السبت، 3 أكتوبر 2015

شراكة سودانية قطرية تركية تعيد الحياة لأحد أكبر مصانع النسيج بالسودان



يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة لإعادة إفتتاح أحد اكبر مصانع النسيج في السودان بمنطقة الحصاحيصا في ولاية الجزيرة، على يد الجيشان السوداني والقطري ومستثمر تركي، بعد سنوات من التوقف طالت منظومة كبيرة من مصانع الغزل والنسيج في البلاد.
وتوقف مصنع الصداقة للغزل والنسيج في الحصاحيصا قبل نحو 7 سنوات بعد أن آل لوزارة الدفاع لإنتاج الزي العسكري، لكن ماكينات المصنع بيعت كخردة لاحقا.
وأعلن نائب المدير العام للإنتاج والشؤون الفنية لشركة "سور" العالمية عاصم محمود، الشروع في وضع الترتيبات النهائية لافتتاح مصنع سور للغزل والنسيج (مصنع الصداقة سابقاً) بالحصاحيصا في نوفمبر المقبل بشراكة سودانية قطرية تركية وبتقنيات أوروبية، لتغطية السوق المحلي وزيادة القيمة المضافة واستيعاب عدد كبير من العمالة ما يزيد الدخل القومي.
وقال محمود إن المصنع يحتوي على ماكينات جديدة للغزل والنسيج والتريكو والتجهيز والصباغة وخياطة تريكو.
وأشار الى أن المصنع سينتج 40 طنا في اليوم من غزول القطن الخالص 100% والمخلوط بالبولستر، بينما تنتج مصبغة التجهيز 36 مليون متر في السنة، وينتج المصنع خياطة التريكو 3 مليون قطعة في السنة.
وأوضح عاصم أن المصنع سيدعم مصانع نسيج شندي وكوستي والدويم بإنتاجه من الغزل واعادة القماش المنتج ليتم صباغته وتجهيزه للتسويق، بجانب توفير احتياجات القوات النظامية من الملبوسات.
وكشف عن استيعاب المصنع لأكثر من 3 ألف من أبناء المنطقة خاصة العنصر النسائي في قسم الخياطة، وأضاف أن القطن المنتج حاليا يكفي حاجة المصنع، معلنا عن خطتهم المستقبلية بأن تتولى الشركة إدارة مصانع نسيج أخرى متوقفة مثل مصنعي "الحاج عبد الله" و"المناقل" إضافة إلى تصدير غزول للخارج.
وأفاد نائب المدير العام للإنتاج والشؤون الفنية لشركة سور العالمية أن الشركة تمتلك مصنعا ضخما بالخرطوم بحري (مصنع سور للملبوسات العسكرية والمدنية) والذي ينتج حالياً 6 ألاف قطعة يوميا.
يذكر أن الأطراف الثلاثة المشاركة في المصنع تشمل وزارة الدفاع ممثلة في التصنيع الحربي والقوات المسلحة السودانية، والقوات المسلحة القطرية، ومستثمر تركي أوكتاي أرجان.
سودان تربيون

الصمغ العربي ثروة السودان… واحتكار المستهلكين العالميين



إعداد – سلام ناصر

ثروات كبيرة تملكها جمهورية السودان بمساحاتها الشاسعة ذات الموارد الطبيعية المتنوعة، ولا سيما منها الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والمعدنية، إضافة إلى الغابات والثروة السمكية والمياه العذبة، إلا أن ثمة ثروة تضاف إلى قائمة ثرواتها الطبيعية، ألا وهي “الصمغ العربي” Gum Arabic المستخرج من شجر “الأكاسيا” Acacia، ويعتبر مكوناً أساسياً للكوكا كولا، ويأمل منتجوه بأن يحوّلوه مورداً كبيراً ينقذ المنطقة من الفقر الناجم عن الجفاف والحروب.
يستخرج “الصمغ العربي” من خلال تجريح جذع نوعين من أشجار “الأكاسيا” يسميان “الطلح” و”الهشاب”، اللذين ينبتان في السافانا (نوع من أنواع السهول الأرضية تمتاز بعشبها الأصفر المائل للبني) السودانية، ولا سيما في ولاية النيل الازرق وجنوب كردفان وجنوب دارفور التي ظلت لسنوات طويلة مسرحاً لنزاعات مسلحة.
ويحوّل الصمغ الى مستحلب يحمل اسم “اي 414” ويدخل في مكونات الكثير من المشروبات الغازية والسكاكر والحبوب مانعاً السكر من التحجر، ويعرف “الصمغ العربي” باسم “عصير شجرة السنغال”، واسمه العلمي أكاسيا سينغال (Acacia Senegal) أو أكاسيا سيال (Acacia seyal)، وهو بوليسكاريد طبيعي لا لون له، حتى اللون البني من هذا الصمغ لا رائحة له، يذوب في الماء الحار ويكون خيوطا لزجة طعمها حامض خفيف لا تذوب بالكحول.
وتستورد الولايات المتحدة الأميركية وحدها حوالي سبعة آلاف طن من الصمغ العربي سنوياً، على ما تفيد مصادر صناعية سودانية، على رغم الحظر الكامل على الواردات السودانية في هذا البلد العربي في الواقع في القارة السوداء.
واستثنت السلطات الاميركية هذا المنتج من الحظر في العام 2000، وشدَّد تقرير للكونغرس الأميركي في تلك الفترة على أن حظر استيراد الصمغ العربي من السودان، له تأثير كبير على الصناعات الغذائية الأميركية.

زراعة تحدّ من التصحر
ويقول الأمين العام للاتحاد السوداني لمنتجي الصمغ عبد المجيد غدير، إن الصمغ العربي هبة ارسلها الله للسودان، معبّراً عن أسفه لكون “المزارعين يعتبرونه زراعة هامشية جداً”.
ويعتبر عصام صديق، وهو من أوائل الذين صدّروا الصمغ، ان هذه الزراعة قد تقلب حياة المزارعين رأساً على عقب وتحد من التصحر وتضع حداً للنزاعات العسكرية من خلال حث السودانيين على وضع السلاح جانباً وحمل أدوات استخراج الصمغ مكانها.
ويقيم نحو 13 مليون شخص في منطقة انتاج الصمغ، بينهم خمسة ملايين ينخرطون في هذا المجال، إنْ في جمع الصمغ او قطع الاشجار.
لكن بهدف تحويل الصمغ الى مورد كبير، يجب ان يثمن وان يتم الاعتراف بمزاياه الطبية والعلاجية، كما يؤكد منتجوه.
ويرى صديق ان الصمغ هو من المواد التي يطلق عليها اسم “بريبيوتيك” Probiotic التي تقوم على تغذية البكتيريا النافعة في القولون، وتشمل خصوصاً الألياف الغذائية غير الذائبة في الماء.

احتكار المستهلكين
ويضيف: “هذا الغذاء الممتاز الحيوي للصحة وللطب، صنّف على أنه منتج من دون اهمية”، ويتهم صديق المشترين الغربيين بـ “احتكار المستهلكين العالميين” وعرقلة تطوير الصمغ، الذي عندما يباع كمستحلب لا يتجاوز ثمنه دولارين فقط للكيلوغرام الواحد “في مقابل اكثر من مئة دولار في حال تم الاعتراف بمزاياه كمنشط طبيعي للحركة الدودية في الأمعاء”.

هذا ويعتبر السودان المصدر الأكبر عالمياً للصمغ العربي، بإنتاجيته التي تجاوزت 80 بالمئة من الإنتاج العالمي للصمغ منذ خمسينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي، كما يستخدم الصمغ العربي في صناعة مستحضرات التجميل وصناعة الحلويات، فضلا عن بعض المنتجات الغذائية الأخرى. 

عروبة

رئيس جنوب السودان يعلن تقسيم بلاده إداريا إلى 28 ولاية


جوبا - وكالات

أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير، اليوم الجمعة، تقسيم البلاد إداريا إلى 28 ولاية بدلا من 10 ولايات، وذلك في إطار توسيع نطاق نظام اللامركزية الإداري في جنوب السودان.
وقال سلفا كير لدى إعلانه عن توسيع نطاق النظام اللامركزي في البلاد عبر التلفزيون الرسمي، اليوم، إنه ستكون هناك عاصمة لكل ولاية وإنه سيعين الحكام لكل هذه الولايات، فيما لم تعرف بعد الدوافع وراء إعلان رئيس جنوب السودان زيادة عدد الولايات.
وكان المتمردون الذين يقاتلون الحكومة قد اقترحوا إقامة نظام فيدرالى قائلين أنه سيكون مفيدا في تخصيص المزيد من السلطات على المستوي المحلي.
وذكر زعيم المعارضة بجنوب السودان لام أكول إنه فوجئ بإعلان سلفا كير وسيعلق عليه، اليوم السبت.
يذكر أن جنوب السودان تعرضت للدمار جراء صراع مدني منذ ديسمبر 2013 عندما تحول صراع على السلطة بين سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار إلى العنف.
وأدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص كما شرد مليوني شخص آخرين، ولم ينجح اتفاق سلام أبرم مؤخرا في وقف القتال.

آلية وثبة البشير : موافقة مشروطة لـ"الأمة والإصلاح الآن" للمشاركة في الحوار



كشفت آلية (7+7) عن موافقة مشروطة لكل من حزب الأمة القومي وحركة الإصلاح الآن، لأجل المشاركة في أعمال المؤتمر العام للحوار الوطني بين الفرقاء السودانيين والمقرر له 10 أكتوبر المقبل، بمشاركة بعض رؤساء دول الجوار.
وقال مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود حامد، عضو آلية (7+7 )، إن الحوار الوطني شامل لكل أهل السودان وسيفضي إلى وثيقة وطنية لحل جميع القضايا والمشاكل التي تعاني منها البلاد منذ استقلالها.
وأكد حامد الذي يشغل منصب نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، أيضاً، نجاح زيارة وفد الآلية أخيراً إلى تشاد، مبيناً أنها حققت أهدافها تماماً، وقال إن الوفد قدم شكره للرئيس إدريس ديبي لما بذله من جهد لتحقيق السلام في السودان والعمل من أجل إنجاح الحوار السوداني.

إقناع الحركات
وأوضح مساعد الرئيس البشير، أن الرئيس ديبي أكد مواصلة مساعيه لإقناع الحركات المسلحة للانضمام إلى مائدة الحوار الوطني، مبيناً أن تشاد كانت المحطة الأولى في زيارات وفد الآلية إلى دول الجوار، وأضاف "الفرصة مواتية الآن للحركات المسلحة للوقوف مع صف الشعب السوداني". 
وفي السياق، أكد عضو الآلية التنسيقية العليا للحوار عثمان أبو المجد عضو لجنة تهيئة المناخ لــ"الشروق"، مشاركة عدد من الحركات المسلحة في الحوار الوطني، وأوضح أنه تم اقتراح تضمين عدد من القيادات إلى قائمة الشخصيات القومية والنسوية داخل آلية الحوار.
وكشف عن مشاركة مرتقبة لعدد كبير من الأحزاب التي غادرت طاولة الحوار في بداياته الأولى، وقال إن حزب الأمة القومي وافق على المشاركة في الحوار وفق شروط يمكن مناقشتها، بجانب حزب حركة الإصلاح الآن والتي هي الأخرى وضعت شروطاً للمناقشة.
ومن جهته، قال عضو الآلية عبود جابر إنه لا يستبعد مشاركة الصادق المهدي في الحوار، كاشفاً عن تحركات مكثفة داخل أروقة الآلية استعداداً للمؤتمر، مشيراً إلى تقديم الدعوات للاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ودول صديقة ورؤساء داعمين للحوار على المستوى الإقليمي والدولي.


شبكة الشروق

"حقوق الإنسان" يبقي على السودان تحت البند العاشر


أبقى مجلس حقوق الإنسان في جنييف التابع للأمم المتحدة على السودان تحت البند العاشر، وذلك دون أي تصويت تحت بند "الإشراف"، وقرر المجلس تجديد ولاية الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان لمدة سنة واحدة.
والبند العاشر متعلق بتقديم الدعم الفني وتطوير القدرات، على عكس مطالبات الولايات المتحدة بالإبقاء على السودان تحت البند الرابع أو الثاني. 
وقال مسؤول ملف حقوق الإنسان بالبعثة السودانية الدائمة بجنييف خالد موسى ، إن السودان استطاع أن يقدم بيانه باسم المجموعة الأفريقية وحظي بإجماع خلال اجتماعات المجلس، وأشار إلى أن الدبلوماسية السودانية بذلت جهوداً كبيرة لإبعاد المساعي الرامية لإعادة السودان للبند الرابع.
وقال إن البيان الذي صدر من المجلس لا يمس السيادة الوطنية أو الخطوط الحمراء، موضحاً أن السودان استطاع أن يخفف من لغة البيان بفضل الدعم الذي وجده من المجموعة الأفريقية.
وفي السياق، طلب المجلس من الخبير المستقل أن يقدم تقريراً إليه في دورته الثالثة والثلاثين، ودعا حكومة السودان لمواصلة تعاونها الكامل مع الخبير.
وأبدى مجلس حقوق الإنسان قلقه إزاء ما ورد في التقارير بشأن إغلاق بعض المنظمات غير الحكومية، والقيود المفروضة على وسائط الإعلام، والرقابة على المنشورات قبل صدورها وبعده، ومصادرة الصحف، وفرض الحظر على بعض الصحفيين، وانتهاك الحق في حرية التعبير وفي حرية تكوين الجمعيات والتجمع السلمي.


شبكة الشروق

الاتحاد الإفريقي ومنهج الإفلات من العقاب


محجوب محمد صالح

استهلت لجنة وزراء الخارجية الأفارقة التي شكلها الاتحاد الإفريقي لمتابعة أمر القضايا التي تنظرها المحكمة الجنائية الدولية نشاطها في أروقة مجلس الأمن بعقد اجتماع بمقر الاتحاد الإفريقي في نيويورك لإجازة أجندة نشاطها في الفترة المقبلة، وقد اتفق وزراء الخارجية على التحرك في عدة اتجاهات أولها تقديم طلب من رئيس الاتحاد الإفريقي لهذه الدورة ورئيس جمهورية زيمبابوي، روبرت موغابي، لمجلس الأمن يطلب فيه تأجيل القضايا المرفوعة ضد رئيس جمهورية السودان ونائب رئيس جمهورية كينيا، ويشمل نشاط اللجنة المكونة من عشرة وزراء خارجية إجراء اتصالات بالدول الأعضاء بمجلس الأمن وبصفة خاصة الأعضاء الدائمين في محاولة لإقناعهم بقبول الاقتراح الإفريقي بتأجيل المحاكمات.

الطلب الإفريقي قاصر على التأجيل فقط لأن مجلس الأمن لا يملك أي حق سواه بالنسبة للمحكمة، ولا يستطيع أن يسحب القضايا من المحكمة أو يتدخل في مسارها بأي شكل من الأشكال، وقصارى ما يسمح به القانون هو أن يطلب مجلس الأمن فقط في القضايا التي أحالها للمحكمة أن تؤجل نظرها لمدة عام قابل للتجديد.

المحكمة الجنائية الدولية هي في حقيقة الأمر الجناح الجنائي لمجلس الأمن ولكنها جهة مستقلة ومحايدة ولا يتدخل المجلس في عملها بأي صورة من الصور سوى أن قانون المحكمة يمنح المجلس الحق في إحالة القضايا ذات الطبيعة الجنائية المتعلقة بانتهاك القانون الإنساني أو الإبادة الجماعية إلى المحكمة حتى لو كانت الدولة المتهمة ليست عضوا في اتفاقية روما المنشئة للمحكمة الدولية، وفي هذه الحالة يملك المجلس الحق فقط في طلب تأجيل القضية لعام واحد قابل للتجديد؛ ولذلك لم يطلب الاتحاد الإفريقي من مجلس الأمن سحب القضية أو شطبها أو إحالتها لمحكمة خاصة أو هجين؛ لأنه يدرك أن مجلس الأمن لا يملك ذلك الحق، وتأجيل النظر في القضايا –حتى لو تحقق- لن يحل المشكلة وستظل القضية قائمة.

وحتى تأجيل النظر في القضايا تكتنفه صعوبات خاصة أنه قد تنظر إليه بعض الدول الأعضاء –على رأسها الدول دائمة العضوية– باعتباره خطوة في طريق الإفلات من العقاب فتعارضه ما لم يكن جزءاً من صفقة متكاملة، ولذلك يرى المراقبون أن الاقتراح سيواجه صعوبات ومطالب بتسويات شاملة.

على أن الاتحاد الإفريقي حدد للجنة وزراء الخارجية مهام أخرى من بينها إدارة حوار مباشر مع المحكمة الجنائية الدولية عبر الدول الإفريقية الموقعة على ميثاق روما وعددها حوالي الثلاثين دولة، ووزراء الخارجية مطالبون بالتنسيق مع هذه الدول بأن يطالبوا باسم إفريقيا في اجتماع الجمعية العمومية للدول الموقعة على ميثاق روما والتي من المقرر أن تنعقد في شهر نوفمبر القادم بفتح ملف علاقة الدول الإفريقية بالمحكمة وشكوى بعض الدول بأن كل القضايا المعروضة على المحكمة هي قضايا ضد دول أو جماعات إفريقية، وفي هذا الإطار يود الاتحاد الإفريقي أن يروج لمشروع (المحكمة الإفريقية للعدالة وحقوق الإنسان) التي سبق أن قرر الاتحاد إنشاءها وأجاز بروتوكولها قبل اثني عشر عاماً ولكنها لم تنشأ حتى الآن، 

وقد دخل ميثاقها حيز التنفيذ قانونياً في العام 2009 وتقرر أن يكون مقرها في دولة تنزانيا، ولكن تشكيلها تعذر لأسباب عديدة من بينها التمويل المطلوب لإنشائها، وقد عهد الاتحاد الإفريقي الآن للجنة وزراء الخارجية بالترويج للمشروع وبحثه مع مجلس الأمن والمحكمة الدولية، لكن هذه المحاولة ستصطدم أيضاً بعقبات أهمها أن الاتحاد الإفريقي يصر على منح حصانة للرؤساء الأفارقة ورؤساء الوزارات وكبار المسؤولين تمنع محاسبتهم أو مساءلتهم أثناء توليهم لمناصبهم الرسمية، وقد حاولت كينيا في العام 2013 طرح تعديل لميثاق روما في اجتماعها الشهر المقبل لتبقي على هذه الحصانات من خلال اقتراح تجيزه الجمعية العمومية، لكن الاقتراح سقط وسيحاول الوزراء تقديمه للجمعية العمومية لميثاق روما في اجتماعها القادم دون أدنى أمل في نجاحه، وهذا الموقف الإفريقي سيؤثر سلبا على مشروع المحكمة الإفريقية ذلك أن المحكمة وقبل أن تنشأ طرح اقتراح في قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في غينيا الاستوائية عام 2014 ينص على منح الحصانة للرؤساء ورؤساء الوزارات وكبار المسؤولين حصانة كاملة خلال فترة توليهم مناصبهم، وقد طرح الاقتراح كتعديل لبروتوكول المحكمة الإفريقية التي ما زال إنشاؤها متعثرا وما زال التداول يدور حوله، ومحكمة تمنح مثل هذه الحصانة لن يعترف بها العالم كآلية عدلية قادرة وراغبة في إعمال مبدأ المحاسبة التي تطال الجميع.

لكل هذه الأسباب لا نتوقع نجاحا يُذكر للمسعى الإفريقي والجهد الذي ستقوم به لجنة وزراء الخارجية في أروقة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن.

mahgoubsalih@maktoob.com
القطر

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

سفير السودان في الكويت "كيسو فاضي": وأمن المؤتمر الوطني يدير السفارة ! .. بقلم: عبدالحليم بدوي



مثلما يُحكم السودان بواسطة جهاز الأمن والمخابرات, مع وضع البشير في الواجهة العدمية, فقد تبين أن سفارة السودان في الكويت تسير على الخطى ذاتها, بعدما ظهر جليا أن السفير الجديد محي الدين سالم "كيسو فاضي" وليس سوى مظهر خارجي تتم إدارته بالريموت كنترول الموضوع تحت تصرف عدد من أمن المؤتمر الوطني الذين انتشروا في هذه الدولة الخليجية انتشار النار في الهشيم.

ومنذ أن حطت أقدامه لقي نفسه محاطا بأعداد غفيرة منهم, وبرزوا أول ما برزوا له في حفل العشاء الترحيبي الذي أقامه في بيته, ومن يومها صاروا يحيطون به كالسوار في المعصم, حتى اقنعوه بإنشاء (مجلس استشاري) للسفارة يسن القرارات ويمهد الطريق لمجلس جديد للجالية لا يخرج عن طوعهم. وهؤلاء هم الذين تسببوا في احالة السفير السابق يحيى عبدالجليل الى المعاش وهو في عز الصبا, لأنه "دبلوماسي فعلا" وليس معينا مثل صاحبنا هذا لأنه كوز. وللمفارقة فإن عبد الجليل الذي احيل للتقاعد اصغر من الجديد هذا بنحو 22 عام!

حلم المجلس الاستشاري تحول في خيالهم الى كابوس, بعد ان افتضح امرهم وبانت خططهم التدميرية للعامة, فسكتوا عن ترديد اسطوانة (الاستشاري) واختاروا الرجوع الى سياق اقامة انتخابات يسفر عنها مجلس جديد للجالية, وهو الأمر الذي جندوا له طاقاتهم الذهنية والبدنية والمالية وشرعوا في حملة (دعاية انتخابية) مسبقة وسط السودانيين, يقودها السفير بنفسه واركان سفارته والمحيطين به من الطفيليين والانتهازيين القوادين وحارقي البخور وآكلي السحت.

أول ما فعلوه لجمع الناس واستمالتهم الى جنبهم, اقامة (دورة رياضية) في ذكرى احد كبار اعضاء المؤتمر الوطني الذي توفي هنا قبل سنوات قليلة, حضرها "الكيسو فاضي" وجماعته (انظر الصورة) وتم تسديد نفقاتها الكاملة من جيب السفير واركان سفارته والمنافقين الآخرين الذين لم يزر أغلبهمالراحل لا في المستشفى حين مرضه, ولا في المقبرة حيث ووري الثرى. وطبعا تم استغلال المناسبة (ومناسبة أخرى سنتطرق لها أدناه) للتطبيل والتهليل واقتراح اسماء اطباء اعضاء في المؤتمر الوطني لرئاسة الجالية!

ومادام الشيئ بالشيئ يذكر, فإننا ننعش ذاكرة هؤلاء بما كان عليه السودانيون في الكويت قبل مجيئ هؤلاء الدهماء, وكمثال فقط نشير الى اضطلاع جمعية التكافل (بالشراكة والتنسيق مع كيانات أخرى مشابهة) بتأبين الراحل الكبير ضياء الدين مصطفى, حيث تدافع اصدقاؤه واحبابه للمساهمة في علاجه وتم جمع اكثر من 11 ألف دينار (الدينار = 3 دولار تقريبا) كما اقامت الجمعية دورة رياضية على ذكرى روح ضياء وانسانيته ولطفه وسبقه بالخير على جميع الناس قبل ان يقعده المرض وينهي حياته.. وقد اقيمت الدورة بشفافية ليست غريبة على أهل التكافل, ومازالت حسابات الدورة المالية وأوجه صرفها منشورة لمن يريد الاطلاع على صفحات مواقع التواصل.

الحادث الثاني الذي سعت السفارة وطفيلييها من مستجدي النعمة الى استغلاله, اقامة حفل للمعايدة في دار السفارة في ثاني ايام عيد الاضحى الماضي, والذي قوطع بشكل غير مسبوق ولم يهتم غير 14 شخص فقط بالذهاب الى هناك (انظر الصورة المرفقة).

وعندما نقول انه حدث غير مسبوق, فإننا نستحضر المناسبات التي كان يتدافع فيها السودانيون المغتربون في الكويت لملاقاة بعضهم في مثل هذه المناسبات, ياتون افرادا او مصحوبين بعائلاتهم في مظهر يستحضر الوطن وتقاليده الجميلة وتضامن اهله وتآلفهم ونقاء سريرتهم. كان ذلك حين كان عدد السودانيين هنا لا يتعدى ألف شخص, لكنهم غابوا في يوم السفارة الاخير وعددهم يناهز 8 آلاف.. ولم يدر بخلد السفير واتباعه ابدا هذا السؤال: لماذا غابوا وهم اغلبية وكانوا يتدافعون بالتهاني والامنيات حينما كانوا اقلية؟

الشاهد ان هذا المظهر الفرايحي الذي كان يحكي سيرة السودانيين المغتربين في الكويت في الاعياد, يجد شبيهه المثالي ايضا اذا مرض شخص ما, او قضى نحبه.. تجدهم في اروقة المستشفيات وفي فضاء المقابر يدا بيد وكتفا بكتف. كل ذلك غاب منذ ان اتى هؤلاء الدهماء وخربوا مكارم اخلاق الناس. من يذهب للمقابر اليوم؟ السفير وطفيلييه.   اما الحادث الثالث الذي حاولوا استثماره ضمن خطة الترويج للانتخابات فقد تمثل في حفلة غنائية في عطلة العيد, نظمها طباخ السمّ و(ممسحة السفارة وطفيلييها) في احدى الصالات, لكن بتمويل من سفارة الكيزان. وطبعا امتطى طباخ السمّ المسرح وبدأ في وصلة التهليل والتطبيل واقتراح اسماء الأطباء ومهندسي البترول من الأمنيين ومستجدي النعمة لترؤس مجلس الجالية الجديد.

لكن الحفل انتهى نهاية اسيفة لهؤلاء, فقد تبين انه كان مجانيا ثم تفاجأ زواره بأن له رسوما معلومة, فاشتعل شجار نتيجة الاختلاف في توزيع الغلة.

هذا الشجار انتقل من داخل الصالة, في نهاية الحفل, الى خارجها حيث اشتبك المختلفون بالايادي واثاروا ضجة كبيرة ازعجت السكان في الجوار فخرج احد المواطنين واطلق عيارا ناريا في الهواء لفض التجمهر المريب, في صورة تعكس واقعا مريرا لم يألفه السودانيون المغتربون في الكويت منذ اول سوداني دخل الى هذه البلاد قبل 60 عام.. ويا للأسف!

لنا عودة.    

   inf0.media@hotmail.com

سودانايل