع . كانت اخبار الحروب في الاطراف تاتي للناس في الخرطوم واواسط السودان عبارة عن ارقام مجردة من المعنى، أدخلت الحكومة نفسها في "غلاط " حول عدد الضحايا في دارفور ،وما وجد الرئيس فرصة في حوار مع وسيلة اعلام اجنبية الا وغالطهم كما يجب في الارقام وجعل المسالة سلم للصعود الي الحطاب المحبب لديه "الاستهداف" .لكن الذين هربوا وجاءوا ليحكوا الحكايات في الفاشر ونيالا وجنوب كردفان والنيل الازرق يقولون اهوالا من القصص الخرافية ، يجعلوننا نبحث عن سؤال الحرب في دروب التعاطف والقضايا الانسانية ولكن مجردة من الخبرة الراسخة عن ما يجري في مناطق الحرب . حينما بدأت سبتمبر في المدن الحضرية غير ساير الريف ،كانت درسا تكاملت فيه حقيقة اساسية عن قوة النظام وحكمته . يا للهول " اذن ما تتناقله الاخبار من المناطق البعيدة يحدث هنا وامام التاريخ والشهود والناس اجمعين ،ثم ليس هذا فحسب بل ويتطاولون بالقول لينكروا علينا ما رايناه راي العين . لقد رايناكم في تلك العربات التي قال عنها رئيس لجنة التحقيق البرلمانية " بدون لوحات على ظهرها مسلحين يحصدون ارواح البنات والاولاد " !

الذي قال هذا القول هو الفريق احمد امام التهامي  رئيس لجنة الدفاع والامن في البرلمان ، واحمد هذا اخبرنا انه كان رئيس لجنة تحقيق كونها البرلمان  للتحقيق في احداث سبتمبر ،لكن ما نعرفه ان الحكومة لم تحقق اصلا في قتلى احداث سبتمبر ،فقد وعد وزير العدل  بالتحقيق في الاحداث في فبراير٢٠١٤ حينما طالبه الخبير المستقل لحقوق الانسان  مشهود بدرين  ،لكن في مايو  كما اوردت صحيفة اليوم التالي ان وكيل وزارة العدل عصام الدين عبدالقادر  قد نفى ان تكون وزارته قد شكلت لجنة تحقيق في الاحداث ووصف  ما حدث كعملية تخريب عادية ،واشار الي ان لجنته كونت لجنة لحصر التخريب في ممتلكات الحكومة .ولكن الخبير المستقل جاء في يونيو ٢٠١٤ وطالب الحكومة مره اخرى بتقرير مفصل عن قتل المتظاهرين وقال  بدرين كما اوردت سودان تربيون “ ان وزارة العدل اكدت له ان التقرير عن احداث سبتمبر جاهز وسيتم الاعلان  عنه قريبا”

حدث ايضا ان تقدم رئيس اللجنة السياسية في الاتحاد الاوربي بوقدان ياتينج  بسؤال الي لجنة التشريع في البرلمان التي تتراسها تهاني تور الدبه عن احداث سبتمبر وعن تحقيقات الحكومة حول الاحداث” وقالت تهاني للصحافيين في البلمان وقتها “ قلنا له لقد استفسرنا وزارة العدل عن الامر ووجدنا حديثها مقنعاً”

الواضح لنا ان الحكومة لم تشكل لجنة تحقيق في مقتل المتظاهرين ،وهو ذات الشئ الذي المح له الخبير المستقل لحقوق الانسان “ان الحكومة تماطل ولم تجري اي تحقيق “ .عليه ليس واضحا من اين استمد رئيس لجنة الدفاع والامن بالبرلمان تفويضه للتحقيق طالما الحكومة نفسها ظلت رافضة  لفكرة ان هناك قضية تستحق التحقيق . فقد اكدت وزارة العدل  امرين متناقضين لمصدرين مختلفين ، فهي تقول للخبير المستقل انها ستحقق وانها حققت وتقريرها سبه جاهز ،ويقول وكيل الوزارة للبرلمان “ هناك تحريات تتباعها النيابات العادية “

طبيعي ان لا يكتشف رئيس لجنة التحقيق البرلمانية شئيا وحينما لا يجد ما يقوله يقول الغموض الي انتابنا في ليلة الاحداث والليالي التي اعقبتها ، كلنا كنا نعرف ان هناك مسلحين وان لديهم صلة ما بالاجهزة الرسمية وانهم تلقوا تعليمات بقتل المتظاهرين ، وعليه سوف لن تلاحقهم القضية الجنائية العادية من ذوي الضحايا ، ولو ارادت الحكومة ان تتلاعب على انهم مجهولين فهي بذلك قد مدت عنقها للنحر

Email address: sawi_arif@yahoo.com

سودانايل

حراسة مشددة لوزير العدل السوداني تلفت الانظار


رصدت الزاوية الحراسة المشددة المفروضة على وزير العدل مولانا عوض النور من فريق التأمين المرافق له .. الحراسة لافتة للأنظار، حيث تتبع سيارة الوزير عربة لاندكروزر وبحسب صحيفة اخر لحظة الصادرة بالخرطوم يوم الجمعة، يهبط الشباب على متنها قبل توقفها وينتشرون بشكل سريع قبل ترجل الوزير من سيارته والتي يتواجد بها فرد تأمين آخر مرافق للوزير .. الأمر يبدو غريباً بعض الشيء.

يا والي الجزيرة .. يوم يسألونكم عن ركشات الحصاحيصا !

حسن وراق
@ ما يحدث في مدينة الحصاحيصا من (مآسي) و درامات يتعرض لها سائقو و اصحاب الركشات و قد أصبحوا (نقاطة) مليونية في محكمة النظام العام يتطلب تدخل سيادة والي ولاية الجزيرة الدكتور محمد طاهر أيلا الذي لم يزر المدينة ويتعرف علي مشاكل و قضايا أهلها المقلقة . قضية اصحاب الركشات تستحق ان يولها الوالي عنايته علها تكن فاتحة خير للتعرف علي أهل الحصاحيصا تلك المدينة التي فقدت الكثير من مقوماتها الحضرية بعد انهيار مشروع الجزيرة . يكفي فقط أن هنالك أكثر من 10 الف عمالة دائمة ومؤقتة فقدت وظائفها في المحالج ومصنع نسيج الصداقة ومصنع الخميرة و مطحن قوز كبرو وأكثر من 80% من الصناعات التحويلية التي أغلقت أبوابها وتحول المواطنون الي عاطلين و معاشيين علي أبواب الكُفر كما نهانا سيدنا علي كرُم الله وجهه " من همّ بقوت يومه فقد كفر."
@ بعد الركود الإقتصادي الذي ضرب المدينة والتي هي عاصمة لمحلية من 7 وحدات إدارية أفاء الله علي أهلها بظهور الركشات التي لم تك مجرد وسيلة مواصلات للبسطاء والفقراء و متوسطي الحال فقط ، الركشات صارت (مضخة إقتصادية ) عملت علي تسريع دورة رأس المال و أنعشت الحراك الاقتصادي و حقنته بموارد مالية كانت راكدة و خارج دورة راس المال .يكفي فقط أن في الحصاحيصا أكثر من 3 الف ركشة تحتاج لوقود يومي بمبلغ 30 جنيه بإجمالي 90 الف جنيه/ اليوم . اسبير وصيانة اسبوعية بمبلغ 100 جنيه أي ما جملته 300 الف جنيه في الاسبوع بواقع 45 الف جنيه يوميا و متوسط 15 الف جنيه غسيل و بنشر . اجمالي ثابت بمبلغ 150 الف جنيه يوميا تدخل دورة رأس المال كانت راكدة غير الفائدة التي تعود علي مالكي وسائقي الركشات ومحطات الوقود و تجار الاسبيرات والميكانيكية وعمال (البناشر) والغسيل وسلطات الترخيص في المرور ورسوم المحليات .
@ قطاعات كبيرة من معاشيي مشروع الجزيرة و موظفين و معلمين و ايتام و أرامل وفقراء ورقيقي الحال استثمرا كل ما بحوزتهم غير الذين اقترضوا من البنوك او اؤلئك الذين باعوا املاكهم ليوفروا لقمة العيش و مصاريف الحياة اليوماتي عبر التوريدة والتي لا تتجاوز مبلغ 30 جنيه / اليوم (ستة أيام في الأسبوع). سائقو الركشات حالهم ليس أفضل من أصحاب الركشات وهم يقضون الساعات الطوال يتعرضون للكثير من المضايقات والاستفزاز وبعض التجاوزات والابتزاز من بعض الجهات الرسمية و أشياء أخري لا يمكن ان نوردها هنا ولكنها معلومة للجميع .معظم هؤلاء السائقين من الشباب الخريجين لم يجدوا فرص عمل بتخصصات رفيعة ونتائج مشرفة وطلاب قطعوا دراساتهم لإعالة اسرهم وأصحاب الحاجات ( أصحاب الإعاقات)الخاصة الذين لم يجدوا عمل و معاشيين وغيرهم ، ينشدون حياة مستورة يؤمنون فيها (هاجس) اللقمة الشريفة و مقابلة منصرفات أجرة السكن والعلاج والتعليم و المفروضات الأخرى.
@ ما وفرته الركشات من وسيلة مواصلات سهلة ورخيصة أصبحت تدخل في كل مشاوير الحياة اليوماتي ، كل أوقات اليوم ،حافظت علي هدر الزمن للعاملين والطلاب وغيرهم . معتمد الخرطوم طالب مواطنيه بالإضراب عن ركوب الحافلات ثلاثة ايام لاجبار سائقيها الرضوخ للعمل بموجب التعرفة . في الحصاحيصا إذا توقفت الركشات ساعة فقط فإن الحياة ستتعطل بمقدار 6 ساعات . السلطات المحلية لم تدافع عن هذا المورد الاقتصادي الهام الذي تركوهوا لسلطات النظام العام بدلا عن سلطات المرور المعنية بمخالفات المرور ولكن قيام سلطات النظام العام بكشات الركشات أصبح شغلهم الشاغل وتقديمهم لمحكمة النظام العام وتغريمهم مليون جنية تعتبر ((توريدة شهر كامل)) وليت هذه الغرامات تدخل خزينة الدولة لتعود عليهم و علينا ولكنها تجنب في حسابات خاصة بالقضائية علي اورنيك رقم 11 المخالف لتوجيه رئيس الجمهورية ونائبه الاول و وزير المالية الوصي علي المال العام و رقابته علي الرغم من وصول اجهزة التحصيل الاليكتروني إلا أن التحصيل لا يتم بموجبها وما تزال قضائية الحصاحيصا تخالف النظام المالي المركزي . سعادة والي الجزيرة ما يحدث في الحصاحيصا لن يسكت عليه و يستدعي تدخلكم العاجل و أنت ولي الامر ، لحماية اصحاب الركشات و أسرهم من ظلم النظام العام باعتبار ان الركشات كما هو الحال في كل المدن من اختصاص المرور والقضية تستدعي تدخل رئيس القضاء لوقف تلك الغرامات المليونية الحصرية علي محكمة النظام العام بالحصاحيصا فقط والتي أصبحت سيرتها علي كل لسان خاصة القاضي الذي تم نقله وبسرعة فائقة أعيد مرة أخري ليواصل في نفس المحكمة ذات الاحكام المليونية .
@ يا كمال النقر .. إستقلال القضاء بالقاف و ليس بالغين !
الفيس

ماذا لو كان أحمد في السودان ولم يكن في أمريكا ؟؟؟



مهدي زين

ضجت وسائل التواصل الإجتماعي ، ووكالات الأنباء العالمية ، والفضائيات ، والصحف خلال الأيام الفائتة بأخبار الصبي الأمريكي أحمد ، ذو الأصول السودانية وابن مرشح رئاسة الجمهورية في الإنتخابات المزيفة الأخيرة ، السيد محمد الحسن محمد الحسن محمد الحسن الذي اشتهر في مدرسته الثانوية باسم محمد الحسن تكعيب .

كان سوء تقدير مدرسة اللغة الإنجليزية هو الذي دفع بأحمد الي واجهة الأحداث حيث أثار انتباهها صوت الإنذار الصادر من داخل حقيبة أحمد المدرسية فاستدعته وطلبت منه إطلاعها على مصدر الصوت ، فأخرج أحمد الساعة التي كانت من ابتكاره ، لكن المدرسة اعتقدت أنها قنبلة موقوتة وقامت بإبلاغ الشرطة مدفوعة بالخوف الذي يسيطر على الآلاف مثلها منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر !!!

خرج أحمد من مدرسته يرسف في أغلاله وسط دهشة زملائه بالمدرسة ، وتم احتجازه وإيقافه من الدراسة لمدة ثلاثة أيام حتى قام والداه بإخراجه بالضمان من مركز الإحتجاز ، وسرعان ما تناولت وسائل التواصل الإجتماعي وأجهزة الإعلام قصة هذا الصبي اليافع ، وكان على رأس المغردين على تويتر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي خاطب أحمد في تغريدة رئاسية قائلاً ( إنها ساعة رائعة يا أحمد ، الا تريد إحضارها الي البيت الأبيض ؟ يجب علينا أن نشجع الأطفال الذين هم مثلك للتعلق بحب العلوم التطبيقية لأنَّ ذلك هو ما يجعل من أمريكا دولة عظمى ) كذلك غردت هيلاري كلينتون قائلة ( الإفتراضات الخاطئة والخوف لا تضمن سلامتنا بل تشُدُّنا الي الوراء - كن شغوفاً يا أحمد وواصل إنجازاتك ) كما أطلق الأمريكيون وسماً على تويتر Istandwithahmed# ليحوِّل سوء تقدير معلمته الي تعاطف شامل من المجتمع الأمريكي والعالمي مع أحمد .

لقد انفتحت أمام أحمد آفاق الحلم الأمريكي الواسعة وسيدخل الي البيت الأبيض وسيلتقي الرئيس وستتهافت عليه العروض من الشركات الأمريكية وهو في هذه السن المبكرة .

ماذا لو كان أحمد في السودان ؟ في مثل سبتمبر هذا قبل عامين سقط عشرات الأطفال شهداء في شوارع المدن السودانية وفي قلب العاصمة الخرطوم برصاص مليشيات حكومية تمتطي سيارات نُزعت لوحاتها عن قصد ليظل القاتل مجهولاً حتى هذه اللحظة !!! منهم من هو في عمر أحمد ومنهم من هو أصغر منه سناً ، ومنهم من هو في درجة ذكائه ومنهم من هو أذكى منه ، خرجوا في مظاهرات سلمية تطالب بخفض أسعار الوقود والسلع فحصدهم رصاص الغدر والجبن !!!

لو كان أحمد مشاركاً في تلك المظاهرات ربما كان اليوم في عداد أؤلئك الضحايا الذين مازالت حكومة السودان تجادل في عددهم وتُبرئ أجهزتها الأمنية وقناصتها من جريمة اغتيالهم ، ويتحدث رئيس الدولة عن تعويض أهلهم قبل معرفة القاتل ودون أن ينال العقاب الذي يستحقه !!!

ماذا لو كان أحمد في هوامش السودان حيث لا ماء ولا مدارس ولا مشافي ولا ملاعب ؟؟؟
ماذا لو كان أحمد في جبال النوبة وطائرات الأنتنوف تقذف حمم الموت فوق رأسه حيث تتناثر جثث الأطفال والشيوخ والنساء في كل مكان والرعب والخوف يملآن النفوس ؟؟؟
ماذا لو كان أحمد في تلال الإنقسنا وقذائف المورتر ودانات الراجمات وهدير المدافع والكلاشنكوف يتردد صداها ويختلط بعويل النائحات ؟؟؟
ماذا لو كان أحمد في سفوح جبل مرة ومليشيات الجنجويد تنشر الرعب وتنهب الممتلكات وتحرق الأرض وتغتصب النساء ؟؟؟؟
ماذا لو كان أحمد في قلب الخرطوم يبيع مناديل الورق وحبات المانجو والليمون عند تقاطع الإشارات الضوئية ، ويغسل السيارات على الأرصفة ، وينام ليلاً داخل مجاري المدينة ؟؟؟
ماذا لو كان أحمد خارجاً هذه الأيام وسط مظاهرة في شمبات أو الدروشاب تهتف عائد عائد يا سبتمبر ، عائد عائد يا أكتوبر ، عائد عائد يا أبريل ؟؟؟

لقد كان أحمد محمد الحسن موفقاً ومحظوظاً هاجر به والداه الي الولايات المتحدة الأمريكية ليخرج من كل هذا العذاب الذي يعيشه أطفال بلادي ، وليجد التعليم المجاني والرعاية الصحية المتكاملة والماء والهواء النظيف وتتوفر له كل وسائل النجاح فيبدع ويتفوق ، وعندما تسيئ معلمته التقدير يتجه المجتمع كله ليناصره ويقف الي جانبه ، ويخاطبه الرئيس شخصياً ويدعوه الي زيارة البيت الأبيض ، وتخاطبه مرشحة الحزب الديمقراطي انصافاً له وإحقاقاً للحق .

دماء الأطفال والشباب التي أُريقت ظلماً وغدراً قبل عامين في مدن السودان المختلفة وداخل عاصمته مازالت مقيدة ضد مجهول ، والحديث الخجول عنها هذه الأيام تحركه سياط المجلس العالمي لحقوق الإنسان وإرهاصات وضع الملف تحت الوصاية الدولية !!! من ينصف هؤلاء الضحايا من الأطفال والشباب ، ومن ينصب موازين العدل والقسط في هذا الوطن الجريح ؟
ها هو عمر البشير يغرد تغريدة خارج السرب داعياً الطالب أحمد محمد الحسن وأسرته للعودة الي السودان الذي هجروه له ، ناسياً أو متناسياً أن المهاجر مليئة بالسودانيين الأكفاء والأذكياء الذين دفعهم ظلم ذوي القربى بمضاضته الي الهجرة في أرض الله الواسعة بحثاً عن فرص التعليم والعمل وهروباً وفراراً من جحيم الإنقاذ !!!

لماذا يعود أحمد الي السودان الذي يجلس على رئاسته طاغية ظالم لأكثر من ربع قرن من الزمان ، يقتل الأطفال الذين هم في سنه دون ذنب وينكر قتلهم ، وعندما عاد والده العام الماضي لينافسه على الرئاسة سُدَّت وأُغلقت أمامه كل وسائل التنافس الشريف وجرى تزوير الإنتخابات أمام عينيه ، ومازالت الطعون التي تقدم بها بلا إجابات ، ثم عاد الي مهجره ليحكي لإبنه قصة تلك الدولة الفاشلة التي ذهب ليترشح لرئاستها ؟

لماذا يعود أحمد الي بلاد لم تنصف حكومتها أحداً قبله ، ويترك بلاداً اعتذرت له
واحتفت به وتسابقت كلها لتنصفه من رئيسها الي مواطنها العادي وفتحت له فرص النجاح والمستقبل الباهر ؟؟؟
إنَّ مثل هذه المزايدة الوقحة لا تصدر الاَّ من رئيس لا يستحي مثل عمر البشير ، يريد أن يخادع بها نفسه قبل أن يخدع بها الآخرين ، فلن يعود أحمد وسيلحق به الآلاف بل الملايين من الآباء والأمهات والأبناء الذين تمتلئ بهم كل يوم صالات المطارات وأرصفة الموانئ بحثاً عن أرض يحققون فيها أحلامهم ، واشتياقاً لأرض بها ملك عادل يعرف كيف يعتذر ، وهروباً من أرض جحيمها يستعر ، وفراراً من طاغية يقتل وكل يوم يستكبر !!!!!

الراكوبة

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

الأمن السوداني يصادر صحيفة بسبب تحقيق عن تلوث مياه النيل الأبيض


صادر جهاز الأمن والمخابرات نسخ صحيفة "السوداني"، فجر الجمعة، وأفاد صحفيون في الصحيفة بأن المصادرة جأت بسبب تحقيق صحفي حول تلوث مياه النيل الأبيض بالخرطوم، ومقالات خطها رئيس التحرير انتقد فيها طريقة اعتقال الصحفية صاحبة التحقيق.
JPEG - 20.8 كيلوبايت
مجرى النيل الأبيض ـ صورة إرشيفية
وأدانت منظمة صحفيون لحقوق الإنسان "جهر"، الجمعة الماضية، إعتقال الصحفية هبة عبد العظيم التي حررت تحقيقا حول تلوث مياه النيل بسبب مصرف لمنشأة عسكرية بالخرطوم.
وأورد تحقيق الصحيفة "أن تقريرا أعدته وزارة الصحة كشف عن تلوث مياه النيل الأبيض بولاية الخرطوم، بمواد كيميائية خطرة، وبمعادن الرصاص والكروم، وتخوفات من تضرر أكثر من مليونَيْ مواطن، وسط تخوفات من تسرب المواد الملوثة والمعادن الثقيلة إلى المياه الجوفية، التي تُعتبر مصدراً مُهمَّاً من مصادر مياه الشرب لبعض المناطق".
وأشار التحقيق إلى أن وزير الصحة بالخرطوم، مأمون حميدة، أطلع مجلس وزراء الولاية، في رمضان الماضي، على تقرير مُصوَّر يظهر مدى تلوث مياه النيل الأبيض "لدرجة أن التلوث الكيميائي من شدة تأثيره فصل مياه الصرف الصحي والنيل داخل مجرى النيل الأبيض بخط مستقيم واضح للعين المجردة".
وذكر حميدة أنه أخذ عينات من مياه النيل بجنوب الخرطوم وفحصها بمعامل داخل البلاد وخارجها، وأكدت النتيجة أن المياه ملوثة بالباكتيريا الضارة والجراثيم ومواد كيميائية ومعادن الكروم والرصاص المسببة للسرطان والكبد الوبائي والبلهارسيا.
وعقب نشر صحيفة "السوداني" للتحقيق جرى اعتقال الصحفية هبة عبد العظيم، بطريقة قالت عنها منظمة "جهر" إنها "ماكرة" بعد أن استدرجها جهاز الأمن إلى مول "عفراء" بالخرطوم عبر استخدام هاتف أحد معارفها ـ وهو موظف بولاية الخرطوم ـ حيث طُلب منها عبر الهاتف الحضور إلى المكان لغرض صحفي، وعند وصولها أحاطتها قوة أمنية واعتقلتها.
وتم التحقيق مع هبة منذ حوالي السادسة مساء الخميس قبل الماضي وحتى حوالي الثامنة مساءا، حول تحقيق تلوث مياه النيل الأبيض.
على إثر ذلك خط رئيس تحرير الصحيفة ضياء الدين بلال، في زاويته الراتبة "العين الثالثة"، مقالين انتقد فيهما الطريقة التي تم بها اعتقال محررة التحقيق.
تعاني الصحافة السودانية من تغول السلطات الأمنية للحد الذي يصل في كثير من الأحيان لمراقبة رجال الأمن القبلية للصحف.
ورغم توقف الرقابة القبلية، إلا إن جهاز الأمن دائما ما يعمد إلى مصادرة الصحف من المطبعة والذهاب بالنسخ إلى مكان مجهول، مطبقا عقوبة مذدوجة بالخسائر المادية والمعنوية.
سودان تربيون

الحركة الشعبية : القضاء مسيس ويتلقى أوامره مباشرة من النظام




الحركة الشعبية : القضاء مسيس ويتلقى أوامره مباشرة من النظام ونحذر النظام من مغبة تنفيذ أحكام الإعدام على أعضاء الحركة الشعبية المعتقلين في سجونه

حملت الأخبار الصحفية خبراً مفاده إن دائرة المراجعة بالمحكمة القومية العليا قد أيدت الحكم الصادر من محاكم النظام بمدينة سنجة والقاضي بإعدام وسجن معتقلي الحركة الشعبية وبعض قياداتها بمافيهم الرئيس والأمين العام وحاكم إقليم النيل الأزرق وآخرون.
تؤكد الحركة لشعبية بأن هذه الأحكام إن دلت على شئ فأنها تؤكد بجلاء بأن سلطات القضاة في البلاد أصبحت مسيسة تأتمر بأوامر النظام وأجهزته الأمنية والسياسية ولا تلتزم بأبسط قيم القانون والعدالة المعروفة التي يجب تتبعها.
إن هذه الأحكام الجزافية تؤكد إن الحكومة بدلاً من تهيئة أجواء الحوار فإنها تكشف عن عقليتها الحقيقية بإيعاز سلطات القضاة لإصدار هذه الأحكام الجزافية.
قيادة الحركة الشعبية تحذر النظام من مغبة تنفيذ الأحكام على أعضاء الحركة الشعبية المعتقلين في السجون وعلى النظام معاملتهم كأسرى حرب أو معتقلين سياسيين.
أما محاكمة رئيس الحركة الشعبية والأمين العام بالإعدام فهي جزء من الضريبة التي دفعها الألاف من أعضاء الحركة الشعبية والمدنيين ولن تثني الحركة الشعبية وقيادتها من الإنحياز لمطالب شعبنا في التحرير والحرية والديمقراطية وبناء دولة المواطنة بلاتمييز.


مبارك أردول

المتحدث بإسم ملف السلام

الحركة الشعبية لتحرير السودان

18 سبتمبر 2015م 

بكرى حسن صالح يتوجه إلى السعودية لأداء مناسك الحج



(سونا) -
توجه النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكرى حسن صالح إلى المملكة العربية السعودية صباح اليوم لأداء مناسك الحج يرافقه د. فضل عبد الله فضل وزير الدولة برئاسة الجمهورية ، وكان في وداعه بالمطار الأستاذ حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية وعدد من الوزراء.